الفاصلة في اللغة العربية تعد من علامات الترقيم، وهي لها العديد من المواضع في الجمل، وتساعد في إتمام معنى الجمل حيث التعرف على أول الجملة وأخرها، لأن وضعها في غير أماكنها يؤدي إلى غياب التناسق في الجمل والفقرات، من ذلك نعرض لكم الفاصلة في اللغة العربية من خلال موقع الماقه.
الفاصلة في اللغة العربية
تعد الفاصلة من علامات الترقيم في اللغة العربية وتعرف تلك العلامات بأنها نظام من العلامات والحركات التي ينم استعمالها بغرض تنظيم الكتابة، وتعرف أيضًا باسم الترفيد، وتستعمل للفصل بين الكلمات أو بين أجزاء الجملة الواحدة.
الهدف من الفاصلة في اللغة العربية هو تنظيم الكلام وسهولة فهمه وقراءته، وهي ليست حرف ولا يتم نطقها عند قراءة الجملة.
تدل الفاصلة على الوقف، ولكن في بعض الأحيان نحتاج الفاصلة لتكون بمثابة إشارة المرور التي تقوم بإخبارنا متى نقف ومتى نكمل الكلام، ومن الأخطاء الشائعة في وضع الفواصل، هي وضعها في المكان الذي نريد من خلاله أن يتوقف القارئ عن إكمال الجملة.
يعتمد وضع الفاصلة في اللغة العربية على الأسلوب والشخصية أو على اختيارات تحرير وتعديل ما يتم كتابته، مثالًا على ذلك إلقاء الخطب التي يجب عند القيام بكتابتها وضع الفواصل، في الأماكن التي سوف يقوم الملقي الوقوف عندها، وليس شرطًا وضعها لإتمام معنى جملة.
مواضع الفاصلة في اللغة العربية
يتم وضع الفاصلة في اللغة العربية بهدف الربط والفصل بين الكلمات، ولتحديد كلمات الجملة الواحدة، ومن مواضع وضع الفاصلة في اللغة العربية ما يلي:
- يتم استخدام الفاصلة للقيام بالفصل بين ثلاث كلمات أو الفصل بين سلسلة جمل متعددة تامة المعنى، وأيضًا في العناصر التي توجد في قائمة، ولكن تعرف تلك الفاصلة التي تأتي قبل عناصر القائمة بالفاصلة المنقوطة، مثال على ذلك: إن محمد طالب مجتهد، لا يضر أحد، ولا يهمل واجباته.
- يتم وضع الفاصلة للفصل بين الصفات التي تدل على اسم واحد، مثل قول: الرجل الشهم، والشجاع، وهنا كلمتي الشجاع والشهم من الصفات التي يجب الفصل بينها.
- وضع الفاصلة قبل العطف للقيام بربط الفقرات المستقلة، وتلك من الطرق السهلة ليتم ذكر كل جملة على حدة، مثال على ذلك: قرأت القصة، فالقصيدة.
- يتم استعمال الفاصلة في اللغة العربية للقيام بالفصل بين الجمل والكلمات والتصريحات المتناقضة أو التي تنفي بعضها البعض، مثل: أنا أكتب الرايات، لا الشعر.
- يتم وضع الفاصلة للتمهيد إلى العبارات الافتتاحية أو التمهيدية، تلك الجمل التي تعرف بأنها قصيرة وتقوم بالتمهيد لما سوف يتناول بعدها، مثال على ذلك مع الجمل التمهيدية: (كلما بدأت الكتابة، أراعي وضع علامات الترقيم بطريقة منظمة وثابتة).
- توضع الفواصل بين الجمل كعلامات مقوسة، حيث إن الكلمات التي تحصرها الفواصل تعطي معلومات إضافية، ولكنها غير ضرورية
ويمكن أن يتم حذفها دون إخلال بمعنى الجملة، مثال على ذلك: أحب قراءة الكتب، كتب الشعر، فالقراءة تزيد من معلوماتي.
طريقة كتابة الفاصلة في اللغة العربية
تعرف الفاصلة بالشولة ورمزها (،) ويتم كتابتها في اللغة العربية من على لوحة المفاتيح في أجهزة الكمبيوتر، من خلال الضغط على زر Shift وحرف النون، ذلك لأنه لا يوجد لها زر خاص في لوحة المفاتيح.
من خلال ذلك يمكننا وضع الفاصلة في اللغة العربية في المواضع التالية:
- يتم استخدام الفواصل مع علامتي الاقتباس، حيث وضعها قبل الجملة التي تم اقتباسها، وبعد الجملة المقتبسة وفي حالة أن لم تنته الجملة أو الحوار، مثال على ذلك: وأراد أن يذكر، “لكنني وحيد، ولا يوجد معنى لفهم الكون بأسره إذا كان الفرد وحيدًا”.
- من الأخطاء الشائعة بين الكتاب، هو القيام بوضع الفاصلة فقط من أجل الوقوف.
- توضع الفاصلة بين الكلمات التي تتشابه مع الجمل في طولها، مثال على ذلك: سافر والدي، ابتعدت به الطائرة، حزنت كثيرًا.
- يتم وضع الفاصلة بعد لفظ المنادى، مثال: يا أحمد، اجتهد في دروسك.
- يتم استخدام الفاصلة بين أنواع وأقسام الشي، مثال على ذلك: فصول السنة أربعة: الخريف، الصيف، الربيع، والشتاء.
- يتم وضع الفاصلة بعد حرف الجواب، مثال: نعم، أنا أستطيع.
- تستخدم الفاصلة بين الجمل الاعتراضية والجمل الرئيسية، مثال على ذلك: فتح الناصر، صلاح الدين الأيوبي، بيت المقدس.
- تستخدم الفاصلة بين جمل الشرط وجزاءه، مثال على ذلك: إن استطعت أن تزيد الحق وتطول على من لا حق له، فافعل.
- الفاصلة يتم وضعها بين القسم وجوابه مثال على ذلك: والله، لأصدقن.
- توضع الفاصلة بين اللفاظ المعطوفة، مثال على ذلك: تتفاوت كتب البلاغة في مناهجها، ودقتها، وشرحها، وهدفها، وتوثيقها، وإيجازها، وبسطها.
- يتم وذع الفاصلة قبل ألفاظ البدل، مثال على ذلك: في هذه البلد التي لا تنام، مدينة نيويورك، يعيش أكثر من ثمانية ملايين شخص.
الفاصلة المنقوطة
تعد الفاصلة المنقوطة هي النوع الثاني من الفصلات بعد الفاصلة التقليدية ذات الرمز (،)، تعرف تلك الفاصلة بالشولة المنقوطة، ويتم الرمز اليها من خلال (؛)، ويمكن كتابتها في اللغة العربية على أجهزة الكمبيوتر من خلال الضغط على shift مع حرف الحاء.
تشير الفاصلة المنقطة إلى الوقف المتوسط في الكلام، وتتعدد مواضعها في الجمل فيما يلي:
- توضع الفاصلة المنقوطة بين الجمل الطويلة التي تحتوي على الكلام المفيد، مثال على ذلك: المشكلة في المدارس ليست في ضعف المناهج او الهبوط في المستوى التعليمي، أو عدد الحصص؛ إنما توجد المشكلة في عدم مساعدة الأهالي للمدرسة.
- يتم وضع الفاصلة المنقوطة بين جملتين، حيث تكون الجملة الأولى سببًا للجملة الثانية، مثال على ذلك، صاحب نابغًا؛ لأن مصاحبة النابغين تكسب.
- يتم استخدام الفاصلة المنقوطة في حالة أن كانت الجملة الثانية نتيجة للجملة الأولى، مثال: احذر من الإهمال؛ حتى لا يتفوق عليك غيرك.
- يمكن استخدام الفاصلة من خلال استبدالها بحروف العطف (و) او حرف العطف (لكن).
أمثلة على الفاصلة المنقوطة
سوف نعرض عدة أمثلة، تبين لنا كيفية وضع الفاصلة المنقوطة في الجمل، ومن تلك الأمثلة ما يلي:
- أنا أحب الروايات؛ لكنني لم أقرأ روايةً بالأيام الماضية.
- عشت في مدن مختلفة: الرياض والدمام؛ وصنعاء وعدن؛ حلب ودمشق.
- لا يوجد أجمل من سقوط قطرات الماء على النافذة؛ أنا أحب المطر.
- أؤمن بمعاني الأسماء؛ محمود يعني الشخص ذو العواقب المحمودة.
- عندما كنت في السادس الابتدائي، فزت في مسابقة الإملاء والتعبير، وكنت اتدرب كل ليلة، وأعد نفسي للفوز؛ وعندما كنت في قاعة الامتحان أصبت بالقلق والعصبية ما جعلني ارتكب خطأً إملائيًا مع أنني اعلم طريقته الصحيحة.
أخطاء عند استخدام الفاصلة المنقوطة
توجد العديد من الحالات، التي يكون بها استخدام الفاصلة المنقوطة غير صحيح؛ ولكن بعد فترة سوف يتم التعرف بشكل كامل على كيفية استخدامها بشكل صحيح، حيث الانتقال بين جملتين منفصلتين.
في حالة الرغبة بالكتابة عن أشياء منفصلة، او جملتين مستقلتين، وهناك حاجة إلى مدة زمنية بينهما، يجب استخدام الفاصلة المنقوطة لتيسير القراءة.
تاريخ علامات الترقيم
في بداية الدعوة الإسلامية لم يتعرف العرب إلى الترقيم في الكتابة، ولكن مع انتشار رقعة الدولة الإسلامية، وقيام العديد من الأجناس الغير العربية بالدخول في الإسلام، بدأ العرب في القيام بتنقيط الحروف على يد أبو الأسود الدؤلي.
للتعرف إلى مواضع توقف القراء، قاموا بوضع دائرة في داخلها نقطة، او يخرج من تلك الدائرة خط، كوسيلة للفصل بين الجمل، ثم قام شيخ العروبة أحمد زكي باشا، بإدخال علامات الترقيم للغة العربية؛ لأنه أدرك أن اللسان العربي مهما بلغت درجة العلم له، لا يستطيع في الكثير من الأحيان التعرف إلى أماكن فصل الجمل وتقسيم العبارات، وظهر ذلك في رسالته عام 1912.
