كيفية سجود السهو
كيفية سجود السهو نجيب عليه من خلال موقعنا البلد حيث اختلف علماء الفقه والشريعة على طرق أدائها ما بين أخر الصلاة أم بعدها، ولكن اتفقوا بأن سجود السهود هي استكمال الصلاة بشكل صحيح في حالة الشك أو النسيان أثناء الصلاة، وهذه الأمور تبدو عادية إذا كان المرء مشغولاً في أمر ما، لذلك أعزاءنا القراء سوف نوضح لكم بالتفصيل كيفية سجود السهو ومن آراء علماء الفقه والشريعة الإسلامية.
كيفية سجود السهو
قام علماء الفقه والشريعة الإسلامية بشرح سجود السهو بشكل مفصل للغاية، حتى يسهل على المسلم عند أداء الصلاة، ومن أهم آراء علماء الدين الإسلامي:
رأي الشافعية
كان رأي الإمام الشافعي رضي الله عنه في سجود السهو بأنه يكون بعد الانتهاء من قراءة التشهد وقبل الشروع في السلام، مهما كان سبب السهو مثل الشك في قلة أو زيادة عدد الركعات، أو نسيان السجود.
رأي المالكية
رأى الإمام مالك بن أنس بأن سجود السهو يكون قبل أداء السلام في نهاية الصلاة ولكن في حال نسيان ركعة من ركعات الصلاة.
أما في حالة الشك في زيادة عدد ركعات الصلاة، فلا داعي من أداء سجود السهو ويكفي هنا النية، لأنها تعتبر جزءاً من الصلاة.
رأي الحنفية
رد الإمام أبي حنيفة النعمان عندما سأله إحدى التابعين له، حينها قال بأن سجود السهو يكون بعد السلام نهائياً، وهنا تطلب وجود النية؛ لأنها تعتبر صلاة، ويجب تحقيق النية حتى تكون صحيحة مثل سجود التلاوة أو سجود الشكر.
كما نرشح لك أيضًا المزيد من التفاصيل عبر: كيفية سجود الشكر للنساء الإختلاف بين سجود الشكر وسجود الصلاة
رأي الحنابلة
وكان رأي الإمام أحمد بن حنبل متوافقاً مع باقي الأئمة السابقين في أن تكون سجود السهو قبل السلام وبعد قراءة التشهد مطلقاً، وليس هذا فقط بل في كافة حالات النسيان والشك، ولكن ما عدا حالتين فقط وهما:
نسيان ركعة، وهذا يشير بأن عدد ركعات الصلاة نقصت، لذا يتطلب سجود السهو بعد السلام مباشرةً.
أما الثانية تكون عند الشك في إحدى أمور الصلاة، وهنا يبنى على نية المصلي، وظنه، ويتم الصلاة على حسب ذلك، ثم يسجد للسهو بعد الانتهاء من الصلاة مباشرةً.
كما اشترط الإمام أحمد بن حنبل في هذه الحالة قراءة التشهد بعد سجود السهو وقبل الشروع في السلام.
حالات سجود السهو
وضح العلماء بأن سجود السهو ما هو إلا تسديد الخلل أثناء الصلاة والذي غفل عنها المصلي، سواء كانت الصلاة فرضاً، نافلة، وترتبت عليها زيادة أو نقصان الركعات، أو ربما في حالات الشك والظن، وهنا قام العلماء بتوضيح بعض الأحكام في الصلاة، وهي كالتالي:
الشك والظن أثناء الصلاة
عندما يشك المصلي في صلاته، وجب عليه تصحيح الخطأ من خلال أقوال وأحكام العلماء ومشايخ الدين الإسلامي الحنيف، ويتمثل في ثلاثة أحكام:
الحكم الأول:
ورد عن المذاهب الشافعية والمالكية بأن من شك في صلاته ولم يتذكر تماماً بأنه سجد مرة أو مرتين، فتقبل صلاته على ما تأكد وتيقن منه، وفي حال الشك يؤدي سجود السهو، لما رواه عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه – أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (إذا سَها أحدُكُم في صلاتِهِ فلم يَدْرِ واحدةً صلَّى أو اثنتَينِ؟ فليبنِ علَى واحِدةٍ فإن لم يَدرِ ثِنتينِ صلَّى أو ثلاثًا فليبنِ علَى ثنتينِ فإن لم يَدرِ ثلاثًا صلَّى أو أربعًا؟ فليَبنِ علَى ثَلاثٍ، وليَسجُدْ سَجدَتينِ قبلَ أن يسلِّمَ).
الحكم الثاني:
ورد عن المذهب الحنفي في حال شك المصلي في صلاته، عليه باستكمال الصلاة على ما تذكره، حتى إن لم يتأكد ويتيقن، فيتم صلاته على ما تأكد منه واستدل هذا بالأحاديث السابقة، وبهذا الحديث ايضاً.
عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إذا شَكَّ أحدُكُم في صلاتِهِ فليتحرَّ الصَّوابَ فليُتمَّ عليهِ ثمَّ ليسلِّم ثمَّ ليسجُدْ سَجدتَينِ.
الحكم الثالث:
وضح الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه، بأن الشك في الصلاة والمصلي منفرداً بنفسه، يبنى على ما تيقن به حتى في حالات الشك.
أما في حالات شك الإمام في صلاة الجماعة، سيتذكر المصلون بالسهو والخطأ، وسوف يقوم المصلون بتنبيه الإمام عنه فوراً.
الزيادة في الصلاة
تضم الزيادة في الصلاة بأنها الزيادة في الأقوال أو الأفعال، لذا وضح العلماء الآتي:
الزيادة في القول أثناء الصلاة
تأتي الزيادة في القول أثناء الصلاة مثل القراءة في الركوع، التسبيح في وضع القراءة، ويكون غير مقصود، كما تكون ايضاً السلام من الصلاة قبل انتهائها، وعند تيقن المصلي بهذه الأقوال، وجب تحقيق خطوة سجود السهو.
حيث ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام هذا الحديث (إنَّ هذِه الصَّلَاةَ لا يَصْلُحُ فِيهَا شيءٌ مِن كَلَامِ النَّاسِ، إنَّما هو التَّسْبِيحُ والتَّكْبِيرُ وقِرَاءَةُ القُرْآنِ)
الزيادة في الأفعال أثناء الصلاة
تتمثل الزيادة في الأفعال عند السجود محل الركوع، القيام محل الركوع، أو صلاة ركعة زائدة عن المطلوب.
وإذا تيقن المصلي بهذه الأفعال يجلس مباشرةً، ويقرأ التشهد، ثم يسجد سجود السهو، وبعد ذلك يسلم يميناً ويساراً، لقول الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه قال (صَلَّيْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَإِمَّا زَادَ، أوْ نَقَصَ، قالَ إبْرَاهِيمُ: وايْمُ اللهِ ما جَاءَ ذَاكَ إلَّا مِن قِبَلِي، قالَ فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، أحَدَثَ في الصَّلَاةِ شيءٌ؟ فَقالَ: لا قالَ فَقُلْنَا له الذي صَنَعَ، فَقالَ: إذَا زَادَ الرَّجُلُ، أوْ نَقَصَ، فَلْيَسْجُدْ سجدتين قال: ثم سجد سجدتين).
أما عن صلاة الجماعة يجب المصلين تنبيه الإمام عن هذا الخطأ، لقول النبي عليه الصلاة والسلام (إنَّما أنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، أنْسَى كما تَنْسَوْنَ، فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي).
النقص في الصلاة
عبارة عن النقص في الأفعال والأقوال، وتضم ثلاث فروع وهي كالآتي:
الفرع الأول:
ترك ركن من أركان الصلاة مثل السجود، الركوع، وهنا تبطل الصلاة في حال القصد، أما في حالة السهو يكمل صلاته، ولكن لا تكون متعلقة بتكبيرة الإحرام.
وإذا تيقن بهذا الخطأ يرجع ويأتي بالأفعال الناقصة، على أن يجعل الركعة القائم بها ويعوض النقص في الصلاة.
الفرع الثاني:
إذا ترك المصلي تكبيرات الانتقال، والتسبيح في السجود والركوع، فإن هذه الأفعال تبطل الصلاة تماماً إذا كان المصلي متعمداً.
أما في حالات السهو وتيقن المصلي قبل أداء الركن الذي بعده، يرجع في الصلاة، ويكمل الصلاة، وعند تذكره في نهاية الصلاة، يجب فعل سجود السهو.
وفي حال ترك التشهد الأول فإن المصلي قبل أن يستقيم قائماً بعد الركعة الثانية، يجلس ويأتي سريعاً بالتشهد، وفي نهاية الصلاة يجب فعل سجود السهو.
الفرع الثالث:
إذا ترك أي فعل مسنون في الصلاة، فلا يتطلب ترك سجود السهو في حال إذا متعمداً أو سهواً.
وأخيراً في نهاية المقال وضح جموع الأئمة بأنه من الواجب فعل سجود السهو، فإن تركها المصلي، وجد إثم بما ترتب على السهو، ولكن صلاته سليمة وليست باطلة، بما وضحه بن مسعود – رضي الله عنه – أن النبي قال (إذا شَكَّ أحدُكُم في صلاتِهِ فليتحرَّ الصَّوابَ فليُتمَّ عليهِ ثمَّ ليسلِّم ثمَّ ليسجُدْ سَجدتَينِ) وقال ايضاً (لكلِّ سهوٍ سجدتان بعدما يُسلِّمُ).