هل يجوز إخراج زكاة الفطر قبل العيد بأسبوع؟
هل يجوز إخراج زكاة الفطر قبل العيد بأسبوع؟ وما هو توقيت إخراجها؟ حيث إن أداء الزكاة ركن من أركان الدين الإسلامي الخمسة، لذلك يحرص المسلمون على القيام بهذا الركن، لما لها من أثر معنوي في مساعدة المحتاجين من الناس وتقضية حوائجهم، فيجازي الله من عباده من يحرص على نفع الغير ويُنفق مما أتاه الله من فضله.
فالمال كله رزق من الخالق، يرزق به من يشاء من عباده، لذلك لا يجوز لأحد أن يبخل فيه على غيره، لذلك من خلال موقع الماقه سنقدم لكم إجابة هل يجوز إخراج زكاة الفطر قبل العيد بأسبوع؟
هل يجوز إخراج زكاة الفطر قبل العيد بأسبوع؟
قال الله تعالى في سورة الأعلى: “قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ (15)” إشارة إلى ضرورة إيتاء الزكاة تطهيرًا للنفس وضمانًا لصلاحها.
اختلف أهل العلم في تحديد توقيت إخراج زكاة الفطر، فنجد اختلاف أقوال الأئمة والمذاهب الفقهية الأربعة متباينة في هذا الصدد، لذا نستدل بالسنة النبوية الشريفة لما ذُكر على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم، بالإشارة إلى أن الأصح والأرجح وما تم النص عليه في السنة، أن يتم إخراج زكاة الفطر قبل الذهاب إلى صلاة العيد، ويمكن أن يتم إخراجها في اليوم الأول للعيد كاملًا، لكن لا يتم تأخيرها عن أول يوم العيد.
مع تسمية تأخيرها إلي ما بعد أول يوم العيد الفطر، أنها نوع من أنواع القضاء، فمن أخرها عن قصد يعتبر قد وقع في الإثم.
حيث إن زكاة الفطر مؤقتة ومحدودة بوقت محدد، فيكون أداءها في وقت غير وقتها من قبيل القضاء، كقضاء الصلاة مثلًا، وهذا هو المقصود بالقضاء، أن يكون أداء العبادة بخلاف وقتها المحدد لها شرعًا.
لكننا نشير أن الزكاة العادية وليست زكاة الفطر، لا ترتبط بوقت محدد، لذا يمكن أداؤها متى شاء المسلم، ولا يعتبر آثمًا إذا أخرها.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: مقدار زكاة الفطر نقدا لهذا العام في البحرين
أراء الفقهاء حول توقيت إخراج زكاة الفطر
لتوضيح الإجابة على هل يجوز إخراج زكاة الفطر قبل العيد بأسبوع؟ نوضح أن الآراء مختلفة بين الفقهاء في فكرة تعجيل زكاة الفطر، حيث منهم من قال:
- جواز تعجيل زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين، وأن هذا هو المشروع.
- جواز تعجيل زكاة الفطر من نصف شهر رمضان.
- جواز تعجيل زكاة عيد الفطر من بداية شهر رمضان.
- جواز تعجيل زكاة الفطر من أول السنة نفسها، وليس فقط منذ أول الشهر.
- أنه لا يجوز تعجيلها عن معادها الذي تقترن به والذي أمر به النبيّ صلى الله عليه وسلم.
بناءً على اختلاف الآراء في الحكم، وبما أن كل رأي يستند إلى حُجة بينة، فنحن نشير أن الأرجح هو إتمام الغرض منها، فإن كانت الزكاة هدفها هو مصلحة الفقير، يجوز أن يتم تعجيلها قبل عيد الفطر بيومين على الأكثر، كما يجوز إخراجها نقدًا كما ذهب الحنفية وبعضٌ من أولي العلم الكرام.
المالكية والحنبلية
في إطار الحديث عن إجابة هل يجوز إخراج زكاة الفطر قبل العيد بأسبوع، نشير لقول الإمام مالك والإمام ابن حنبل إلى أن إخراج الزكاة يكون قبل عيد الفطر بيومين، وذهب الآخرين إلى أنه يكون قبل العيد بثلاثة أيام استنادًا لما كان يقوم به السلف الصالح سابقًا، وهذا هو الرأي الأرجح.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: تكبيرات عيد الفطر
المذهب الحنفيّ والشافعيّ
أما الإمام أبي حنيفة والشافعي، فذهب بعض أتباعهم بجواز إخراج زكاة الفطر قبل العيد بفترة كبيرة، تحديدًا من أول شهر رمضان المبارك، مستندين أن سبب الصدقة هو الصوم أو الإفطار عن الصوم، فيجوز تعجيل إخراج الزكاة إذًا إن وُجدت أسباب تعجيلها.
البعض الآخر من أتباع الحنفية والشافعية ذهبوا بأنها يجوز إخراجها من بداية الحول، لأنها زكاة مال فيجوز تقديمها بشكل مُطلق دون تحديد المدة.
الإمام النووي
ذهب الإمام النووي إلى الرأي القائل بجواز تعجيل زكاة الفطر قبل معاد وجوبها، بأن تكون إحدى الحالات:
- من بداية شهر رمضان يتم دفع الزكاة، ولكن ليس قبله، وهو ما اتفق عليه الجمهور.
- منذ طلوع فجر أول يوم من شهر رمضان، وفيما بعده إلي نهاية الشهر، لكنه لا يجوز في الليلة الأولى لأن المسلم وقتها لم يكن قد شرع في الصوم.
- أنه يُمكن دفع الزكاة في أي وقت في السنة.
- كما أن البعض يرى أن سبب وجوب الزكاة هي ارتباطها بالفطر، بدليل أنها مضافة إليه، والمقصود هو الإغناء والاكتفاء بها في وقت معين، فلا يجوز تقديمها قبل هذا الوقت المخصص.
- الدلالة من السنة النبوية
- إن زكاة الفطر فريضة واجبة، نقلًا عن الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف أن قال: “فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ زَكاةَ رمضانَ على الحُرِّ والعبدِ، والذَّكرِ والأُنثى، صاعًا من تمرٍ، أو صاعًا من شعيرٍ، فعدلَ النَّاسُ بِهِ نِصفَ صاعٍ من بُرٍّ” (صحيح).
- كما أن زكاة الفطر تعتبر تطهيرًا للمسلم من اللغو أو الرفث، وهي لمساعدة المساكين والفقراء وإطعامهم، وفي مسألة تحديد توقيت إخراج زكاة الفطر، وهل يجوز إخراج زكاة الفطر قبل العيد بأسبوع أم لا، نشير إلي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
- “عنِ ابنِ عبَّاسٍ قالَ فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ زَكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطعمةً للمساكينِ من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فَهيَ زَكاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فَهيَ صدقةٌ منَ الصَّدقاتِ” (صحيح).
حكم تأخير زكاة الفطر
تعرفنا على حكم التعجيل بدفع زكاة الفطر قبل التوقيت بأسبوع، أما عن حكم تأخير الزكاة بشكل عام يعتبر أمر مكروه، حيث أنها فريضة ركينة في الإسلام واجبٌ أداءها عند دخول الوقت اللازم لها، إلا أنه لا جُناح أو حرج على التأخير بسبب عذر معين يعوق أدائها، إن كان التأخير يومًا أو يومين.
أما بالنسبة لزكاة الفطر تحديدًا فلا يجوز للمسلم تأخيرها بعد صلاة العيد تمامًا، في حالة الاقتدار على دفعها، فبالتالي تأخيرها لبعد الصلاة تجعل صاحبها في إثم، وجب عليه التوبة إلى الله عز وجل، ويجب أن يقوم بقضاء دفعها بعد ذلك، كما قيل إن دفعها بعد العيد تعتبر نوعًا من الصدقات ولا تعتبر كزكاة فطر.
بالتالي إذا قمت بتأخير الزكاة لبعد صلاة العيد، وإن كانت وقتها يتم اعتبارها كصدقة من الصدقات، إلا أنه لا يحجب عنها الجزاء المستحق خاصة إذا كان التأخير في أداءها عن غير عمد، بل ربما يقبله الله زكاة كاملة لأنك لم تتعمد التأخير فيها أو مخالفة أوامر النبي صلى الله عليه وسلم، فالله عالم بالخفايا والمقاصد.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما حكم إخراج زكاة الفطر؟
متى يكون إخراج زكاة الفطر؟
إذا قام الشخص بإخراج زكاة الفطر في أول رمضان فإن عليه زكاة فطر، لأنه قام بتأديتها قبل أوانها الطبيعي، حيث أن زكاة الفطر من باب إضافة الشيء إلي سببه ووقته، فالفطر هو سبب الزكاة ووقتها أيضًا.
بما أن الفطر من رمضان لا يكون سوى في آخر يوم منه، فلا يجوز إذًا دفع زكاة الفطر إلا إذا غابت الشمس من آخر يوم في رمضان.
مع الإشارة إلي وجود رخصة أن يتم إخراج زكاة الفطر بيوم أو يومين، تحسبًا لأي ظروف، بل من الأفضل في أي حال أن يتم إخراجها صبيحة أول يوم العيد كلما أمكن الأمر.
حالة جواز تعجيل إخراج زكاة الفطر
على سبيل التيسير، يُمكن أن يدفع زكاة الفطر وكيل عن الشخص، كمن ينوب عنه في جمعية خيرية مثلًا، بأن يعطيه الشخص أموال زكاة الفطر وذلك من بداية الشهر، على أن يقوم الوكيل بدفعها قبل يوم أو يومين من عيد الفطر.
لأن أداء الزكاة نفسه يكون لمستحقيها من الفقراء والمساكين، لذلك قيدته الشريعة الإسلامية قبل العيد بيومين، أما التوكيل في إخراج الزكاة يكون من باب التعاون على البر، لذلك فلا يوجد وقت مقيد للأمر، فله أن يعطيها من بداية شهر رمضان كما يشاء.
نستنتج مما تقدم أن إخراج الزكاة قبل عيد الفطر بأسبوع يعتبر في غير محله، فيجب إعادة دفعها مرة أخري، إلا في حالة إعطاؤها لوكيل ينوب عن الشخص، كالمراكز المتخصصة في الأمر، وتعتبر في ذلك الوقت زكاةً صحيحة بإذن الله.
مقدار زكاة الفطر
مقدار الزكاة الذي يجب على المسلم أن يدفعها الفطر هو صاعٌ من الطعام أو الشعير أو التمر، ليقتات به ذوي الاحتياج، ويكون الصاع من قوت البلد نفسه من الأغنياء والمقتدرين فيها للفقراء.
يعادل هذا المقدار كمية 4 حفنات في اليد، أي ما يعادل 3 كيلوجرام، وكما أشرنا يجب أن يؤديها المسلم قبل صلاة عيد الفطر.
كان ذلك قديمًا حينما كانت تُقدر بالطعام، أما بعد ذلك أصبح من المتاح تحويلها نقديًا، لما اقتضته الحاجة في عوز الفقير للمال أكثر من عوزه للطعام مثلًا، أو لأن الدافع للزكاة يسهل عليه دفعها نقدًا أكثر من إعطاء الطعام.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: عدد أيام عيد الفطر 2024 شرعا
خلاصة الحكم
من أدى زكاة الفطر قبل صلاة العيد فهي زكاة فطر مقبولة، مع جواز تعجيلها قبل العيد بيوم أو يومين على الرأي الأرجح، إنما التعجيل قبل العيد بأسبوع فهو أمر غير مستحب لأنه يخالف الغرض منها وتوقيتها المحدد، بينما من أداها بعد صلاة العيد فهي تعتبر صدقة من الصدقات.