اسلاميات

تفسير الآية إن الساعة لآتية لا ريب فيها

إن الساعة آتية لا ريب فيها تعتبر سورة غافر من سور القرآن الكريم المكية من مجموعة الحواميم، والتي يوجد فيها العديد من المواعظ والعبر التي أوضحها الله عز وجل للمسلمين، وسوف نتعرف معكم في هذا المقال على تفسير قول الله تعالى إن الساعة آتية لا ريب فيها، لذا أدعوك للتعرف على المزيد عبر موقع الماقه .

إن الساعة آتية لا ريب فيها

  • أن الساعة آتية لا ريب فيها هي الآية رقم 59 من سورة غافر، والتي يبلغ عدد آياتها 85 آية، وهي من السور المكية باستثناء الآيات من 56 الى 57 تم نزولهم في المدينة.
  • وترتيب سورة غافر في المصحف الشريف السورة الأربعين، وهي موجودة في الجزء الرابع والعشرون من القرآن الكريم، وهي من مجموعة السور التي يطلق عليها الحواميم.
  • ولقد نزلت سورة غافر بعد نزول سورة الزمر، وتبدأ سورة غافر بحروف متقطعة (حم)، وتسمى هذه السورة بالمؤمن وذلك لأن الله عز وجل ذكر فيها قصة المؤمن في آل فرعون.
  • وسميت بغافر لأن الله قد وصف فيه صفة من صفاته الحسنى في بداية السورة، والتي توجد في الآية 206، وعدد كلمات سورة غافر 1228 كلمة، وعدد حروفها 4984 حرف.
  • وبعد أن تعرفنا معكم في هذه الفقرة على سورة غافر التي نزل فيها آية أن الساعة أتيه لا ريب فيها، سوف نتعرف في الفقرات القادمة على بعض التفسيرات لهذه الآية الكريمة.

تفسير ابن كثير لقول الله تعالى إن الساعة آتية لا ريب فيها

  • بعد أن تعرفنا في الفقرة السابقة على أسباب نزول العديد من آيات سورة غافر، والتي تحتوي على قوله تعالى إن الساعة آتية لا ريب فيها، سوف نتعرف في هذه الفقرة على تفسير ابن كثير لهذه الآية الكريمة.
  • فقد قال إن الله يقصد بقوله الكريم (إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ) أن الساعة حقيقة من الحقائق وأنها سوف تقع ولا هروب منها، ويقصد بقوله الكريم (لَا رَيْبَ فِيهَا ولكن أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ).
  • أنه لا مجال للشك في حدوث يوم القيامة حتى لو كان أغلب الناس لا يؤمنون بها أو يكذبون بوقوعها سواء بشكل معلن أو حتى في داخلهم، فهي سوف تحدث حي لو لم يصدقون بها.

تفسير الطبري لقول الله تعالى إن الساعة آتية لا ريب فيها

  • سوف نتعرف معكم في هذه الفقرة على تفسير الطبري لهذه الآية القرآنية من سورة غافر، والذي قال إن الله يقصد بقوله الكريم (إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا ولكن أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ).
  • أن يوم القيامة والساعة التي لا يعلمها غيره سوف حدث، وسوف يعود الناس جميعهم إليه وسوف يحاسبهم بحسناتهم وسيئاتهم، وكذبت قريش أو غيرها من الكافرون بهذا اليوم سوف يحدث.
  • ولذلك يعتبر من المسلم الذي لا يؤمن بيوم القيامة غير مسلم، حيث أن الموسم الصحيح هو من يؤمن بالله واليوم الآخر وملائكته ورسله، فمن لا يؤمن بأي شيء مما سبق لا يعتبر مؤمن.

تفسير القرطبي لقول الله تعالى إن الساعة آتية لا ريب فيها

  • أما القرطبي فيقول في تفسيره لقول الله تعالى (إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا ولكن أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ)، فكان تفسيره مفصل ودقيق بشكل كبير وسوف نتعرف عليه في هذه الفقرة.
  • قال إن المقصود بقول تعالى (إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ)، أن حرف اللام هنا جاء للتأكيد ومن إدخالها في خبر إن وذلك لأن تأخر عن أول الكلام، وذلك ليزيد بشكل كبير من تأكيدها.
  • والمقصود بقول تعالى (لَا رَيْبَ فِيهَا)، وفي هذا الجزء من الآية يقصد الله عز وجل أنه لا يوجد أي شك، ولا يجب أن يشك أحد في وقوع يوم القيامة وعودة الناس إلى ربهم وحسابهم.
  • والمقصود بقوله تعالى (ولكن أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ)، ويقول إن المقصود في هذا الجزء من الآية، أن الكافرون فقط هم من لا يؤمنون بوجود يوم القيامة والإيمان به يعبر فرق بين المؤمنون والكافرون.

تفسير الشعراوي لقول الله تعالى أن الساعة آتية لا ريب فيها

  • وفي هذه الفقرة سوف نتعرف معكم بشكل دقيق على تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي، لقول الله عز وجل (إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا ولكن أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ).
  • فقد قال إن الله يقصد بقوله الكريم (إِنَّ السَّاعَةَ) أي يوم القيامة الذي يعود فيه البشر إلى ربهم حتى يحاسبهم، والمقصود بقوله (لَا رَيْبَ فِيهَا) أنه لا شك في موعد يوم القيامة الذي يعرفه الله عز وجل.
  • ومادام الله قد أوضح وحدد لنا أنه يوجد يوم للحساب، وأننا لم نخلق ونرك هكذا، وذلك حتى نعمل جيدًا حتى نلقى الله بالأعمال الطيبة التي قدمناها لله عز وجل حتى نفوز بالجنة.
  • وأن المقصود بقوله تعالى (ولكن أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ)، أن أغلب الناس يعرفون هذا، وأغلبه يكذبونه بشكل كبير، بالرغم من أن العقل المجرد عندما يفكر في هذا سوف يجده طبيعي.

مناقشة الشيخ الشعراوي لقول الله تعالى إن الساعة أتيه لا ريب فيها

  • ولقد قام الشيخ الشعراوي بمناقشة هذه الآية القرآنية الكريم ببعض المنطق، وذلك لأنه يرى أن العقل البشري لا يستطيع أن ينكر وجود الله عز وجل ولا أن ينكر وجود يوم القيامة.
  • ويقول إن الله عز وجل عندما قال في سورة غافر الآية 59، (إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا ولكن أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ)، كان يخاطب عقل كل إنسان أي المؤمنون والكافرون معًا.
  • ويقول الشيخ الشعراوي أننا عندما نقوم بالنظر إلى الكون ونلاحظ الترابط الكبير الموجود بين عناصره، وكيف تم صنع كل هذا الرابط بإتقان سوف نعلم أن الله عز وجل موجود.
  • ونجد أن الكون جميعه يسير على مبدأ أفعل الخير ولا تفعل الشر، فإذا فعلت الخير سوف تجني ثماره المزهرة، وإذا فعلت الشر سوف تجني ثمار هذه الشر وحدك ولن يقف احد بجانبك.
  • ويعتبر هذا المثال بسيط بجانب وجود الإنسان في الدنيا وأن يقوم بعمل الخير أو الشر، فسوف يعود إلى الله عز وجل حتى يجني ثمار أعماله هذه سواء كانت طيبة أو خبيثة.
  • ولهذا السبب خلق الله عز وجل الجنة والنار، وذلك حتى ينال كل شخص جزاء ما كان يقوم به في الحياة الدنيا، سواء كانت هذه الأعمال خيرة أو سيئة فكيف يكذب الكافرون بوجود يوم القيامة.

إعراب قول الله تعالى أن الساعة آتية لا ريب فيها

  • بعد أن تعرفنا على العديد من التفسيرات في الفقرات السابقة لقول الله تعالى إن الساعة آتية لا ريب فيها، سوف نتعرف معكم في هذه المقالة على الإعراب الدقيق لهذه الآية من سورة غافر.
  • يقول الله تعالى (إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا ولكن أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ)، وفي إعراب هذه الآية يقول علماء اللغة، أن جملة لا ريب تعتبر خبر ثاني لكلمة إن التي تفتتح بها الآية.
  • كما أنه جملة الاستدراك والمقصود بها (ولكن أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ)، عبر معطوفة على (إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ) الجملة التي تفتح هذه الآية الكريمة في سورة غافر.

آيات القرآنية متعددة توضح أن القيامة آتية لا ريب فيها

  • في هذه الفقرة سوف نتعرف على الآيات القرآنية التي ذكرها الله عز وجل في القرآن الكريم، والتي تدل على أن يوم القيامة سوف يأتي وأن هذا وعد من الله عز وجل.
  • ولقد تم ذكر هذا المعنى والتفسير في عشر آيات قرآنية، في العديد من سور القرآن الكريم المختلفة، والتي سوف نتعرف عليها معكم في هذه الفقرة بشكل واضح كل آية على حدى.
  • سورة غافر الآية 59 (إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ)، وسورة آل غفران الآية 9 (رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ).
  • وكذلك سورة آل عمران الآية 25 (فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)، وسورة النساء الآية 87 (اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً).
  • وسورة الأنعام الآية 12 (قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ).
  • وسورة الكهف الآية 21 (وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً).
  • وسورة الحج الآية 7 (وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ)، وسورة الجاثية الآية 32 (وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ).
  • وسورة الشورى الآية 7 (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ).
  • وسورة الجاثية الآية 26 (قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكَثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)، وكل هذه الآيات أكد فيها الله عز وجل أن يوم القيامة حق ولا يجب أن يكذب أي شخص به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى