عمر بن عبد العزيز نقدم لكم معلومات عنه عبر موقعنا البلد حيث أنه هو عمر بن عبد العزيز بن مضروان بن الحكم بن عبد مناف، لقد ولد سنة 61هجرية، ولقد كان هناك اختلاف كبير حول مكان ولادته، حيث يقال في بعض المصادر أن مكان ولادته كان في مصر، وهناك أقوال أخري مختلفة، حيث أختلف معهم الذهبي إذا أقر أنه ولد في المدينة، وكانت أمه تدعى بأم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، وبالرغم من الاختلاف القائم حول مكان ولادته إلا إنهم أجمعوا أنه نشأ وترعرع عمر بن عبد العزيز في المدينة المنورة.
عمر بن عبد العزيز
فقد أكتسب أخلاق أهل المدينة وتطبع بطباعهم، فقد كان محبا للعلم منذ صغره شغوفا بالتعلم والثقافة ومقبلا على كل أصناف العلم، كما أنه حفظ القرآن منذ صغره وتأثر به تأثيرا كبيرا.
ولقد قيل إنه أخذ العلم وتعلم على يد عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وقد علمه عبيد، وقد علمه الكثير وكان محبا للصلاة في المسجد حتى أنه قيل عليه في ذلك الوقت إنه من أكثر الذين يقومون بالصلاة كما كان يفعلها النبي، فقد كان أكثر الرجال تشبها به في صلاته.
كبر عمر بن عبد العزيز وكبرت معه أخلاقه الحسنة وصفاته الطيبة وعرف بعلمه الغزير وبثقافته بين الخلفاء والحكام، فقد كانت له مكانة كبيرة عند الخلفاء فقد كان يحضر مجالسهم ويستشيرونه في بعض أمور الحكم كما كان يقدم لهم النصائح والمشورة الحسنة.
ولايته
- بعد أن انتهت ولاية عثمان بن عفان – رضى الله عنه – بوفاته انتهت وقتها الخلافة الراشدية، ثم جاءت من بعدها الخلافة الأموية، فبدأت بأول خليفة أموي وهو معاوية بن أبى سفيان، ثم انتقلت الخلافة الأموية إلى يزيد بن معاوية ثم معاوية بن يزيد وظلت الخلافة تنتقل بين الأمويين حتى تولى سليمان بن عبد الملك خلافة المسلمين، وقد كان يحب عمر بن عبد العزيز فقربه إليه وجعله وزيرا ومستشارا له، وأعطاه ولاية ليحكمها.
- أحب أهل المدينة المنورة عمر بن عبد العزيز بما أشتهر به من ورع وتدين وتقوى، وقد عمت المدينة في عهده بالأمن والهدوء والاستقرار، كما إنه أستعان في خلافته برجال العلم والدين ليكونوا مساعدين له في شئون الخلافة وقد كانت له أعمال جليلة اثناء خلافته وأهم عمل قام به ألا هو تجديد المسجد النبوي.
- وقد كان هذا قبل أن يعزله الخليفة الوليد بن عبد الملك وعندما توفى سليمان بن عبد الملك أوصى بالخلافة إلى عمر بن عبد العزيز، فأصبح عمر بن عبد العزيز خليفة للمسلمين سنة 99 هجرية.
- كانت فترة خلافة عمر بن عبد العزيز من أزهى العصور في الحكم الأموي أذا كان الخليفة عمر في ولايته عادلا ورعا تقيا، وقد قام عمر بن عبد العزيز بالعديد من الاصطلاحات في عهده ومن أهمها عزل الولاة الذين كانوا يظلموا الناس ويعاملوهم معاملة سيئة، كما إنه قام بتعين من هم أكفأ منهم علما ودينا وأخلاقا.
- كما إنه طبق نظام الشورى التي لم يقوم بتطبيقه كثيرا ممن سبقوه في الخلافة الاموية، فقد كان يتبع خطى الخلافة الراشدية من رد المظالم وأقامه العدل بين الناس ونشر العلم والفضيلة والحث على الأخلاق الحسنة، وقد كان له فضل كبير في تدوين الأحاديث الشريفة للرسول عليه الصلاة والسلام، فقد كان يهتم بالعلوم الشرعية اهتماما كبيرا.
- ومن أهم أعماله التي عرفت عنه ولاقت أستحسان بشكل كبير لدى المسلمين اهتمام الخليفة عمر بن عبد العزيز اهتماما كبيرا بذوي الاحتياجات الخاصة من أصحاب المرض أذا جعل لكل مريضين خادما يقوم على راحتهما.
- وأهتم بالكفيف و قام بالتعيين لكل كفيف اخدما يعينه ويقضى له حاجته ويساعده، وكذلك حازت الايتام على جزء من اهتمامات الخليفة عمر بن عبد العزيز أذ إنه خصص لكل خمسة ايتام خادما لمساعدتهم وقضاء احتياجاتهم.
- لقد كانت فترة خلافة عمر بن عبد العزيز مليئة بالإنجازات العظيمة والأعمال الباهرة، بالإضافة إلى شدة حب المسلمين له لعدله ونزاهته وتقواه، فقد كان محب للعدل ويكره الظلم كثير الورع والخوف من الله، محب للحق ولا يخاف فيه لومة لائم.
- وعلى الرغم من قصر مدة خلافته التي لم تتجاوز سنتين وبضعة اشهر إلا إنها تركت بصمة هائلة في الخلافة الخاصة بالعهد الأموي حتى قيل أن عهده هو أزهى عصور الخلافة الاموية.
- وعلى الرغم من قصر مدة حكمه إلا أنها زاخرة بالأعمال العظيمة التي جعلت اسمه بين المجددين في إقامة الدين الإسلامي.
- حرص عمر بن عبد العزيز على نشر العلم بين المسلمين وترغيبهم فيه، كما أمر العلماء بالتفرغ لنشر العلم، وأنتدب العديد من العلماء والفقهاء لتفقهه الناس في الدين، مثل يزيد بن ابى مالك ليفقه بنى نمير ويقرئهم.
- كما أرسل نافع مولى بن عمر إلى أهل مصر ليعلمهم السنن فقد كان مهتم بأمور الدين والعلوم الشرعية اهتماما كبيرا.
وفاة الخليقة عمر بن عبد العزيز
- هناك العديد من الروايات والأقوال التي تحدثت عن السبب الذي أدي إلى وفاة عمر عبد العزيز، فهناك بعض الأقوال التي تقول إن سيدنا عمر بن عبد العزيز قد توفي بسبب مرض السل.
- وهناك أقوال أخري تقول إنه هناك مولًى له قام بوضع السم له في الطعام وكان ذلك في مقابل مبلغ قد أعطاه له أحد أعداء عمر بن عبد العزيز، وقد تم تسميم الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز في دير سمعان في حمص، وقد ظل مريض حوالي عشرين يوماً ثم توفاه الله – سبحانه وتعالي – في سنة 101 هجرياً.
- وهناك العديد من الروايات والأقوال التي تتحدث على إن بني أمية كانوا هم من قاموا بتسميم عمر بن عبد العزيز، حيث إنهم قد كانوا سئموا من سياسته ومن طريقته في الحكم، حيث إن هذه السياسية قد حرمتهم من كل ملذاتهم، وحرمتهم أيضا من حياة الترف التي كانوا يعيشونها أثناء قترة الخلفاء الأمويين قبل عمر بن عبد العزيز.
- أما أثناء عهده فلم يصبح لديهم أي مكانة ولا أي شأن بين كل الناس، حيث إن عمر بن عبد العزيز قام بالمساواة بينهم وبين الناس تماماً، ولكن كل هذا هو عبارة عن مجرد نظرية فلا أحد يعلم من قام بوضع السم لسيدنا عمر بن عبد العزيز حتي يومنا هذا، حيث إن الله – سبحانه وتعالي – هو وحده من يعلم.
- إنه لشيء سيء إن خلافة عمر بن عبد العزيز لم تدم طويلا حيث إنها كانت فقط سنتين وخمسة شهور وأربعة أيام، حيث إنه كان خليفة عظيم يفعل ما هو في صالح الناس بكل عدل وحب، فكم نتمنى أن يكون هناك الكثير مثل عمر بن عبد العزيز في وقتنا هذا.
- فهذا ما يحتاجه وطننا العربي هو العدل والمساواة بين الناس، ورد للمظلوم حقه، والاهتمام بالعلوم الشرعية كما أهتم بها عمر بن عبد العزيز، وأن يكون هناك نظام وعهد الشورى كما كان في وقته، حيث إنه لطالما أحب الناس عمر بن العزيز وقدروه، وقدروا جميع مجهوداته.
وأخيرًا نقدم لكم المزيد من الشخصيات في الإسلام عبر: وفاة عمر بن الخطاب أسبابها وكيف كانت ولمحات من حياته
