اسلاميات

دعاء عند رؤية الغراب

دعاء عند رؤية الغراب لعدم الوقوع في التطير والشرك بالله، فكان الغراب قديمًا لدى العديد من الشعوب نذير شؤم، ولايزال هذا الأمر متوارثًا بين الأجيال، وذلك بسبب اللون الأسود وصوته الغامض وطعامه الغير طبيعي فتارة يكون نباتي وأخرى آكل للحوم، ومن خلال موقع الماقه نتعرف أكثر على طبيعة أمر الغراب ورأي ديننا الإسلامي الحنيف في ذلك.

دعاء عند رؤية الغراب

بعض الأشخاص يتشاءمون ما إذا رأوا غراب في أي وقت من يومهم، ولكن ما أثر عن المسلمين السلف الصالح أنه إذا رأى أحدهم غراب كان يقول قول الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم:

تعريف الطيرة

هي التشاؤم وكره الشيء المرئي، وهو مشتق من الطير حيث كان العرب قديمًا تزجر من الطيور بأنواعها وتنفرها وترسلها بعيدًا، ويتوهم الفرد أن كل شيء حدث بعد رؤيته الطير هي شر.

الفرق بين التطير والفأل

أثناء الحديث عن دعاء عند رؤية الغراب، فإن هناك فرق شاسع بين التطير والفأل فيعدان مضادان لبعضهما، ويمكن تعريفهما على النحو التالي:

التطير
الفأل

  صد الوجه وتثني عن العزيمة وتجلب سوء الظن وتوقع البلاء
يستخدم من أجل تقوية ما يحب المرء من أفعال أو حوادث قد تحدث له، وفيه تقوية للعزائم ورجاء الخير

السبب جعل الغراب من التطير

في إطار حديثنا عن دعاء عند رؤية الغراب، وغير أنه من الطيور التي كانت تتشاءم منها العرب قديمًا، إلا أن هناك سبب قبل ذلك بملايين الأعوام وهو:

 1-  قصة قابيل وهابيل

أبناء سيدنا آدم عندم اختلفوا وقام قابيل بقتل هابيل ولم يعلم قابيل كيف يمكن أن يخفي جثة أخيه فأوحى الله للغراب وقام بدفن الغراب الآخر أمام قابيل، ليعلمه كيف يواري أخيه تحت التراب، وهنا وقف متعجبًا وهو يقول أكنت عاجزًا لدرجة أن يأتي غراب ليعلمني كيف أدفن أخي.

2- سقوط المملكة

هناك أسطورة بريطانية يرجع تاريخها إلى القرن السابع عشر وقد ارتبطت بأن وجود الملكة على عرشها مرتبط بوجود ستة من الغربان في البرج في القلعة، حيث أصدر الملك شارل الثاني عام 1862 مرسوم ملكي يؤكد على أهمية التأكد من وجود 6 غربان حتى لا تسقط المملكة.

الغراب في الأساطير الأجنبية

استكمالًا لموضوعنا دعاء عند رؤية الغراب، فإن الأمر الغريب أن الأجانب والأوروبيين لهم العديد من المواقف الجميلة مع الغراب يمكننا ذكر بعضها:

1-  أسطورة بوجيه ساوند

في الساحل الشمالي لمدينة يشاع كان الغربان يعيشون في أرض مخصصة للطيور وقد تواجدت قبل البشر، وأنه في أحد الأيام خرج أحد الغربان وفي فمه حجر، وعندما أصيب بالإرهاق أسقطه في المحيط وظل يتمدد حتى تشكلت المدينة التي يعيش عليها السكان الآن.

2- الأساطير اليونانية

ارتبطت الغربان بآلهة النبوة عندهم حيث يقال إنها كانت رمز حسن الحظ، وكانت ترسل الرسائل من الآلهة في السماء إلى عالم البشر، وبالتالي فقد كان وجودهم لهم خير.

3- الحروب الإيرلندية

ارتبط طيور الغراب في الأساطير الإيرلندية بالحروب وساحات القتال حيث ظهر في عدة شخصيات مثل موريجان وبادب وفي ويلز، كما ارتبط بشخصيات أخرى مثل بران المبارك ملك بريطانيا.

4- غربان أودين

ارتبط أودين كبير الآلهة في الأساطير الاسكندنافية بأنه كان يملك غرابين أحدهما مونين والآخر هوجين، وكانا مثل عينيه وأذنيه يطلقهما من أجل معرفة الأخبار والعودة إليه بها.

5- القديس بندكت النيرسي

توجد أسطورة شهيرة في إيطاليا تقوم على أن أخد الغربان قام بإنقاذ قديس يدعى بندكت النيرسي، حيث منعه من تناول خبز كان مسموم تم صناعته من قبل مجموعة من الرهبان الذين كانوا يحسدونه ويشعرون بالغيرة منه.

6- الغراب عند اليهود

اليهود كانوا من الشعوب الذي يتفائلون بالغراب وأنهم إذا ما أرادوا معرفة المستقبل فإن كل ما عليهم فعله هو النظر إلى الغربان وهي تطير، وأن هذا الأمر ورائه أسطورة وهي أن سيدنا نوح – عليه الصلاة والسلام- في سفينته أخذ من الكائنات الحية ذكر وأنثى، وأمره دون باقي الكائنات بالتوجه والبحث عن اليابسة.

7- حقيقة غراب سيدنا نوح

من الأحاديث الغير صحيحة والغير مؤكدة عن أسطورة غراب سيدنا نوح في سفينته القول التالي:

ذكر في الإسرائيليات القول التالي: (… فكيفَ عَلِمَ نوحٌ عليه السَّلامُ أنَّ البلادَ قد غرِقَتْ؟ قال: بعَثَ الغرابَ يأتيه بالخَبَرِ، فوجَدَ جيفةً فوقَعَ عليها، فدعَا عليه بالخوفِ؛ فلذلكَ لا يأْلَفُ البُيوتَ، قال: ثمَّ بعَثَ الحمامةَ، فجاءَتْ بورَقِ زيتونٍ بمِنْقارِها وطِينٍ برِجْلِها؛ فعلِمَ أنَّ البلادَ قدْ غرِقَتْ، فطوَّقَها الخُضْرةَ في عُنُقِها، ودعَا لها أنْ تَكونَ في أُنْسٍ وأمانٍ؛ فمِن ثَمَّ تألَفُ البُيوتَ، قال: فقالوا: يا رسولَ اللهِ، ألَا نَنطَلِقُ به إلى أهْلِينا فيجلِسُ معنا ويُحدِّثُنا؟ قال: كيفَ يَتبَعُكُمْ مَن لا رِزقَ له؟! قال: فقال له: عُدْ بإذنِ اللهِ، فعادَ تُرابًا)، ولكن رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم – لم يذكر شيء عن هذا الأمر.

حكم الطيرة بالغراب في الإسلام

في الجاهلية كانت القبائل تخرج كثيرًا لأغراض كثيرة مثل التجارة أو الصيد، وكان إذا رأى أحدهم غراب أو أحد البعير وهو سيء المظهر فإنه يقول (هذا السفر ما يصلح)، وما أشباه ذلك من أقوال وكان يترك الأمر ويعود إلى بيته، لكن عندما أتى الإسلام الحنيف قام النبي صلى الله عليه وسلم بقول:

الغراب في القرآن الكريم

ذكر الغراب مرتين في سورة بآية من آيات القرآن الكريم يمكننا ذكرها كالآتي:

  • {فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ} [المائدة: 31].

الأحاديث النبوية الخاصة بالغراب

هناك حديث عن النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – عن الغراب ويمكن استعراض الحديث وهو:

  • قوله – صلى الله عليه وسلم – (الحيَّةُ فاسقةٌ، والعَقربُ فاسقةٌ، والفأرةُ فاسقةٌ، والغرابُ فاسقٌ فقيلَ للقاسمِ: أيؤكَلُ الغرابُ قالَ: من يأكُلُهُ؟ بعدَ قولِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فاسِقًا) [الراوي: عائشة أم المؤمنين صحيح ابن ماجه]
  • قول الرسول – صلى الله عليه وسلم – (إني لأعجبُ ممن يأكُلُ الغرابَ وقَدْ أَذِنَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في قتلِه وسماه فاسِقًا واللهِ مَا هوَ مِنَ الطَّيِّبَاتِ) [الراوي: عائشة أم المؤمنين مجمع الزوائد]

ماذا يفعل المسلم إذا رأى ما يكره

في نهاية حديثنا عن دعاء عند رؤية الغراب، النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – كان يكره الطيرة وينهى عنها، فيقول المسلم فقط (اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك) في حالة رأى ما يخاف منه.

فهذا لا ينطبق فقط على الغراب بل عند رؤية أي شيء لا يسر النظر أو يوقع في القلب شيء، يجعل المسلم يتراجع عنه بل عليه أن يستكمل أمره، وهو يردد الدعاء المأثور عن الرسول – صلى الله عليه وسلم-

أمر المسلم كله خير والدليل على ذلك أن أقدارنا مكتوبة قبل ولادتنا عند الله عز وجل، ولكن على الإنسان المسلم الأخذ بالأسباب والتوكل على الله سبحانه وتعالى في شأنه كله، وأن يفهم فكرة أن هناك حكمة لخلقه لا يعلمها إلا هو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى