مولد الرسول صلى الله عليه وسلم
مولد الرسول صلى الله عليه وسلم يُمثل نور وأمل للبشرية وهداية من الظلام، ومولد النبي (ص) يعد نقطة تحول هامة في تاريخ البشرية بالكامل، فنجد أن المسلمين يحرصون على معرفة التفاصيل الكاملة حول مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ونشأته، لذلك سوف نتعرف من خلال موقع الماقه على قصة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم وكافة المعلومات الهامة التي تتعلق بنشأته من خلال السطور التالية.
مولد الرسول صلى الله عليه وسلم
اختلف كتاب السيرة النبوية والمؤرخون على تحديد وقت ولادة النبي -صلى الله عليه وسلم- وهذا بسبب عظمة ومكان النبي (ص)، ولكن اتفقوا كما ورد عن ابن القيم على أن الرسول (ص) ولد في داخل مكة المكرمة، وأن العام الذي ولد به هو عام الفيل.
كما أثبت أغلب المؤرخين أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولد في يوم الإثنين من شهر ربيع الأول في عام الفيل، وهذا التاريخ الموافق ميلاديًا شهر أغسطس سنة 570 م.
كما ورد عن أبي قتادة الأنصاري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ الاثْنَيْنِ؟ قالَ: ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت، آو أنزل علي فيه”.
أما عن اليوم والشهر الذي ولد فيه -عليه الصلاة والسلام- يوجد به خلاف فاتفق أغلبية الفقهاء على أن ذلك الوقت موافق يوم الإثنين صباحًا من اليوم التاسع من شهر ربيع الأول، الذي وافق اليوم العشرين في عام 571 ميلاديًا، وهو في عام الفيل.
هكذا نكون قد تعرفنا على مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، وسوف نتعرف فيما يلي على نشأته وحياته قبل البعثة.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حديث عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
نشأة الرسول -صلى الله عليه وسلم-
كما ذكرنا في السابق أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولد في مكة المكرمة، وولد يتيم الأب حيث أن والده توفى قبل أن يولد سيدنا محمد (ص) واسمه بالكامل هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر.
ووالدته هي السيدة آمنة بنت وهب التي قالت بأنها سمعت صوت هاتف يهمس لها عندما كانت تحمله في بطنها بأنها تحمل سيد الأمة، وأن تقول إذا وقع على الأرض إني أعيذه بالواحد من شر كل حاسد، وأوحى لها أنت تسميه محمد.
كما أن السيدة آمنة والدة النبي -صلى الله عليه وسلم- طوال فترة حملها به لم تشعر بثقل الحمل وتعب الولادة كما تعاني جميع النساء، وكانت ولادة الرسول (ص) من أهم المؤشرات التي تدل على نبوته فقد روت السيدة آمنة أنها عند لحظة ولادته رأت نور يخرج من فرجها أضاء مشارق الأرض ومغاربها.
ورد أيضًا على لسان “أم عثمان بن أبي العاص” أنها عندما حضرت ولادة النبي -صلى الله عليه وسلم- تقول بأنها رأت البيت حين وضع قد أمتلأ نورًا والنجوم تقترب منه حتى ظننتها سوف تقع عليها.
كما روى “حسان بن ثابت” بأنه عندما كان في سن الثامنة من عمره سمع حينها يهوديًا يصرخ بصوت عالي في يوم مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- وينادي على معشر اليهود حتى نظروا إليه فقالوا له: ويلك ما لك، فأجاب قائلًا: طلع الليلة نجم أحمد الذي ولد به.
مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم
مر النبي -صلى الله عليه وسلم- بمراحل متعددة من الرضاعة عن غيره من الأطفال، فبدأ بالرضاعة لمدة سبعة أيام من والدته آمنة بنت وهب، ثم ارضعته بعد ذلك ثويبة الأسلمية بنت أبي لهب، ثم أكملت رضاعته السيدة حليمة السعدية ونتج عن إرضاعها له زيادة الخير والرزق وتبدل الحال.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: متى تجب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ؟
عناية الله بالرسول (ص) قبل بعثته
منذ صغر النبي (ص) كان يعمل في رعاية الأغنام، ثم تحول عمله في التجارة عندما أصبح شابًا، وكان يمتاز بمهارته في العمل التجاري، وعرف عنه الصدق والأمانة وامتاز بالأخلاق الحميدة، وكان سيرته حسنه بين قومه، وتميز برجاحة العقل وحكمته البالغة.
كما كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يبعد نفسه عن طباع الجاهلية السيئة، فكان لا يقترب من شرب الخمر، ولا يتناول من الذبائح التي تندر للأصنام، ولم يقدم على حضور أي عيد أو احتفال خاص بالأصنام، بل عرف عنه كراهيته الشديدة لعبادة الأوثان وتمجيدها.
كما أنه كان يكره سماع الحلف الذي انتشر في الجاهلية بالصنمين وهو الحلف اللات والعزى كانوا الجاهلية يعظمونهما ويعبدونهما ويرددون الحلف بهما بكثرة.
كما أن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- لم يشارك شباب قومه قريش في حفلات اللهو ومجالس الغناء وشرب الخمر والعزف، وأيضًا كان يستنكر الزنى والتسلية مع النساء.
كما كان الرسول الكريم سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- معروف عند قومه بالأخلاق الحميدة، كما أنه كان من أعظم القوم مروءة، وافضلهم خلقًا.
كما اشتهر في عون المحتاجين والضعفاء، وكان يعمل على عون المبتلين، ويحرص على إكرام الضيف، والوفاء بالعهد، وكان عفيف اللسان، وكان قمة في الأمانة والصدق، حتى لقبه قومه بـ “الصادق الأمين”.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على:ما اسم ناقة النبي صلى الله عليه وسلم وصفاتها
بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
تم بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما في عمر الأربعين عام، وآمن به زوجته السيدة خديجة -رضي الله عنها-، وكذلك سيدنا على بن أبي طالب وسيدنا أبو بكر الصديق، وزيد بن حارثة، وطلحة والزبير بن العوام -رضي الله عنهم- وغيرهم.
كما كان النبي يدعو قومه في السر لمدة ثلاث سنوات، وذلك قبل أن يأذن الله له بالمجاهرة بالدعوة، فتلقى أذى شديد من الكفار وتصدوا لدعوته، فكانوا أصحابه الذين آمنوا معه يتصدون للكفار، وكانت زوجته السيدة خديجة تخفف عنه آلامه وأحزانه.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: دعاء قيام الليل الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم مكتوب
وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
توفى الرسول -صلى الله عليه وسلم- في وقت الضحى الموافق يوم الأثنين اليوم في الثاني عشر من شهر ربيع الأول في السنة الحادية عشر من الهجرة النبوية الشريفة، وكان يبلغ من العمر ثلاثة وستون عامًا، وكان هذا اليوم من الأيام المظلمة والتعيسة في تاريخ الأمة الإسلامية.
حيث قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: “ما رأيتُ يومًا قطُّ كان أحسَنَ ولا أضوَأ مِن يومٍ دخَلَ علينا فيه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وما رأيتُ يومًا كان أقبَحَ ولا أظلَمَ مِن يومٍ مات فيه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ” تمت روايته من قبل الدارمي والبغوي.
كما توفى الرسول -صلى الله عليه وسلم- في غرفة السيدة عائشة -رضي الله عنها-، وقبض وهو راسه على فخذ السيدة عائشة -رضي الله عنها-، ودفن النبي -صلى الله عليه وسلم- في مكان فراشه في المكان الذي قبضت روحه الشريفة.
قد قدمنا لكم مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ونشأته، كما تعرفنا على بعض الأمور التي كانت في حياته -صلى الله عليه وسلم- قبل البعثة وتدخلات الله في العناية به، وذكرنا كذلك أهم المعلومات عن بعثته النبوية، وتطرقنا إلى وفاة النبي (ص)، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم.