هل يجوز بيع الهبة
هل يجوز بيع الهبة وما حكم الرجوع فيها؟ حيث أن الهبة هي إعطاء مبلغ من المال لشخص آخر بغرض المحبة والتودد والتقرب إلى الله عز وجل وهنا يحق للموهوب التصرف في هذا المال، كذلك الهبة لها شروط وأركان سوف نتعرف عليها بالإضافة إلى جواب هل يجوز بيع الهبة من خلال هذا المقال عبر موقع الماقه.
هل يجوز بيع الهبة
للإجابة على سؤال هل يجوز بيع الهبة يمكنك متابعة السطور التالية:
- في حال امتلك شخص مالا أو ممتلكات عن طريق الهبة تكون ملكية خاصة له ويجوز له التصرف فيها كيفما يشاء.
- ومن الجدير بالذكر أن الهبة تعتبر مستحبة في حال كان الغرض منها ابتغاء وجه الله.
- أما في حال كان القصد منها التباهي والتفاخر بذلك تكون نوعا من أنواع الرياء.
حكم الرجوع في الهبة
لا يجوز للواهب الرجوع في الهبة إلا إذا وافق الموهوب على ذلك بالإضافة إلى هبة الوالدان لولدهما لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم لا يحلُّ (للرَّجلِ أن يعطيَ العَطيَّةَ ثمَّ يرجعَ فيها إلَّا الوالِدَ فيما يعطي ولدَه).
وعلى الرغم من ذلك يجوز الرجوع في الهبة وذلك بنص قانوني مع الاستناد إلى عذر مقبول مثل:
- أن يصبح الواهب غير قادر على الإنفاق على من تلزمه نفقتهم أو غير قادر على توفير النفقة التي تتماشى مع مكانته الاجتماعية.
- ألا يقوم الموهوب بما يجب عليه من التزامات نحو الواهب مثل الجحود من جانب الأبناء.
- أن يكون للواهب ولدا كان يظن أنه ميت وقت الهبة وتبين بعد ذلك أنه حي، كذلك أن يُرزق الواهب بولد بعد الهبة في هذه الحالات يجوز الرجوع في الهبة .
كما يمتنع الرجوع في الهبة في الحالات التالية:
- عند موت الموهوب له أو الواهب.
- في حال كانت الهبة من الأم ،كذلك في حال كان لها ولد يتيما.
- إذا كانت الهبة للفقراء أو المساكين وهنا يكون الغرض منها خيري.
- في حال كانت الهبة مقترنة بتكليف تم تنفيذه.
- عند حدوث تغير في الشيء الموهوب سواء كان هذا التغير بزيادة الشيء الموهوب أو نقصانه.
- إذا قام الموهوب له بهلاك الشيء الموهوب سواء كان له يد في ذلك أم لا، وإذا لم يهلك الشيء الموهوب جاز الرجوع في الهبة.
- في حال كان كلا من الواهب والموهوب زوجين وما زالت العلاقة الزوجية مستمرة، هنا لا يجوز الرجوع في الهبة.
- عند تصرف الموهوب له في الشيء الموهوب بشكل نهائي.
- في حال قام الموهوب له بقتل الواهب، هنا يحق للورثة الرجوع في الهبة.
شروط الهبة
الهبة لها شروط وأحكام تعرف عليها من خلال الآتي:
- من شروط الهبة أن تكون مما يصح بيعه، لأن ما لا يصح بيعه لا تجوز هبته مثل الخمر ولحم الخنزير.
- أن يكون الواهب بالغ عاقل حر.
- لا يجوز التأقيت في الهبة كأن يقول الواهب للموهوب وهبتك كذا لمدة سنة.
- أن تكون تبرعا وخاصة لوجه الله خالية من الرياء والسمعة.
- لا يصح الإكراه في الهبة خاصة الواهب لا يجوز أن يكون مكره على فعل ذلك.
- تعتبر الهبة من عقود التمليك، لذا لابد أن يقبل الموهوب ما وهب له.
التزامات الواهب تجاه الموهوب له
تعرف على الالتزامات والشروط التي يجب على الواهب تجاه الموهوب له من خلال التالي:
- في حال كان الشيء الموهوب عقار لابد أن يتم تسجيله في الشهر العقاري.
- يجب نقل ملكية الشيء الموهوب من الواهب إلى الموهوب له مع تسليمه.
- يجب أن يضمن الواهب العيوب الخفية التي توجد في الشيء الموهوب.
- في حال قام الواهب إخفاء مستند يثبت ملكية الشيء الموهوب للغير، هنا يتحمل الضرر الذي وقع على الموهوب له جراء ذلك الغش ويتم صرف تعويضا للموهوب له.
- كذلك لو تعمد إخفاء عيب يتعلق بالشيء الموهوب تم صرف تعويض من جانب الواهب.
- يجب على الواهب أن يتحمل جميع النفقات التي تتعلق بنقل الشيء الموهوب إلى الموهوب له.
- في حال طلب الواهب تعويضا عن الديون التي وقعت وقت الهبة، يجب على الموهوب له سداد تلك الديون.
- على الموهوب له أن يلتزم بالعوض المشرط سواء كان ذلك لمصلحة عامة أو لمصلحة الواهب.
- أو لمصلحة أجنبي وذلك حتى تحتفظ الهبة بطبعها التبرعي ويشترط في ذلك ألا تزيد قيمة العوض عن قيمة الموهوب.
أحكام تتعلق بالتصرف في الهبة
هناك أحكام تتعلق بالهبة لابد من توضيحها وهي على النحو التالي:
- في حال موت الواهب قيل قبول الهبة من قبل الموهوب له تبطل الهبة سواء تم تحديد الهبة قبل موت الواهب أو بعد وفاته وهنا يبقى المال للورثة.
- يجوز للواهب أن يشترط على الموهوب له بعض الالتزامات.
- وسوف يتم استرداد الهبة إذا لم يوفي بتلك الالتزامات.
- أما فيما يتعلق بهبة المال المرهون وذلك لغير الشخص المرتهن وكان قد مات الواهب قبل فك المال المرهون.
- هنا لا تجوز الهبة للموهوب له في حال كان غير مرتهن ويبقى المال مع المرتهن حتى يطالب الورثة به.
- لا يصح الوعد بالهبة، كما لا يصح الهبة في المستقبل لأنها تعتبر هبة مال معدوم ولا تجوز لأنه يشترط وجود المال عند عقد الهبة.
ما هي موانع الهبة
هناك أحكام تتعلق بالرجوع في الهبة تعرف عليها من خلال الآتي:
- إذا أصاب الواهب الجنون أو المرض وذلك قبل تسليم الشيء الموهوب وبعد إبرام عقد الهبة.
- هنا تمنع الهبة لأن العقد لم يتم بسبب جنون أو مرض الواهب
- تبطل الهبة في حال كان الواهب عليه دين وكان هذا الدين أكثر من مال الموهوب وتعتبر الهبة باطلة سواء حصل هذا الدين قبل الهبة أم بعدها.
- في حال موت أحد الطرفين تبطل الهبة أما لو كانت الهبة للموهوب له ولأولادها يحق لأولادها قبض الهبة بعد وفاة والدهم.
- ومن الأشياء التي لا تبطل الهبة (الإشهاد) وهي وجود شهود على عقد الهبة لأن الإشهاد يعتبر في مقام قبض الشيء الموهوب.
- لو تم عقد الهبة خلال مرض الموت فإن الهبة تأخذ حكم الوصية.
- لو كانت قيمة الهبة أقل من ثلث قيمة مال التركة هنا تنفذ الوصية، ولو زادت عن الثلث تكون الوصية صحيحة لكن يشترط موافقة أهل الواهب.
هل يجوز استرداد الهبة
هناك خلاف بين الفقهاء حول الرجوع في الهبة أو استردادها وذلك على النحو التالي:
- ذهب المالكية إلى جواز استرداد الهبة مادام لم يتم تسليمها للموهوب له.
- لكن هناك رأي آخر مخالف هو لا يجوز الرجوع أو استرداد الهبة واستدلوا على ذلك بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (الراجع في هبته كالكلب الراجع في قيئه ).
- وأوضحت دار الإفتاء أن الهبة هي عقد مالي لابد أن يتوفر فيه الإيجاب والقبول وأن يتم قبض هذا المال من الواهب.
- كذلك لا يجوز للواهب الرجوع في الهبة إلا بعذر مقبول كما أوضحنا في الأعلى لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يُعْطِيَ الْعَطِيَّةَ فَيَرْجِعَ فِيهَا إِلا الْوَالِدَ فِيمَا يُعْطِي وَلَدَهُ».
- أيضا هناك حديث آخر يحذر من الرجوع في الهبة فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مَثَلَ الَّذِي يَعُودُ فِي عَطِيَّتِهِ كَمَثَلِ الْكَلْبِ أَكَلَ حَتَّى إِذَا شَبِعَ قَاءَ ثُمَّ عَادَ فِي قَيْئِهِ فَأَكَلَهُ».