اسلاميات
حكم رفض الزوجة الرجوع بعد الطلقة الأولى
رفض الزوجة الرجوع بعد الطلقة الأولى، يستطيع الرجل إرجاع زوجته بعد أن قام بطلاقها سواء كانت الطلقة الأولى والطلقة الثانية وكان هذا الطلاق غير بائن وبناء على ما قاله الفقهاء تعريف الرجعة، وبالتالي فإن هذه الفترة تكون فترة العدة للزوجة ولا تحتاج فيها إلى المهر أو العقد الجديد، وهناك بعض الحالات التي تدل على رفض الزوجة الرجوع بعد الطلقة الأولى وهذا ما سوف نقوم بتوضيح في هذا المقال.
ماذا يعني الرجعة بعد الطلاق ؟
- قام الفقهاء بتعريف الرجعة بعد الطلاق بأنها قيام الرجل برجوع زوجته مرة أخرى بعد أن طلقها، ويحدث هذا الأمر في خلال فترات العدة ، وبالتالي لا ينبغي عليه أن يقوم بالمهر أو بالعقد الجديد حتى يحافظ على الزواج وهذا ما قاله الله عز وجل في كتابه الكريم حيث قال (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّـهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّـهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّـهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّـهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).
- وبالإضافة إلى ذلك فإن الله عز وجل قد شرع في الزواج حق الرجوع في حالة حدوث الطلاق وبالتالي يستطيع أن يقوم الرجل بإرجاع زوجته مرة أخرى إلى عصمته في خلال الفترات المحددة له سواء كان هذا الأمر برضاها أو كان بغير رضاها، لأنه له الحق في في هذا الأمر، وذكر ذلك أيضا في كتاب الله عز وجل حيث قال الله تعالى “وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحا” وبناء على ذلك فإن رفض الزوجة الرجوع بعد الطلقة الأولى لا يجوز لها القيام بذلك.
رفض الزوجة الرجوع بعد الطلقة الأولى
- يوضح الشيخ علي فخر وهو الأمين الخاص بالفتوى في دار الإفتاء المصرية بأن المراجعة التي تحدث في الزواج أو ما يسمى بالطلاق الرجعي ورفض الزوجة الرجوع بعد الطلقة الأولى، حيث قال إن هذا الطلاق لا يوجد للزوجة إرادة فيه، لأن الزوجة في هذا الوقت لا تزال على حكم زوجها وبالتالي فلا ينبغي أخذ موافقتها في هذا الأمر.
- وبالإضافة إلى ذلك فإنه قام بالإجابة على السؤال أثناء لقائه على قناة الناس الفضائية حيث كان هناك متصلة تسأل في حكم رفض الزوجة الرجوع بعد الطلقة الأولى وهل يجوز ذلك أم لا؟ وبالتالي الشيخ علي فخر قام بالرد على هذا السؤال وقال إنه لا يحق للزوجة أن تعترض عندما يريد زوجها أن يراجعها مرة أخرى في خلال فترات العدة أو الطلاق الرجعي، كما أنه أشار إلى حدوث هذا الأمر وحق الزوجة واعتراضها على الرجوع إلى زوجها مرة أخرى عندما تنقضي فترة العدة وبالتالي يكون لها الحق في هذا الوقت.
- وبالإضافة إلى ذلك فإنه أشار أيضا أن الزوج إذا لم يحرص على مراجعة زوجته في خلال فترات العدة، وفي حالة عدم رغبته في مراجعتها في هذا الوقت والرغبة في مراجعتها بعد انتهاء فترة العدة فهذا الأمر ينبغي أن ترفض المطلقة فيه وإذا أرادت المطلقة ذلك فيجب على الزوج أن يقوم بتقديم المهر والعقد جديدين وبالتالي فإنها تحسب عليه طلقة.
كيف يتم الرجوع بعد الطلاق الرجعي
- إذا قام الرجل بطلاق امرأته وكان هذا الطلاق غير بائن ومازالت زوجته في فترة العدة فهذا الأمر يستطيع أن يرجعها ولكن السنة في ذلك هو الإشهاد على هذه الرجعة لأن معظم الفقهاء يقولون إنه ينبغي الأشهاد من أجل حدوث الرجعة وتحدث الرجعة من خلال أمرين وهما ما يلي:
- الرجعة بالقول، وتحدث عندما يقول الرجل الذي قام بطلاق زوجته راجعتك أو أن يقول لها راجعتك، ويمكنه أيضا أن يقول رددتك إلى عصمتي، ولكن ينبغي أن تكون هذه الأقوال صريحة أثناء قيام الزوج برجوع زوجته، وذلك لأن الرجعة لا يمكنها أن تكون صحيحة النية، وبالتالي ينبغي أن تكون جميع هذه الأقوال التي ذكرناها تدل على النية في الرجوع، بالإضافة إلى ذلك هناك اتفاق بين جميع العلماء على صحة الرجعة إذا كانت بالقول
- الرجعة بالفعل، وهناك اختلاف بين الفقهاء في هذا الأمر ومن بين هذه الاختلافات ما يلي:
- بالنسبة للشافعية، فقد قالوا إن الرجعة لا تجوز أن تكون بالفعل سواء كان من خلال الجماع أو ما يدل على ذلك ولا ينبغي أن تكون إلا من خلال القول فقط.
- بالنسبة للمالكية، فقد قالوا إن الرجعة من الممكن أن تحدث من خلال الفعل سواء كان بجماع أز بمقدماته ولكن ينبغي أن يكون هناك نية الإرجاع.
- الحنابلة، قالوا إن الرجعة تجوز في حالة الجماع فقط ولا تجوز بالمقدمات الخاصة به أو غير ذلك.
- أما بالنسبة لرأي الحنفية، فقد قالوا بأن الرجعة يمكن أن تحدث من خلال الفعل سواء كان بجماع أو كان بمقدماته.
الشروط الخاصة بـ الرجعة بعد الطلاق
- يستطيع الزوج أن يقوم بإرجاع زوجته بعد أن قام بطلاقها طلقة أولى أو ثانية، وبالتالي لا ينبغي رفض الزوجة الرجوع بعد الطلقة الأولى، ولكن يجب أن يعلم الرجل مجموعة من الشروط الخاصة بالرجعة بعد أن يقوم بالطلاق سواء في حالة الطلقة الأولى أو في حالة الطلقة الثانية، ومن بين هذه الشروط ما يلي:
- ينبغي أن يكون هذا الزوج بالغ وأن يكون عاقلا، لأن الرجعة لا ينبغي أن تكون من شخص المرتد أو الشخص المجنون أو السكران أو الصبي فجميعهم ليس لديهم القدرة على امتلاك الإرادة الكاملة.
- ينبغي أن يقوم الزوج بالدخول بطريقة صحيحة بالزوجة في حالة إذا حدث الطلاق بعد الدخول بزوجته، أما إذا كان هذا الطلاق قبل أن يقوم الرجل بالدخول بزوجته فلا يوجد في هذا الطلاق رجعة وذلك لأن المرأة لا يوجد لها عدة قبل أن يقوم الرجل بالدخول بها، والدليل على ذلك قول الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا).
- ينبغي أن يقوم الرجل بالشروع في الرجعة بالطريقة الفعلية أو بالقول بعد أن يقوم الرجل بالطلاق الرجعي وهذا ما ذكرناه من قبل.
- إذا قام الرجل بالطلقة الثالثة فهذا الأمر لا ينبغي حدوث الرجعة لأن الرجعة تكون بعد الطلاق الرجعي سواء كان الطلقة الأولى والطلقة الثانية فقط، أما بالنسبة للطبقة الثالثة فهو يكون الطلاق بائنا وله الأحكام الخاصة به.
- ينبغي أن يقوم الرجل بإرجاع زوجته خلال فترات العدة فقط سواء كانت في الطلقة الأولى أو الثانية وبالتالي لا ينبغي أن يقوم بإرجاع زوجته بعد الانتهاء من فترة العدة وفترة العدة في ذلك تكون عبارة عن ثلاث حيضات بالنسبة للنساء ذوات الحيض، أما بالنسبة للنساء اللاتي لا يحضن فتكون فترة العدة في ذلك ثلاثة أشهر قمرية.