اسلاميات

كيف تتخلص من القرين نهائيا

 كيف تتخلص من القرين نهائيا وما هي الوسوسة؟ وما هو القرين، حيث أنه هو الوسواس الذي يلاحق الشخص في أي مكان، ويشعر بأنه ملازم له دائما، وتكون مهمته الأساسية الإلحاح على الإنسان ووسوسته بأشياء لا أصل لها من الواقع، وسوف نجيب على سؤال كيف تتخلص من القرين نهائيا عبر موقع الماقه.

كيف تتخلص من القرين نهائيا

جواب كيف تتخلص من القرين نهائيا يكون بالتقرب إلى الله والبعد عن معصيته، فالقرين ما هو إلا شيطان تم تسليطه على المرء يأمره بفعل المعاصي ويبعده عن فعل الخيرات، حيث قال تعالى (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء).

والقصد من ذلك ليتبين القلب الصادق والسليم في الإيمان، من القلب المشتت في إيمانه، ولأن المخلص لله يقوى على عدم الانصياع لشيطانه أو أهوائه أو قرينه، ويستعذ بالله فور أن تأتيه الأفكار السلبية لقوله تعالى (وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ بالله إنّه هو السّميع العليم).

وسوسة القرين

قرينك ليس شيئًا مرعبًا، لكنك أنت من تمنحه القدرة على التحكم بك فتسمع أصواتا غريبة داخلك، وكلما أطعت الأفكار التي يقدمها لك قرينك، ستقع في فخ وتكون خانعًا له، ومهما يخبرك ستفعله، فتقع في دائرة لن تخرج منها أبدًا، و تعصي الله عز وجل بالذهاب في طريق الشيطان.

فإذا كنت تريد التخلص من قرينك فلا حل سوى الاقتراب من الله تعالى، والحفاظ على الصلاة، وقراءة القرآن والورد يوميًا، حتى تصبح أقرب لله تعالى، وتبتعد عن أي فعل مشين أو الجري وراء المعاصي، وأن تتوب إلى الله توبة نصوحة، ودائما باب الله عز وجل مفتوح لعباده فلا تتردد.

التخلص من القرين لا يتطلب سحر ولا أي شيء من الشائع بين الناس، لذلك يجب أن تحذر من الناس الذين يدعون أنهم يتخلصوا من القرين الذي بداخلك مقابل نقود، الأمر فقط يحتاج لأن تقترب من الله تعالى وتبعد عن ما يغضبه وتسعى لإرضائه، فكل ذلك ما هو إلا من عمل الشيطان.

الفرق بين النفس والقرين

النفس التي تأمر صاحبها بالشر لها تأثير أخطر على الشخص من القرين الذي يغري له شهواته، علما أن القرين يزين شهوات الإنسان ولا يصر عليه، بل يعرضه للعصيان ويعطيه الخيار، أما النفس فهي تأمر وتلح الإنسان على المعصية، ولا تدعه وشأنه إلا ويفعلها.

نظرا لقوله تعالى «قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ» سورة ق الآية (27)، كما أن الإنسان الغير مستقر يكون لعبة في يد الشيطان، يسيطر عليه كيفما شاء، كما أن البعض يسعد بالعروض والملذات التي يطرحها عليه الشيطان لأنها تراقب نفسه الأمارة والتي دائما ما تحثه على المزيد.

أسباب اقتران القرين بالإنسان وتسلطه عليه

إن القرين لا يتلبس الإنسان ويدخل لجسده، إنما اقترانه يكون مقرون بالوسواس الخارجي، والإلحاح، وزرع كلام لا أصل له من الصحة في الرأس.

من أهم أسباب سيطرة القرين على الإنسان أحيانا يكون السحر، حيث أن هناك سحرة قساة لعنة الله عليهم لهم صلة بزعيم القرناء، وهم يعرضون عليه واجبات الولاء والطاعة، ثم يجعلهم يسيطرون على القرين والضرر الذي يلحقه بالشخص المقصود.

ومنهم من يستدعي قرين بإلحاق الضرر والهلاك أو المرض وشتات النفس لشخص معين، ويترتب على ذلك أن الشخص يخاف أهله، والخروج من المنزل، أو الإصابة بوسواس وخوف دائم، أو خوف مبالغ به من الموت أو أي شيء معين وهذا يعد مرضًا عند المختصين في علم النفس ويسمى الوسواس القهري.

دلائل وسوسة القرين

ومن دلالات وسوسة القرين، أو كيف تدرك أن ما يحدث لك بسبب سيطرة القرين على نفسك، ولا يكون بسبب أشياء أخرى:

  • تكرار الفكرة السلبية لديك وتأتي بأشكال مختلفة.
  • ضيق شديد في الصدر والشعور الدائم بالحزن والألم والفراغ.
  • الوقوع في شهواتك وملذاتك بشكل مخزي، وتكرار المعصية.

والمشكلة دائمًا تكون في تلقي الأفكار السلبية، والانصياع لها وتنفيذها، وغالبًا ما تؤدي بالإنسان إلى الشعور بالهزيمة النفسية، والابتعاد عن نفسه والابتعاد عن ما حوله، أو تلك الأفكار السلبية والهواجس تؤدي إلى المعاصي والرغبات المحرمة، والابتعاد عن كل أمر يقربه من الله سواء من عبادات أو فعل خيرات.

هناك ملاحظة مهمة يجب الاقتراف إليها، وهي أن البعض يتنبهون عند ارتكابهم الإثم أو الذنب، ولكن بعد القيام بذلك يندمون على فعل المعصية ويلومون أنفسهم ويتوبون، ولا يفعل ذلك إلا من يخشون الله ويخافونه ولكن المحزن أن الإنسان أحيانا ما يعود إلى تكرار الذنب ويكون ذلك في غياب أي دافع له.

وذلك دليل بيّن على سيطرة الشيطان على نفسه واستسلامه هو لما يحدث، فيجب على الإنسان حينها أن يحاسب نفسه قبل أن يأتي وقت الحساب ويُحاسب، وأن يتعلم كيفية السيطرة على ذاته ولا يجعلها خنوعة لأي تذليل من الشيطان.

وسائل التخلص من القرين

ما من مشكلة إلا ولها حل، وما من كرب إلا ويتبعه فرج، وأما بالنسبة لوسوسة القرين فإن هناك وسائل للتخلص منها وهي:

  • طرد الهموم والأفكار السلبية التي تلاحق الشخص بقراءة القرآن وذكر الله كثيرا والاستغفار، وتكرار الدعاء بخشوع، والانتظام في الصلاة، والقيام بأعمال فيها رضا الله، والتأكد من حضور العقل وقت العبادة والعمل الصالح، والثقة بالله أنه معنا دائما، يستمع إلينا ويستجيب صلواتنا، فهو أقرب إلينا من أنفسنا، وقال تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيد)سورة ق آية
  • عندما يأتي الفكر السلبي ويسيطر على الشخص في هذا الوقت عليه أن يخبر نفسه أن هذا ما هو إلا وسواس وعمل من الشيطان فـ يستعيذ بالله من كل شيطان رجيم ومن كل شر وسواس، وفي كل مرة تراوده الأفكار السلبية يظل يذكر الله حتى يتضاءل تأثير الفكرة على الشخص ثم تختفي وتزول بإذن الله.
  • تأجيل التفكير السلبي والوسواس من اللحظة المهمة إلى اللحظة الأقل أهمية، على سبيل المثال: عندما تطرأ على ذهنك الفكرة التي تسبب لك ضيق في الصدر أو الكرب أو الحزن قبل أن ينام، وغدًا يكون لديه شيء مهم عليه القيام به، فيقوم بتأجيل التفكير السلبي من الليل إلى ميعاد آخر في اليوم التالي.
  • والهدف منه أن يكون قادراً على النوم والقيام بعمله في الصباح الباكر، فيستمر في تأجيل التفكير السلبي إلى أن يتغلب عليها وينتهي، وهكذا استمر في تأجيل التفكير السلبي إلى أن تتوقف عن هذا التفكير نهائيا إن شاء الله.
  • تغيير الموقع، بحيث إذا جاء التفكير السلبي أو الوسواس وكان الشخص في غرفته، فينصح بالنهوض والخروج من هذا المكان والتنقل لمكان آخر أو التكلم مع أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء أو الاهتمام بأي شيء مفيد، بحيث يشغل عقله عن التفكير، أي يجب ألا يكون الشخص أسيرًا لهواجسه، ولا يستسلم لهذه الأفكار السلبية تمامًا.
  • قم بطرح هذا الوسواس المتكرر أو الأفكار السلبية على اختصاصي، أو شخص ذو معرفة بالأمر، أو شخص متميز بالعقلانية، حتى يساعدك على التخلص من ذلك الوسواس تدريجيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى