اسلاميات

لماذا سميت سورة النساء بهذا الاسم

لماذا سميت سورة النساء بهذا الاسم؟ وهل سورة النساء مكية أم مدنية؟،سورة النساء هي السورة الواقعة في الثلث الأول من القرآن الكريم بداية من الربع السابع في الجزء الرابع نهاية إلى الربع الثاني في الجزء السادس،

تعد ثالث أطول سورة في القرآن بعد سورة البقرة وسورة آل عمران، ومن خلال موقع الماقه سنقوم بالإبة عن سؤال لماذا سميت سورة النساء بهذا الاسم؟

لماذا سميت سورة النساء بهذا الاسم؟

بالنسبة لإجابة سؤال لماذا سميت سورة النساء بهذا الاسم؟ فيرجع ذلك إلى كثرة ما تحتويه السورة من أحكام خاصة بالنساء بصورة كبيرة، وهناك قول لبعض أهل العلم (أنها بدأت بذكر النساء وبعض الأحكام الخاصة بهم)، وذكر في كتاب “بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز” بأن سورة النساء تسمى النساء الكبرى؛ بينما سورة الطلاق تسمى الطلاق الصغرى.

قال ابن عاشور أن من أسباب تسمية السورة بهذا الاسم أنها بدأت بأحكام تخص صلة الأرحام، كما أنه تكرر فيها ذكر اسم النساء مضافًا أو منفردًا في العديد من الآيات.

هل سورة النساء مكية أم مدنية؟

بعد معرفة سبب تسمية سورة النساء بهذا الاسم، نتجه إلى معرفة كون سورة النساء مدنية أم مكية، تعد سورة النساء من السور المدنية التي نزلت بالمدينة المنورة وتعد من السبع الطوال في القرآن الكريم، البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام الأعراف والتوبة، وعدد آياتها مائة وستة وسبعون آية في العدد الكوفي وتأتي بين سورة آل عمران وسورة وسورة المائدة، وتأتي في السورة رقم 4 من حيث ترتيب سور القرآن الكريم ونزلت بعد نزول سورة الممتحنة الواقعة في الجزء الثمانية والعشرين.

تأملات في سورة النساء

بعد الإجابة على السؤال الخاص بالموضوع لماذا سميت سورة النساء بهذا الاسم، نقوم بالنظر في سورة النساء نجد أن بها الكثير من الأحكام الشرعية، ووعد الله تعالى للمؤمنين بالجنة والكافرين بالنار والحث على الإنفاق في سبيل الله، سنقوم بالتأمل في بعض الآيات التي ذكرت في السورة.

“وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا (5)”

تلك الآية التي ذكرت في الصفحة الأولى من السورة وفيها إشارة إلى الأموال، ولا تؤتوا أيها الأولياء من يبذر من الرجال والنساء والصبيان أموالهم التي تحت أيديكم فيضيعوها في غير وجهها، فهذه الأموال هي التي تقوم عليها حياة الناس وأنفقوا عليهم منها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا من الكلام الطيب.

بصدد هذا قال أحد السلف الكرام ترك مال يحاسبني عليه الله خير من الحاجة إلى الناس، وكانوا رحمهم الله ينصحون الناس بالتجارة والمكسب لعدم الاحتياج إلى الناس.

“وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ”

نجد في الآية رقم 3 بالسورة توضيح لمسألة التعدد؛ وإن خفتم ألا تعدلوا في يتامى النساء اللاتي تحت أيديكم بأن لا تعطوهن مهورهن كغيرهن فاتركوهن، وانكحوا ما طاب لكم من النساء من غيرهن اثنتين أو ثلاثًا أو أربع، فإن خشيتم ألا تعدلوا فاكتفوا بواحدة أو بما عندكم من الإماء. هذا ما شرعه الله تعالى في اليتيمات والزواج من واحدة إلى أربع أو الاقتصار على واحدة أو ملك اليمين.

“وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ۚ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (129)”

هذه الآية التي ذكرت في الصفحة الأخيرة من الجزء الخامس في السورة تشير إلى عدم قدرة الرجل على تحقيق المحبة وميل القلب بين النساء مهما بذل من الجهد؛ فلا يعرض الرجل عن المرغوب عنها كل الإعراض؛ وفي هذه الحالة تصبح المرأة المتزوجة بين البين لا هي متزوجة تتمتع بحقوقها كزوجة ولا هي مطلقة حرة، فيأثم الرجل الذي يفعل هذا الفعل.

فيجب عليه أن يبتغي صالح الأعمال والعدل في القسمة بين الزوجات ومراقبة الله عز وجل؛ فإن الله تعالى غفور لعباده رحيم بهم.

“وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا (69)”

هذه الآية العظيمة التي تبين لنا أن الاستجابة لأوامر الله تعالى وهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم قدرها عظيم وصاحبها في مرتبة عالية عند الله.

فمن يقم بفعل ذلك عظم الله شأنه وقدرة في كتاب يتلى إلى قيام الساعة وصحبة النبيين والصديقين في الجنة والشهداء في سبيل الله وصالح المؤمنين، وبالطبع هذه هي أجمل رفقة يفوز بها الإنسان في الدار الآخرة.

“واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما”

نجد في هذه الآية طلب المغفرة من الله في جميع الأحوال؛ فإن الله غفور رحيم، وفضل الاستغفار في محو الذنوب والتكفير عن السيئات، والمداومة على الاستغفار سبب من أسباب الرزق بالمال والبنين.

ويظهر ذلك جليًا في قوله تعالى” فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنت ويجعل لكم أنهارا” سورة نوح.

“إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (56) ”

هذه الآية ذكر فيها إعجاز علمي بمعنى الكلمة؛ فقبل أكثر أربعة عشر قرنًا لم تكن موجودة عدسات المجهر المكبرة والتقدم الهائل في التشريح والأنسجة والخلايا.
الآية السابقة تتحدث عن عذاب أهل النار وكان هناك سؤال لماذا تبدل الجلود ؛ وكان السائد أن الجسم يشعر بأي مؤثر خارجي واكتشف العلماء أن الإحساس بالنار لا يكون إلا عن طريق الجلد الحي؛ فإذا تفحمت ماتت الأعصاب وتوقف دورها ولا يشعر الإنسان بأي ألم وبالنسبة لمسألة تبديل الجلود تتم ليستمر الشعور بالألم.

مقاصد سورة النساء

تحدثنا عن “لماذا سميت سورة النساء بهذا الاسم”، وكونها سورة مدنية، سنقوم بالحديث عن مقاصد سورة النساء ومن أهمها:

1.توحيد الله عز وجل والخضوع له.

2.أوضحت السورة التشريعات التي يقوم عليها المجتمع السليم.

3.الحث على طاعة الله والرسول لمرافقة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين.

4.طلب المغفرة من الله.

5.الغرض من الأحكام الشرعية هو الهداية للطريق وليس الغرض منها المشقة.

6.التحذير من خطورة المنافقين على المجتمع الإسلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى