اسلاميات

هل يجوز ذبح الأضحية بالدين

هل يجوز ذبح الأضحية بالدين؟ وما هو حكم الدين في الأضاحي؟ من المتعارف عليه أن الأضاحي تتم من خلال نقود زائدة عن حاجة البيت، حيث يقوم الشخص بإخراجها على هيئة أضحية يقوم بذبحها في عيد الأضحى المبارك، وأوجب الله على المُضحي بأن تكون أموال الأضحية زائدة، والآن سنعرض لكم حكم الدين في هذا الشيء من خلال موقع الماقه.

حكم الدين في الأضاحي

من المتعارف عليه أن الدين الإسلامي دين يسر وليس دين عسر، فبالتالي لن يأمر الله العباد بتقديم الأضاحي في حالة عدم القدرة على هذا الشيء، فقط قال الله تعالى في كتابه الكريم، بأنه يجب أن تكون أموال الأضحية من المال الزائد عن حاجة البيت الخاص بالمُضحي، أي لا يجوز له أن يأخذ دين من شخصٍ ما حتى يتمكن من القيام بهذا الشيء.

بالإضافة إلى أن الديون من الأساس من المُحرمات على المسلمين بشكل عام في أغلب حالاته، حيث يوجد له بعض الحالات التي يُمكن أن يغفر الله فيها، خاصةً وإن كان يفك كربة من كرب المسلمين على سبيل المثال، أما بخصوص إجابة سؤال هل يجوز ذبح الأضحية بالدين، فقد تحدث دار الإفتاء عن هذا الشيء، حيث:

“أوضحت فتوى البحوث بالأزهر أنها سنة للقادر عليها، المستطيع لشرائها، بأن يكون مالكًا لثمنها فاضلا عن حوائجه الأصلية، وحاجة من يعول، من المأكل والمشرب والملبس؛ لقوله – تعالى -: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا} [الطلاق: 7]، ومن ثَمَّ لا يجب عليك أيها السائل أن تستدين لشراء الأضحية؛ لأن الشرع لم يلزمك بهذا، فإن فَعَلْتَ واستدنت لأجل شراء الأضحية، وكان عندك مقدرة على السداد، وفي نيتك الأداء جازت الاستدانة.

أضافت أنه يُسْتَأْنَسُ على الجواز بالمأثور عن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – عند البيهقي أنها قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَسْتَدِينُ وَأُضَحِّي؟، قَالَ: {نَعَمْ فَإِنَّهُ دَيْنٌ مَقْضِيُّ}، والرواية يعمل بها في فضائل الأعمال، والأضحية من فضائل الأعمال، مشيرةً: وإن لم تستطع الأداء أيها السائل الكريم، فشرعًا الأفضل لك الابتعاد عن الاستدانة؛ لأنك تُشْغِلُ ذمتك بهذا الدَّيْن الذي يكون عبئًا عليك، وعلى أولادك، في شيء غير واجب عليك، وهو الأضحية، قال – صلى الله عليه وسلم -: {نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ}، رواه الإمام أحمد، والترمذي وحسَّنه”.

حكم الدين في الأضاحي

بعد أن تعرفنا على إجابة سؤال هل يجوز ذبح الأضحية بالدين، وجب علينا أن نعرض لكم الأحكام والشروط التي يجب اتباعها عند الرغبة في التضحية، حيث وضع الله سبحانه وتعالى بعض الشروط التي يجب على المرء اتباعها، وتحدث الرسول- صلى الله عليه وسلم- عن هذا الشيء أيضًا.

فمن الجدير بالذكر أنه من أول الأحكام أنها يجب أن تتم في وقت الضحى، وهذا هو السبب في التسمية كذلك، وبدأت الأضحية منذ العام الثاني من هجرة النبي، ومن الجدير بالذكر أنها ليست من الفرائض على الإنسان، بل جعلها الله سبحانه وتعالى كشيء يختاره العبد برغبته ومقدرته على سداد الثمن.

لكن يجب العلم أن الأضحية أيضًا واجبة على الشخص القادر، حيث كان الرسول الكريم يُضحي عن نفسه وعن أهل بيته والكبش الثاني كان يُضحي به عن أمته، حيث يقول أبو أيوب الأنصاري الصحابي الجليل:

أما بالنسبة لطريقة الذبح، فقد ورد عن جابر بن عبد الله أنه قال:

الطريقة الشرعية في ذبح الأضحية

من خلال حديثنا حول هل يجوز ذبح الأضحية بالدين، وجب علينا أن نعرض لكم الطريقة الشرعية للذبح، وذلك من خلال النقاط التالية:

  • في حالة كانت الأضحية بقرة أو معزة أو غنم، فمن الواجب أن تذبحها على جنبها، خاصةً الجنب الأيسر.
  • من ثم على الشخص الذي سيقون بالذبح بوضع رجله على رأسها، وينحرها، بحيث تكون القدم على الرأس، ويمسك رأسها بيده، ويذبحها من الحلقوم والمريء، أي يقطعهما” هذه هي سنة الذبح”.
  • يجب أن تكون السكين حادة قوية، بحيث تذبح الأضحية من المرة الأولى، وذلك حتى لا يتم تعذيبها بأي شكل من الأشكال.
  • في حالة كانت الأضحية بعيرًا، فيجب على الشخص الذي يقوم بالذبح أن يطعنه في اللبة، وذلك بالحربة في لبته، وهي المنطقة التي تنحصر بين الصدر والرقبة، ومن الجدير بالذكر أنه من الجائز ذبحها بنفس الطريقة التي يتم من خلالها ذبح البقرة، ولكن تُعد اللبة أفضل للبعير.

يجب على الشخص الذي يقوم بالذبح اتباع التعليمات السابق ذكرها جيدًا، وذلك لقول الرسول- صلى الله عليه وسلم-:

الحكمة من الأضحية

في إطار حديثنا حول إجابة سؤال هل يجوز ذبح الأضحية بالدين، فيتساءل البعض عما هي مشروعية الأضحية، وما هي الاستفادة منها، فهي ما يُعرف بتذكية الشرعية، حيث حرم الله سبحانه وتعالى الأنعام الميتة أو المُخنقة على عباده، وذلك لما قاله الله تعالى في كتابه الكريم:

فبالتالي الذبح في الأساس من الأشياء التي تجعل اللحم جائز أكله من الأساس.

من رحمة الله علينا أنه أوضح كيفية القيام بكل شيء في القرآن الكريم الذي أنزله على عبده ورسوله سيدنا مُحمد، وذلك حتى نقتضي به في جميع الأمور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى