اسلاميات

هل يجوز الإحرام من الفندق في مكة

هل يجوز الإحرام من الفندق في مكة دون الذهاب إلى الحرم المكي؟ هذا السؤال دامئًا ما يشغل بال المعتمرين، حيث أن هنالك الكثير من المعتمرين يفكرون في السفر إلى المملكة العربية السعودية والإقامة فيها عدة أيامٍ قبل أداء مناسك العمرة، ولكن بعضهم قد يعاني القليل من الصعوبة في أداء بعضًا من مناسك الحج، كالإحرام وطواف البيت، لذا فيعد هذا السؤال شاغلًا لبالهم بشكل كبير.

هل يجوز الإحرام من الفندق في مكة

أجاب الفقهاء على سؤال هل يجوز الإحرام من الفندق في مكة منذ فترة مثل الإمام ابن باز -رحمه الله- حيث فرق بين مقاصد المسافر نفسه إلى مقصدين:

  • إذا جاءوا من بلدهم لسبب أداء العمرة فقط، وهو السبب الرئيس في السفر، فلابد من أن يحرم من ميقات بلده لا من الفندق.
  • إذا جاء المسافر لأي سببٍ نحو التجارة أو العلاج أو العمل، ومن ثم قرر عمل العمرة دون نيةٍ مسبقةٍ وقصدٍ في السفر، فالإحرام يكون من جدة حتى لو كانوا من مصر أو الشام أو العراق أو اليمن.

كما أضاف فقهاءٌ آخرون صِنفًا آخر، وهو المتمتع بعدما يتحلل من ملابس الإحرام للعمرة ويلبس ملابسه العادية في يوم التروية أو يوم عرفة كما يريد ويوفقه الله، حينها يحرم من مكانه الذي يقيم فيه سواءً كان فندقٍ أو شقةٍ سكنية، ولا يجب عليه الخروج إلى أدنى محل.

ما هي المواقيت المكانية للإحرام

الميقات المكاني هو الحد الفاصل حول بيت الله الحرام الذي لا يجب على من أراد الحج أو العمرة أن يعبره إلا إذا كان محرمًا، وإن لم يكن محرمًا فيجب عليه العودة إلى الميقات والإحرام من هناك، فإن لم يستطع فعليه الفدية شاةً يتم توزيعها على فقراء المكان.

أما سكان مكة فيجب عليهم الإحرام من محل سكنهم، وليس عليهم الذهاب إلى مكانٍ معينٍ للإحرام، وفي ذلك تعظيم لبيت الله الحرام.

اقرأ ايضًا: فنادق مكة القريبة من الحرم والمميزات التي تقدمها هذه الفنادق

ما مواقيت أهل كل بلد

حدد الرَسولُ -اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم- ميقاتًا مكانيًا لكل أهل بلدٍ يُحرم منه، وذلك في الحديث الشهير الذي رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: “إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقَّتَ لأهْلِ المَدِينَةِ ذَا الحُلَيْفَةِ، ولِأَهْلِ الشَّأْمِ الجُحْفَةَ، ولِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ المَنَازِلِ، ولِأَهْلِ اليَمَنِ يَلَمْلَمَ، هُنَّ لهنَّ، ولِمَن أتَى عليهنَّ مِن غيرِهِنَّ مِمَّنْ أرَادَ الحَجَّ والعُمْرَةَ، ومَن كانَ دُونَ ذلكَ، فَمِنْ حَيْثُ أنْشَأَ حتَّى أهْلُ مَكَّةَ مِن مَكَّةَ” (صحيح البخاري 1524)

كما ذكرنا قبلًا أن للحج مواقيتٌ محددةٌ كما أن لها أحكامًا فصلها الفقهاء، وفي هذا الحديث يروي عبد الله بن عمر أن رجلًا جاء للرسول -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم- في المسجد النبوي وسأله: “من أين تأمرنا أن نحرم ونبدأ التلبية والإهلال”، أي رفع الصوت بالتلبية والإحرام للحج أو العمرة، فأمر النبي -اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم- بـ:

  • أهل المدينة: الإحرام من ذي الخليفة (موضعٌ خارج المدينة) بينه وبين مكة 420 كم، وهو أبعد المواقيت عن بيت الله الحرام.
  • أهل الشام ومن مر على طريقهم: الإحرام يكون من الجُحْفةِ وهي قرية بجوار رَابِغَ، يبعد عن مكة بـ190 كم.
  • أهل نجد (أرضٌ بيْن الحِجازِ والعراقِ) ومن مر بطريقهم: الإحرام يكون من قَرْنٍ وهي “قَرْنِ المنازلِ”، واسمها في وقتنا الحاضر هو “السَّيلَ الكَبيرَ”، تقع شَمالَ مَدينةِ الطائفِ بحوالي 55 كم، وتبعد عن مكة بـ 75 كم، ونجْدٌ الآنَ تقع في الجَزيرةِ العربيَّةِ.
  • أهل اليمن: الإحرام يكون من جبل يَلَمْلَمَ في جَنوبِ مكَّةَ، ويَبعُدُ حوالي 85 كم في ناحية الجنوب.

أيضًا يقول عبد الله بن عمر أنه لم يعلم بنفسه الجزء من الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه، وذلك لحرص الصحابة رضوان الله عليهم في تحري الدقة في تبليغ الحديث.

اقرأ ايضًا: معلومات عن مكة المكرمة وحدودها ومساجدها

المصادر والمراجع

  • كتاب الحج والعمرة عن دار الإفتاء المصرية.
  • مجموع فتاوى ابن باز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى