اسلاميات

أحاديث الرسول عن الأخلاق

أحاديث الرسول عن الأخلاق كثيرة ومتعددة؛ لأن الأخلاق الحسنة هي الأساس الذي يقوم عليه الإسلام، وقد كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – قرآن يمشي على الأرض، فقد كان مثالًا مجسدًا على الأخلاق الحميدة، ومن خلال موقع الماقه سوف نقدم لكم أحاديث الرسول عن الأخلاق.

أحاديث الرسول عن الأخلاق

عُرف الرسول – صلى الله عليه وسلم – بمكارم الأخلاق وجمالها فقد أحبه كلًا من الكبير والصغير والغني والفقير، وكان معروفًا بين أهله بالصادق الأمين، كان -صلى الله عليه وسلم – مثالًا مجسدًا على الرحمة والعطف والحلو والكرم والأمانة والحلم، فقد كان – صلى الله عليه وسلم – حسن التصرف مع كل من يتعامل معه.

من أجل هذا اختاره الله لتبليغ الرسالة، فقد قال الله عز وجل (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) [الأنبياء: 107]، فقد أرسل الله النبي – صلى الله عليه وسلم – رحمة لجميع الخلق والكائنات لما يتميز به من الأخلاق الحميدة، وقال الله تعالى في كتابه الكريم عن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: 4].

قد حرص الرسول – صلى الله عليه وسلم – على تعليم الناس الأخلاق الحميدة وزرع الرحمة في قلوبهم، والعديد من الصفات الحسنة التي لا بد أن يعرف بها الإنسان لا سيما الإنسان المسلم.

فالأخلاق الحسنة هي عنوان الإنسان وسبب محبة الله ورسوله له والناس أيضًا، وليس الله ورسوله والناس فقط بل الملائكة أيضًا وجميع المخلوقات. فالإنسان الرحيم والمعروف بالأخلاق الحسنة معروف في السماء قبل الأرض، وقد أعد الله له الجائزة في الدنيا قبل الأخرة.

فمَّا أعده الله له دعاء الملائكة واستغفرها لهذا الإنسان حين تتكاثر عليه الذنوب أو حين يفعل الخير ابتغاء وجه الله فإن الملائكة تدعو وتستغفر له، وما أعظمها من جائزة!

هذا الأمر في الدنيا أما في الآخرة أعد الله له جنات تجري من تحتها الأنهار، والمعروف عن الإنسان حسن الأخلاق محبته لفعل الخير والأعمال الصالحات، ومما قاله الله فيمن يعملون الصالحات (إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً) [الإسراء: 9]، والأحاديث كثيرة عن الأخلاق في السنة النبوية وسوف نقدمها لكم من خلال الفقرات التالية:

ترغيب الرسول-صلى الله عليه وسلم- في ترك معايب الأخلاق

من أحاديث الرسول عن الأخلاق الحديث الذي روى عن أبو أمامة الباهلي عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال: “أنا زعيمُ بيتٍ في رَبَضِ الجنَّةِ لِمَن ترَك المِراءَ وإنْ كان مُحقًّا وبيتٍ في وسَطِ الجنَّةِ لِمَن ترَك الكذِبَ وإنْ كان مازحًا وبيتٍ في أعلى الجنَّةِ لِمَن حسُن خُلُقُه” صحيح أبو داود.

في هذا الحديث يحث الرسول – صلى الله عليه وسلم – على ترك نواقص الأخلاق، مثل المراءاة التي هي أن تفعل الشيء ابتغاء مرضاه الناس وليس ابتغاء وجه الله ومرضاته، ومن يترك هذه الصفة السيئة أعد الله له مكان في الجنة، والمقصود بربض الجنة هو أطرافها ونواحيها، ومن ترك صفة الكذب حتى لو كان قاصدك بذلك المزاح وحافظ على أن يكون محقًا في كل ما يقول ضمن الرسول – صلى الله عليه وسلم – له بيت في وسط الجنة.

كما أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – صمن لمن حسن خلقه وجود قصر له في أعلى درجات الجنة، والمقصود هنا بمن حسن خلقه أي الذي يحسن الأدب مع الله ويحافظ على الرضا بقضاء الله وقدره، ويصبر على ما أعده الله من أمور ويحمد الله عليها، فالله عز وجل لا يفعل شيء إلا لحكمة يرى أن فيها خير للإنسان.

ترغيب الرسول صلى الله عليه وسلم في صفة الرفق

من أحاديث الرسول عن الأخلاق الحديث الذي روي عن أم المؤمنين عائشة – رضى الله عنها – عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال: “سَأَلتُ عائشةَ عن البَداوةِ، فقالت: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَبْدو إلى هذه التِّلاعِ، وإنَّه أرادَ البَداوةَ مرَّةً، فأرسَلَ إليَّ ناقةً مُحرَّمةً من إبِلِ الصَّدَقةِ، فقال لي: يا عائشةُ، ارْفُقي؛ فإنَّ الرِّفْقَ لم يكُنْ في شَيءٍ قَطُّ إلَّا زانَه، ولا نُزِعَ من شَيءٍ قَطُّ إلَّا شانَه. قال ابنُ الصَّبَّاحِ في حديثِه: مُحرَّمةً: يعني: لم تُركَبْ.” صحيح.

ترغيب الرسول – صلى الله عليه وسلم – في محاسن الأخلاق

عن أبو الدرداء عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال: “ما من شيءٌ في الميزانِ أفضَلُ من حُسنِ الخُلُقِ” صحيح.

للأخلاق الحسنة أجر عند الله عز وجل كبير، ترفع الأخلاق الحسنة صاحبها إلى أعلى الجنان، وليس في الآخرة فقط بل في الدنيا والآخرة، وقد أرسل الله النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – من أجل إتمام مكارم الأخلاق يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ: “إنما بُعثتُ لأتمم صالحَ الأخلاقِ.” جيد.

كما يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أبو الدرداء لبيان منزلة حسن الخلق: “ما من شيءٌ في الميزانِ أفضَلُ من حُسنِ الخُلُقِ” صحيح.

يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لبيان المنزلة الكبيرة لصاحب الأخلاق الحميدة يوم القيامة عن جابر بن عبد الله: “إنَّ مِن أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسِنُكم أخلاقًا، وإنَّ أبغَضَكم إليَّ وأبعدَكم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ الثَّرثارونَ، والمتشدِّقون والمتفَيهِقونَ قالوا: يا رسولَ اللهِ! قد علِمنا الثَّرثارونَ والمتشَدِّقون، فما المتفَيهِقونَ؟ قال: المتكبِّرونَ.” صحيح.

في هذا الحديث ترغيب في محاسن الأخلاق والابتعاد عن نواقصها فمن منا لا يرجو مجاورة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم القيامة، وقد حذر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في هذا الحديث من صفات متعددة لا ينبغي أن تكون في شخصية المسلم، مثل الثرثرة، والمعنى من هذه الكلمة هم الأشخاص الذين يقومون بالإكثار من الحديث عن الناس بغير حق ويرددون هذا الحديث كثيرًا.

بالإضافة إلى صفة التشدق، والمتشدقون هم الأشخاص التي تتوسع في الحديث عن ناس آخرين ويلو الألسنة بغير الحق ويتفاخرون بهذا السوء أي الذين يقومون بالسخرية من الناس والاستهزاء بهم.

أما الفهق المقصود به التوسع والامتلاء والمقصود من المتفيهقون هم من يقوموا بالاستعلاء على الناس سواء بالأقوال أو الأفعال، علاوة على تفاخرهم بهذا الفعل، والتفاخر هو أن يقوم الناس بفعل كل ما يستميل القلوب والأسماع.

أحاديث متنوعة عن مكارم الأخلاق

في إطار الحديث عن أحاديث الرسول عن الأخلاق هناك العديد من الأحاديث التي ذكرت عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في مكارم ومحاسن الأخلاق، والتي تحث على التحلي بهذه الأخلاق.

قد حرص الله ورسوله على تعليم المسلمين الاخلاق الحميدة والمعاملات الحسنة؛ لأن الدين الإسلامي دين شامل كامل لم يدعو فقط على الفروض والأحكام الشرعية بل إن أهم أمر في الإسلام هو تحلي المسلم بمكارم الأخلاق.

من الجدير بالذكر أن الدين الإسلامي ليس فقط دين النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بل إن جميع الأديان السماوية هي الدين الإسلامي؛ لأن رسالة الله واحدة في الأرض والتي بعث بها جميع الأنبياء.

لكن الله عز وجل خص كل أمة برسول، وكل رسول كل حريص على تعليم أمته الأخلاق الحسنة أولًا ثم الأحكام الشرعية والفروض، ومن خلال النقاط التالية سوف نستكم معكم أحاديث الرسول عن الأخلاق:

  • عن السيدة عائشة ـ رضى الله عنها ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “… حسنُ الجوارِ وحسنُ الخلُقِ يعمرانِ الديارَ ويزيدانِ في الأعمارِ” صحيح.
  • عن النعمان بن بشير عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ” مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ، وتَراحُمِهِمْ، وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَداعَى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى.” صحيح.
  • عن أنس بن مالك عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “يا أبا ذرٍّ ألا أدُلُّكَ على خَصْلَتَيْنِ هُما أخفُّ على الظَّهْرِ، وأثْقلُ في الميزانِ من غيرِهما؟ قال: بلى يا رسولَ اللهِ! قال: عليكَ بِحُسنِ الخُلُق، وطُولِ الصَّمْتِ، فوالَّذي نفسي بيدِه ما عَمِلَ الخلائِقُ بمثلِهِما.” صححه الألباني.

ما هي فضائل الأخلاق الحميدة؟

في نطاق الحديث عن أحاديث الرسول عن الأخلاق هناك العديد من الأمور التي يمكن أن نعدها من فضائل الأخلاق الحميدة ومن خلال النقاط التالية سوف نوضح لكم تلك الفضائل:

  • من فضائل الأخلاق الحميدة هي الاتباع لأوامر الله ورسوله، حيث تعد طاعة الله ورسوله من أفضل ما يقوم به الإنسان، لا سيما إذا كان الأمر متعلق بالأخلاق.
  • الأخلاق الحميدة من أكثر الأسباب التي تساعد المسلم على دخول الجنة.
  • تعد الأخلاق الحميدة من أسباب محبة الله للإنسان، ومحبة الرسول أيضًا.
  • الأخلاق الحميدة من العوامل التي تؤدي إلى علو المسلم في درجات الجنة.
  • أحسن الأعمال إلى الله ورسول هي الأخلاق الحميدة؛ لأن من خلالها يستطيع الإنسان أن يكون صورة مشرفة لدينه.
  • تضاعف الأخلاق الحسنة من حسنات المؤمن وتزيد من أجره وثوابه.
  • تعد الأخلاق الحميدة دليل على كمال الدين والإيمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى