أين ذهب سام بن نوح بعد الطوفان
يطرأ سؤال أين ذهب سام بن نوح بعد الطوفان على بال الكثير من الناس، فالقصة المعروفة لنبي الله نوح والطوفان الذي أغرق الأرض ولم ينج سوى نوح وأهله كانت موضع تساؤل وإثارة فضول الكثير من الناس، وفي مقالنا اليوم على موقع الماقه سنجيب عن هذا السؤال، بالإضافة إلى بعض اللمحات الهامة عنه.
أين ذهب سام بن نوح بعد الطوفان
بعد أن حل الطوفان بقي أبناء نوح معه لفترة من الزمن، وبعد موته هاجر كل منهم إلى مكان مختلف، بالنسبة لحام، فقد هاجر إلى بلاد الشام لفترة من الوقت، ثم انتقل لشبه الجزيرة العربية ورزقه الله بخمسة أولاد هم أرباجشاد، وعيلام، وآشور، ولاود، وآرام.
أما سام فقد راحل بعد إلى اليمن، وظل يدعو الناس إلى عبادة الله وحده، ويعلمهم من الدين وما أنزل إليهم وتوفى ودفن بها، وهو ما يُعد الإجابة الأبرز والأكثر واقعية عن سؤال أين ذهب سام بن نوح بعد الطوفان.
إحياء سام بعد الموت
من أكثر القصص المنتشرة فيما يتعلق بسؤال أين ذهب سام بن نوح بعد الطوفان، أن الله آذن للمسيح عيسى ابن مريم بإحياء سام بن نوح من موته.
فقد جاء في قول البغوي في تفسير آية: {وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ} [آل عمران: 49]، نقلًا لما قاله ابن عباس رضي الله عنهما: “قد أحيا أربعة أنفس: عازر، وابن العجوز، وابنة العاشر، وسام بن نوح.. “يكمل في نهاية حديثه هذا قائلًا:
“…وأما سام بن نوح عليه السلام، فإن عيسى عليه السلام جاء إلى قبره فدعا باسم الله الأعظم فخرج من قبره وقد شاب نصف رأسه خوفاً من قيام الساعة، ولم يكونوا يشيبون في ذلك الزمان فقال: قد قامت القيامة؟ قال: لا، ولكن دعوتك باسم الله الأعظم، ثم قال له: مت قال: بشرط أن يعيذني الله من سكرات الموت، فدعا الله ففعل“.
أي أنه من ضمن معجزات المسيح في هبة الله له بإحياء الموتى أنه أحيا سام ابن نوح من موتته ثم عاد إلى الموت مرة أخرى.
قصة سيدنا نوح عليه السلام
يعرف الغالبية العظمى قصة نوح عليه السلام، والتي ذكرت في القرآن بتفاصيلها والتي تروي عصيان ابن نوح لأمره، وفي بادئ الأمر أمر الله نوحًا بأن يدعو قومه لعبادة الله الواحد الأحد، فكذب قومه برسالته وتمسكوا بضلالتهم وعهد آباءهم في الكفر.
بعد ذلك أمر الله نوحًا أن يبني سفينة ويأخذ فيها من كل زوجين أثنين، لأنه سيحدث طوفان كبير يغرق الأرض ولن ينجو إلا من يركب معه في السفينة، فكما قال الله في كتابه العزيز:
بعد ذلك، لم يسمع ابن نوح نصيحة أبيه وفر لجبل بعيد فدار بينهما الحوار التالي، فيقول ـ سبحانه وتعالى -:
تألم نوح لحال ابنه ولعاقبته، فدعا ربه أن يغفر له فقال الله أنه لم يحسن عاقبته واختار فكان سوء اختياره فلا يدعو له، وذلك قوله تعالى:
دروس مستفادة من قصة سيدنا نوح
بعد أن تعرفنا أين ذهب سام بن نوح بعد الطوفان وقصة نوح عليه السلام، نستخلص من القصة بعدة دروس مستفادة، ألا وهي الإيمان المطلق بالله، وأنه قادر على أن يحدث معجزاته فقط لينجينا وينعم علينا بفضله، وأن الله معنا ما دمنا معه، فنعم قد يغير الله العالم أجمع لأجل عبد دعاه بصدق وإخلاص النوايا.
طاعة الأب من طاعة الرب، قولًا واحدًا لا جدال فيه، وحتى إن بدى في بعض الأحيان عدم الحكمة من طلبات وأوامر الآباء، فقد يكونوا أدرى بما يجب فعله، وحتى إن لم يقنعنا هذا فلا مبرر للعصيان والعقوق.
يختار الله ما يشاء من الناس ليهبهم نعمة الإيمان، فلا ينبغي أن نألف النعمة أو نضمن وجودها، فكل نعمة تحفظ بالشكر والحمد، وكل هبة تزول بالكفر والجحود.
قد تضيق الحياة أحيانًا رغم ثقتك فيما تفعله، ويطول عليك الأمد ولكنك لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا، فسبحانه وعد بأنه سيجعل بعد عسر يسرًا وبكل تأكيد سيؤتينا ما وعدنا.
ليست العبرة بالعدد بل بمن ثبت، صدق النية وإخلاصها قد تغني الإنسان عن كثير من الأشياء ولكن النوايا الخبيثة والغير صادقة لن تزيده إلا خسارًا.
أولاد نوح عليه السلام
بعد أن عرفنا أين ذهب سام بن نوح بعد الطوفان، نتعرف الآن على ذرية نوح وأسماؤهم ونسلهم، وكان لنبي الله نوح أربعة أبناء من الذكور، وهم:
1- كنعان أو يام
كان كنعان كما ذكر في القرآن هو من فسق عن أمر ربه، ودعوة أبيه بركوب السفينة، فكان مصيره الغرق والهلاك، ولم تنفعه دعوة أبيه بعد موته لأنه كفر بأمر الله.
2- سام بن موسى
كان أكبر أبناء نوح، وكان عمره 98 عند حدوث الطوفان، ويقال 500 عام، ولم يثبت أيهم أصح، ويعتقد أن من سلالة سام تناسل الأشوريين والعرب والعبريين والآراميين، وعرفت سلالته بالسامية.
3- يافث بن موسى
هو أصغر أبناء نوح عليه السلام، ويعتقد أنه جد كل الشعوب الأوروبية، ومنهم الأكراد والطليان والألمان واليونانيين وغيرهم، من عليه الله بسبعة أبناء هم (تنيراس، جومر، ماجوج، جافان، توبال، ماداي، ميشيخ).
4- حام بن موسى
تناسل من نسله الأمازيغ والهنود والمصريين، والنوبيين، وعرفت سلالته بالحامية، وأولاده هم: (فوت، كنعان، مصرايم “خرج من نسله المصريون”، وكوش “أبو النوبيين”).
تقسيم العرب
يمكن تقسيم العرب لثلاثة أقسام، حسب قرب لسانهم من اللغة العربية والتحدث بها، وحسب وجودهم، والأماكن التي استوطنوها، وهم:
1- العرب البائدة
تطلق هذه التسمية على العرب الذين لم يعد لهم وجود اليوم، وهلكوا أو انصهروا مع شعوب أخرى بعيدًا عن أصلهم، وأغلبهم أبادهم الله كعقاب لكفرهم أو لعدم امتثالهم لأمره.
كما وردت الكثير من القصص عنهم، وضرب الله بهم الأمثال عدة مرات في القرآن الكريم، وكل ما بقي منهم اليوم بعض الآثار، ويُذكر منهم قوم عاد وثمود، أما باقي الشعوب فقد ورد ذكرها في التوراة ولا مجال للتأكد من صدق المعلومات المتعلقة بهم أو الإتيان بنصوص تدل عليها في الإسلام.
2- العرب العاربة
مما نقل عن علماء التاريخ والأنساب أنهم أبناء قحطان، وكان موطنهم هو اليمن وحينما انهار سد مآرب ارتحلوا للشام، وهم أربع قبائل، وهُم: جذام، لهم، عاملة والأزد.
منهم من توجه إلى مكة المكرمة، وهم قبيلة خزاعة، ومنهم من سكن المدينة وهم اليهود من بني القينقاع وبني قريظة وبني النضير، ومنهم من تنصر، مثل تغلب وغسان.
3- العرب المستعربة
هم أبناء سيدنا إسماعيل عليه السلام، حيث إنه حينما هاجر مع والديه إبراهيم عليه والسلام وهاجر أم العرب لمكة وتعلم اللغة العربية من قبائل مستوطنة للمنطقة، وكانت القبائل التي تعلم منها سيدنا إسماعيل عليه السلام اللغة العربية هي قبيلتي جرهم والعماليق، ويقال عن المستعربة انهم العجم الذين دخلوا في العروبة.
ينسب المستعربة إلى جبال عدنان، لذا يطلق عليهم أحيانًا العدنانيون، وقد كان إسماعيل يتحدث السريانية، حتى تزوج بزوجته من قبيلة جرهم.
اليهود أولاد العم
يطلق في كثير من الأحيان لفظ أولاد العم على اليهود، ورغم ظن البعض في مدى تهكم هذا الوصف، إلا أنه صحيح لفظًا، ومتابعة لما سبق، فالعرب واليهود أبناء عمومة بسبب رجوع نسبهم إلى نسل إبراهيم عليه السلام.
فلقد ولد لإبراهيم ولدين ـ عليهم جميعًا سلام الله – وهما إسماعيل وإسحاق، فإسماعيل هو النبي الذي انحدر من نسله العرب أجمعين، بينما إسحاق هو الذي انحدر من نسله بنو يعقوب أو اليهود.
وجب التنويه أيضًا أن اليهود ينقسموا لطائفتين، طائفة شرقية وطائفة أوروبية، وبالطبع فصفة أبناء العمومة هذه تطلق على اليهود الشرقيين، والذين يشتركون مع العرب في الأصول، على عكس الأوروبيين المعتنقين للديانة اليهودية حديثًا.
أبناء العم سام
قد يختلط على البعض تسمية الأمريكان بأبناء العم سام ونسبه إلى سام ابن نوح، وهو خلط غير صحيح بالمرة، فسام الذي ينسب إليه الأمريكان هو بائع لحوم كان يساعد الجيش الأمريكي ويمده بالسلاح ويوفر له الطعام وذلك عام 1812م، لذا وجب التنويه بأن شائعة أن العم سام هو ابن نوح غير صحيحة تمامًا.
القصص التي تم التوصل إليها في إطار الإجابة عن سؤال أين ذهب سام بن نوح بعد الطوفان مُبهرة للغاية، فسبحانه من خلقنا جميعًا من نفس واحدة وزوجها، وجعلنا شعوبًا وقبائل لنتعارف وكتب لنا عمارة الأرض، فرغم اختلاف الألوان واللغات إلا أن الأصل واحد! ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، لذا نؤكد أن في اختلافنا رحمة وليس فرقة.