اسلاميات

علامات الشخص الروحاني الرباني

إنَّ علامات الشخص الروحاني الرباني تكون له بالفطرة، إن كان مؤمنًا بالله عزّ وجل، مواظبًا على السير على المنهج المستقيم، مبتعدًا عن المعاصي والكبائر، فالعلم الروحاني يسمو عن كونه يرتبط بالدجل أو التدليس، بينما هو يرتبط بالقرآن والأدعية والعبادات، ومن خلال موقع الماقه سوف نتناول علامات الشخص الروحاني الرباني لنميزه عن مدعي الروحانية.

علامات الشخص الروحاني الرباني

إن السلوك الروحاني متواجد لدى الكثير منّا، لكن الأغلب يتجاهل الأمر ولا يُحسن من نفسه ومن سلوكه حتى ينال الصواب واليقين، فهناك إشاراتٌ لذلك منها الحدس الصادق، والشعور الغريزي بالشيء قبل حدوثه، وغيرها من العلامات.

ما يدور في فلك الأفلاك والروحانيات لا يستطيع معرفته أكثر الناس، فهو مختص بالبعض عن البعض الآخر، لذا توجد هناك علامات الشخص الروحاني الرباني تميزه عن غيره، نذكرها إيجازًا فيما يلي:

  • تجد الشخص الروحانيّ الربانيّ يحب التأمل كثيرًا، يميل إلى الصمت، فلا يضيع وقته في الحديث بما لا ينفع، كما أن تأمله نابع من إيمانه بقدرة الله عز وجلّ في خلقه.
  • تجد أن الحيوانات تُحبه وتتقرب منه.
  • إن أصابه الفرح يجد الفرح يعمّ المكان حوله، والعكس إن كان قلقًا.
  • ودودٌ جدًا مع الأطفال، يحب مخالطتهم ويعطف عليهم.
  • أحيانًا يكون له القدرة على التنبؤ بالأحداث، علاوةً على الرؤى والأحلام الصادقة.
  • يكون ملازمًا لشروط الطاعة الربانية، فيعمل بما ينفع فقط.
  • إن طاقته تجعل حوله هالة مما يجعل له هيبة يتميز بها عن غيره، كما يوجد لديه إحساسًا بالأشياء والقدرة على التأثير.
  • نجده صادقًا هادئًا، لا يتسرع في الحكم، لديه حكمة في قوله وفعله، حريصٌ على الطهارة أينما كان، فهو شخصٌ يسمو عن الشهوات.
  • لديه من البصيرة ما يمكنه من التفريق بين الأشخاص، من حيث إنهم على النقاء والطيبة أم العكس.
  • تغير المزاج والحالة في أثناء اكتمال القمر، مع الانشغال بذلك الأمر.

عالم الروحانيات

إن الروحانية هي كل ما له علاقة بالدين والعقل معًا، فهي بعيدة عن التعويذات أو الطلاسم التي تنم عن الكفر والسحر، وإنما هي استخدام لآيات القرآن بالاستناد إليه، فالروحانيات هي الصفات التي تتغير في العبد أثناء سيره إلى ربّه بالطاعات.

أي شخص بداخله قوات وطاقات كامنة، إن هو استغلها كان له نصيبٌ من الروحانية، فرغم أنها أمرًا فطريًا يصطفي الله به بعض عباده، إلا أنه يُمكن اتخاذ أسبابها، فهي تعتمد على حسب كل شخص وما تسول له نفسه في الأمر.

فالروحانيات بمثابة الأنوار التي تأتي على قلب العبد، وليس لها تفسيرًا ماديًا بقدر ما هي أمرًا معنويًا، فهي تعني في أبسط معانيها محاولة العبد أن يؤثر على النشاط الكامن بداخله، ليوجهه إلى الرشد.

إن عالم الروحانيات من العمق ما يُمكن أن يصيب البعض بالأوهام، أو يجعل البعض الآخر يتعمقون أكثر في النفس الإنسانية، وصولًا إلى آفاقها لمعرفة الخالق عز وجل، لذلك يختلف الأمر وفقًا لقدرة كل شخص في الوصول إليها بالطريقة التي تناسبه من الفهم.

كما أن الشخص الروحاني الرباني يجب أن ترتبط فيه العناصر الثلاثة ببعض، وهم (الروح، العقل، الجسد)، فذلك الارتباط هو مفتاح الدخول في العالم الروحاني، ومفاد الأمر أنه عندما تكمل هذه الأمور بعضها البعض بشكل سوي، يصل الفرد للتأمل والفهم الصحيح.

المراتب الروحانية

إن الروحانيات الخاصة بالعبد تكون ظاهرة وباطنة، مثل علاقته مع الغير، أو إخلاصه مع ربه، أي أنها تجمع بين أعمال القلب الباطنة، وأعمال الجسد الظاهرة، أما العقل فيجمع بينهما، كما أن الروحانيات مشتقة من الروح، والتي مفادها كل ما استُتر عن العين.

تختلف درجات الشخص الروحاني الرباني في عالم الروحانيات، على حسب درجة العلم والصفات، بحيث كلما زاد العلم زادت المرتبة والتقدم، وهي تنقسم إلى:

  • طالب العلم، وهو كالمبتدئ.
  • المُريد، وهي الدرجة التي يصل إليها طالب العلم بعد قدر من العلم الكافي.
  • الأبدال، وهي درجة أكثر تخصصًا.
  • الأوتاد، وهو درجة أعلى.
  • الأقطاب، الذين وصلوا للعلم الوفير بعد وقت كافي.

التفسير الخاطئ للروحانية

أحيانًا يدّعي البعض أنهم على درجة من الروحانية، ونجدهم يربطون طريق الروحانية بالسحر والعياذ بالله، لكننا نشير أن ما نذكره من علامات الشخص الرباني، هو من كان ذلك ظاهرًا في سلوكه الخيّر وصفاته الحسنة، كونه عبدًا ربّانيًّا أن يصبح قريبًا من الله عز وجلّ، بالقول والفعل والنيّة الحاضرة.

نستند إلى قول الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ” (سورة النور الآية 21).

حيث من نجده يتحدث باسم الدين ويدّعي الصلاح، بأنه عالم روحانيات جليل يُمكنك اللجوء إليه لتيسير أمور الدنيا عليك، بل منهم من يدعي بأنهم يتطرقون إلى الغيبيات، فذلك كله ليس له صلة من قريب أو من بعيد بعلم الروحانيات أو بعلامات الشخص الروحاني الرباني التي نشير إليها.

كما قال الله تعالى في سورة الشورى: “أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ” (الآية 21)، لذلك يجب الحذر من كل من يستخدم الدجل والتخاريف في ادعاء الروحانية، ولا يجب أن يتبعه الناس أو يسمعون حديثه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى