من هو يوشع بن نون
من هو يوشع بن نون؟ وما فتوحاته؟ يوجد العديد من الشخصيات في العصر القديم أثرت في الأديان والأشخاص، ويتم دراسة تلك الشخصيات حتى الآن في القرن الواحد والعشرين لمدى أهميتهم وتأثيرهم في العالم، لذلك سنجيب لكم من خلال موقع الماقه عن سؤال من هو يوشع بن نون.
من هو يوشع بن نون
إجابةً عن سؤال من هو يوشع بن نون نجد أن اسمه بالكامل هو: يوشع بن نون بن إفرائين بن يوسف ين يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وكان يناديه بعض الناس بيوشع بن عم هود كما أنه من الشخصيات المتفق عليها في جميع الأديان السماوية؛ لأنه ذكر في القرآن الكريم بطريقة غير مباشرة حيث قال الله تعالى (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ) [سورة الكهف: الآية رقم 60]
ذكر بسورة الكهف في قصة سيدنا موسى والخضر، حيث إن يوشع بن نون كان الفتى الذي يرافق سيدنا موسى ويلاحقه أينما ذهب، بالإضافة إلى ذلك فهو من نسب سيدنا يوسف وهو ابن عم النبي هود عليه السلام كما ذكر في التوراة.
كما هناك أقاويل تؤكد أنه نبي من أنبياء الله في العهد القديم، كما كان له دور كبير في تولي أمور بني إسرائيل بعد وفاة سيدنا موسى ـ عليه السلام ـ، ومر بالعديد من المحطات والفتوحات في حياته.
فتوحات يوشع بن نون
بعدما تعرفنا إلى إجابة سؤال من هو يوشع بن نون، يجب علينا أن نتطرق لعرض أهم الفتوحات التي خاضها في حياته هو وبني إسرائيل، حيث قام يوشع بن نون هو وبني إسرائيل بفتح مدينتين وهما:
1-فتح بيت المقدس
أراد يوشع بن نون عبور المسجد الأقصى، فذهب لفلسطين وكان يرافقه بني إسرائيل وقطعوا نهر الأردن، حتى وصلوا لمنطقة اريحا واستقروا بها ثم توجهوا لبيت المقدس، ولكنهم وجدوا حصون وأسوار خارج بيت المقدس وكان محصن بقصور، فحاصر يوسع بن نون البيت المقدس هو وبني إسرائيل ستة أشهر وتمكن من العبور إليه وقتل 12000 ألف من في الداخل، واستولوا على الغنائم، وهذا تم قبل غروب شمس يوم الجمعة.
2-فتح مدينة الجبارين
أمر الله تعالى يوشع بن نون بالذهب إلى مدينة الجبارين أو مدينة أريحا، ولكن شكك عدد كبير من المفسرين في هذا الفتح، وأشار ابن عباس وعكرمة والسدّي في حديثهم أن النبيين هارون وموسى -عليهما السلام- توفاهم الله في التيه.
كما توفي كل من دخل هذه المدينة باستثناء كالب بن يوفنا ويوشع بن نون وهو في عمر الأربعين عندما ذهب لمدين الجبارين واستطاع فتحها.
أما رأي ابن إسحاق في هذا الفتح أن سيدنا موسى عليه السلام خرج مع يوشع بن نون من التيه، وذهبوا لمدينة الجبارين وقاموا بفتحها، حيث أضاف ابن إسحاق قصة بلعم بن باعور الذي كان معروف وقتها بالله الأعظم عندما جاء إليه قومه من مدينة أريحا (الجبارين) طلبوه منه أن يدعي على سيدنا موسى، ولكنه رفض وامتنع عن الدعاء.
فثاروا عليه وكذبوا عليه بأن موسى يريد قتلك ويرغب إخراجهم من الديار وظلوا يضغطون عليه بأن يدعي عليه، حتى اقتنع وحاول النظر للسماء والدعاء على سيدنا موسى، ولكن منعه الله من الدعاء ولكنه بدأ يدبر حيل ماكرة وخبيثة ليقع بنبي الله موسى وقوم إسرائيل.
حيث ذكر الله في آياته الكريمة (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ) [سورة الأعراف: الآية رقم 175]
فقام بالعديد من أعمال الخبث حتى أضطر سيدنا موسى وأمر يوشع بن نون بفتح مدينة الجبارين، وقتل أهلها فقاموا بالفعل بالدخول وقتلوا بعض من أهلها قبل غروب الشمس فخشي وخاف يوشع بن نون أن يقتلهم في الليل فطلب من الله عز وجز بأن يقضي عليهم قبل دخول الليل ويحبس الشمس، فاستجاب إليه الله وقام يوشع بقتل القوم بالكامل حتى مات في النهاية ولا يعلم أحد مكان قبره حتى الآن.
وهناك أقوال أخرى أن هناك عدد كبير من ملوك بلاد الشام اجتمعوا على قتل يوشع بن نون وحاولوا بالفعل ولكنهم فشلوا في ذلك لقور يوشع بن نون ومواجهته.
حيث قام بقتلهم جميعًا وهزمهم هزيمة ساحقة وهرب البعض منهم واختبئوا في غار، حتى لا يلحق بهم ويقتلهم، لكنه وصل إليهم وصلبهم وأصبح ملك بلاد الشام كلها.
محطات حياة يوشع بن نون
ضمن إطار عرضنا لسؤال من هو يوشع بن نون، علينا أن نذكر المحطات المصيرية التي أثرت في حياته وحياة قومه عبر العصور، حيث إن يوشع بن نون مر بالعديد من المحطات في حياته، والتي غيرت في مجرى التاريخ وفي مسار حياته ومنها أنه خاض العديد من المعارك والصراعات.
كما أنه تحكم في إدارة شؤون بني إسرائيل والإسرائيليين وكان يحثهم على عبادة الله وطاعته وحمده على نعمه وفضله، والابتعاد عن المعاصي والشهوات وارتكاب الذنوب والغايات واتباع الدين وأوامر الله وتجنب خطوات الشيطان.
كما أنه أخرج بني إسرائيل من التيه، وقام بإدخالهم لبيت المقدس بعد الحصار والقتال، ولكنه واجه مشكلة كبيرة في الاحتكاك مع اليهود فأراد دخول بيت المقدس يوم الجمعة، لأن يوم السبت لا يعمل اليهود وفي معتقداتهم بأن الصيد محرم في يوم السبت.
لذلك هناك فرص لهم للذهاب لبيت المقدس فدعا يوشع بن نون الله بألا تغيب الشمس وتحقق أمنيته في الدخول، وبالفعل استجاب إليه الله وتأخر غروب الشمس وتحققت غايته في دخول بيت المقدس وانتصر.
هنا اختلف عد كبير من المفسرين حول احتباس الشمس ليوشع بن نون وكانت في أي موقعة بيت المقدس أم مدينة الجبارين التي تقع في أريحا كما ذكر في قصص أخرى، فأكد “ابن كثير” أن واقعة احتباس الشمس كانت في موقعة بيت المقدس بدليل حديث رواه أبو هريرة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنه قال“أن الشمسَ لم تُحبَس لبشرٍ إلا ليوشعَ بنِ نونٍ لياليَ سار إلى بيتِ المقدسِ“ [مصدر فتح الباري لابن حجر]
توفي يوشع بن نون بعدما كبر في السن عن عمر يناهز 120 سنة حيث إنه ولد في عام 1463 قبل المسيحية وتوفي عام 1353، وتم دفنه في مقبرة تقع في مدينة السلط أو يوشع في أرض كنعان الأردنية، التي تبعد عن العاصمة عمان بحوالي خمسة وعشرين كيلومتر، كما بنى فوق قبره مسجد يضم جميع مستلزمات المصلين.
الدروس المستفادة من قصة يوشع بن نون
في صدد عرضنا لإجابة سؤال من هو يوشع بن نون، علينا أن نضيف في نهاية حديثنا أهم الدروس المستفادة من حياته، للاستفادة منها والاقتداء بها، فهناك العديد من الدروس المستفادة من قصة حياة يوشع بن نون في الحياة وأخذ الموعظة والقدوة ومنها:
- أهم شيء بالحياة هي الثقة والإيمان بالله تعالى، وأن طريق الانتصار يأتي عند الثقة به وبالله.
- بأن مسكن المؤمنين ومقر الأنبياء هو بيت المقدس.
- التوكل على الله في شتى أمور الحياة هي صفة المؤمنين ومن أهم العبادات.