حكم كشف الوجه في المذاهب الأربعة
حكم كشف الوجه في المذاهب الأربعة يمكن الاستدلال من خلاله عن مدى مشروعية أو حرمانية ذلك الأمر، وذلك عن طريق الاستناد إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
لذا من خلال هذا الموضوع الذي سيعرضه لكم موقع الماقه سنتعرف سويًا على حكم كشف الوجه في المذاهب الأربعة، ليس ذلك وحسب بل سنتطرق أيضًا لذكر رأي علماء هذه المذاهب في ضوابط الحجاب الشرعي، كل ذلك وأكثر ستجده في السطور التالية.
حكم كشف الوجه في المذاهب الأربعة
فرض الله -عز وجل- الحجاب على سائر النساء، حيث ذكر أنه بمثابة وقارًا لهن، ومن شأنه أن يحافظ عليها؛ لذا كرمهم الله به؛ فحجاب المرأة هو دليل على حياؤها وعفتها، ويقول -تعالى- في كتابه الحكيم “يَا أَيُّهَا النبيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا” (سورة الأحزاب – 59).
لذلك من الضروري على كل امرأة أن تقوم بستر جسدها بشكل كامل مما لا يساعد على كشف تفاصيل الجسد، أو يُظهر جزءًا منه، واختلف العلماء حول مدى وجوب أن يشمل الحجاب تغطية الكفين والوجه من عدمه؛ فمنهم من رأى أنه غير واجب، ومنهم من رأى أنه فريضة، وفيما يلي سنعمل على توضيح حكم كشف الوجه في المذاهب الأربعة:
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما هو حكم رفع اليدين في الدعاء؟
المذهب الشافعي
ذهب علماء المذهب الشافعي إلى أن جسد المرأة بشكل كامل يعتبر عورة يجب أن يتم تغطيتها وسترها، ومن ضمن هذه العورة الكفين والوجه، حيث إنه يجب قدر المستطاع تجنب كشفهما، وفي ذلك حماية وحفظ لها.
المذهب الحنفي
أشار علماء المذهب الحنفي إلى أنه يجب على المرأة أن تقوم بتغطية كفيها ووجهها أمام الأشخاص الذين يعتبرون من غير محارمها، وذلك تجنبًا لحدوث فتنة، ولكنهم قد أجازوا في بعض الحالات إمكانية كشف اليدين والوجه، ولكنه رأي ضعيف، ويعتبر الرأي الأول هو الأقوى.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما حكم الزوج الذي لا ينفق على زوجته العاملة؟
المذهب المالكي
تطرق علماء المذهب المالكي إلى أن جسد المرأة بشكل كامل يُمثل عورة، بما في ذلك صوتها؛ لذا كان من الأحرى عليهن أن يسترن أبدانهن خاصًة في ظل الانحلال الأخلاقي المنتشر.
المذهب الحنبلي
ذكر علماء المذهب الحنبلي أنه من الضروري أن تقوم المرأة بستر جسدها بشكل كامل، وكان من ضمن أجزاء الجسد الواجب سترها هي الكفين والوجه، ولكن بعضهم قد أشار إلى أنه يمكن كشفهم في حالات الضرورة القصوى
رأي ابن عباس في كشف الوجه
بعدما تطرقنا لعرض حكم كشف الوجه في المذاهب الأربعة، توجب علينا أن نعرض لكم رأي ابن عباس في كشف الوجه للمرأة، خاصةً بعدما اجتمع فقهاء المذاهب الأربعة على ضرورة ستر الجسد كاملًا بما في ذلك الوجه.
اتفق ابن عباس مع علماء المذاهب الأربعة، حيث رأى أنه من الضروري أن تقوم المرأة بستر مفاتنها أمام غير محارمها، ويرجع ذلك الأمر إلى كونه قد اعتبر وجه المرأة من الزينة التي لا يفترض أن تظهر للغرباء عنها، خاصًة، وأنه قد يشمل بعض الكحل.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم بقاء الزوجة مع زوجها الزاني
رأي علماء المذاهب الأربعة في الحجاب الشرعي
اتفق علماء المذاهب الأربعة على وضع ضوابط للحجاب الشرعي، بحيث يكون بعيدًا عن الفتن والمعاصي، وكان من ضمن هذه الضوابط ضرورة تغطية الوجه والكفية، وفيما يلي سنتطرق لعرض الصفات التي يجب توافرها في الحجاب الشرعي:
- يجب أن يكون عبارة عن قماشًا سميكًا يستر الجسد كاملًا بداية من الرأس وحتى القدمين.
- ينبغي أن يكون فضفاضًا واسعًا لا يتضح منها تفاصيل الجسد.
- ألا يكون مزينًا أو معطرًا أو يحتوي على ألوان مُلفتة.
- عدم التشبه بالملابس الرجالية وأن تكون الملابس تدل على أنها ذات صفة أنثوية.
أما فيما يخص حجاب الصلاة، فلا يتوجب أن يشتمل على ستر اليدين أو الوجه أمام المحارم، ولكن مع مراعاة أن يتم ذلك مع غير المحارم ، وذلك حفاظًا على المرأة وتكريمًا لها.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم من نسي سجود السهو