اسلاميات

اسم الفيل الذي رفض هدم الكعبة

اسم الفيل الذي رفض هدم الكعبة لا يعد من الأمور المتعارف عليها بين الناس ولا سيما المسلمون، فجُلُّ ما تعرفه الغالبية الساحقة أن هذا الفيل كان للملك الحبشي ولقد أنزل الله سورة كاملة في القرآن باسم الفيل تخليدًا لذكرى هذا الحادث، سنعرف من خلال موقع الماقه ما هو اسم الفيل الذي رفض هدم الكعبة كما سنتعرف بكل التفاصيل التي تتعلق بعام الفيل.

اسم الفيل الذي رفض هدم الكعبة

قد يبحث بعض الناس عن اسم الفيل الذي رفض هدم الكعبة وفي الواقع لقد تناول بعض المؤرخون وعلى رأسهم بن كثير في تفسير القرآن العظيم، أن اسم الفيل الذي رفض هدم الكعبة هو محمود وفي ذلك يقول بن كثير في تفسيره:

من المعروف عن بن كثير أنه من أبرز مؤرخي العصر الإسلامي قاطبة ولم يقدم أبدًا على ذكر حدث تاريخي في كتبه، إلا وكان بالفعل متأكدًا من صحته كل التأكيد ويأتي القرطبي من بعد بن كثير لكي يؤكد ما قاله الأخير حيث أورد في الجزء العشرون من تفسير القرطبي:

“ فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة، وهيأ فيله، وعبأ جيشه، وكان اسم الفيل محمودا، وأبرهة مجمع لهدم البيت، ثم الانصراف إلى اليمن، فلما وجهوا الفيل إلى مكة، أقبل نفيل بن حبيب، حتى قام إلى جنب الفيل، ثم أخذ بأذنه فقال له: أبرك محمود، وارجع راشدا من حيث جئت، فإنك في بلد الله الحرام. ثم أرسل أذنه، فبرك الفيل. وخرج نفيل بن حبيب يشتد، حتى أصعد في الجبل، وضربوا الفيل ليقوم فأبى، فضربوا في رأسه بالطبرزين ليقوم فأبى، فأدخلوا“

لقد كان هذا الحدث موضع اختلاف وخلاف أيضًا من قبل العلماء والمؤرخين حيث كانت له حالة خاصة، جعلته أمرًا مستعصيًا على فريق كبير منهم فنجد مثلًا أن تاريخ هذا العام مشكوك فيه بعض الشيء والبعض يذهب إلى أنه لم يحدث أصلًا، بينما ذهب البعض الآخر أنه حدث بالفعل ولكن قبل أو بعد مولد النبي صلى الله عليه وسلم وليس في نفس عام مولده.

عام الفيل

في عام 571م أعتزم آبراموس وهو أبرهة بن الصباح الحبشي على مهاجمة مكة المكرمة قاصدًا هدم الكعبة المشرفة، وكان أبرهة قائدًا عسكريًا من مملكة أكسوم ولقد أعلن نفسه ملكًا على مملكة حمير، وحكم بلاد اليمن في الفترة ما بين عامي 531م أو 547م وحتى عام 555م أو 565م.

لقد ورد ذكر أبرهة الحبشي في كل من المصادر السريانية والمصادر البيزنطية ونصوص الخط المسند كذلك ولقد نسجت حول شخصيته الكثير من الأساطير والروايات، وما جعل أبرهة ينوي هدم الكعبة هو أنه كان مسيحيًا ولقد بنى كنيسة بارعة الجمال لكي يحج إليها الناس ويطوفوا حولها، إلا أن العرب قد رفضوا ذلك وأصروا على أن يطوفوا في البيت الحرام حول الكعبة.

حشد أبرهة الأشرم جيشًا ولكنه كان جيشًا قوامه الفيلة وليس الجنود البشريين وحسب، ولقد أتى أبرهة ومعه الفيلة وتقدم من مكة المكرمة وفي طريقه إلى أبوابها وجد قطيعًا من الإبل وكانت لعبد المطلب زعيم قريش فأخذها بالعنوة، ولقد كان عبد المطلب هو جد النبي صلى الله عليه وسلم ولقد طلب من أبرهة أن يرد إليه الإبل خاصته ويرجع عن مكة.

ما كان من أبرهة الحبشي إلا أن رد الإبل إلى عبد المطلب إلا أنه رفض أن يرجع عن مكة كما رفض أن يتراجع عن هدفه، ولقد أصيب أهل مكة بالذعر والفزع وهرعوا إلى الجبال التي تحيط بالكعبة المشرفة لكي يحتموا بها من شر أبرهة وجنوده، عندما ذهب عبد المطلب إلى أبرهة الحبشي لكي يسترد الإبل خاصته سأله أبرهة بدوره: لماذا لا تدافعون عن الكعبة.

أجاب عبد المطلب عن سؤال أبرهة الحبشي قائلًا: “أما النوق فأنا ربها، وأما الكعبة فلها رب يحميها”، وعندما رفض أبرهة ما طلبه منه عبد المطلب رفضت الفيلة أن تتقدم نحو مكة وعندها أرسل الله تعلى طيورًا أبابيل ترمي أبرهة وجيشه بحجارة من سجيل وكانت سجيل هي حجارة طبخت من نار جهنم نسفت أبرهة وجيشه نسفا.

قصة الفيل الذي رفض هدم الكعبة

لقد دارت هذه الأحداث كلها في عام 571م وهو العام الذي شهد مولد خير خلق الله صلى الله عليه وسلم في مكة، وكانت نصرة بيت الله الحرام يومها تيمنًا وبركة لمولد النبي عليه الصلاة والسلام، أما بالنسبة إلى اسم الفيل الذي رفض هدم الكعبة والذي قيل إن اسمه محمود هو كان الفيل الذي يمتطدي فوق ظهره ومحمود هو فيل أبرهة الحبشي الذي عصى أمره بالرغم من أنه مدرب على تنفيذ أوامر صاحبه فأبى أن يهدم بنيان الكعبة.

كان أبرهة عندما بلغ مكة أسر بعضًا ممن حاولوا الدفاع عن الكعبة وكان منهم الخثعمي، فقام الأخير بالهمس في أذن فيل أبرهة قائلًا له “أبرك محمود، وارجع راشدا من حيث جئت، فإنك في بلد الله الحرام” وبالفعل برك الفيل ولم يقم من مكانه ولم ينهض وعصى أوامر أبرهة وأبى أن يتقدم ويحطم هذه المقام المقدس.

لقد حاول أبرهة أن يجعله يتحرك وكلما كان يغير جهته كان يتحرك وبسرعة وقوة شديدة، ولكن ما عن كان يحاول توجيهه صوب مكة المكرمة كان يبرك في مكانه ويأبى أن يتحرك خطوة واحدة، وفي غمار هذا خرجت من البحر تحمل كل منها ثلاثة أحجار.

كان كل طير من تلك الطيور يحمل حجرًا من سجيل في منقاره بينما حمل الاثنين الآخرين في أرجله، ولقد حاول جنود أبرهة الهرب وسألوا الخثعمي عن طريق الرجوع، فرد عليهم ببيت شعرًا وهو:

“أين المفر والإله الطالب          والأشرم المغلوب غير الغالب

حمدت الله إذ أبصرت طيرا          وخفت حجارة تلقى علينا

فكل القوم يسأل عن نفيـل           كأن عليَّ للحبشان دينـا“

لقد أورد الطبري في تفسيره ذكر تفاصيل تلك النهاية لأبرهة الحبشي حيث قال:

“خرجوا يتساقطون بكل طريق، ويهلكون على كل منهل، فأصيب أبرهة في جسده، وخرجوا به معهم، فسقطت أنامله أنملة أنملة، كلما سقطت أنملة أتبعتها مدة تمث قيحا ودما، حتى قدموا به صنعاء، وهو مثل فرخ الطير، فما مات حتى انصدع صدره عن قلبه فيما يزعمون“

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى