هل يجوز الإفطار في صيام القضاء بسبب الجوع
هل يجوز الإفطار في صيام القضاء بسبب الجوع؟ وهل يجوز الإفطار بدون عُذر؟ تُعتبر تلك الأسئلة الأكثر شيوعًا بين المسلمين، وذلك بعد انتهاء شهر رمضان الذي من الممكن ألا يقدر المرء على صيام بعض أيامه لأسباب مختلفة، لذا فهو واحد من أهم الأحكام الخاصة بصيام القضاء، وهو ما سوف نتحدث عنه بشكل تفصيلي من خلال موقع الماقه.
هل يجوز الإفطار في صيام القضاء بسبب الجوع؟
يُمثل الصيام في الشريعة الإسلامية إيقاف النفس عن التعرض إلى أي من المفطرات، بدءً من وقت طلوع الفجر وحتى غروب الشمس، لكن عند الحديث عن صيام القضاء فالأمر ليس مباح لأي شخص أن يصوم في الوقت الذي يحلو له بل يجب عليه أن يعقد النية من أجل الصوم.
هو الأمر الذي يفرق بين العادة والعبادة، فالعادة لا تحتاج إلى عقد النية أما العبادة فهو أمر لازم لإكمالها، وجاء الدليل على ذلك في قول الشيخ ابن عثيمين: “القضاء إذا كان قضاء عن واجب كقضاء رمضان، فإنه لا يجوز لأحد أن يفطر إلا لضرورة، لأن القاعدة الشرعية: أن كل من شرع -أي بدأ- في واجب فإنه يجب عليه إتمامه إلا لعذر شرعي”.
بالرغم من اليُسر الذي يتميز به الدين الإسلامي والذي يتمثل في تشريع الله عز وجل للمسلم الترخص في العبادات مثل الصيام في شهر رمضان المبارك في ظروف معينة، مثل السفر أو المرض، إلا أنه يجب قضاء الأيام التي أفطرها الصائم في هذا الشهر.
حيث يعتبر صيام أيام القضاء تعويضًا للأيام التي كان يجب صومها في شهر رمضان الكريم، وجاء الدليل على ذلك في قوله تعالى:
يجب على كل من يتساءل هل يجوز الإفطار في صيام القضاء بسبب الجوع؟ أن يكون على علم بعدم جواز ذلك في الشريعة الإسلامية، حيث يجب عليه الصبر حتى موعد الإفطار أي غروب الشمس حتى ولو شعر بالجوع.
لذا فإن الأمر يسير على نفس وتيرة صيام أيام رمضان، فلو شعر الإنسان بالجوع في تلك الأيام لم يجز له الإفطار إلا بعد غروب الشمس، تجنبًا للتساهل أو التهاون في أمر مفروض، وكانت تلك الإجابة وافية على سؤال هل يجوز الإفطار في صيام القضاء بسبب الجوع؟
هل يجوز الإفطار في صيام القضاء بسبب الصداع؟
هل يجوز الإفطار في صيام القضاء بسبب الجوع؟ هو أحد الأسئلة التي تحتوي على عذر بالنسبة للبعض، وبعد المعرفة بأنه غير جائز قد نجد من يتساءل عن حُكم ذلك لكن بعذر آخر وهو الإصابة بالصداع.
تختلف إباحة الإفطار في الشريعة الإسلامية بسبب هذا العذر وفقًا لشدته، حيث يُعتبر الصداع نوع من الأمراض، والتي تعتبر من مبيحات الإفطار، كمان أن الصيام من مسببات الإصابة بالصداع بل وزيادة حدته في بعض الحالات.
لذا في حالة الإصابة بالصداع الشديد الذي لا يُمكن احتماله فإنه من الجائز أن يفطر المُصاب، ولا حرج عليه في تلك الحالة، حيث يُمكنه تناول الدواء من أجل القضاء على الصداع وتناول الطعام والشراب كذلك حتى يتم الشفاء منه، لكن يجب العلم بأن صيام تلك الأيام التي فطرها أثناء صيام القضاء من الواجب عليه أن يؤديها في وقت لاحق.
حكم الإفطار في صيام القضاء بسبب الجماع
من الطبيعي أن يكون على المرأة قضاء بعض أيام شهر رمضان بسبب مرورها بفترة الحيض كل شهر، لذا فإنها سوف تنوي صيام أيام القضاء في الأيام العادية، وفي حالة كون تلك المرأة متزوجة فمن الممكن أن يحدث الجماع بينها وبين زوجها.
من هنا قد تتغير صيغة السؤال بتغير السبب المذكور من هل يجوز الإفطار في صيام القضاء بسبب الجوع؟ إلى هل يجوز الإفطار في صيام القضاء بسبب الجماع؟ لذا جدير بالذكر أنه أمر غير جائز تمامًا ويختلف الأمر عند الحُكم.
ففي حالة صوم المرأة المتزوجة أيام القضاء لكن حدث الجماع بينها وبين زوجها برغبة منه، فمن الواجب عليه أن يتوب إلى الله تعالى ويستغفره عن فعلته بعد الندم عليها ويعرف الذنب الذي وقع عليه بسبب فعلته، ويقرر ألا يفعل تلك الفعلة مرة أخرى، بأن يأخذ حذره من عقاب الله سبحانه وتعالى.
في تلك الحالة عندما تكون رغبة الزوج أشد من المرأة فأجبرها على فعل ذلك لكنها كانت مكرهة فإنه لا حرج ولا كفارة عليها وصومها مقبول، أما إذا تساهلت هي معه وهاودته فيما يرغب فعله، فإن عليها بالتوبة الصادقة إلى الله هي الأخرى مع الحرص على الشعور بحجم الفعل والندم عليه، لكن لا كفارة عليها.
بالرغم من اتفاق العلماء على بطلان صيام القضاء بالجماع وأن لا كفارة في هذا الأمر إلا أن آراء المذاهب الأربعة قد أتت على النحو التالي:
- الحنفية: أشاروا إلى عدم وجوب كفارة على من يبطل صيام يوم القضاء بالجماع، وذكروا أن الكفارة لا توجب إلا على من فعل ذلك في نهار رمضان، حيث يُحرم الإفطار فيه بشكل أكبر من أي وقت آخر.
- الحنابلة: اعترفوا ببطلان صيام يوم القضاء بالجماع، وأشاروا إلى وجوب قضاء يوم آخر بدلًا منه، وكذلك اتفقوا على عدم وجوب كفارة على من يفعل ذلك، حيث إن أمر الكفارة يخص القيام بالفعل في نهار رمضان فقط.
- الشافعية: اتفقوا على أن الجماع يفسد صيام يوم القضاء، وذكروا أن ذلك يشمل قضاء كل من أيام رمضان أو قضاء النذر، لكن لا كفارة في ذلك، واتفقوا أيضًا أن الكفارة لا توجب على المفطر إلا عند الجماع بنهار رمضان.
- المالكية: ذكروا وجوب قضاء يوم آخر بدلًا من الذي فسد بالجماع، وأكدوا على عدم وجوب كفارة على من فعل ذلك، وقد ذكر في هذا الإمام مالك قوله: “ليس على مَن أفطر يوماً من قضاء رمضان بإصابة أهله أو غير ذلك كفّارةٌ، وإنّما عليه قضاء ذلك اليوم”.
مبطلات الصيام
في سياق الإجابة على سؤال هل يجوز الإفطار في صيام القضاء بسبب الجوع؟ لابُد من التعرف على مُبطلات الصيام، حتى يكون المرء على علم بكل ما يفسد صيامه، تجنبًا لكون صيامه باطلًا دون أن يعلم ذلك، حيث تتمثل مبطلات الصيام في الشريعة الإسلامية فيما يلي:
- إخراج الدم من الجسد من خلال الحجامة، وما يُشبه ذلك من الوسائل.
- تناول الطعام والشراب عمدًا.
- إنزال المنى.
- الجماع بين الزوجين.
- المرور بفترة الحيض أو النفاس.
- التعمد في التقيؤ.
الأعذار الشرعية للإفطار في صيام القضاء
للإجابة عن سؤال هل يجوز الإفطار في صيام القضاء بسبب الجوع؟ قد ذكرنا بعض الحديث عن مبيحات الإفطار، وتحدثنا عن الفرق بين حُكم الإفطار في حالة وجود عُذر وفي حالة غيابه، والأعذار هي الأمور التي تبيح للمسلم الإفطار في أيام الصيام الواجبة عليه، وليس الصيام تطوعًا منه، حيث يُباح له الإفطار في أي وقت شاء إذا كان صائم تطوعًا منه.
أما في حالة الصيام الواجب والمفروض مثل صيام القضاء فلابُد له أن يعرف الأعذار الشرعية التي وضعها الله له تيسيرًا عليه أمر الصيام، حيث تبيح له الإفطار بلا إثم أو حرج أو كفارة، وهي المذكورة فيما يلي:
- المرض الشديد الذي يزيد حدته بالصيام.
- السفر الذي تقصر الصلاة فيه.
- مرور المرأة بفترتي الحمل والرضاعة في حالة الخوف على الأنفس أو على المولودين من المرض.
- مرور المرأة بفترة الحيض أو النفاس.
صيام أيام القضاء لا يختلف كثيرًا في الشريعة الإسلامية عن صيام أيام شهر رمضان الكريم، لذا فهو أمر لا يُمكن التهاون فيه، لكن نظرًا ليُسر الدين الإسلامي فإنه قد أباح الإفطار في حالات معينة.