أسعار

قصة قوم عاد ودعوة سيدنا هود

قصة قوم عاد قوم عاد من الشعوب العربية، أرسل الله تعالى إليهم سيدنا هود عليه السلام لكي يدعوهم إلى عبادة الله وحده بدلاً من عبادة الأصنام، وعندما رفضوا الإصغاء للنصيحة عاقبهم الله بعاصفة شديدة، لذا أدعوك للتعرف على المزيد عبر موقع الماقه .

لمحة عن قوم عاد

  • هم من الأقوام العرب، سُميت قبيلتهم بـ(عاد) نسبةً إلى كبيرها، وكانوا يعبدون الأصنام بدلاً من عبادة الله، وذُكر في كتب التاريخ أن قوم عاد ينتمون في الأصل إلى عوص بن أرم بن سام بن نبي الله نوح عليه السلام.
  • سكن قوم عاد في الأحقاف، ويعتقد البعض أنها توجد بين عمان واليمن، وكانت عاصمتهم مدينة إرم، ويُعتقد أنها ربما توجد في الربع الخالي بين السعودية واليمن بالجنوب.

حياة قوم عاد

  • كانوا يعيشون حياة ممتلئة بالرفاهية والهناء، وكان لهم قصور وبساتين وخيرات عديدة أنعم الله بها عليهم، ورغم ذلك لم يعبدوه، واتخذوا الأوثان للعبادة.
  • وقد ذكر في كتب التاريخ لأبي جعفر الطبري أن قوم عاد عبدوا ثلاثة أصنام هم هباء وصمود وصداء، على غرار قوم نوح الذين عبدوا أوثاناً تسمى ود وسواع ويعوق ويغوث ونسرا.

دعوة سيدنا هود

  • عندما بُعث نبي الله هود عليه السلام إلى قوم عاد للدعوة لكي يتقوا عذاب يوم القيامة، احتقروه وقد اتهموه بالكذب، ووصفوه بالطيش والسفه، ولكنه أخبرهم أنه رسول من الله جاء للنصح.
  • حاول سيدنا هود إقناعهم بالعودة إلى طريق الصواب والابتعاد عن الضلال، وذكَّرهم بنعم الله عليهم من قصور وبساتين وعيون مياه، وأنهم يجب أن يشكروه على هذه النعم بدلاً من العصيان.
  • لم يستمع قوم عاد إلى هذه النصائح، وبدلاً من أن يشكروا الله على نعمه عليهم ويؤمنوا به، أصابهم الغرور في الأرض، واتجهوا إلى الشهوات منغمسين فيها.
  • وسألهم عمّا إذا كانوا متعجبين من أن يأتيهم إرشاد من الله على لسان بشري مثلهم، وأخبرهم بأنه لا يطلب من دعوتهم إلى طريق الحق أجرًا، ولا رئاسة.

هلاك قوم عاد

  • عندما رفض قوم عاد النصح من سيدنا هود عليه السلام، أصيبوا بجفاف وقحط شديد، وتوجهوا إلى الأصنام مستغيثين بها لعلها تنقذهم، ولكن كانت استغاثتهم بها في ضلال.
  • وسفه الجزء الأكبر من قوم عاد سيدنا هود، قال تعالى (قَالُواْ يَهُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِيَ آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ)، واعتقدوا أنه عندما عاب آلهتهم عاقبته بالجنون والخبال.
  • وذات يوم رأى قوم عاد سحبًا كبيرة وضخمة متجمعة في السماء، فظنوا أنها مساعدة قد جاءت من آلهتهم عندما دعوا لهم، ولكن كانت تلك السحب عبارة عن نذير للكافرين.
  • حملت السحب ريحًا صرصرًا عاتية، وهي ريح باردة وحركتها قوية، جعلت تلك الريح قوم عاد كالرميم، وهدمت مساكنهم واقتلعتها، ودمرت مخابئهم التي لجئوا إليها من أجل النجاة.
  • وجعلتهم كأعجاز نخل خاوية، واستمر العذاب عليهم لمدة سبعة ليالي وثمانية أيام، وكان آيةً للظالمين، أما الذين لبُّوا دعوة سيدنا هود إلى عبادة الله واختاروا طريق الصواب، فقد نجوا من العذاب.

عاد في القرآن الكريم

  • ذُكر قوم عاد في العديد من الآيات القرآنية، منها أنهم كان لهم أنعام كثيرة وبنين وجنات وعيون، في قوله تعالى (وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ).
  • وذُكر أنهم كانوا يتخذون الأحقاف مسكنًا، في قوله تعالى: (وَإذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا الله إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ).
  • وذُكر أنهم بنوا مدينة شاهقة الارتفاع، ضخمة الارتفاع، لا يوجد لها مثيل في البلاد، في قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ، إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ، الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ).
  • وذُكر أنهم كان لهم صروح مرتفعة وقصور شامخة، في قوله تعالى (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ، وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ).
  • ووُرد أنهم عندما اتهموا سيدنا هود بالكذب ولم يصغوا للنصيحة، عاقبهم الله بريحٍ شديدة أرسلها عليهم تحمل أتربةً، فأهلكتهم وأهلكت مدينتهم، ونجى منها سيدنا هود والذين آمنوا معه.
  • ذُكر ذلك في قوله تعالى (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ، سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ، فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ).

إرم ومدينة الرجاجيل

  • قام العديد من العلماء والباحثين بمحاولات لاكتشاف الموقع الحقيقي لمدينة إرم عاصمة قوم عاد وما بها من أعمدة ضخمة وصروح شاهقة.
  • ويعتقد بعض الناس أن إرم ذات العماد مدفونة في منطقة أعمدة الرجاجيل، وهو عبارة عن موقع من الآثار القديمة في منطقة الجوف بغرب المملكة العربية السعودية.
  • وتتكون مدينة الرجاجيل من مجموعة كبيرة من الأعمدة الحجرية يطلق عليها الرجاجيل، وهي عبارة عن أعمدة تنحت من الأحجار الرملية، وهي ذات ارتفاع شاهق يصل إلى ثلاثة أمتار.

محاولات اكتشاف مدينة إرم

  • في عام 1990م، اعتقد بعض العلماء أنه تم اكتشاف مدينة تعتبر خرافية بالنسبة للذين يسمعون عنها، ودُونت الصحف بعناوين مثل (عبار، أسطورة الرمال)، (اكتشاف مدينة أسطورية).
  • كان ذلك الشيء مثيرًا للاهتمام، حيث اعتقد بعض الناس أنه لا يمكن اكتشاف إرم التي ذُكرت في القرآن، وهذا ما أدهش السامعين بهذا الاكتشاف، والذي كان يتحدث عنه البدو.
  • تم هذا الاكتشاف بواسطة العالم الأمريكي نيكولاس كلاب، الذي كان مولعًا بالاكتشافات العربية، خاصةً المدن الأثرية، وكان يعتبر نفسه من الهواة في علم الآثار، وقام بإنتاج أفلامًا وثائقية عديدة.
  • وجد نيكولاس كلاب كتاباً يسمى فيليكس العربية، وهو اسم روماني يشير إلى المنطقة الجنوبية من شبه الجزيرة العربية، والتي بها جزء كبير من عمان بالإضافة إلى اليمن.
  • أُطلق على هذه المدينة من قبل العرب اسم (اليمن السعيدة)، بعد أن سماها اليونان (العرب السعيدة)، وذلك بسبب موقعها الاستراتيجي الرائع المميز الذي كان يُسهل عملية التجارة والنقل.
  • عندما زار نيكولاس هذه المنطقة، رأى آثارًا عتيقة وضخمة، وأخبروه سكان المنطقة أن هذه الآثار تنتمي إلى مدينة عُبار، وقد اهتم نيكولاس اهتمامًا شديدًا إلا أنه لم يكمل أبحاثه في المنطقة.

خطة نيكولاس كلاب لإثبات وجود مدينة عُبار

  • عندما زار المدينة، ورأى آثارها العتيقة، أراد أن يلتحق بوكالة ناسا الأمريكية للفضاء، من أجل التقاط صورًا بالأقمار الصناعية، وأرسل طلب للانضمام إليهم، واستطاع إقناعهم بالأمر.
  • ذهب إلى إحدى المكتبات العريقة وهي مكتبة (هينتجنتون) في كاليفورنيا، وبحث عن خرائط لمنطقة اليمن السعيدة حتى وجد إحدى الخرائط التي رُسمت بواسطة عالم جغرافي يسمى بطلمي.
  • وضَّحت الخريطة وجود منطقة قديمة، ورسمت المسار الذي يؤدي إليها، واستلم نيكولاس صورًا للمنطقة من وكالة ناسا، وقام بمقارنة الخريطة بصور الوكالة، فوجدهما متطابقتين.
  • وبالتالي تم العثور على تلك المدينة التي كان يعتقد البعض أنها مجرد أسطورة، وكان بها أعمدة مرتفعة يُعتقد أنها من الفضة والذهب، ولكنها تحولت إلى صحراء بفعل الأتربة.
  • تم اكتشاف الآثار القديمة عن طريق وسائل الحفر والتنقيب، ووُجد بها أبنية ضخمة ذات أعمدة، تشبه في وصفها ما ذُكر في القرآن الكريم عن إرم، ورغم ذلك، لا يوجد دليل أكيد على أنها إرم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى