أهمية علم أصول الفقه
اهمية علم اصول الفقه كبيرة جدًا، وله فضل كبير فلو عرف الناس فضل وشرف هذا العلم لم يفرق معهم الوقت المستهلك في المعرفة به والجهد المبذول في ذلك، فيعد علم الفقه من أعظم العلوم، والذي تميز بها المسلمون عن غيرهم، فعلم الفقه يشكل الأساس الإبستمولوجي للمعرفة الدينية الإسلامية قديمًا وفي هذا المقال سيقدم لكم موقع الماقه اهميه علم أصول الفقه.
اهمية علم اصول الفقه
تتمثل أهمية دراسة علم أصول الفقه في معرفة ثمراته وفوائده، ولكن أولًا يجب معرفة ماهية علم أصول الفقه.
معني علم أصول الفقه
علم أصول الفقه هو العلم الذي يبحث في أدلة الفقه الإجمالية، وبحث عن كيفية الاستفادة منها، وأما عن كلمة الأصول فهي مفرد كلمة أصل والأصل هو ما يُبنى عليه غيره، وكلمة الفقه في اللغة العربية معناه الفهم وتعريف الفقه هو العلم بالأحكام الشرعية العملية والتي تستنبط من الأدلة التفصيلية معنى كلمة أصول الفقه ككل هي القواعد العامة كالتحريم والنهي والوجوب من ذلك تأتي الأدلة التفصيلية فلا يتم ذكرها في أصول الفقه إلا على سبيل التمثيل على القاعدة
وهذا العلم هو الذي يوضح لنا القواعد والأسس والتي يقوم الفقيه بالاستعانة بها وذلك لاستنباط الأحكام الشرعية.
أهمية علم اصول الفقه
أهمية علم أصول الفقه بالنسبة للفقه الإسلامي
- الأشخاص الذين يقومون بدراسة المذاهب الإسلامية يلجؤون إلى أصول الفقه لكي يتمكنوا من معرفة المناهج الخاصة بأئمة الفقه في الاستنباط كما يساعدهم في معرفة القواعد التي كان هؤلاء الأئمة يتقيدون بها في اجتهاداتهم، ويساعد ذلك في معرفة أوجه التشابه والخلاف في المسائل المعنية بالمقارنة، ومن بعد ذلك بيان وأصح دليل والذي يكون هو الأدق والأقرب في تحقيق المصالح التي قد قصد تحقيقها.
- أي شخص وصل إلى مرتبة أهل الترجيح يقوم بالاستعانة بقواعد أصول الفقه وذلك لترجيح رأي فقيه على رأي فقيه غيره وأخذ ما هو أكثر فقهًا.
- الأشخاص الذين بلغوا مرتبة الاجتهاد وأتيحت لهم أسبابهم يقومون بالاستعانة بالقواعد الخاصة بأصول الفقه وذلك لاستنباط الأحكام العملية الشرعية للقضايا التي تعنى ببيان إحكامها.
- علم أصول الفقه يساعد في تقريب الخلاف الحادث بين المذاهب الإسلامية وبعضها البعض كما يعمل على وضع حد للتعصب الطائفي والمذهبي والذي ينتج عن الكثير من العوامل وأهم هذه العوامل هو الجهل بأصول هذه المذاهب.
- ـ الأشخاص الملمين بقواعد أصول الفقه تتفتح أذهانهم انفتاحًا كبيرًا حيث يؤهله هذا الانفتاح إلى إجراء الكثير من الموازنات والمقارنات بين الآراء المختلفة للفقهاء المسلمين من ناحية ومن ناحية أخرى آراء فقهاء القانون وذلك للوصول إلى الأكثر مناسبة، وذلك للعمل به في التشريعات الوضعية وهذا يتم في حالة أنه لم يحدث بينه وبين القواعد الشرعية الثابتة في الشريعة الإسلامية تعارض.
أهمية أصول الفقه بالنسبة للقانون
- هناك أنواع كثيرة من النصوص القانونية ومنها النصوص الشرعية والتي يعتبر منها العام والخاص، ومنها المطلقة ومنها المقيدة ومنها الغامضة والواضحة، حيث أن العام يتم تخصيصه بالخاص وذلك يكون في حالة التعارض والمطلق يتم تقيده بالمقيد، ويقوم الواضح بإزالة الغموض من الغامض وذلك في حال إذا ما كان تشريعهما يؤدي إلى تحقيق غاية واحدة وكل هذه الأمور لا يمكن أن تتم بشتى الطرق إلا بالاستعانة بالقواعد الخاصة بأصول الفقه.
- يمكن أن يحدث تعارض بين النصوص وبعضها ويتم رفع التعارض عن طريق القاضي أو شرائح القانون وكل هذا يحتاج إلى النظر في أصول الفقه والذي يوجب في البداية الجمع بين النصين إن كان ذلك في الاستطاعة وذلك لأن إعمال الإثنين معًا أولي وأحق من إهمال احدهما، إذا لم يكن هناك الإمكانية في تحقيق.
- من الواجب عند إعداد مشاريع القوانين أن تتسم بدقة الصياغة الفنية بعيدًا كل البعد عن التعقيد والشخص الذي اطلع على علم أصول الفقه يتيسر عليه الأمر.
يقوا السنهوري: (ليس هناك علم واضح المعالم بين الحدود يسمى علم أصول القانون ولكن توجد دراسات تبحث في القانون وفي نشأته وتطوره وفي طبيعته ومصادره وأقسامه).
الفرق بين علم الفقه وعلم أصول الفقه
علم الفقه: وهو العلم بالأحكام الشرعية المرتبطة بأفعال الناس في عبادتهم وعلاقاتهم الأسرية ومعاملاتهم والعلاقات بين المسلمين وبعضهم البعض بالإضافة إلى العلاقة بين المسلمين وغيرهم في حالات السلم والحرب، والحكم بالوجوب أو التحريم أو الإباحة عليها وغير ذلك، وذلك يكون بناءًا على الأدلة الموجودة في الكتاب الكريم والسنة النبوية وجميع الأدلة التي يمكن الاعتبار بها، وهذا العلم هو أيضًا العلم بالدليل الشرعي التفصيلي من المصحف الشريف أو السنة النبوية وذلك يكون لكل أمر من الأمور.
علم أصول الفقه: أما عن هذا العلم فهو مجموعة من الأحكام والقواعد التي يتم بناء الفقه عليها كما أنه يوضح لنا طبيعة الأحكام الشرعية، ويبين خصائص كل نوع من الأحكام على حده بالإضافة إلى كيفية ارتباطها ببعضها البعض، وهو الذي يبين لنا من هو الشخص الذي يمكن له الاستنباط، وما هي الشروط التي يجب توافرها فيه ومؤهلاته.
كلام بعض العلماء في أصول الفقه
قال الزركشي رحمه الله عليه: “الحمد لله الذي أسس قواعد الشرع بأصول أساسه، وملك من شاء قياد قياسه، ووهب من اختصه بالسبق إليه على أفراد أفراسه، وأولى عنان العناية من وفقه لاقتباسه، فإن أولى ما صرفت الهمم إلى تمهيده، وأحرى ما عنيت بتسديد قواعده وتشييده، العلم الذي هو قوام الدين، والمرقي إلى درجات المتقين، وكان علم أصول الفقه جواده الذي لا يلحق وحبله المتين الذي هو أقوى وأوثق، فإنه قاعدة الشرع، وأصل يرد إليه كل فرع وقد أشار المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في جوامع كلمه إليه، ونبه أرباب اللسان عليه”.
قال السبكي: “وكل العلماء في حضيض عنه (يقصد الاجتهاد) إلا من تغلغل بأصل الفقه وكرع من مناهله الصافية بكل الموارد وسبح في بحره ونروى من زلاله وبات يعل به وطرفه ساهد”
أما عن الآمدي فقد قال: “وأما غاية علم الأصول فالوصول إلى معرفة الأحكام الشرعية التي هي مناط السعادة الدنيوية والأخروية”.
نشأه أصول الفقه
في القرن الثاني الهجري نشأ علم أصول الفقه، وكان الإمام بن إدريس الشافعي أول من كتب ودون قواعد هذا العلم وجمع جميع بحوثه في كتاب مستقل، حيث قام بتأليف كتاب عن قواعد الاستنباط وضوابطه وقام بتسمية هذا الكتاب باسم الرسالة وهذا ما رآه الفقهاء في تقريرهم بأن الشافعي له الأسبقية في تدون علم أصول الفقه كما أن الإمام الشافعي يعد أول من قام بتوجيه الدراسات الفقهية إلى الناحية العلمية بالإضافة إلى أنه أول شخص قام بوضع مصنفًا في العلوم الدينية الإسلامية وذلك على منهج علمي بتصنيفه في أصول الفقه، ولكن هذا لا يعني أن علم أصول الفقه نشأ على يد الإمام محمد بن إدريس الشافعي، حيث أن هذا العلم نشأ في عهد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، إنما يعني أنه هو أول من جمع أشتاتها وقام بضبطها وكتبها في علم منظم الأجزاء.
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال والذي قدم لكم موقع الماقه فيه اهميه علم أصول الفقه ومعنى هذا العلم وأقوال بعض العلماء بخصوص هذا العلم كما قدم لكم أهميته بالنسبة للقانون وبالنسبة للفقه الإسلامي ونرجو أن نكون قد أفدناكم.