من هم الفقراء والمساكين المستحقين للزكاة وما هي أحكام زكاة الفطر؟ حيث حدد الله عز وجل الفئات المستحقة للزكاة في القرآن الكريم، وهم ثمانية فئات من الناس، وقد جعل الله الزكاة فرضًا على الأثرياء، وحثهم على منحها إلى 8 فئات من البشر، بحيث لا تُمنح الزكاة سوى لتلك الفئات فحسب، وسوف نتعرف على جميع التفاصيل عبر موقع الماقه.
من هم الفقراء والمساكين المستحقين للزكاة
الفقراء والمساكين هم من ليس لديهم ما يكفيهم، فيمنحهم الأثرياء ما هم بحاجته، وبالنسبة للقدر الذي يجعل الفرد ثريًا فهو الذي يمكن من خلاله تلبية احتياجاته الضرورية له ولأسرته، من كساء ومأكل ومشرب، وأن يمتلك من المال ما يفيض عن احتياجاته، وهو ما يسمى النصاب، وبالنسبة لمن لا يتمكن من توفير تلك الاحتياجات فهو الفقير، ويستحق الزكاة.
حيث ليس هناك اختلاف بين الفقير والمسكين فيما يتعلق بالزكاة، بيد أن المسكين هو من يتعفف فيفكر الثري بأنه ليس محتاجًا، ولهم أن ينالوا من الزكاة بالمقدار الذي يلبي احتياجاتهم، وما يسبب له الكفاية ويبعد عنه الحاجة.
الجهات المستحقة للزكاة وفق ما جاء في الدين
وعن الجهات المستحقة للزكاة كاملة فهم كالتالي:
1) الفقراء والمساكين
وسبق وتناولنا الحديث عنهم، وأنهم أشخاص لا يجدون ما يكفيهم للمعيشة.
2) الغارمين
وهم من يُطلق عليهم الغارمين، وقد اختلفت آراء الفقهاء من جهة تعريفهم، فقال أتباع المذهب الحنفي بأن الغارمين هم كل من عليه دين، ولا يمتلك النصاب الإضافي الفائض عن الدين، في حين قسمه الجمهور إلى قسمين:
- القسم الأول هو الغارم لذاته، وهو الذي يقترض من أجل منفعته، مثل الملبس أو الزواج وما إلى ذلك، ولا يملك ما يسد به الدين الذي جاء موعده، ولم يكن سبب الاستدانة محرمًا.
- والقسم الثاني هو الغارم لصالح المجتمع، مثل من يقترض من أجل الإصلاح بين الناس، أو إكرام الضيوف، فيأخذ من الزكاة حتى وإن كان ثريًا.
3) العاملين عليها
جامعو الزكاة هم من يعينهم الحاكم، أو تمنحهم الدولة الإسلامية الرخصة، أو تنتقيهم من أجل تجميع أموال الزكاة، ومنحها لمن يستحقها، ويضع الفقهاء شرطًا فيمن يقوم بجمع الزكاة بأن يكون رجلًا منتسبًا إلى الإسلام، يتسم بالأمانة وعلى دراية بأحكام الزكاة، وينال من الزكاة ما تحدده له الدولة، شريطة ألا تزداد عن أجر المثل، ولا تزداد عن تمن الزكاة، ولو كان هذا العامل ثريًا.
إلى جانب أنه يُشترط عليهم عدم الحصول على الرشاوي، عينية كانت أم مالية، ويُسمح لهم استخدام بعض أموال الزكاة في إعداد مكان العمل الخاص بهم، شريطة أن يكون ذلك الإعداد متعلقة بالعمل، ويتوجب على الدولة مراقبتهم ومحاسبتهم، كما يستحب في جباة الزكاة أن يتحلوا بأخلاق الإسلام العامة.
لا يفوتك التعرف على المزيد من خلال: حكم إخراج الزكاة إذا دخل وقت وجوبها ما هو؟
4) المؤلفة قلوبهم
المؤلفة قلوبهم هم السادة أصحاب الكلمة في القبائل، ويأخذون من الزكاة بهدف تفادي شرهم، أو زيادة إيمانهم، وربما يكون المؤلفة قلوبهم من المسلمين أو دون ذلك، فلو كان من غير المسلمين فيأخذ من الزكاة من أجل اتقاء شره أو رغبةً في دخوله الإسلام.
ولو كان مسلمًا يتسم بضعف الإيمان فيأخذ من الزكاة بهدف زيادة إيمانه، أو من أجل دخول أمثاله من غير المسلمين في الإسلام.
5) في سبيل الله
وهم المقاتلون الذين يجاهدون في سبيل الله، وينقسموا إلى أكثر من نوع:
- المجاهدون الذين لا يحصلون على أموال، أو يحصلون على قدر من المال إلا أنه لا يلبي حاجاتهم، فيأخذون من الزكاة من أجل الاستعداد للقتال في سبيل الله، وما يساعدهم عليه من أسلحة وعتاد.
- الدعاة إلى الله سبحانه وتعالى، الذين يخبرون الناس عن الدين، ويدرسون القرآن الكريم، والمتفرغون طلبًا للعلم، فيأخذون من الزكاة شريطة كونهم من الفقراء، ولا يملكون دخلًا، أو أن لديهم دخل إنما لا يلبي حاجاتهم، ويأخذون أيضًا المقدار الذي يساعدهم في عملهم بالدعوة، مثل نشر المصاحف أو الكتب المتعلقة بالدعوة.
- الحجاج الفقراء، فيأخذ المسلم الفقير من الزكاة من أجل أداء فريضة الحج.
6) الرقاب
ينقسم الرقاب إلى ثلاثة أنواع، أولها المكاتب المسلم، ومن الممكن أن يأخذ من الزكاة من أجل فك رقبته وتحريره، وهذا هو رأي الجمهور، ولكن أتباع المذهب المالكي لم يبيحوا أخذه من الزكاة، وثانيها تحرير العبد المسلم، والنوع الثالث هو افتداء الأسرى من أيدي العدو.
7) ابن السبيل
ابن السبيل هو المسافر الذي اغترب عن موطنه، ولا يمتلك من الأموال ما يكفيه لبلوغ وطنه، فيأخذ من الزكاة المقدار الكافي لكي يصل إلى بلاده، حتى وإن كان ثريًا في وطنه، وينقسم إلى نوعين، أولها من انقطع في السفر ولا يملك ما يبلغه وطنه.
وثانيها من كان في وطنه وهو يرغب في السفر من أجل الطاعة أو المنفعة، مثل الحج أو العلاج، وما إلى ذلك، ولا يمتلك المال الكافي، وجل من انقطع في السفر ولا يستطيع الوصول إلى ما يريد سوى بالمال.
آراء الفقهاء فيما يتعلق بزكاة الفطر
تعددت آراء الفقهاء من ناحية المصارف التي تستوجب زكاة الفطر، ومن الممكن تلخيص آرائهم بالصورة التالية:
- الرأي الأول: يرى أتباع المذهب الحنفي أن زكاة الفطر يمكن منحها لأي من المصارف الثمانية، ومن الممكن أن يختص بها الفقير، كونها تابعة للصدقات.
- الرأي الثاني: يرى أتباع المذهب الشافعي بأن زكاة الفطر ينبغي صرفها للمصارف الثمانية على أن توزع بينهم بالمساواة.
- الرأي الثالث: يرى أتباع المذهب الملكي أن زكاة الفطر يجب صرفها للفقراء والمساكين فحسب، دونًا عن سواهم من مصارف الزكاة المختلفة.
ما هي زكاة الفطر
تعني كلمة الزكاة في اللغة: الطهارة والبركة، وبالنسبة إلى إلحاق كلمة فطر إلى الزكاة، فهو في إطار إضافة الشيء إلى السبب فيه، إذ أن الفطر عقب صيام رمضان هو السبب في الزكاة، وهناك بعضًا من العلماء ممن يعطونها اسم صدقة الفطر، أما عن مفهوم زكاة الفطر في الدين الإسلامي فهي قدر معين من من الصدقة، ويتم أدائها عقب الفطر من شهر رمضان، طبقًا لبعض الشروط الخاصة، فهي إطعام للفقراء، وتطهير للصائم من اللغو، وزكاة الفطر واجبة على جميع المسلمين.
حكم أداء زكاة الفطر إلى فرد واحد
تطرق الفقهاء إلى أمر منح زكاة الفطر إلى فرد واحد، أو توزيعها على عدد من الأفراد، وقد توصلوا إلى بعض الآراء، وفيما يلي نبين تلك الآراء:
- مذهب الحنابلة: رأى أتباع هذا المذهب أنه يجوز منح قدر واحد من زكاة الفطر إلى فرد واحد، أو إلى مجموعة من الأفراد، إلى جانب جواز منح زكاة الفطر عن مجموعة إلى فرد واحد فقير أيضًا.
- المذهب الحنفي: رأى أتباع هذا المذهب أنه يجوز إعطاء زكاة الفطر عن فرد واحد أو مجموعة من الناس إلى فرد واحد، كما يرون أيضًا أنه يجوز توزيع زكاة الفطر على عدد من الفقراء.
- المذهب الشافعي: رأى أتباع هذا المذهب أنه لا يجوز منح زكاة الفطر إلى فرد مسكين واحد.
- المذهب المالكي: يرى أتباع ذلك المذهب أنه من الأجدر منح زكاة الفطر إلى فرد فقير واحد، إلا أنهم يبيحون منح القدر الواحد من زكاة الفطر إلى أفراد كثر، إلى جانب كونهم يبيحون تقديم الكثير من مقادير زكاة الفطر إلى فرد فقير واحد.
ومن الجدير بالذكر أنه يمكن منح زكاة الفطر إلى الفقراء من الأقارب شريطة ألا يكونوا ممن تجب عليهم النفقة، فإن وجبت عليه النفقة لا يمكن منحه زكاة الفطر، ومنح الزكاة للأقارب لها فضلين كبيرين، ألا وهما الصدقة وصلة الأرحام.
