اسلاميات

حكم نسبة النعم لغير الله

حكم نسبة النعم لغير الله يختلف حسب اختلاف المواقف التي تنسب فيها النعم، فنعم الله على الإنسان لا تُعد ولا تحصى، ومن الممكن أن ينسب المرء النعم إلى غير الله ولكن دون قصد، ونسبة النعم هنا تعني أن النعم التي تحدث في حياة الإنسان يرجعها للأسباب الظاهرة، وينسى المسبب والمنعم الحقيقي وهو والله عز وجل، لذلك سنتحدث اليوم عن هذا الموضوع من خلال موقع الماقه في السطور التالية.

حكم نسبة النعم لغير الله

يجب أن نوضح أولًا أن حكم نسبة النعم إلى أسبابها المحسوسة، مثل نسبة الشفاء إلى الدواء أو العلاج، ونسبة الارتواء وذهاب الشعور بالعطش إلى شرب الماء، فهذا في حد  ذاته ليس محرم ولا يعتبر شركًا، وذلك إن كان المرء يعلم أنها مجرد أسباب، وأنها كلها من فعل الله -سبحانه وتعالى-.

لكن إن كان المرء ينسب النعم إلى أسبابها فعلًا، ويتناسى أن الله وحده هو مسبب تلك الأسباب فذلك محرم ويعتبر شركًا بالله، قال السعدي:

إن كان المرء يقر بداخله أن النعم كلها لله وحده، وهو ينسبها بلسانه مرة إلى الله، ومرة أخرى يضيفها إلى نفسه وعمله، أو إلى شخص آخر، كما هو الأمر مع كثير من الناس، فذلك فعل يجب أن يتوب عنه، ويسأل الله المغفرة على ما ارتكبه من ذنب.

لا يتحقق الإيمان والتوحيد إلا بالاعتراف والإقرار أن الله وحده هو مسبب الأسباب وهو وحده قادر على أن ينعم عليك بنعمه، وقادر أيضًا على أن يسلبك إياها في لمح البصر، لذلك وجب على المسلم المؤمن الموحد بالله شكر الله دائمًا وأبدًا.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما هو حكم رفع اليدين في الدعاء؟

حكم نسبة النعم لغير الله باللسان فقط

نسبة النعم إلى غير الله تنقسم إلى نوعين من الكفر، وهما كفر أصغر، وكفر أكبر، وفيما يلي سنذكر لكم حكم نسبة النعم لغير الله باللسان فقط، ونوضح ينتمي إلى أي نوع من الكفر.

كفر أصغر: هو نسبة النعم إلى غير الله -سبحانه وتعالى- باللسان فقط، فيعد هذا النوع كفر أصغر، بدليل قول زيد بن خالد الجهني:

كفر أكبر: من ينسب النعم لغير الله سبحانه وتعالى مع إقراره واعترافه أنها ليست من عند الله، وأن الله مسبب الأسباب التي جعلتها تحدث له، أو ينكر نعم الله مطلقًا، أو يمكن أن ينسبها إلى الله بلسانه ويكفر بها في قلبه، فيعد حكم نسبة النعم لغير الله في كل تلك الصور حرام بالإضافة إلى أنه يعتبر شرك بالله.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما حكم قراءة سورة البقرة يوميًا عند ابن باز؟

حكم نسبة النعم لغير الله مع الاستدلال

سنقوم بتوضيح حكم نسبة النعم لغير الله تعالى مع الدليل والتفصيل، فالله تعالى أنعم علينا بنعم كثيرة لا يمكن للمرء أن يعدها أو يقوم بإحصائها، فهو وحده من ينعم ويسلب الإنسان.

كما أن حكم نسبة النعم لغير الله لا يجوز ومحرم بكل شكل من الأشكال، والدليل على ذلك قوله -تعالى- في كتابه الكريم “وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ” النحل(18).

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم إزالة شعر الجسم للرجال

كيفية شكر الله على نعمه

أنعم الله علينا بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى ومن واجبنا أن نشكره عليها في كل الأوقات، حتى إن كانت صغير أو كبيرة، لذا يجب شكره عليها كما يلي:

  • إذا أنعم الله عليك بمالِ وفير لا تقم بإنفاقه في الحرام، وقم بإنفاقه في أمور أخرى مستحبة، ولا تنسى أن تؤدي زكاة أمولك.
  • إن رزقك الله بهاتف محمول مثلًا لا تستخدمه في فعل أشياء محرمة، مثلما الأمر أيضًا مع شبكة الإنترنت، فعليك استخدامها في الحصول على المعلومات المفيدة مثل معلومة دينية لم تكن تعرفها.
  • يكون شكر هذه النعم الذي أنعم الله بها عليك من خلال استخدماها في طاعة الله، وكفرها يكون باستعمالها في الأمور الفاسدة.
  • إذا وهبك الله علمًا فاشكره على ذلك عن طريق نقل هذا العلم وتعليمه لغيرك مثل أهلك أو أصحابك أو جيرانك.
  • إن أنعم الله عليك بمنصب رفيع فاستخدمه في تسهيل حاجات الناس، وقضاء مصالحهم.
  • في حال رزقك الله بذرية صالحة، خاصة وإن كنت ترغب في ذلك الأمر منذ فترة طويلة، فيكون شكرك لهذه النعمة بأن ترسخ في قلوب أولادك عقيدة الإسلام وتربيهم منذ الصغر على حب وطاعة الله عز وجل، وأن تقوم بتحصينهم من الشيطان الرجيم.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم تقبيل الفرج لابن باز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى