هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان الإحسان من العبادات العظيمة التي يقوم بها الإنسان حيث أن الإحسان إلى الناس من العبادات التي يجازي بها الناس بذاته، وقد وصى الدين الإسلامي بالإحسان لما له من خلق قويم، وفي هذا المقال عبر موقع الماقه نجيب على تساؤل هل جزاء الإحسان إلا الإحسان بشكل مفصل.
الإحسان في الإسلام
- يعد الإحسان في الدين الإسلامي من الأخلاق الفاضلة الرفيعة التي يجب أن يتحلى بها كل مسلم، وما يدل على مدى إهتمام الإسلام وتوصيته بالإحسان هو وضعه في المرحلة الثالثة بعد الإسلام والإيمان.
- وقد أمر الله عز وجل عباده بأن يتمتعوا بالأخلاق الكريمة والحرص على إعطاء أصحاب الحقوق حقوقهم ويجب أن يتحلى الإنسان بالإحسان أثناء عبادة الله وإتيان فرائضهز
- كما يمكن تعريف الإحسان على أنه القيام بالأعمال في أكمل وجه لها، وفي السنة الشريفة فإن الرسول صل الله عليه وسلم ينظر إلى الإحسان على أن المسلم يعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فليعلم أن الله يراه.
جزاء الإحسان
يعتبر الإحسان من الأخلاق التي جاءت في القرآن الكريم، حيث ورد ذكر الإحسان في الكثير من الآيات القرآنية، وقد جاءت الآيات على الشكل التالي:
- يقول الله تعالى “هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ”، وهي تشير إلى أن الله تعالى يجازي المحسنين.
- كما يقول الله تعالى “إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ”، وهذا يشير إلى معية الله ووقوفه بجانب الإنسان المحسن.
- ويقول الله تعالى “وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”، وهذا يشير إلى أن محبة الله تأتي من تحلي الإنسان بالإحسان.
- يقول الله تعالى “فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”، وهذا يشير إلى الجزاء الخاص بالمحسنين سيأتي من الله تعالى وأول ذلك هو دخول المحسنين للجنة والآمان من دخول النار.
- ويقول الله تعالى “لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ”، وهذا يدل على عظم جزاء الله للمحسن وأنهم لهم فيها ما يشاؤون.
إذا كنت تعشق الفوازي الدينية، أدعوك للتعرف على المزيد منها عبر الضغط على الرابط التالي: سورة تقع في وسط القران ضربة معلم
أنواع الإحسان
لا يتوقف الإحسان عند نوع واحد فقط، بل يشمل 3 أنواع نذكرهم كالتالي:
1 ــ عبادة خوفٍ وطمع
- يشير الإحسان في هذا النوع إلى نوعية الإحسان التي ترتبط بعبادة الله تعالى، حيث يقوم الإنسان بعبادة الله تعالى بالخوف والطمع والرهبة فهو يهرب من الله إلى الله.
- ويتم تحقيق هذه العبادة من خلال طاعة الله ورسوله واجتناب كل ما نهى عنه الله ورسوله، ويحرص الإنسان على الإلتزام بما جاء به ربه وتعالى.
- ويقول الله تعالى ” وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ”.
2 ــ عبادة شوقٍ وطلب
- تشير هذا النوع من الإحسان إلى التعلق بالعبادة لله، ولكن هذا النوع من الإحسان أعلى في المنزلة من النوع السابق، حيث تتوقف هذه العبادة على رجاء الله والأنس به.
- ويقوم العبد في هذا النوع بمناجاة ربه والشعور باللذة من عبادة الله تعالى، حيث يصل الإنسان في هذه المرحلة الإشتياق للعبادة، وهذا الإشتياق يجعل الإنسان أحرص على إتمام العبادات في وقتها.
- يقول الرسول صل الله عليه وسلم “سبعةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ تعالى في ظِلِّهِ يومَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّهُ: إمامٌ عدلٌ، وشابٌّ نشأَ في عبادةِ اللهِ، ورجلٌ قلبُهُ مُعَلَّقٌ في المساجدِ، ورجلانِ تحابَّا في اللهِ، اجتمعا عليهِ وتفرَّقا عليهِ، ورجلٌ دعَتْهُ امرأةٌ ذاتُ منصبٍ وجمالٍ، فقال: إني أخافُ اللهَ، ورجلٌ تصدَّقَ بصدقةٍ، فأخفاها حتى لا تعلمَ شمالُهُ ما تُنْفِقْ يمينُهُ، ورجلٌ ذَكَرَ اللهَ خاليًا ففاضتْ عيناهُ”.
3 ــ الإحسان إلى الآخرين
- هذا الإحسان هو النوع الأخير من الإحسان، وهو يشير إلى تحلي الإنسان بالإحسان إلى كل إنسان وحيوان ونبات وأي مخلوق.
- حيث يرتبط الإحسان بالإحسان إلى الوالدين، والإحسان إلى الضيوف، وصلة الأرحام وإعانة الفقير ورعاية الحيوانات وغيرها من الأعمال التي مهما استصغرها الإنسان تعد من الإحسان الذي يقبلها الله تعالى وما يؤكد على ذلك قوله صل الله عليه وسلم:
- “بينما رجلٌ يمشي بطريقٍ اشتدَّ عليهِ العطَشُ فوجدَ بئراً، فنزلَ فيها فشرِبَ ثمَّ خرجَ، فإذا كلبٌ يلهَثُ يأكلُ الثَّرَى منَ العطَشِ، فقالَ الرَّجُلُ: لقد بلغَ هذا الكلبَ منَ العطشِ مثلُ الَّذي كانَ بلغَ بِي، فنزلَ البئرَ، فملأ خفَّهُ، ثم أمسَكهُ بفيهِ، فسقى الكلبَ، فشكرَ اللَّهُ لهُ، فغفرَ لهُ، قالوا يا رسولَ اللَّهِ: وإنَّ لنا في البهائمِ أجرًا فقالَ في كلِّ ذاتِ كبِدٍ رطبةٍ أجرٌز”.
صور الإحسان في حياتنا
للإحسان أشكال وصور متعددة، حيث تظهر صور الإحسان في:
1 ــ الإحسان في عبادة الله عز وجل
والإحسان في العبادة لله هي عبادة الله كأن العبد يرى ربه رأي العين، فإن لم يكن يراه فإنه يعلم يقينًا أن الله يراه.
2 ــ الإحسان في التعامل مع الوالدين
يعتبر البر بالوالدين من أهم صور الإحسان، لذل يجب الحرص على طاعة الإنسان لأبويه ومعاملتهما معاملة حسنة والرحمة بهما والدعاء لهما.
3 ــ الإحسان لليتامى والمساكين
- يجب أن يحرص الإنسان على الإحسان لليتيم والمسكين، ويكون ذلك من خلال العمل على تربية اليتامى والحرص على إعانة المساكين، والحرص على إعطائهم للحقوقز
- كما أن الإحسان لليتيم يكسب الرحمة والعطف للإنسان ومعاملة المساكين معاملة حسنة تعمل على ذهاب القسوة حيث يقول الرسول صل الله عليه وسلم:
- “امسح رأس اليتيم، وأطعم المسكين”.
4 ــ الإحسان في التعاملات التجارية
يجب على المسلم أثناء التعاملات التجارية أن يدخل الإحسان في العمل، فالإحسان يعمل على السعادة وسعة الرزق والنجاة في الدنيا والآخرة، حيث أن الإحسان يدخل ضمن التيسير على الناس والتسهيل.
5 ــ الإحسان في الكلام
- الكلمة الطيبة صدقة، فيجب على الإنسان أن يختار كلامه بحيث يكون كلان حسن، فالإنسان الذي يكون هين لين في الكلام هو الإنسان الذي يتحلى بالإحسان.
- حيث يقول الله تعالى في كتابه الكريم “وَقُلْ لِعبادِي يَقولوا التي هِيَ أحسنُ إنّ الشيْطانَ يَنزَغُ بَيْنَهمْ إنّ الشيْطانَ كانَ لِلإنسانِ عَدُوّاً مُبيناً”.
6 ــ الإحسان للحيوانات
- الإحسان للحيوان من الإحسان الذي يثاب عليه العبد، فالحيوان من الأرواح التي خلقها الله تعالى، ويشعر بالألم والجوع مثل الإنسان ولكنه يختلف عن الإنسان في كونها لا يستطيع أن يعبر عن هذا الألم، وقد دخل الجنة المرأة التي سقيت كلب.
- وقد عاقب الله المرأة التي عذبت القطة ولم تطعمها بالدخول في النار على الرغم من صلاتها، وهذا يدل على أن الإحسان يمتد للحيوان.
- وما يؤكد على الإحسان للحيوان حتى في وقت الذبيحة ” عن أبي يَعْلَى شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللهُ عنه، عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: إنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسانَ على كلِّ شَيءٍ، فإذا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، ولْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ ولْيُرحْ ذَبيحَتَهُ”.
- وهذه الصور توضح أن الإحسان لابد من وجوده في كل الأمور الحياتية للإنسان وما يدل على ذلك قول الرسول صل الله عليه وسلم:
- ” إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْ”، وهذا يدل على عظم شأن الإحسان في كل ما يقوم به الإنسان.