من هو ابن عباس رضي الله عنهما؟ وما هي علاقته برسول الله محمد؟ حيث إن هيئته وصفاته ونشأته بها الكثير من المعلومات والتفاصيل التي يجب أن نتعرف إليها، وتفاصيل وفاته جعلت الكثير من الصديقين يحزنون لذلك، وسنتعرف إلى تفاصيل أكثر من خلال موقع الماقه حول إجابة سؤال من هو ابن عباس رضي الله عنهما.
من هو ابن عباس رضي الله عنهما
عباس هو عم الرسول وابن عباس هو عبد الله يكون ابن عم الرسول، وكان يلقب بحبر الأمة وفقيه المسلمين وإمام التفسير وترجمان القرآن، وهذه إجابة واضحة عن سؤال من هو ابن عباس رضي الله عنهما.
إن اسم ابن عباس بالكامل هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر الهاشمي القرشي المكي.
ولد عبد الله بن عباس قبل هجرة الرسول – صلى الله عليه وسلم – بثلاث سنوات إلى المدينة المنورة، في منازل بني هاشم أو شعب بني يوسف، وعندما تحالفت قريش عليهم قاموا بالذهاب إلى النبي.
نشأة عبد الله ابن عباس
كانت أول أيام لعبد الله ابن عباس في مكة المكرمة وبعد الهجرة ذهب مع بني هاشم إلى المدينة المنورة، وعندها كان رضيعًا فقد ولد عام 619 ميلاديًا، ومنذ صغره كانت والدته تشعر أنه سيصبح له شأن عظيم لوجود الكثير من علامات التفوق والنبوغ، وأيضًا السيادة.
بعد الهجرة كان عمره سنوات قليلة ولكن أصبح يرافق الرسول دائمًا، لذلك كان يتميز بحب التعلم والدراسة، لم يتم الإعلان عن إسلام عبد الله ابن عباس ووالدته ووالده لأنهم كانوا من المستضعفين لذلك لم يهاجروا مع الرسول، هذا يرجع إلى قول الله تعالى: (إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا) [سورة النساء: الآية 98].
كان عبد الله ابن عباس ووالدته من المستضعفين وهذا كان عذر يغفر له لعدم ذهابهم للهجرة مع الرسول، ولكن قبل فتح مكة دخل هو ووالدته إلى الإسلام، ولم يستطيعوا الهجرة إلا بعد أن أعلن والده إسلامه.
عندها قام ابن عباس بالهجرة مع والده وصادف الرسول في مدينة الجحفة، وكان عبد الله ابن عباس بعمر تسع سنوات في ذلك الوقت، وعندها كان في الطريق للذهاب إلى مكة لفتحها ونشر الدعوة الإسلامية بها، وبالتالي ذهب ابن عباس ووالده مع الرسول ليشهدوا فتح مكة، وكانت كل هذه الأحداث في العام الثامن من الهجرة النبوية.
لذلك يكون إسلام ابن عباس هاجر بعد عام الفتح، وليس بعد إعلان دخوله في الإسلام مباشرة، وشارك في فتح مكة وغزوة الطائف ومعركة حنين وحجة الوداع وكان عمره عشر سنوات في هذا الوقت.
علاقة الرسول بابن عباس
عندما توفي الرسول – صلى الله عليه وسلم – كان عبد الله ابن عباس بعمر ثلاثة عشر عام، وقد تعلم الكثير من الأشياء في فترة جلوسه مع النبي، حيث إنه حفظ القرآن وكان الرسول يعلمه الكثير من تعاليم الدين، وقد ذكر عبد الله ابن عباس موقف جمعه بالرسول، لأن الرسول وضع يده على كتف عبد الله ودعا له بمعرفة علم التأويل ورزقه بالفقه.
الإجابة عن سؤال من هو ابن عباس رضي الله عنهما تنقسم إلى كثير من الأجزاء، وعلاقة الرسول القوية بابن عباس ترجع لكثير من المواقف تجعل المسلمون يبحثون عن إجابة واضحة لذلك السؤال.
قام ابن عباس بنشر الكثير من أحاديث الرسول – صلى الله عليه وسلم – بالرغم من أنه جلس معه 30 شهر فقط، وساعده في ذلك أنه شخص يرغب في طلب العلم، فمنذ صغرة عندما كان يريد معرفة أمر ما كان يسأل الكثير من الصحابة، لأن تعدد الآراء يزيد من خبرته.
هيئة عبد الله ابن عباس
كان عبد الله بن عباس طويل القامة وضخم ووسيم وكان له هيبة كبيرة، وهذا يرجع إلى ذكائه الشديد في التعامل من الأشخاص واكتمال العقل بالعلم، وهذا كان يساعده في نشر الدعوة بين الناس للدخول إلى الإسلام، فهو ذكي النفس وله القدرة على إقناع الآخرين.
عبد الله ابن عباس كان أبيض الوجه وشعره أصفر، وكان شخص معطاء حيث وصفه الرسول – صلى الله عليه وسلم – بأنه أجمل الناس وأفصحهم، حيث كان سيدنا عمر بن الخطاب قريب إلى ابن عباس وكان يشاركه في مجالس الشيوخ منذ كان صغيرًا.
في ذلك الوقت سأل المهاجرون عمر بن الخطاب لماذا لا تدعو أبنائنا لحضور مجلس الشيوخ كما تفعل مع عبد الله ابن عباس، وعنها قام بالرد عليهم بوصف عبد الله أن له لسان متفتح وقلب عاقل.
هذا هو السبب الرئيسي الذي جعل عبد الله ابن عباس يلقب بحبر الأمة وترجمان القرآن، وبعد ذلك أصبح المسلمين يستشيرونه في كثير من الأمور، فهو كان يحفظ الكثير من الأحاديث النبوية ويعرف معناها، وأيضًا كان يفسر كتاب الله القرآن الكريم.
صفات عبد الله ابن عباس
لمعرفة من هو ابن عباس رضي الله عنهما يجب أن تعرف صفاته جيدًا، حتى تدرك السبب الذي جعله محبوب من جميع من حوله، ومن تلك الصفات:
- كان عبد الله ابن عباس يحب عبادة الله سبحانه وتعالى، والتأمل في كل شيء خلقه، وهذا ساعده في التحلي بالكثير من الصفات الجيدة مثل الصبر والكرم ونبل الأخلاق وتفهم أمور الدين بمعرفة قدرة الخالق.
- حرص عبد الله ابن عباس على التوقف عند حدود الله وعدم تجاوزها جعله عبدًا تقيًا يفكر في أي شيء قبل فعله، وبالتالي كان يقرأ القرآن ويسبح بكثرة.
- اتباع كلام الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – بحفظ الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، وإدراكها بطريقة جيدة.
- الصيام باستمرار تحديدًا أيام الاثنين والخميس، لمعرفة أن في تلك الأيام ترفع الأعمال.
- حب المشاركة في غزوات الرسول، والإيمان بالجهاد في سبيل الله.
وفاة عبد الله ابن عباس
لم يتم حتى الآن تحديد العام الذي توفي فيه عبد الله ابن عباس، ولكن بشكل تقريبي كانت وفاته في العام 68 من الهجرة، ولكن اتفق الجميع أنه توفي في مدينة الطائف، وكان سبب الوفاة إصابته بمرض شديد جعله يشعر بالألم لمدة ثمان أيام متتالية.
بعد وفاته كان له سيرة طيبة من الصحابة والمسلمين الذي يعرفونه وتجمعهم به بعض المواقف، وآخرين يعلمون عنه الكثير دون رؤيته فهم كانوا تابعين له.
كان يذكره الصحابة بعد وفاته بأحسن سيرة، حيث قال ابن مسعود أنه من أفضل الأشخاص الذين ترجموا القرآن ولقب بترجمان القرآن، وقال أبي بن كعب عن عبد الله ابن عباس هذا يكون حبر الأمة أوتي عقلاً وفهمًا.
قال الحسن حفيد الرسول عن عبد الله ابن عباس كان من الإسلام بمكان وعلم القرآن بمنزلة رفيعة، وقالت أيضًا السيدة عائشة رضي الله عنها أعلم الناس بالحج، وهذا يدل على المكانة الكبيرة التي حصل عليها عبد الله ابن عباس في قلوب المحيطين به.
