احكام تلاوة النون الساكنة والتنوين والميم الساكنة
احكام النون والميم الساكنة نقدمه لكم اليوم عبر موقعنا البلد حيث أن القرآن الكريم منزل من عند الله سبحانه وتعالى على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام لهداية الناس أجمعين، وقد أمرنا الله عز وجل بتعلم القرآن الكريم على النحو الصحيح، والتدبر في معانيه، وحسن تلاوته، وقد كان النبي الكريم يقرأه مُرتلاً ومجوداً، لذلك يجب أن نتعلم الأحكام الخاصة بالتلاوة والتجويد، ومن الأحكام التي سنتعرف عليها في علم التجويد احكام النون والميم الساكنة.
احكام النون والميم الساكنة
التجويد هو علم يهتم بالبحث في القواعد الصحية للتلاوة، وهو إخراج الحروف من مخارجها الصحيحة، والاهتمام بها من حيث الأحكام والصفات، وقد كان النبي عليه أفضل الصلاة والسلام يجود القرآن بالعفوية، بدون إدراك القواعد، وعلى سجيته، كما كان العرب يقرؤونه بسهولة وبطريقة بها طلاقة، وذلك لأنهم كانوا يمتلكون اللغة السليمة، وكانوا يتمتعون بسلامة السليقة.
ولكن بعدما تم فتح بعض البلاد الأعجمية، ودخل الإسلام في بلاد العجم، كان من الصعب عليهم تلاوة القرآن الكريم، وكانوا يُخطئون فيه بشكل كبير، لذلك اهتم الصحابة رضي الله عنهم بتعليمهم كيفية التلاوة للقرآن بشكل صحيح، حين أمر سيدنا علي ابن أبي طالب أبا الأسود الدولي بوضع أسس علم التجويد، ومن بعده تولى بعض العلماء هذه المسئولية، مثل الفراهيدي.
ونرشح لك أيضًا المزيد من خلال: من اول من الف في احكام القران
معلومات عن احكام النون والميم الساكنة في علم التجويد
كما ذكرنا فإن علم التجويد من العلوم التي لها قدر كبير من الأهمية عند قراءة القرآن الكريم، لذلك قام العديد من العلماء بإصدار الكتب المتعددة التي تشرح الأحكام الخاصة بالتجويد، للتعرف على أحكامه، ومن بينها احكام النون والميم الساكنة.
ويُعد الهدف الرئيسي من التعرف على هذه الأحكام التوصل لأفضل قراءة للقرآن الكريم، وأعلى مستوى من الإتقان، من خلال مراعاة القيم الجمالية في الحروف عند النطق بها، وتجنب الأخطاء في التلاوة قدر الإمكان عند قراءة وتلاوة القرآن الكريم.
أحكام النون الساكنة والتنوين
النون الساكنة هي النون التي تخلو من الحركات، وأما التنوين هو الذي يبدو في نهاية الكلمة، ويكون بشكل ضمتين، أو كسرتين، أو فتحتين، ويوجد أربعة من الأحكام بشأن النون الساكنة، وهم كالتالي:
- الإظهار: ويُقصد به التنوين بدون غنة، أو النطق بالنون الساكنة، ويتضمن 6 من الحروف وهي، خ، ح، ع، غ، ء، ه، وهو ما يُطلق عليه اسم الإظهار الحلقي، وذلك بسبب أن الحروف الخاصة به مخرجها الحلق.
- الإدغام: ويُقصد به إدخال التنوين أو النون بالحرف الذي بعدهما من الحروف الخاصة بالإدغام، حيث يتم نطقها بشكل حرف مشدد واحد، ويوجد قسمان من الإدغام، وهما الإدغام بغنة، أي أنها تظهر عند النطق بالحرف، وحروفه هي، ن، م، ي، و، وأما الإدغام بدون غنة فحروفه هي، ل، ر.
- الإخفاء وهو الذي يجعل التنوين والنون الساكنة ما بين الإظهار والإدغام، أي بشكل وسطي أثناء النطق بهما، لو جاء بعدهما أي من حروف الإخفاء، ويجب عدم التشديد على التنوين أو النون خلال النطق، وتتضمن حروف الإخفاء 15 حرف وهي، ص، د، ط، ظ، س، ث، ذ، ج، ك، ق، ش، ز، ف، ت، ض.
- الإقلاب: وهو القيام بتبديل حرف في مكان حرف آخر، حيث يتم تبديل حرف الباء بالميم بغنة ولكن ليست ظاهرة، وذلك في حالة التقاء التنوين مع الباء، أو التقاء الباب مع النون الساكنة.
أحكام الميم الساكنة
يمكن تعريف الميم الساكنة بأنها التي تكون ساكنة في حالة الوقف والوصل، ويمكن أن تأتي بمنتصف الكلمة، أو بنهايتها بالاسم، والحرف، والفعل، ويوجد 3 من الأحكام للميم الساكنة نوضحها كالتالي:
- الإخفاء الشفوي: وهو حرف الباء فقط، فعند التقاء حرف الميم الساكن مع الباء، فيتم إخفاء الميم في الباء، ويكون الإخفاء بغنة، وهو ما يُطلق عليه اسم الإخفاء الشفوي، حيث أن حرفي الباء والميم لهما نفس المخرج في النطق.
- إدغام المثلين الصغير: ويحدث عندما تلتقي الميم الساكنة مع الميم المتحركة، حيث يتم إدغام الميم الأولى بالثانية، ويتم لفظهما بشكل ميم واحدة ولكن تكون مُشددة بغنة.
- الإظهار الشفوي: وهو القيام بنطق حرف الإظهار مع حرف الميم بدون تغيير، وبدون غنة، حين التقاء حرف الميم الساكنة بحروف الإطهار الشفوي، والتي تتضمن 26 حرف، باستثناء حرفي الباء والميم فقط منهم.
أمثلة على الفرق بين أحكام النون الساكنة والميم الساكنة
قد يجد القارئ عند تلاوته للقرآن الكريم العديد من الكلمات التي تُختم بالميم الساكنة أو النون الساكنة، مما يجعله يُخطأ خلال قراءة القرآن الكريم، لذلك سوف نعرض أمثلة على الفرق بين الميم الساكنة والنون الساكنة:
الميم الساكنة
- قوله تعالى، (حِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ)، نجد هنا أنه يجب تطبيق الإخفاء الشفوي للميم، بسبب وجود حرف الباء بعده، لذلك يجب إخفاء الميم بالغنة،.
- قوله تعالى، (لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْله)، نجد حكم الإدغام هنا، وذلك عند اتباع الميم الساكنة بالميم المتحركة، ويتم معاملة الاثنين معاملة الميم الواحدة مع وجود غنة بحركتين.
- قوله تعالى، (وأنزلنا إليكم نوراً مبينا)، نجد هنا حالة الإظهار الشفوي للميم الساكنة عندما يأتي ورائها حروف الإطهار الشفوي، باستثناء الباء والميم، لهذا يتم نطق الميم بشكل واضح.
النون الساكنة
- الإظهار: ويتم فيه نطق الحروف بدون غنة ومن حروف الإظهار، ه، ،ء، ح، ع، خ، غ.
- الإدغام، وفيه يتم دمجين 2 من الأحرف ويخرجان في النطق كحرف مشدد، ويكون النطق مائل لثاني حرف، ويوجد منه 2 من الأنواع، وهما الإدغام بغنة، مثل لفظ موال، حيث يتم نطقه منوال، والإدغام بدون غنة، مثل كلمة لدنة، يتم نطقها ملدنة.
- الإقلاب: ويُقصد به حرف الباء، الذي لو جاء بعد النون أو التنوين، بكلمة أو اثنتين، يتم نطقه مثل الميم، مثل كلمة( سميع بصير).
- الإخفاء: وهو باقي الحروف المتبقية من الأحكام التي ذكرناها، فلو جاءت بعد النون الساكنة أو التنوين، يكون نطقها بشكل وسطي ما بين الإدغام والإظهار، ويتم نطقها بغنة، ومن الأمثلة عليها كلمة، ( منصورا).
أحكام التجويد في القرآن
بشكل عام فإن أحكام التجويد في القرآن تشتمل على الأحكام التالية:
- أحكام القلقلة.
- أحكام الترقيق والتفخيم.
- أحكام اللام الساكنة.
- أحكام همزة الوصل.
- أحكام الإدغام العام المتجانسين.
- أحكام الإدغام العام المتقاربين.
- أحكام الميم والنون المشددتين.
- أحكام الميم الساكنة.
- أحكتم التنوين والنون الساكنة.
فضل تجويد القرآن الكريم
لتجويد القرآن عند التلاوة فضل عظيم وذلك لقوله تعالى،{وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}، فالآية الكريمة تعني أن ترتيل يكون عن طريق قراءة القرآن بالمواصفات التي أمرنا بها الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، وقد تم نقلها من بعده بالتواتر، ومن خلال الحديث النبوي الشريف، وذلك كما قرأها سيدنا جبريل عليه السلام، ولا يكون ذلك إلا من خلال تعلم الكيفية الصحيحة لقراءة القرآن الكريم وتلاوته، والالتزام بجميع الأحكام الخاصة بالتجويد والتلاوة، أو ما يُعرف بعلم التجويد.
ولهذا العلم فضل كبير لأنه يُعلم المسلم القراءة الصحيحة للقرآن كما كان يقرأه الصحابة والنبي الكريم بدون أخطاء، كما جاء في النص الأصلي المنزل من عند الله عز وجل، لذلك كلما تم اتقان القراءة للقراءة ارتفعت منزلة المسلم عند الله سبحانه وتعالى، ونال عظيم الأجر والثواب.