ما هي كفارة النذر
ما هي كفارة النذر؟ النذر هو ما يوجب به الإنسان على نفسه بفعل شيء معين لله تعالى، في حالة عدم القيام بهذا النذر على الشخص أن يلتزم بكفارة النذر، لهذا سوف نتعرف عبر موقع الماقه على ما هي كفارة النذر التي لا يعرف الكثير من المسلمين تفاصيل عنها وكيفية أداء هذه الكفارة.
حكم النذر
اختلف فقهاء الشريعة الإسلامية حول حكم النذر، منهم من قال أن النذر مكروه عند بعضهم، البعض قال أنه محرم واستدلوا في ذلك على التالي:
- روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما، حيث قال: “نهَى النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- عن النّذْرِ، وقال: “إنه لا يَرُدُّ شيئًا، ولكنه يُستخرَجُ به من البَخيلِ”.
- رُوي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، أنّه قال: ” لا تَنذِروا؛ فإنَّ النَّذْرَ لا يرُدُّ مِن القدَرِ شيئًا، وإنَّما يُستخرَجُ به مِن البخيلِ”.
- لهذا لا يجب على المسلم أن ينذر بأي شيء، لكن في حالة ما إذا نذر يجب عليه أن يؤدي هذا النذر.
- بعض أهل العلم ذكروا أن النذر مباح لبعض الأدلة الشرعية في الكتاب والسنة ومنها: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}، ومن الأدلة في السّنّة قول النّبي -عليه السّلام-: “مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلا يَعْصِهِ”.
ما هي كفارة النذر ؟
- قال الله تعالى في كتابه الكريم: “لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”.
- رواه ابن عباس -رضي الله عنهما-: (بيْنَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْطُبُ، إذَا هو برَجُلٍ قَائِمٍ، فَسَأَلَ عنْه فَقالوا: أبو إسْرَائِيلَ، نَذَرَ أنْ يَقُومَ ولَا يَقْعُدَ، ولَا يَسْتَظِلَّ، ولَا يَتَكَلَّمَ، ويَصُومَ. فَقَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مُرْهُ فَلْيَتَكَلَّمْ ولْيَسْتَظِلَّ ولْيَقْعُدْ، ولْيُتِمَّ صَوْمَ)
- كفارة النذر مثلها كمثل كفارة اليمين وتكون عتق رقبة، من لم يستطيع فإطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، ومن لم يقدر فعليه صيام ثلاثة أيام.
أنواع النذر ووجوب الكفارة
الأفضل للمسلم أن يترك النذر، لكن في حالة ما إذا قام بالنذر عليه أن يقوم بفعله وإذا لم يستطيع عليه الكفارة وتتمثل أنواع النذر في التالي:
1- نذر اللجاج أو الغضب
- هذا النذر هو ما يقوم به المسلم في حالة الغضب ويكون القصد منه منع نفسه أو غيره من شيء معين.
- مثل: يقول لو كلمت فلان عليا أن أدفع 20 دينار على الفقراء، في حالة إذا كلم فلان بالفعل فعليه دفع هذا المبلغ للفقراء.
- إذا لم يلتزم المسلم بالنذر الذي قام به، فإنه يقع مثل اليمين وعليه الكفارة مثل ما قال الحنفية والمالكية.
2- نذر الطاعة والتبرر
هذا النذر يكون متعلق بشيء، مثل أن يقول الشخص لو ربحت في تجارتي سوف أدفع نصف الربح للفقراء أو غيره من النذر، في هذه الحالة يجب عليه أيضًا الوفاء بالنذر أو الكفارة.
3- النذر المبهم
في هذا النذر لم يحدد المنذر أي شيء كأن يقوم عليا نذر دون أن يحدد ما هو، ذكر أهل العلم أنه عليه الكفارة.
4- نذر المعصية
لو نذر الشخص أمر في معصية الله تعالى مثل قال: عليا بشرب الخمر، ففي حالة عدم إقامة المعصية يرى البعض أن ليس عليه شيء، أما البعض الآخر من العلماء قال أن عليه وفاء النذر.
5- نذر المباح
يقول علي إلا أكل اللحم لمدة شهر أو ألبس ثياب معينة، عند الحنابلة ذكروا أنه يجب عليه الكفارة، أما الحنفية والمالكية وآخرون ذكروا أن نذر المباح لا ينعقد ولا يوجد عليه كفارة.
6- نذر الواجب
ينذر الشخص على نفسه أداء واجب شرعي كالصلاة، يرى أهل العلم أنه لا يجوز على الشخص النذر بالواجبات الأساسية عليه ولا ينعقد هذا النذر.
7- نذر المستحيل
مثلا لو عقد الشخص صيام يوم أمس، نظرًا لأن هذا النذر لا ينعقد، لهذا فهو نذر غير صحيح.
شروط الناذر
لابد أن يكون بعض الشروط التي يجب على الناذر الالتزام بها وهي كالتالي:
- أن يكون الشخص مسلم، لأن النذر لغير المسلم لا يصح.
- أن يكون الشخص مكلف، لن النذر للصبي أو المجنون لا يصح.
- أن يكون الشخص مختار، لأن النذر المكروه لا يجوز.
- أن يكون الناذر ناطق، لأن النذر بدون نطق لا يصح بالإشارة إلا لو كانت الإشارة مفهومة.
- أن يكون نافذ للتصرف، هذا يعني صلاحية المسلم للقيام بهذا الشيء بأن يكون بالغ وعاقل.
صيغة النذر
توجد بعض الصيغ التي تستخدم في النذر ومنها:
- التلفظ بصيغة النذر بشكل مباشر ولا يكتفى بالنية.
- التصريح بالنذر بالقول ويقول نذرت لله تعالى.
ولا ينعقد النذر بالنية بل يجب التلفظ به.
شروط المنذور
حتى يكون هناك منذور يجب أن تتوفر فيه الشروط التالية:
- أن يكون المنذور تقربًا وطاعة لله تعالى.
- أن يكون المنذور مقصود، لأنه لو كان غير مقصود مثل الاغتسال أو مس المصحف أو الوضوء فلا يصح النذر به.
- أن تكون القرية متصورة أو ممكنة من الوجود الشرعي فلا يصح أن يقال: (لله علي أن أصوم ليلًا) وذلك لأن الصيام لا يجوز في الليل.
كفارة النذر بالصيام
- كما سبق أن أشرنا أن كفارة النذر تكون عتق رقبة ومن لم يستطيع فإطعام عشرة مساكين ومن لم يستطع عليه صيام ثلاثة أيام متتالية.
- أما لو كان النذر شاق مثل لو قال شخص عليا أن أصوم الدهر كله، لا يجب الوفاء بهذا النذر ويكره أن يكون نذر في حق الشخص نفسه وعلى الشخص كفارة اليمين.
- لو كان النذر في صيام يوم العيد مثلًا وهو محرم فيه الصوم، ففي هذه الحالة لا يجب الوفاء بنذر الصيام وعليه كفارة اليمين.
- الدليل على ذلك ول زياد بن جبير: (كُنْتُ مع ابْنِ عُمَرَ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: نَذَرْتُ أنْ أصُومَ كُلَّ يَومِ ثَلَاثَاءَ أوْ أرْبِعَاءَ ما عِشْتُ، فَوَافَقْتُ هذا اليومَ يَومَ النَّحْرِ، فَقَالَ: أمَرَ اللَّهُ بوَفَاءِ النَّذْرِ، ونُهِينَا أنْ نَصُومَ يَومَ النَّحْرِ فأعَادَ عليه، فَقَالَ مِثْلَهُ، لا يَزِيدُ عليه).
كفارة النذر بالذبح
يسأل البعض عن من يقوم بنذر ذبح ولكنه لم يستطيع الوفاء بهذا النذر.
لهذا أجابت دار الإفتاء أن الشخص إذا نذر بذبح شيء معين لله عليه أن يوفي هذا النذر، لكن في حالة عدم القدرة على الوفاء بالنذر عليه كفارة اليتيم وإخراج أي أموال لله تعالى.
أحكام النذر في الإسلام
توجد العديد من الأحكام المتعلقة بالنذر في الإسلام ومنها:
1- المباح
النذر المباح يكون في حالة عدم وجود أي قيود خاصة بالناذر مثل عمل الخير دون وجود شروط.
2- المكروه
يكون في حالة الالتزام للمسلم نفسه بعمل حدث معين مع الحصول على منفعة أو دفع ضرر.
3- المحرم
هذا النذر يكون محرم على الإنسان نفسه دون الحصول على منفعة أد دفع ضرر.
ندعوكم للتعرف على فوائد القرآن في علاج الأمراض من خلال الإطلاع على هذا الموضوع: فوائد سور القران الكريم في العلاج من الأمراض