هل تعلم من النبي الذي يحبه إبليس
هل تعلم من النبي الذي يحبه إبليس؟ وهل تعلم طبيعة القصة المنتشرة بين إبليس وذلك النبي؟ يعد إبليس كبير الشياطين، كما أنه أحد الخارجين عن طاعة الله بعدما عصاه.
لذا من خلال هذا الموضوع الذي سيعرضه لكم موقع الماقه سنتعرف سويًا على إجابة سؤال هل تعلم من النبي الذي يحبه إبليس بشيءٍ من التفصيل.
هل تعلم من النبي الذي يحبه إبليس
تأتي تلك القصة من قديم الأذل لتكشف لنا أن داء الكبر هو أكبر المهلكين لصاحبه والذي قد هو كفيل بقيادته في رحلة فائقة السرعة إلى نار جهنم.
حيث تعد تلك القصة خير دليل لمكانة ذلك النبي العظيم عند الله، كذلك فهي خير دليل على مدى تحكم داء الكبر بإبليس، وقد ذكرت تلك القصة على لسان ابن عساكر في كتابه العظيم (تاريخ دمشق)، كما أعيد ذكرها مرة أخرى على لسان الإمام الغزالي في كتابه (الأحياء).
فبالنسبة إلى آخر من قام بذكرها في كتابه هو الإمام الجوزي في كتابه الشهير (تلبيس إبليس)، وعلى الرغم من كون الحديث المأخوذ عنه الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس بالحديث القوي، بمعنى ليس له من السند ما يجعله مؤكد بنسبة كبيرة، ولكنه فيه من العبر والدروس ما يجعلنا نسعى لتداوله حتى تشيع الفائدة منه.
أما فيما يخص إجابة سؤال هل تعلم من النبي الذي يحبه إبليس فهي نبي الله موسى عليه السلام، وبالنسبة للقصة الحادثة بينه وبين إبليس؛ فهي خير غنيمة لنا لنعلم مواطن تملك إبليس من الإنسان، ومتى يجب على الإنسان ذكر الشيطان لينجيه الله منه حينها.
قصة النبي موسى مع إبليس
كما ذكرنا مسبقًا فلم تثبت مدى صحة أو سند الحديث ولكن قيل عن ابن عمر أنه قال بما معناه ان إبليس يومًا ما لقي نبي الله موسى فقال له أنه هو الذي اصطفاه الله برسالته وقام بتكليمه على الجبل، وفي هذا اعتراف من إبليس بمعرفته بقدر ومقام نبي الله موسى عليه السلام.
فأتبع إبليس قائلًا إنه في حال إن تاب وهو حقًا يريد ذلك، فهل له أن يطلب من نبي الله موسى أن يشفع له عند ربه حتى يتوب عليه؟
فلم يبد موسى أية اعتراض وكانت إجابته بالموافقة، وعليه فقد دعا موسى ربه راجيًا منه أن يتوب على إبليس، فما كان من الله إلا أن أبدى من الرحمة والمغفرة ما فاق الحدود، حيث قال لموسى أنه قد أوتي سؤاله، بمعن أن له ما طلب.
فعاد نبي الله موسى عليه السلام مبشرًا إبليس بتمام قبول الله لدعائه، وأن من الأن بوسع إبليس التوبة ولكن بشرط، فما من إبليس إلا أن سأل عن الشرط متعجبًا، فقال موسى اما عن الشرط فأن تسجد لقبر نبي الله أدم، أول المرسلين وأبو البشر اجمعين.
هنا تخرج تلك الآفة اللعينة من تحت ثنايا جلد إبليس لتجعله يخسر آخر فرصة له في الرجوع لطاعة الله ومحو جميع ذنوبه، آلا وهي آفة الكبر، فتملك الكبر من إبليس ورد مستنكرًا بأنه لم يسجد له حين كان حيًا فهل سيسجد له حين مات؟
هدية إبليس لنبي الله موسى
الآن وقد عرفت الإجابة عن سؤال هل تعلم من النبي الذي يحبه إبليس، وقد عرفت سبب حبه لموسى عليه السلام، حيث أبدى موسى من التسامح ما لم يسبقه به أحد وقام بالشفاعة لإبليس عند الله ليتوب عليه، وبعد علم إبليس بأن الله قد قبل توبته في حال ما إن سجد لإبليس.
فما كان من رد إبليس إلا أن قابل المعروف بالمعروف، فقال لنبي الله موسى عليه السلام أنه له حق عنده نظير شفاعته له عند الله، وقام بإهدائه هدية هي لب الموضوع وسبب عظمة القصة، فأردف إبليس أن يستعيذ بالله منه عند ثلاثة مواضع حتى إذا تمكن من الإنسان فيهم أهلكه.
كانت أولى المواضع التي أخبر بها إبليس نبي الله موسى على سبيل رد المعروف فهو حين الغضب، فالغضب حين يتمكن من الإنسان فهو مهلكه لا محالة، فحين الغضب يتوقف العقل عن التفكير وتبدأ الأخطاء والخسارة بالظهور من كل حدب وصوب، فقال له إبليس إن ابن ادم إن غضب جرى منه الشيطان مجرى الدم.
أما عن الموضع الثاني الذي ذكره الشيطان لنبي الله موسى هو حين يلقي الإنسان الزحف، بمعنى أن يذهب الإنسان لمكان ما بغرض الجهاد في سبيل الله، فيأتي له الشيطان من حيث لا يعلم ويذكره بزوجته وأولاده حتى يخير من عزيمته ويقلل من عزمه ومن ثم لا يكمل ما ذهب إليه ويعود حيث أتى.
تأتي النصيحة الثالثة والأخيرة لتكون خير مفسر لتفشي تلك المعصية بطريقة تفوق الحد، حذر إبليس النبي موسى عليه السلام بألا يجالس امرأة ليست من محارمه، فهو يقع منهما موقع الرسول الاخر لكل طرف، وفي ذلك تحذير لنا أيضًا بضرورة اتقاء شر الوقوع بتلك المعصية.
فوائد عامة من قصة النبي الذي يحبه إبليس
تأتي تلك القصة لتكن خير محزر لنا من عدة خطايا وجب علينا الحذر من الوقوع فيها، لذا فقد جمعنا لك أهم ما يفيد من تلك القصة وبعد معرفتنا هل تعلم من النبي الذي يحبه إبليس على هيئة النقاط التالية:
- كن متسامح مع عدوك مهما بلغ من خطايا وذنوب، فنبي الله موسى قبل أن يشفع لإبليس رغم كونه أكبر الخطائين على الأرض ولكنه بلغ من التسامح أكبر من ذلك المبلغ من الخطايا.
- قد كان إبليس أكبر الخطائين على مر الزمان، وقد قبل الله توبته ولكن بشروط، آلا تعتقد ألا يقبل منك الله توبتك وانت الذي آمنت به وآمنت بدينه؟ فكر وستعلم الإجابة.
- الكبر هو أعظم الذنوب، فقد كان الكبر كفيل بإخراج إبليس من الجنة في بادئ الأمر وها هو الأن قام بإضاعة فرصته الثانية والأخيرة للعودة إليها.
- اعلم أن الغضب هو مهلك صاحبه ولو لم تستعذ بالله من الشيطان وقت الغضب لأخذ منك مجرى الدم وأهلكك إلى آخر نفس بك.
- إن عقدت العزم على السير في سبيل الله مهما كان فعلك فأعلم أن اهلك وزوجتك وأولادك أمانة تودعها عند الله الذي لا تضيع ودائعه.
- إياك ثم إياك أن تختلط وحيدًا بمن ليست من محارمك، مهما كانت درجة ثقتك في نفسك أو فيها فالشيطان هو أكثر الغاوين قوة وهو قد تولى تلك القضية بغرض إيقاعكم في الفاحشة.