مراحل الحساب يوم القيامة إن يوم القيامة يوم غير معلوم متى سيحدث بالنسبة للبشر، ولكن الله عز وجل وحده من يعلم متى تقوم الساعة، وبالتأكيد لا ريب في حدوثها، قد سميت بالساعة لأنها ستأتي فجأة، ويموت جميع من على الأرض بصيحة واحدة وفي لمح البصر، لذا تابعوا معنا السطور التالية عبر مقال عبر موقع الماقه .
قيام الساعة
- المقصود بيوم القيامة هو اليوم الذي سيتم بعث الناس أحياء فيه مرة أخري، وذلك من أجل الحساب على ما قام كل إنسان بفعله في حياته الدنيوية، وذلك بين يدي الله سبحانه وتعالى.
- وعمل الإنسان هو الفيصل في هذا اليوم، فإما يسوقه إلي الجنة ونعيمها، أو إلى النار وعذابها، وقد الله في كتابه الكريم (ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون * قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ).
- عند قيام الساعة تتبدل وتتغير أحوال الكون التي نعرفها جيدا الآن من الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم والفلك، ففي يوم القيام سيتغير العالم بأكمله ويعم الخراب والزوال على الأرض.
- فقد قال الله عز وجل في كتابه العزيز ( يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار).
- حيث أن أحوال يوم القيامة عظيمة وأهوالها شديدة جدا، فقد قال الله عز وجل في كتابه العزيز (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد).
- وقد أمر الله سبحانه وتعالى بأن نؤمن بيوم القيامة وقيام الساعة، وأن الإيمان به واحد من الأركان الأساسية للإيمان.
- وقد أتي القرآن الكريم بمواضع وآيات كثيرة تخص يوم القيامة والتأكيد على حدوثها، فقال الله عز وجل ( وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين ).
- وقد أوضحت السنة النبوية الشريفة من وجود وحدوث مجموعة من العلامات التي تؤكد على قرب حدوث قيام الساعة، ومنها ما يسمى بعلامات القيامة الصغرى وقد حدثت بالفعل.
- ومنها أيضا ما يسمى بعلامات القيامة الكبرى وسوف تحدث عند اقتراب قيام الساعة، وما هذه العلامات الصغرى أو الكبرى إلا إشارة حتى يتفكر الإنسان ويتذكر بأنه عائد إلي خالقه، وأن يوم القيامة هو يوم العدل والحق ويوم الجزاء.
مراحل يوم القيام بالترتيب
هناك عدد من الخطوات الترتيبة الواضحة التي يمر بها يوم القيامة، وقد تم استنتاج ذلك اعتمادا على ما جاء في النصوص الشرعية من أحاديث نبوية وآيات وسور القرآن الكريم، وتكون هذه الخطوات كما يلي:
1 ــ البعث والحشر
- والبعث يقصد به هنا إحياء الناس من موتهم مرة أخري وخروجهم من قبورهم، ومن ثم يجمعهم الله عز وجل في أرض المحشر، وذلك حتى يتم محاسبتهم على كل شيء سواء صغيرا كان أم كبيرا.
- وفي هذه المرحلة يطول ويطول الانتظار لفترة طويلة من الزمن، وبالطبع يكون لدى الناس الشعور بالخوف والرهبة والظمأ وذلك لأنهم يدركون ويعرفون جيدا بأن الحساب أت لا محالة.
2 ـ الورود على الحوض
- وفي هذه المرحلة يرسل الله عز وجل إلي المصطفي المختار سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم بحوض خاص به، وذلك حتي يتم من خلاله شرب الماء.
- فيقف أمام هذا الحوض ويشرب منه كل من آمن بسيدنا محمد صل الله عليه وسلم إيمانا شديدا قويا واتبع سنته وعمل بها والقرآن إلى جانبها وهنا تبدأ مشاعر الهدوء والطمأنينة بالتسلل إلى قلوب المؤمنين.
3 ــ إرسال حوض كل نبي
في هذه المرحلة يرسل الله عز وجل إلي كل نبي أرسله برسالة إلي الأرض حوضا، حيث يقف كل نبي بجانب الحوض الخاص به ويقف حوله من آمن به وبما دعي له، واتبع التعاليم التي أمر بها.
4 ــ شفاعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
- أوضح العلماء أن هذه الشفاعة هي المقام المحمود الخاص بسيدنا محمد صل الله عليه وسلم، فعندما تأتي الشمس وتقترب من المخلوقات حتى يملأهم العرق والخوف.
- فيذهب الناس طلبا للشفاعة إلى سيدنا آدم عليه السلام، وإلي سيدنا نوح عليه السلام، وإلي سيدنا إبراهيم عليه السلام، وإلى عدد آخر من الأنبياء، ولكن جميعهم يعتذرون ويقول كل منهم نفسي نفسي.
- حتى يأتون إلى النبي العدنان سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم فيقول ” أنا لها، فأستأذن على ربي، فيؤذن لي، ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن، فأحمده بتلك المحامد، وأخر له ساجدا، فيقول: يامحمد ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع، فأقول يارب، أمتي أمتي “.
- ويشفع سيدنا محمد للناس عند الله، ليطلب من الله عز وجل أن يرحمهم من طول مدة الانتظار والخوف الذي تمالك قلوبهم، حتى يتم بعدها الحساب والعرض.
5 ــ عرض الأعمال وتطاير الصحف
وفي هذه المرحلة يكشف الله عز وجل جميع التصرفات التي قام بها كل شخص في حياته الدنيوية، وبعد ذلك تتعرض كافة الصحف للتطاير، ويأخذ كل شخص صحيفته حسب أعماله، فيأخذ أهل الشمال كتابهم بشمالهم، وأهل اليمين كتابهم بيمينهم.
6 ــ قراءة الكتب
يبدأ الحساب بقراءة الكتاب، ويتم قراءة الكتب حتى يتم إخراج الحجة والبرهان والدليل على الناس.
7 ــ الميزان
- وفي هذه المرحلة يتم وضع الأعمال الحسنة التي قام بها الإنسان في طرف، والأعمال السيئة التي قام بها الإنسان أيضا خلال حياته الدنيوية في الطرف الآخر.
- وبعد ذلك سيتم رؤية أي طرف منها سيعتلي على الطرف الآخر، ولا يعلم كيف يكون الميزان إلا الله عز وجل.
8 ــ تقسيم الناس
- وفي هذه المرحلة يتم وضع مجموعة الناس الذين لديهم نفس الصفات مع بعضهم البعض، بناء على ما جاء في مرحلة الصحف ومرحلة الميزان، مثل المشركين والمنافقين والكذابين وغيرهم.
- كما يتم في هذه المرحلة ايضا ألوية الأنبياء لواء موسى عليه السلام، ولواء سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وهكذا، وذلك حتى يتم محاسبتهم ايضا.
9 ــ الظلمة
في هذه المرحلة تكون هناك ظلمة شديدة جدا على الخلق، لتكون بداية الكفار والمنافقون رحلتهم الطويلة على الصراط المستقيم، والمؤمنون على العكس ينالون نورا شديدا متوجها من الله عز وجل يساعدك في السير على على الصراط بشكل سهل، والعامل الفيصل هنا هو رحمة الله عز وجل.
10 ــ الصراط
- إن جميع الناس سوف يمشون علي هذا الصراط، وأول من يقف عليه هو المصطفى العدنان سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، ومن ثم يتبع النبي أمته.
- كل إنسان يمشي على هذا الصراط على قدر عمله، ومقدار النور الذي يحمله الإنسان الذي ينير له الصراط أيضا يأتي على مقدار عمله.
- حيث من كان عمله حسنا خلال الحياة الدنيوية يسير بسرعة علي الصراط، والعكس من كان عمله مسيئا خلال الحياة الدنيوية فيسير ببطء، أو حتى يسقط في النار.
11 ــ الدخول في النار والجنة
- في هذه المرحلة يتم تصنيف وتقسيم الأشخاص وفقا لكل كل منهم في حياته وما حصده، حيث يتم محاسبة من ارتكبوا السيئات إلى جانب الحسنات أيضا على ما ارتكبه من سيئات ثم يدخلون الجنة.
- ويخلد في النار الذين أشركوا بالله والمنافقون الذين فعلوا السيئات ولم يفعلوا الحسنات في حياتهم الدنيوية.
