اسلاميات

ما حكم صلاة العيد

ما حكم صلاة العيد؟ وهل صلاة العيد فرض أم سُنة؟ يُحب العديد من الناس صلاة العيد، فهي تضفي روح البهجة وتمنح الناس راحة نفسية من خلال القيام بشعائرها، ومن خلال موقع الماقه سوف يتم التعرف إلى إجابة ما حكم صلاة العيد وعرض جميع الفتاوى في ذلك.

ما حكم صلاة العيد؟

من الصلوات التي يميل إليها العديد من الأشخاص، وتجد جميع المُسلمين في انتظارها، فالجميع يشعر من خلالها بقوة الإيمان، والقُرب من الله، نظرًا لأنها تأتي بأجواء من الحب وتجعل الإيمان عامرًا بقلوب المسلمين.

لكن الكثير ممن يصلون صلاة العيد، لا يعرفون ما حكم صلاة العيد، ومن خلال السطور التالية سوف يتم التعرف إلى إجابة هذا السؤال كاملةً.

اختلفت آراء المذاهب في الرد على إجابة ما حكم صلاة العيد، ولكن من أجل التخلص من الحيرة التي تنتاب الجميع في هذا الأمر، سوف يتم عرض رأي المذاهب الأربعة مُفصلًا، وكان كالآتي:

1ـ رأي مذهب الشافعية في حكم صلاة العيد

قال مذهب الشافعية أنها سُنة، حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يهتم بها، ويحرص على أدائها، لكن الشخص الذي يوجد في مِنى وهو مكان في الحج ولم يقم بصلاتها، فإن الله يحاسبه على انشغاله عن صلاة العيد رغم تواجده بها.

أما الشخص الموجود بمِنى فيُفضل أن يقوم بصلاة العيد مُنفردًا وليس في جماعة، أم الشخص الذي لم يحج يوم عيد الأضحى وسوف يًلي صلاة العيد فإنه يُصليها في جماعة يكون أفضل له، وأيضًا إذا كان مسافرًا.

2ـ رأي مذهب المالكية في حكم صلاة العيد

قال الفقهاء في مذهب المالكية إن صلاة العيد سُنة وأيضًا واجبة على المسلمين الذين واجب عليهم صلاة الجمعة، ويشمل الوجوب هنا من الرجال الذين يقيمون في بلادهم.

كما أنه قالوا إن صلاة العيد ليس واجبة على من هم ليسوا عليهم واجب صلاة الجمعة، ويقصد هنا النساء، ولكنها مُستحبة فقط وليست واجبة.

كما أنهم قالوا إنها غير مشروعة لشخص غير مُقيم في بلده، وأيضًا في حق الحاج، وذلك لأنه يكون متواجدًا بالمشعر الحرام، ولا تشرع أيضًا في حال الشخص الموجود بمِنى، ولا تشرع له حتى وإن كان غير متلبسًا للحج.

كان للمالكية استدلال لما جاء في السُنة النبوية وكان الاستدلال بمواظبة النبي صلى الله عليه وسلم بصلاة العيد، وهذا على أساس ما تم ذكره بالحدث الشريف “خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ. فَقالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ” رواه طلحة بن عُبيد الله.

الحديث الشريف السابق يؤكد على أن الصلوات التي يحث عليها الإسلام، وتكون فريضة على المسلم هي الصلوات الخمسة التي يعرفها الجميع، مما يُستدل به أن أي صلاة أخرى ليست فريضة على المسلم.

3ـ رأي مذهب الحنفية في حكم صلاة العيد

أكد هذا المذهب على أنها صلاة واجبة، ولكن على من واجب عليه صلاة الجمعة، واستشهدوا بقول الله تعالى: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [سورة البقرة: الآية 185] وقالوا عن المقصود بهذه الآية أنها صلاة العيد.

4ـ رأي مذهب الحنابلة في حكم صلاة العيد

كان لمذهب الحنابلة رأيه في صلاة العيد، الذي قد قطع الشك باليقين، ويمكن للكثير من الناس الاستدلال به، والتعرف إلى إجابة سؤال ما حكم صلاة العيد، وكان رأيها أنها أحد فروض الكفاية.

لكن ما استعانوا به في هذا الأمر هو الاستدلال بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان مواظبًا عليها، وأيضًا كان أصحاب النبي على مداومة ومواظبة عليها واستدلوا أيضًا بقوله تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) [سورة الكوثر: الآية 2].

حيث إنهم قالوا إن الله سبحانه وتعالى أمر بالصلاة، لذلك فإن صلاة العيد أحد الصلوات التي يجب على الإنسان أن يُقيمها نسبة إلى الآية التي تم الاستدلال بها، ومحافظة الرسول صلى الله عليه وسلم على أدائها.

هل صلاة العيد فرض أم سنة؟

من أجل الوصول إلى رأي مؤكد في إجابة هذا السؤال، والذي سوف يتم اشتقاقه من خلاصة إجابة ما حكم صلاة العيد، فمن الممكن القول إنها سُنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا ما تم الاتفاق عليه من جميع الفقهاء.

لذلك فإن جميع ما يفعله النبي يقوم به المُسلم، لأننا نقتدي به في جميع أمور حياتنا، ولا ينبغي أن يستهين بها المسلم، أو يقصد تركها.

حكم الشرع في ترك صلاة العيد

قد يفوق المُسلم صلاة العيد، ويجب عليه التعرف إلى حكم الشرع في ذلك، من خلال تقديم إجابة عن سؤال ما حكم صلاة العيد.

هناك العديد من الفقهاء الذين قد قدموا رأيهم بشأن حكم الشرع في ترك صلاة العيد، وقالوا إنها يجوز على المسلم قضائها في الوقت الذي يتناسب معه، وكان ذلك على أساس ما قدمه الإمام الشافعي، والإمام مالك على الأساس التالي، عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال ابن قدامة في المغني: “وَمَنْ فَاتَتْهُ صَلَاةُ الْعِيدِ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، كَصَلَاةِ التَّطَوُّعِ، وَإِنْ أَحَبَّ فَصَلَ بِسَلَامٍ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ“.

هذا الحديث الشريف يوضح أنه يمكن لمن فاتته أن يقوم بصلاتها 4 ركعات مثلها كمثل صلاة التطوع، وإذا مال من فاتته صلاة العيد إلى أن يقوم بالفصل بين الركعات، ويقوم بصلاة ركعتين ويُسلم، ويُصلي ركعتين مرة أخرى فيجوز له ذلك.

السنن الخاصة بصلاة العيد

يوجد بعض العادات في صلاة العيد، والتي اقتبسها القدماء بالاقتداء بالنبي، ويوجد منها ما تم فعله توارثًا من الخَلَفِ، حيث إن أول سُنة يقوم بها الناس هي الصلاة في جماعة.

هذه السُنة دارت على مر العصور، ومنذ أن بدأ المسلمون في أداء صلاة العد كانوا يصلونها في جماعة، فإذا حضر المسلم بعد الإمام، وكان الإمام قد نطق التكبيرات جميعها أو بعضًا منها، والتي حكمها كحكم الدعاء فلم يقضِ هذا المسلم التكبيرات، وذلك لأنها سُنة فقط وليس فرض.

السُنة هنا أن يقوم المُسلم برفع يديه مع نطق كل تكبيرة، مثل استفتاح للصلاة بالدعاء، وذلك على أساس ما تم ذكره في الحديث الشريف: “أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ مَعَ كُلِّ تَكْبِيرَةٍ فِي الْعِيدَيْنِ“.

كما أنه من السنن الخاصة بصلاة العيد أن يقف الإنسان بين نطق كل تكبيرتين ويذكر الله تعالى بوقت يُعادل قراءة آية من آيات القرآن الكريم، وذلك إسنادًا إلى الحديث الشريف:

“لما رُوِيَ أن ابْنَ مَسْعُودٍ وَأَبَا مُوسَى وَحُذَيْفَةَ خَرَجَ إِلَيْهِمُ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ قَبْلَ الْعِيدِ فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ هَذَا الْعِيدَ قَدْ دَنَا فَكَيْفَ التَّكْبِيرُ فِيهِ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: تَبْدَأُ فَتُكَبِّرُ تَكْبِيرَةً تَفْتَتِحُ بِهَا الصَّلاةَ وَتَحْمَدُ رَبَّكَ وَتُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ تَدْعُو وَتُكَبِّرُ وَتَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ تُكَبِّرُ وَتَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ تُكَبِّرُ وَتَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ تُكَبِّرُ وَتَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ”

من السنن أيضًا الخاصة بصلاة العيد أن يقوم المُسلم بقراءة الأعلى بعد الفاتحة في الركعة الأولى، ويقرأ الغاشية في بعد سورة الفاتحة في الركعة الثانية، وكان من السُنة أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقوم بالهجر في القراءة، وذلك من أجل أن يُنقل هذا الفعل للسلف من الخلف.

عدد تكبيرات العيد

هناك بعض الفقهاء الذين أجابوا عن سؤال ما هي عدد تكبيرات صلاة العيد، من خلال إجابتهم على سؤال ما حكم صلاة العيد.

حيث إن الآراء اختلفت هنا، وكان هناك العديد من الأقاويل التي تم تقديمها في إجابة هذا السؤال، والتي سوف يتم التعرف إليها من خلال السطور التالية:

القول الأول في عدد تكبيرات العيد

هذا القول اشتمل على أن عدد تكبيرات صلاة العيد تتمثل في الآتي: يتم النطق بثلاث تكبيرات يكونون بعد سماع تكبيرة الإحرام، وثلاثة آخرين يكونون بعد قراءة القرآن وقبل أن يركع المسلم، وهذا على أساس ما قدمه الحنفية.

كان استدلالًا أصحاب الرأي الأول بناءً على الحديث الشريف الآتي: عن ابن مسعود رضي الله عنه “أنه كبر أربعًا ثم قرأ ثم كبر فركع، ثم يقوم في الثانية ثم يُكبر أربعًا” [الراوي ابن عبد الرزاق].

القول الثاني في عدد تكبيرات العيد

كان لأصحاب الرأي الثاني قول إن عدد تكبيرات صلاة العيد تكون كالآتي: يتم التكبير 7 تكبيرات ويكونون مع سماع تكبيرة الإحرام، ويليهم 6 تكبيرات يكونون مع تكبيرة قيام المسلم للركعة، ويقصد هنا بقيام المسلم للركعة أي تكون قبل أن يتم القراءة، وكان ذلك قول مالك، وقول مذهب الحنابلة.

أما عما قام أصحاب هذا القول بالاستناد عليه من أدلة سُنية، هو الحديث الشريف الآتي: روي عن عائشة أن “النبي صلى الله عليه وسلم كان يُكبر في الفطر والأضحى في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمس تكبيرات سوى تكبيرة الركوع” [الراوي أبي داود].

القول الثالث في عدد تكبيرات العيد

كان لأصحاب القول الثالث الرأي في التصريح بعدد تكبيرات صلاة العيد، والتي تم ذكرها في إطار الإجابة عما حكم صلاة العيد، وكانت كالآتي:

أن يتم التكبير 7 مرات وكون ذلك بعد النطق بتكبيرة الإحرام، ثم يتم التكبير في المرة الثانية 5 مرات وتكون بعد النطق بتكبيرة قيام الصلاة، وكان هذا القول خاص بمذهب الشافعية.

كان الاستشهاد في هذا المذهب من السُنة النبوية بناءً على ما روي عن ابن عُمر “أنه شهد الضحى والفطر مع أبي هريرة فكبَرَ في الأولى سبع تكبيرات قبل القراءة، وفي الآخرة ستَ تكبيرات قبل القراءة“.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى