هل يجوز صلاة سنة الظهر أربع ركعات متصلة؟
هل يجوز صلاة سنة الظهر أربع ركعات متصلة؟ سأل هذا السؤال أحد عباد الله الصالحين، ممن يحرصون على أداء فروض وعبادات الله حق الأداء، كذلك السنن والنوافل، فما هي الطريقة التي كان النبي ﷺ يؤدي بها صلوات السنن؟ وهل من قام بغير ذلك عليه إثم؟ نجيب على تلك التساؤلات في المقال التالي عبر موقع الماقه.
هل يجوز صلاة سنة الظهر أربع ركعات متصلة؟
هل تؤدى السنة التي قبل الظهر مجمعة أم تصلى كل ركعتين معاً؟ ما هو رأي علماء الدين في الأمر؟
أشار علماء الدين الأجلاء أن السنة التي تأتي قبل صلاة الظهر فالخلاف فيها وارد، حيث أن الحديث أشار أن صلاة الليل تكون مثنى كما قال النبي ﷺ:” صلاةُ اللَّيلِ والنَّهارِ مَثنَى مَثنَى (ركعتين ركعتين) “.
بعض الروايات أن النبي ﷺ أشار أن صلاة الليل والنهار مثنى مثنى، أي ركعتين ثم التسليم ثم ركعتين أخريين.
لكن هذه الزيادة بأن صلوات النهار كذلك مثنى مثنى زيادة شاذة، لم تثبت صحة قول النبي ﷺ لها.
على هذا فإن صلاة النهار تكون كما أشار جمهور العلماء والمفسرين، هي أربع قبل الظهر ليس في وسطهن تسليم تفتح لهن أبواب السماء، كما في الحديث: “أَرْبَعٌ قَبْلَ الظُّهْرِ لَيْسَ فِيهِنَّ تَسْلِيمٌ، تُفْتَحُ لَهُنَّ أَبْوَابُ السَّمَاءِ”، والإجابة عن التساؤل هل يجوز صلاة سنة الظهر أربع ركعات متصلة؟ كانت نعم؛ أنها تجمع وذلك على سنة الظهر.
هل يأثم من صلى السنة مثنى مثنى؟
جمهور الفقهاء رأوا أن الأمر في السنن واسع المدى، وأن الحديث الذي يشير إلى صلاة السنة قبل الظهر كما يلي:”أَرْبَعٌ قَبْلَ الظُّهْرِ لَيْسَ فِيهِنَّ تَسْلِيمٌ، تُفْتَحُ لَهُنَّ أَبْوَابُ السَّمَاءِ”، حديث متنازع عليه، لذلك رأوا أن من كان في مقدرته أن يصلي الأربع ركعات متصلة فهي مقبولة الأجر بإذن الله،
أما من صلى هذه السنة مثنى مثنى فلا إثم عليه.
أهمية الصلاة في حياة المسلم
رب العالمين حينما أنزل الوحي على رسوله الكريمﷺ، أمر المسلمين بأداء عبادة يومية خمس مرات وهي الصلاة.
يقول رب العالمين: “إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ”، إقامة الشئ هي جعله مستويا لأداء مهمته، فمن صلى استقامت حياته وسعى في الأرض لطاعة ربه وأداء مهمته فيها.
الصلاة في الحياة شبهها الدكتور/ محمد راتب النابلسي، كأنها تشبه الشحن للهاتف المحمول، الذي إن لم تقم بشحنه انطفأت شاشته وسكت فجأة.
أما الإنسان إن لم يقم بشحن نفسه شحنات يومية بالصلاة، فإنه يفقد النور، يفقد طلاقة اللسان، يفقد الحكمة، يفقد الأمن، ويبدأ في الدخول في منطقة القلق والخوف وارتكاب الحماقات.
المرء بأداء الصلاة يكون حكيماً، ويكون حليماً، لأن الله سبحانه وتعالى اختزل مكارم الأخلاق في تبعيتها لأداء الصلاة، فإذا أحب الله عبداً منحه خلقاً حسناً.
قال رب العالمين:” فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ”، أي بسبب صلة النبي ﷺ مع ربه عبر الصلاة كان قلبه يلين لأداء الدعوة.
هناك إتصال ( الصلاة) انعكست رحمة، والرحمة انعكست ليناً، فلما كان النبي ﷺ لينا التفوا حوله واتبعوا دعوته، وخلاف ذلك صحيح فإن كان النبي ﷺ مقطوع الصلة والاتصال مع ربه، كلما زادت قسوة قلبه التي أدت إلى غلظة وفظاظة، مما يجعلهم ينفضوا من حوله، أكبر علامة يمتاز بها المصلين هي أن قلوبهم رحيمة.
السنن التي تسبق أو تأتي بعد الصلوات الخمس
المسلم لابد له ألا يكتفي بأداء الفرائض المكتوبة فقط، بل عليه إتباع سنة الحبيب ﷺ، يأتي ذلك عبر صلاة السنن.
قال النبي ﷺ: “مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ “رواه الترمذي.
تأتي السنن الرواتب حول الصلوات الخمس التي فرضها رب العالمين، عددها اثنتى عشرة ركعة، من أقام صلاتها كل يوم وليلة بنى له رب العالمين بيت في الجنة.
هذه السنن هي:الفجر يسبقه ركعتين، صلاة الظهر قبلها أربع ركعات، وبعد صلاتها تؤدى ركعتين السنة، المغرب بعده ركعتين، وصلاة العشاء بعدها ركعتين.
السنن المستحبة أي من النوافل تأتي كما يلي: ركعتين بعد ركعتي سنة صلاة الظهر، يصبح المجموع أربع قبل صلاة الظهر وأربع بعدها، تقسم الأربع التي تلي صلاة الظهر إلى ركعتين سنن رواتب وركعتين سنن النوافل، ما فائدة زيادة ركعتين بعد ركعتي الرواتب؟ روى عن النبي ﷺ: ” منْ حَافظَ عَلى أَرْبَعِ ركعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَأَرْبعٍ بَعْدَهَا، حَرَّمهُ اللَّه عَلَى النَّارَ”.
صلاة العصر ليست قبلها ولا بعدها سنن مؤكدة أو رواتب.
صلاة المغرب ليست قبلها سنن مؤكدة، أما بعد المغرب توجد ركعتان سنة مؤكدة، ويستحب القيام بأداء ركعتين قبل المغرب وهي من السنن المستحبة من النوافل.
السنة المؤكدة التي تتبع صلاة العشاء لا تكون قبلها، لكنها تصلى بعد أداء الفرض وتكون ركعتين من السنن الرواتب، أما قبلها فيمكن أن يؤدي المصلي ركعتين من السنن النوافل المستحبة.
قيام الليل يأتي من الوقت الذي يلي صلاة العشاء وما يتبعها من السنن، إلى ما قبل صلاة الفجر، وقيام الليل من السنن النوافل لكونها من أفضل الصلوات التي أمر بها رب العالمين وذكرها النبي ﷺ في السنة النبوية الشريفة.
ما روى عن فضل أدائها في الثلث الأخير في كلام النبي ﷺ: “ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر”.
هل الأربع ركعات قبل العصر تشبه الأربع قبل الظهر؟
بعد معرفة الرد على موضوع هل يجوز صلاة سنة الظهر أربع ركعات متصلة؟ يجب إيضاح أن صلاة سنة قبل العصر أربع ركعات، فهي ليست مؤكدة عن النبي ﷺ.
الحديث الذي يروى عن النبي ﷺ:”رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً صَلَّى قَبْلَ الْعَصْرِ أَرْبَعًا “، عليه الكثير من الكلام واللغط.
أما الحديث المؤكد أن السنة تكون بين كل فرض من الفروض الخمس قال النبي ﷺ:”بَينَ كلِّ أذانينِ صلاةٌ، بينَ كلِّ أذانينِ صلاةٌ، بينَ كلِّ أذانينِ صلاةٌ، ثم قال في الثَّالثة: لِمَن شاء”، فهذا بالعموم تندرج تحته ركعتان أو الأربع ركعات التي قبل العصر.
إذن فإن صلاة المصلي أربع ركعات قبل العصر لا وزر عليه فيها، وسوف يجزيه رب العالمين أجر صلاته.
ما هو فضل صلاة أربع ركعات قبل العصر؟ في حديث رواه الترمذي عن النبي ﷺ :”رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً صَلَّى قَبْلَ الْعَصْرِ أَرْبَعًا”.
كان النبي ﷺ يصلى قبل العصر أربع ركعات يفصل بينهن بالتسليم على الملائكة المقربين ومن تبعهم من المسلمين والمؤمنين.
النوافل قبل صلاة العصر تكون ركعتين ثم التسليم، يليهم ركعتين ثم التسليم، ومن صلى ذلك شملته رحمة ربه كما أشرنا في الحديث الشريف.