أسعار

قصائد غزلية فاحشة مكتوبة

قصائد غزلية فاحشة تتنوع هذه القصائد عبر الزمان، فمن العصور القديمة وحتى يومنا هذا لازال هذا النوع من القصائد متواجدًا، وتتنوع الأساليب حسب العصر وتقاليد الزمان، وفي مقالنا على موقع الماقه نتناول أشهر هذه القصائد.

شعر الغزل الفاحش في الأدب العربي

يعرف الغزل الفاحش في الشعر العربي بالغزل الصريح أو الماجن، وذلك لأنه يصف بشكل واضح وصريح المفاتن أو الملذات أو المحرمات، ويكون ذلك بدون حرج ولا مراعاة لأي عرف أو دين.

فأصل الغزل الفاحش هو الشعر الجاهلي، وكان يبرع في هذا الغرض ويصف ما يحلو له من ممنوعات واستمر لوقت طويل حتى عصر صدر الإسلام، وفي بداية انتشار الإسلام اضمحل هذا الغرض وأصبح نادرًا بسبب تحريم الإسلام لهذا النوع من الشعر، وما لبث أن عاد بعد وفاة الرسول وتدهور حال البعض من القبائل المسلمة، وفيما يلي نتناول أشكال لقصائد غزلية فاحشة مكتوبة:

1- أشعار امرؤ القيس

من أشهر الشعراء في عصر الشعر الجاهلي، وتعد من أبرز المعلقات، وامرؤ القيس ليس اسمه بل لقبًا وكنية عرف بها واسمه كما ورد إلينا حُندج أو عديّ، ويعرف في كتب التراث بالملك الضليل، وأمه فاطمة بنت ربيعة وأخواله هما المهلهل وكُليب، وُلِد في ديار بني أسد، طرده أبوه من القبيلة بسبب كثرة شربه للخمر والمجون والزندقة، وتنسب إليه القصيدة التالية:

فَتِلكَ الَّتي هَامَ الفُؤَادُ بحُبِّهَا

مُهفهَفَةٌ بَيضَاءُ دُرِّيَّة القُبَل

ولى وَلَها في النَّاسِ قَولٌ وسُمعَةٌ

ولى وَلَهَا في كلِّ نَاحِيَةٍ مَثَل

كأَنَّ عَلى أَسنَانِها بَعدَ هَجعَةٍ

سَفَرجلَ أَو تُفَّاحَ في القَندِ والعَسَل

يصف الشاعر هنا معاناته في الحب والهيام بمحبوبته، فيتغزل في جسدها وشفتاها وكيف أن قصتهم من شهرتها أصبحت مضربًا للأمثال، وأنها حتى حين تفيق من نومها يبدو آثار النوم على أسنانها صفرة كأغلب الناس لكنه يراها كطعم وشكل العسل والتفاح.

2- عمر بن ربيعة

عمر بن ربيعة من شعراء الدولة الأموية، ولد في السنة الثالثة والعشرين من الهجرة وله عدة قصائد ولقب بعدة ألقاب منها العاشق، والمغيري نسبة إلى جده ابن المغيرة، وهو من الشعراء ذوي الريادة في قصائد الغزل.

عُرِف عنه الوسامة والجمال، ووُلِد يوم وفاة أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب فسمي باسمه، وننتقل لمعرفة بعض الأبيات الجميلة من قصائد غزلية فاحشة مكتوبة بواسطة عمر بن ربيعة، تقول أبياتها:

لَيتَ هِنداً أنجَزتنا ما تَعدْ

وشَفَتْ أنفُسَنا مِمَّا تَجِدْ

واستَبدَّتْ مرةً واحدةً

إنَّما العَاجزُ مَن لا يَستبِدْ

زَعَموها سَأَلَت جاراتِها

وَتَعَرَّت ذاتَ يَومٍ تَبتَرِدْ

أكَما يَنعَتُني تُبصِرنَني

عَمرَكُنَّ اللهَ، أَم لا يَقتَصِدْ؟

طَفلَةٌ بارِدَةُ القَيظِ إِذا

مَعمَعانُ الصَيفِ أَضحى يَتَّقِدْ

سُخنَةُ المشتى لِحافٌ لِلفَتى

تَحتَ لَيلٍ حينَ يَغشاهُ الصَّرَدْ

غادة تفتر عن اشنبها حين تجلوه أقاح أو برد.

ولها عينان في طرفيهما حور منها وفي الجيد غيد.

حَدَّثوني أَنَّها لي نَفَثَت

عُقَداً يا حَبَّذا تِلكَ العُقَدْ

كُلَّما قُلتُ مَتى ميعادُنا

ضَحِكَت هِندٌ وَقالَت بَعدَ غَدْ

يقول عمر ابن ربيعة في القصيدة، إنه يتألم من مماطلة المحبوبة للقائه ويصف في محاسنها بدءً بأسنانها وعنقها ودفئها ويذكر مجددًا محاولاته للقائه بها.

3- غزل بشار بن برد

إن الأغراض الشعرية قد لاقت تطورًا في الأساليب والأفكار وليس في الأغراض، لذلك امتد غرض القصائد الغزلية لكل العصور وانتقل من الدولة الأموية إلى الدولة العباسية.

كان من رواد الغزل في العصر العباسي أبو نواس والأصفهاني وبشار بن برد، الأخير ولد بالبصرة وكان كفيفًا منذ أن ولدته أمه كان – في وصف العرب – دميم جاحظ العينين واشتهر بأشعار المجون والفسوق، ومما نذكر من قصائده ما كتب في محبوبته عبيدة:

ألا ليت شعري: هل أزوركِ مرَّة

وليس علينا يا عبيدُ رقيبُ

فنشفي فؤادينا من الشَّوق والهوى

فإنَّ الذي يشفي المحبَّ حبيبُ

وما أنس ممَّا أحدث الدَّهرُ للفتى

وأيَّامُهُ اللاتي عليْهِ تنُوبُ

فلستُ بناسٍ منْ رُضابكِ مشرباً وقَدْ

حان مِنْ شمْسِ النَّهارِ غُرُوبُ

فبِتُّ لما زوَّدْتنِي، وكأنَّني مِن

الأهْلِ والمالِ التِّلادِ حريبُ

يقول بشار أنه يتمنى لو يلتقي بمحبوبته فيسكنان عطش الشوق لبعضهما لأنها هي شفاءه من العلة والسقم، وهي من يهون عليه أيامه ومصائبه وما أن يلتقي بها حتى ينسى كل آلامه وأوجاعه.

الغزل في العصر الحديث

إن العصر الحديث يتربع على عرش القصائد الغزلية فيه الشاعر نزار قباني، وهو شاعر سوري الأصل وكان جده رائدًا للمسرح العربي، فدرس الحقوق وانشغل بالعمل السياسي وكانت له العديد من القصائد السياسية.

كان في حياته الكثير من المآسي، فقد قتلت زوجته في حادث تفجير وتوفى ولده وكتب قصائد يرثوهما، وله العديد من القصائد وتحديدًا قصائد غزلية فاحشة مكتوبة ومدونة في عدة من دواوينه نذكر من أحدهم بعنوان (حوار مع سفرجلتين) يقول في مقطع منه:

يا امرأة حاصرتني طويلاً..

بعطر السفرجل..

من قال إني أضيق بهذا الحصار؟

ومن قال إني أخاف مواجهة الموج والعاصفة؟

فإني بقطرة عطر صغيرة

سأغزو أعالي البحار!

لجسمك عطر به تتجمع كل الأنوثة..

وكل النساء..

يدوخني كالنبيذ العتيق

ويزرعني كوكباً في السماء.

يتغزل نزار في المرأة التي يحبها، ويشبهها بالسفرجل ويسهب في وصفها خلال القصيدة، فيقول إنه ليس بضائق بحصارها له في كل مكان فهو يسعد بأن يرها وتتهيأ له حيثما نظر فهي تؤنسه بجمالها وعطرها الذي يبوح بأنوثتها.

قصيدة غزلية فاحشة بالعامية

هناك قصائد غزلية فاحشة مكتوبة بالعامية وليس بالفصحى، فالكثير من الأشعار الغنائية كانت تحمل الكثير من الغزل الصريح، فمثلًا غنى العندليب الأسمر قائلًا:

في عيونك سهرت لياليا..

وطالت ايامي

وفي ضل رموشك وشفايفك..

غنت أحلامي

وعشانك صحيت افراحي..

ورقصت قدامي

وشبابي لقيته فى شبابك..

ولقيت روحي

سهرانة بترقص على بابك

يا حياة روحي

والشوق الشوق غلبني..

الشوق كان حيدوبني

لولا ضحكتها الحلوة …

وعدتني بحاجات حلوة

الحلوة عنيك يا حبيبي.

كما نجد لشاعر الغلابة كما كان يصفه البعض، أحمد فؤاد نجم عدة قصائد يمكن وصفها قصائد غزلية فاحشة مكتوبة في بعض دواوينه ورغم اشتهاره بالشعر السياسي إلا أنه كان له بعض القصائد في الحب نذكر منها:

يا حبيبي كان زمان

طلعة الورد بأوان

بعد ما بان

ورد خدك والله

والربيع طول الزمان

يا نعيمي لما هلت

شمس نورك الليالي

نورت لي، صورت لي

جنة أجمل من خيالي

يا حبيبي، يا غزالي وإنت خالي.

إن للعرب نزعة قبلية تجعلهم دائمًا ما يلجؤون لمزج الماضي بالحاضر أو بمعنى أدق تطويع الحاضر بأغراض الماضي فينمقون من الكلام؛ حتى وإن لم يكن مناسبًا للأخلاق والطبائع العربية – ما لا يمكن إنكار روعة أسلوبه حتى وإن اعترضنا على المضمون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى