المفتي: يحق لنا أن نفخر ونثمن جهود الدولة المصرية المبذولة في بناء الإنسان
دكتور. أكد نذير عياد مفتي الجمهورية، أن ندوة “الفتوى وبناء الإنسان” تأتي ضمن جهود دار الإفتاء المصرية الداعمة لمبادرة رئيس الجمهورية “بداية جديدة لبناء الإنسان المصري” التي أطلقها منه الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتأكيد على أهمية الفتوى العقلانية في بناء الشعب المصري. مبنى متكامل يساهم في تحقيق النهضة الحضارية التي نعيشها والتي تسعى إليها الدولة المصرية، وإبراز الفتوى المعتدلة كأداة لبناء المجتمعات وتطويرها على أساس علمي وروحي.
وأضاف خلال ندوة “الفتوى وبناء الإنسان” التي عقدت اليوم الثلاثاء بمقر دار الإفتاء تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي:
والدعوة في هذا الأمر هي تفعيل استراتيجية الدولة المصرية في عملية بناء الإنسانية. باعتبار أن دار الإفتاء المصرية هي أحد أهم مكونات الدولة ومؤسساتها الدينية والاجتماعية وأن دار الإفتاء المصرية تلعب دورا حاسما ومهما في نشر الوسطية والاعتدال ومكافحة الأفكار المتطرفة في العالم الإسلامي. في الخارج، وما يترتب على ذلك من تدمير للمبادئ والقيم الإنسانية والاجتماعية.
وقال المفتي إننا بتثقيف الإنسان نعني ضرورة إعادة هيكلته وإعداده بشكل جيد. حتى يتمكن من أداء واجباته الدينية والوطنية والدنيوية بجدارة ومهارة، وقد أولى الإسلام هذه الأهمية اهتماماً كبيراً ثم عزز في الإنسان عقيدة التوحيد الخالص وضرورة مراقبة الله عز وجل في جميع الأحوال. قال تعالى: «فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذُنُوبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَثْلِكُمْ وَمَثْلِكُمْ» [محمد: 19]، وهو أعلم كما منحه الحرية الكاملة في التدين واختيار الإيمان. قال الله تعالى: “وقولوا الحق على ربك”. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر».
وأشار المفتي إلى أن هذه المساحة لا تكفينا عندما نتناول أركان تربية الإنسان في الإسلام. ويكفي أن نقول إن كلمة “الإنسان” لم ترد في القرآن الكريم إلا في أربعة وستين موضعاً، وجماعة مائة واثنين وسبعين مرة. وهذا يؤكد رعاية الإسلام للإنسان في كافة النواحي الدينية والدنيوية، ويوضح أن عملية تكوين الإنسان التي نسعى إليها تتطلب أمرين:
أولاً: ضرورة استعادة الوعي المعرفي والثقافي للإنسان المعاصر، وهذا يتطلب أن نتعاون ونعمل معاً لبذل جهود كبيرة في إعداد البرامج التربوية والتأهيلية التي تعيد تشكيل الوعي المعرفي والثقافي للإنسان، ومع إدراك أهمية وضرورة أن تستمر هذه الجهود بجدية وحزم في تنفيذ استراتيجية التأهيل والتعليم حتى … يتمكن الإنسان من تحقيق التوازن بين المتطلبات الدينية والدنيوية.
ثانياً: ضرورة تعزيز الفكر والهوية الدينية والوطنية، وهذا يتطلب أيضاً أن نوحد الجهود المؤسسية – الدينية والاجتماعية – لوضع برامج واستراتيجيات جادة تساعدنا في حماية الإنسان المعاصر من الانزلاق والانجذاب لضمان التطرف الديني والديني. وتؤخذ في الاعتبار الأنواع غير الدينية، والتي يهدف كل منها إلى القضاء على هوية الإنسان الدينية ووطنيته.
وأوضح أنه وانطلاقا من هذه التحديات المشتركة فقد أعلنت في هذه الندوة المباركة استعداد دار الإفتاء المصرية للمشاركة المؤسسية الجادة في كل هذه البرامج التي تحفظ الشعب المصري ودوره المركزي في المساهمة الحضارية والعمرانية في مصر. العالم، ودعوتنا إلى أهمية استعادة البناء المعرفي والثقافي وضرورة تعزيز الفكر المتطرف لدى الإنسان تقوم على أمرين:
الأول: الفكر اللاديني الحديث جعل الإنسان يشك في الدين، مما شجعه على أن يكون عديم القيمة والمبادئ، وجعله مجرد وحش مادي لا يهتم بالقيم، وغير مقبول، ويهتم بالأخلاق ولا يهتم بها. العيش وفق مبادئ إنسانية راسخة.
ثانياً، سعى الفكر الديني المتطرف إلى وضع الإنسان في عزلة معرفية وثقافية منفصلة عن الواقع. كما عزز مبادئ متطرفة مثل “جهل المجتمعات المعاصرة” جعلت منه إنسانا مناهضا للتقدم والحضارة، جاهلا بأسباب التمكين والاستخلاف على الأرض، رافضا لكل تقدم وازدهار.
وأشار إلى أن أبرز اتجاهات الفكر المتطرف المعادي للتنمية الإنسانية هو صرف الشباب المتدين عن العلوم الدنيوية والإنسانية والحط من قيمتها والتقليل من قيمتها وقيمتها في الواقع، ودعوة الشباب إلى ترك التعلم. من هذه العلوم ويتفرغون لها فقط في طلب العلم الشرعي من وجهة نظرهم. وهو ما أنتج لنا جيلاً عالقاً في أعماق الماضي، متمسكاً فقط بالمظاهر الدينية الشكلية، ورافضاً لكل مظاهر التقدم والتحضر.
وأضاف: “ونحن بدورنا نؤكد أن أي دعوة تقلل من أهمية العلوم الإنسانية والعلمانية وتحط من قيمتها هي دعوة لا تفهم الإسلام فهما صحيحا، ولا تلتزم بقرار السلف الصالح فيما يتعلق ضرورة التكامل المعرفي والثقافي بين العلوم لصالح التقدم والتطور.
وتابع: “لقد رأينا جميعاً بأم أعيننا الآثار السلبية التي نتجت عن وجود هذه الجماعات: زعزعة استقرار المجتمعات، وانهيار الثقة في المؤسسات الدينية، وتجدد الاضطرابات والصراعات التي تمزق الأمم وسلباً”. تؤثر على الاقتصاد الوطني.” وتشويه صورة الدين الحنيف وتعريض السلم والأمن الاجتماعي للخطر والتدخل في الاقتصاد الوطني”. قريباً. “
وأكد أن المؤسسات الدينية (الأزهر الشريف – دار الإفتاء المصرية – وزارة الأوقاف) بذلت وما زالت تبذل جهوداً كبيرة لبناء الإنسان الحديث وأن استراتيجياتها لبناء الإنسان تبلورت في عدة محاور أهمها وأهمها: نشر الوسطية والاعتدال، وتصحيح الفهم الخاطئ، والرد على… الأفكار المتباينة، وكشف باطلها، وكشف أباطيلها، وإنكار الصراع بين الدين والعالم، وقيادة الناس إلى القيم والأخلاق الفاضلة والأخلاق الفاضلة. تنفيذ برامج التوعية الأسرية والمجتمعية، والتي ساهمت بشكل رئيسي في تثقيف الشعب المصري وتحسين الاستقرار والأمن الاجتماعي.
وأشار إلى أن الندوة تعد استمرارًا لهذه الجهود وتوسيعًا للدور الديني والوطني للمؤسسات الدينية المصرية، ونناقش فيها دور الفتاوى العقلانية المعتدلة في بناء الإنسانية وأثرها في تعزيز قيم الإنسان. التسامح والتعايش الاجتماعي وكيف يمكن التصدي للفتاوى الشاذة التي تضر بالأفراد والمجتمعات. وسنقوم من خلال هذه الندوة بوضع خطط وآليات جادة تساعد في بناء الإنسان المصري على أساس متكامل من الناحية الروحية والعقلي. لتحقيق التنمية المستدامة للمجتمع.
وتابع قائلا: “إن دور الفتوى في هذه الرحلة مهم بالنسبة لنا، لأنه كما يقول فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر: “إن مكانة الفتوى في نفوس المسلمين كانت – دائما – “التقدير ومشاعر الرهبة والرهبة… لدرجة أن الكلمة التي تخرج من فم المفتي تقطع أي جدل أو تردد في الأسئلة التي تطرح، ويستمر الناس في تلقي فتاوى المفتين المعروفين، إذا كانوا”. وتقبل الدين الحق الذي لا تعليق عليه. وهذا يجعل الفتوى والفتاوى مسؤولية ثقيلة وثقيلة، مما يشفق على كل من يخاف الله ويخافه ويخاف حسابه وعقابه.
وأوضح أن الفتوى الصادرة عن المفتي إذا كانت عقلانية ومعتدلة فإنها تبني الإنسان ذو بنية معرفية سليمة وتجعل منه إنسانا صالحا نافعا لدينه ووطنه، وإذا كانت غير طبيعية فالفتوى تعمل وهي كذلك. يصدرها أشخاص لا علاقة لهم بالفتوى، فهي تهدم الإنسان، وتشوه علمه وثقافته، وتحوله إلى إنسان سلبي مهزوز نفسيا وعقائديا. ولذلك نجتمع اليوم لمناقشة تفعيل دور الفتوى في عملية بناء الإنسانية.
وأكد المفتي أنه من حقنا جميعا أن نفخر ونقدر جهود الدولة المصرية في بناء الإنسانية من خلال تطوير البنية التحتية اللازمة، وتطوير المناهج المعاصرة، ودعمها ببرامج الذكاء الاصطناعي، ودعم القضاء على العشوائيات والعمل الجاد في مجالها. تشييد المباني والعمران، الذي أشاد به من بعيد وقريب، وكذلك في الجهود الطبية التي تؤثر على صحة وحياة جميع المصريين، وأكثر من ذلك بكثير، عبرت في هذه الندوة عن طموح الدار المصرية لكل الرؤى والأفكار العملية. ويعرض كل منهما كيف يمكن تفعيل دور الفتاوى المعاصرة في بناء الإنسان وتنمية المجتمعات، ويؤكد دعمه الكامل لكل الرؤى والمبادرات التي ستخرج من هذه الندوة المشرفة.