دعاء الحمد لله في السراء والضراء وحين البأس
دعاء الحمد لله في السراء والضراء وحين البأس لا بد أن يُقال في كل وقت وعلى كل حال، حيث أن الحمد لله هي أول كلمات النبي آدم عليه السلام وأول الكلمات في القرآن الكريم، والإنسان الحامد لله هو الأعلى منزلة في يوم القيامة، وأفضل الدعاء هو الحمد لله، والحمد أعم من الشكر لأنه يعني الثناء الكامل بشكل عام أما الشكر فيكون عبارة عن رد فعل لجميل يُسدى للشخص، وسوف نتعرف على دعاء الحمد عبر موقع الماقه.
دعاء الحمد لله في السراء والضراء وحين البأس
لقد تم ذكر الحمد في السراء والضراء وحين في البأس في الآية 177 من سورة البقرة وهي، “إِذَا عَاهَدُواۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ”.
ويمكن قول هذا الدعاء لحمد الله تعالى في جميع الأوقات وفي السراء والضراء وعل نعمه التي لا تعد أو تحصى:
(اللَّهُمَّ لك الحَمْدُ في السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ ولك الحمْدُ فِي النَّعْمَاءِ والَّلأْوَاءِ، ولك الحمْدُ في الـشِّدَّةِ والرَّخَاءِ، ولك الحمْدُ على حِلْمِك بَعْدَ عِلْمِك، ولك الحمْدُ على عَفْوك بَعْدَ قُدْرتِك، ولك الحمْدُ على كُلِّ حَــال ).
ولأهمية حمد الله تعالى خصص الله عز وجل بيت في الجنة للحامدين يطلق عليه اسم بيت الحمد وهو مخصص لمن يحمدون الله تعالى في السراء والضراء وحين البأس والصابرين على كل شيء يصيبهم، فهنيئاً لمن ينال هذه المرتبة العالية في الدار الآخرة.
الأمور المُعينة على الحمد
هناك بعض الأمور التي لو وضعها العبد في اعتباره لأعانته على حمد الله عز وجل وشكره في السراء والضراء والصبر على الابتلاءات والمحن، وهي كالتالي:
- أن يعلم العبد أن الحمد واجب عليه تجاه الله عز وجل، ولا يستحق أحد هذا الحمد غيره، وهذا أكبر دليل على توحيده سبحانه وتعالى والإخلاص له، هم شيء ثابت لا يتغير مع الوقت، فهو الذي خلق كل شيء في الكون في أحسن صورة.
- الأمر الثاني أن يعرف العبد أن الله عز وجل يُحب أن يُحمد والدليل على ذلك افتتاح سورة الفاتحة بالحمد الله لأهمية الحمد بشكل عام لله سبحانه وتعالى.
- يجب أن يضع الإنسان في اعتباره أن الله تعالى هو المقدر للخير والشر، وأن كل شيء بقضائه، لذلك يجب أن يحمده الإنسان في جميع ما يتعرض له في الحياة.
- العلم بوجوب الحمد في السراء والضراء، فالذي يحمده على السراء فقط دون حمده على الضراء يُبتلى بها، فالعبادة الصحيحة تكون في كلا الحالتين.
- أن يضع العبد في اعتباره أن اختيارات الله عز وجل له أو المقدر له هو أفضل لو كان هذا الاختيار بيده، فعسا أن يكره العبد شيء وهو خير له لأن الله سبحانه وتعالى يعلم والناس لا يعلمون.
- العلم بأن الله عز وجل يجعل في كل محنة يتعرض لها الإنسان منحة ليختبر صبره على الابتلاءات، ويجازيه خيراً على هذا الصبر في النهاية، فالله تعالى لا يفعل أي شيء هباء فهو بعيد كل البعد عن الأخطاء والزلات التي يقع بها الإنسان.
- العلم بأن ليس كل الهام في الدنيا هو السعادة والسرور بل يجب أن يتخللها بعض الهموم والأحزان فالحياة لا تبقى على حالها سواء في السراء أو الضراء، فدائماً بعض الظلام نور، وبعد النور ظلام وهذا حال الدنيا.
- أن يعرف العبد بأن الصبر هو بمثابة نصف الإيمان والحمد هو النصف الآخر، فعندما يتعرض الإنسان لنعمة يجب أن يشكر الله سبحانه وتعالى عليها، وعند تعرضه للشدة فيجب أن يصبر عليها ويحمد الله تعالى في جميع الأوقات.
- العلم بأن الابتلاء هو نوع من الاختبار للعبد وتصفية للعباد المؤمنين والصابرين والحامدين عن غيرهم من العباد، وبالتالي يرفعهم الله سبحانه وتعالى لديه درجات بيوم القيامة.
- من الأمور المعينة على حمد الله تعالى في السراء والضراء وحين البأس اليقين التام بأن الصبر على الابتلاء والضراء هو في حد ذاته إيمان بالله عز وجل واستسلام لقدره وقضائه، وهو وصف خاص بالعباد المتقين.
- الوضع في الاعتبار بأن الابتلاءات والمصائب التي تحدث للعبد في الدنيا تجعله يكفر عن خطاياه في الآخرة، والضراء من الأسباب 11 التي تدفع الذنوب والسيئات التي يقترفها العبد في الحياة.
- العلم بأن جزء كبير من سعادة الإنسان في الدنيا هو رضائه بما قدره الله تعالى، وهو الخيار الأفضل له حتى يعيش عيشة راضية، فكما قال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه أن من يرضى بالقضاء يرضى عنه الله تعالى ومن يسخط فله السخط منه.
- الدراية بأن الله سبحانه وتعالى عادل مع العباد وصفة العدل من صفاته، وأن الله تعالى لا يظلم أحد من العباد، وأن له حكمة من كل شيء.
- التيقن بأن الضراء يترتب عليها الأشياء الحميدة التي تأتي بعد حمد الله تعالى على الضراء لينال العاقبة الكريمة، لذلك يجب أن يلتزم العبد بالحمد والثناء على نعم الله الكثيرة وفي مختلف الحالات.
- المعرفة بأن الحمد من أنواع الأدب مع الله عز وجل، فعندما سُئل العالم الكبير ابن سيرين عن أفضل الأدب تقرباً لله تعالى فقال، (معرفة ربوبيته والعمل بطاعته والحمد على السراء والصبر على الضراء).
- أن يكون الشكر على النعم مقترن بالصبر عند النقم، فعندما تذهب منه نعمة رجى أن ترجع، ولو أصابته نقمة تضرع لله تعالى لكي تنصرف عنه، أي أن يشكر الإنسان الله تعالى ويحمده في جميع الأحوال.
المقصود بالبأساء والضراء وحين البأس
قد يخلط البعض بين الفرق بين البأساء والضراء وحين البأس ويعتقدون أن جميع هذه المرادفات يُقصد بها معنى واحد، وهذا أمر غير صحيح، فالبأساء كما ذكرت في سورة البقرة تدل على التعرض للشدة التي يتعرض لها الشخص مثل المشاكل المالية وتعرض الإنسان للفقر وشدة الجوع وهذا المقصود بالبأساء.
أما الضراء فتأتي بشكل خاص عند تعرض الإنسان للمرض أو أي نوع من الألم بشكل عام، ومن ذلك ما قاله سيدنا أيوب عندما كان مريض وقال( ربي أني مسني الضر)، وذلك لطلب الرحمة من الله سبحانه وتعالى.
ومعنى حين البأس هو وقت القتال أو وقت الحروب بقصد الجهاد في سبيله سبحانه وتعالى، فحين هنا تأتي بمعنى الزمن أو الوقت أما البأس فتعني الحرب، لذلك فإن الصابر والحامد لله عز وجل في السراء والضراء وحين البأس هو من الصادقين التوابين وهم المتقون يوم القيامة، ومن يستحقون الجنة بهذا اليوم العظيم.