اسلاميات

ما هي مفاتيح الغيب وما هي أقسامه؟

ما هي مفاتيح الغيب التي لا يعلمها إلا لله وأين ورد تحديدها في الشرع الإسلامي من الأمور التي تناولها علماء العقيدة بكثرة في كافة كتبهم، ولذلك في هذا الموضوع على موقع الماقه سنتناول أقوال الفقهاء وعلماء الحديث والعقيدة في إجابة سؤال ما هي مفاتيح الغيب الخمس.

ما هي مفاتيح الغيب

من المُسَلم به في العقيدة الإسلام إن لتمام الإيمان بالنسبة للمسلم أن يؤمن بالغيب ذلك لقول الله تعالى في بداية أكبر سورة في القرآن سورة البقرة في الصفحة الثانية من المصحف:

أما إجابة سؤال ما هي مفاتيح الغيب فقد وردت إجابته في حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال:

معاني الألفاظ في الحديث

ورد في الحديث الشريف عدد من الألفاظ الواجب توضيحها نحو:

  • مفاتيح: اسم آلة من فتح وهي الأداة المستخدمة للفتح المشهورة، وقد استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم هذا التشبيه بحيث شبه الغيب بالشيء النفيث المحفوظ في خزائن بعيد عن علمنا وأعينا.
  • الغيب: هو أي شيء غائب عن العين أو عن العقل.
  • تغيض الأرحام: تحمل الأرحام.

الشرح العام لحديث مفاتيح الغيب

الحديث السابق يؤكد على الحقيقة السابق ذكرها في المقدمة وهي أن علم الغيب منحصر في علم الرحمن فقط، ولا يعلمه أحد إلا هو

ففي الحديث ذكر أنواع الغيوب المرتبطة بحيوات البشر ومعيشتهم، فذكر:

  • وقت وموقع نزول المطر الممثل لرزق الإنسان على الأرض.
  • اختصاص ما في الأرحام من جنس الجنين ذكر كان أم أنثى وحياته وقده شقي أم سعيد …
  • اختصاص الله وحده بعلم رزق الإنسان في الغد.
  • اختصاص الرحمن وحده بعلم كان موت الإنسان وموعده .
  • معرفة موعد قيام الساعة التي تمثل بداية حياة الإنسان الحياة الحقيقة.

بذلك هذه هي مفاتيح الغيب الخمس التي لا يعلمها إلا الله وحده، تمثل حياة الإنسان من قبل الولادة حتى موته وبعثه يوم الحساب.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على:  حكم الإيمان بالغيب وتعريفه وخصائصه وفضله على الإنسان

الثمرات العقيدية في الحديث الشريف

نجد في الحديث الشريف العديد من الفوائد التي تنفع المسلم في عقيدته الحياتية مثل:

  • أن علم الغيب لله وحد ولا يعلمه أحد سواه.
  • أن أي علم يدعي معرفة الغيب والتنجيم باطل.
  • وقت قيام الساعة لا يعلمه إلا الله ولا يعرفه أحد من خلقه، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل الشهير: “… قالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قالَ: ما المَسْئُولُ عَنْهَا بأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ،…” (صحيح البخاري 50) أي أن كلاهما يجهل موعد وقوع الساعة.
  • لا أحد يعلم ماذا سيرزقه الله في المستقبل لا القريب ولا البعيد.
  • لا يعلم أي بشري موعد موته ولا مكان موته ولا موت غيره من البشر أو الحيوان، فالموت من علم الله وحده.
  • إثبات صفات العلم والخبرة إلى الله تعالى، وهو من قال في كتابه: “وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ” (الأنعام 18) ووردت الصفتان في أكثر من موضع من القرآن الكريم
  • إثبات الكفر لكل من يخالف قول الله تعالى: ” قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (النمل 65) بادعائه علم الغيب.
  • أن العلم بنزول المطر وموعده هو من علم الله تعالى وإنما يا يقوله علماء الأرصاد هو من باب التوقع المبني على المقدمات الملموسة العلمية والأسباب التي ساقها الله تعالى.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن: تفسيرها وما هو الفرق بين الغيبة والنميمة والبهتان؟

أقسام الغيب

نرى في الحديث الشريف أن الغيب على دربان، الأول هو الغيب الكلي الذي لا يعلمه أحد سوى الله تعالى مثل الخمس المذكورين في الحديث، وغيب جزئي هو ما يعلم بعض العباد دون الآخر نحو العلم بالماضي الذي حدث وما إلى ذلك

العلم بما في الأرحام

الله تعالى قد انفرد وحده بالعلم بما في الأرحام، ما في الأرام يشمل نوعه ذكر كان أم أنثى وأطوار الجنين وتحوله من المضغة إلى بناء الإنسان الكامل، كما يعلم مستقبله سعيد أم شقي، وكونه قبح الخُلق أم حسنه.

فلا تعارض بين الآية الكريمة والعلم الحديث الذي توصل إليه الإنسان من المقدرة على اكتشاف نوع الجنين بوسائل علمية حديثة، فهذه القدرة لا تكون إلا بعد فترة حمل معينة ، وليست في بداية الإخصاب؛ بجانب أن تلك المعرفة تحدد نوع الجنين ذكر كان أم أنثى ولا تصل إلى معرفة الغيب.

تعقيب على حديث مفاتيح الغيب

بعد أن أجبنا على سؤال ما هي مفاتيح الغيب بالحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم، يجدر بنا الإشارة إلى قول الفقهاء إنه لا يُفهم من عموم الآية والحديث أن الأمور الغيبة محصورة في تلك الخمس فقط، وإنما خص الله تعالى هذا الأمور دون غيرها من الغيبيات بالذكر لتعلقها بحياة الإنسان ومعيشته من قبل تكونه جنينًا في رحم أمه إلى موته وقيام الساعة.

فالآية الكريمة تشير بعين عقل الإنسان الذي يسأل عن موعد قيام الساعة وما إلى ذلك؛ أنه لا يعلم متى يموت ولا ماذا يكسب غدًا؛ فكيف له أن يعلم موعد الساعة.

فالله تعالى لم يعلم الإنسان موعد موته ولا رزه الذي سيرزقه رغم أن تلت الأمور متعلقة به ذاته ليكون متوكلًا على الله تعالى في كل وقت وحين ولم يعلم موعد موته ولا موعد قيام الساعة ليعمل لها ويجهز للقاء ربه.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: تأملات في سورة يوسف عليه السلام ووقفات تدبرية لمشاهد من حياة النبي

خلاصة الموضوع في 8 نقاط

  • من تمام إيمان المسلم أن يؤمن بالغيب
  • لا أحد يعلم الغيب إلا الله تعالى ولا حتى الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • لا يعلم أحد موعد الساعة حتى الملائكة المقربون.
  • أي علم بشري يدعي علم الغيب أو ما سيحدث في المستقبل هو علم باطل.
  • الله وحده يعلم موعد نزول المطر ومكانه وهو الذي يسوق الرياح التي تحمله، ولا يتعارض ذلك مع علم الأرصاد الجوية التي تتنبأ بما سيحدث وفق معطيات وتحليل لأدلة.
  • الغيب نوعان الغيب الكلي الذي لا يعلمه إلا الله والغيب الجزئي الذي قد يعلمه بعض البشر.
  • العلم بما في الأرحام يتعدى نوع الجنين ذكر أم أنثى إلى معرفة مستقبله وحاله وطباعه… وهذا لا يتعارض مع علوم الطب الحديثة التي تحدد نوع الجنين فقط وبعد مدة من الإخصاب.
  • هناك أنواع أخرى للغيب غير الواردة في الحديث والآية وإنما ذكر الله تلك الأنواع لأنها مرتبطة بحياة الإنسان المباشرة.
  • مقالات ذات صلة

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    زر الذهاب إلى الأعلى