بحث علمي عن الطلاق وأثره على الأبناء
بحث علمي عن الطلاق وأثره على الأبناء وخصوصًا السلبية، حيث أن الطلاق أمر لا يتعلق بالزوجين فقط إن كان هناك أبناء، فهو انفصال بين الزوجين، في حين أن الأبناء في مراحل معينة من العمر وخاصة في السن الصغير في أمس الحاجة إلى تواجد كلا الوالدين في حياتهم، فإن تم الانفصال وُجد خلل في حياتهم وخاصة وإن كان هناك مشاكل بين الزوجين بعد الانفصال، فالذي يخسر في هذه الحالة هم الأبناء، وسوف نتعرف على المزيد عبر بحث علمي عن الطلاق وأثره على الأبناء من خلال موقع الماقه.
عناصر بحث علمي عن الطلاق وأثره على الأبناء
تتمثل بحث علمي عن الطلاق وأثره على الأبناء فيما يلي:
- المقدمة
- المقصود بالطلاق
- الآثار السلبية على حياة الأبناء من الناحية النفسية والاجتماعية
- الآثار السلبية للطلاق على تربية الأبناء
- مدى تأثير الطلاق على المجتمع ككل
- صور أخرى للطلاق ومدى تأثيرها على حياة الأبناء
- بعض النصائح للتعامل مع الطفل خلال فترة الطلاق
- الخاتمة
المقدمة
نظرًا للأهمية الكبيرة لدور الطلاق في حياة الأبناء كان لابد من بيان أثره السلبي في حياتهم، ودراسة لنتائج هذه الظاهرة التي قد نشهدها في بعض المجتمعات، فهناك بعض حالات ونادرًا ما نراها في المجتمع على الرغم من حدوث الانفصال بين الزوجين إلا أن هناك بعض العلاقات الطيبة بينهم وذلك من أجل مصلحة الأبناء.
ولكن الغالبية العظمى في حالات الطلاق يكون هناك مشاكل وقد يصل الأمر إلى التقاضي فيما بينهم، والتي تكون بداياتها في الحياة الزوجية الداخلية الكثير من الخلافات الأمر الذي يؤثر على الأبناء، في حالتهم النفسية والجسدية، ويزداد الأمر سوء مع مرحلة الانفصال، مما يجعل الأبناء في حالة تشتت وعدم استقرار.
المقصود بالطلاق
الطلاق لغويًا أي الترك والتخلي، وفي معناه الشرعي هو فك عقدة النكاح التي تربط بين الزوجين أو بعضه عن طريق التلفظ بلفظ صريح من الزوج الذي يكون في حالته الواعية وبعقله السليم من دون إكراه من أحد، بحضور زوجته، أو حتى في غيابها أو أمام القضاء.
الآثار السلبية على حياة الأبناء من الناحية النفسية والاجتماعية
فالطفل الذي يعيش في بيئة بها مشاحنات ثم تنتهي بالطلاق يولد لدى الطفل مفهوم سيء للذات، وكذلك مفهوم للوالدين سيء، الأمر الذي يُسبب الخلل في بناء شخصيته، وقلة ثقته بنفسه وبالآخرين.
كذلك تُسيطر على الطفل في هذه الحالة المشاعر التي تدفعه إلى الخوف والقلق والتوجس، وعدم الكفاء، وقلة رغبته في الحياة وفي العمل، وعدم قدرته على إنجاز أي أمر، وقلة طموحه، وبالتالي فهو يعيش حالة من سوء التوافق سواء مع نفسه أو مع المجتمع.
وفي حالات من الأطفال يتأثر سلوكه فكأنه يتبع مرحلة عمرية أدنى من عمره، فيدخل في حالة تبول ليلي، أو يتولد لديه مشاعر الحِدة والعناد، والقلق،
وبناء على كثير من الدراسات التي تم إجرائها عن آثار الطلاق السلبية على حياة الأبناء من الناحية الاجتماعية تبين أن كثير من الحالات جعلت من الطفل شخص انطوائي، غير مُحب للاختلاط مع الآخرين، بالإضافة إلى اتصافهم ببعض السلوكيات الغير سوية.
الآثار السلبية للطلاق على تربية الأبناء
آثار الطلاق السلبية لا تقتصر على سلوك وتصرف للابن فقط، ولكن مراحل تربيته يكون فيها العديد من المشاكل والآثار السلبية، سواء عليه أو على المحيطين به، مما يعود بالسلب عليه في نهاية الأمر، ومنها مثلاً:
- شعور الابن دائمًا بأنه فقد أحد الأساسيات في الحياة.
- شعوره الدائم بأنه خاسر.
- في بعض الأحيان، وربما في غالب الأمر لا يشعر الابن بحالة انسجام بينه وبين ممن يعيش معهم، فربما يتزوج الأب ولا يشعر براحة مع زوجة الأب، وربما تتزوج الأم ولا يشعر بالانسجام مع زوج الأم، وربما يعيش مع أحد الأجداد ولا يشعر بوفاق بينهم، وفي جميع الحالات ربما يدخل في حالة عدم الانسجام مع من فُرض العيش معهم.
- الشعور بالقلق لأنه سيعيش وحيدًا في يوم من الأيام.
- قد يؤثر هذا على سلوكه مع الآخرين، فقد ينتج عنها بعض السلوكيات الغير مرغوب بها تجاه أقرانه من الأطفال.
- قد يشعر بالغضب أو الحقد من أحد الوالدين لاعتقاده بأنه السبب في حدوث الانفصال.
- الإحساس بعدم الأمان.
مدى تأثير الطلاق على المجتمع ككل
الآثار السلبية للطلاق لا تقتصر على العائلة الصغيرة التي تفككت، ولكنه يؤثر بشكل كبير على المجتمع، فالمجتمع ما هو إلا تفاعل بين الناس وبعضهم البعض، ولا شك أن أي خلل في هذا التفاعل فيما بينهم يؤثر بالسلب على باقي الأشخاص، فالطفل الذي ينشأ في بيئة بها تفكك أسري، في معظم الأحيان يكون سلوكه غير سوي في التعامل.
فالذي يعيش في حالة تفكك يفقد روابط العاطفة والحب تجاه الآخرين، فتكون حالته النفسية غير مستقرة، وربما يميل لحالة من العنف وحالات العنف هذه تجعل المجتمع يتعرض لخطر الجريمة، والفساد.
صور أخرى للطلاق ومدى تأثيرها على حياة الأبناء
هناك بعض صور للطلاق ولكنه ليس كالمعنى المعروف، وهو الانفصال التام وقطع جميع الروابط بين الطرفين، ولكن هو أشبه بأن يكون نهاية للعلاقة الزوجية ولكن بصورة غير رسمية، حيث ينقطع التواصل بين الزوجين، والعلاقات، والمودة، وربما الكلام، على الرغم من أنهم يعيشوا في نفس المنزل، ولكن لكن منهم حياته الخاصة التي تشغله.
وربما ترجع أسباب حدوث مثل هذه الحالة إلى حالة التعنت التي يكون فيها كلا الزوجين، فلا ينظر أحد من الأطراف للطرف الآخر، ولكن كل ما يشغل تفكيره نفسه وفقط.
ولا شك أن الذي يخسر في هذا العناد هم الأبناء، لأن كل من الوالدين يعيش لنفسه، ولا يهتم بالآخر، والأبناء عندما يروا روابط الود والمحبة غير متصلة بين الوالدين يشعروا بعدم الأمان أو الاستقرار، كما أنه في هذه الحالة لا يدري كيفية التعامل معهم لإرضاء كلا الطرفين، فكل طرف لا يقبل أن يتعداه الطرف الآخر حتى في تربية الأبناء.
فيُصبح الابن مُشتت بين أوامر الأب أو الأم وبالتالي تنشأ حالة من عدم الاتزان، وضعف الشخصية، وعدم المسئولية أو القدرة على اتخاذ القرارات نظرًا لقلة ثقته في نفسه وفي الآخرين.
وفي هذه الحالة نجد الأبناء يحاولون الهرب من واقعهم بانشغالهم مع الأجهزة التكنولوجية سواء بالحاسوب أو بالهواتف الذكية، الأمر الذي ربما يجعل منهم أشخاص أكثر عزلة عن المجتمع، وفي بعض الأحيان قد يتعرضوا للألعاب التي تجعلهم يفكروا بالانتحار.
بعض النصائح للتعامل مع الطفل خلال فترة الطلاق
وهناك مجموعة من النصائح لا بد من ذكرها في إطار بحث بحث علمي عن الطلاق وأثره على الأبناء ومنها ما يلي:
- يجب أن يحرص كلا الوالدين على عدم نقد الطرف الآخر أمام الأبناء.
- عدم استغلاله كسلاح للضغط على الطرف الآخر، بأن يتم التهديد بحرمان الطرف الآخر من الطفل إن لم يفعل كذا.
- لا يجب أن نجعل الطفل المراهق الذي يمر بمثل هذه المواقف تحت ضغط الانحياز لأحد الوالدين.
- عدم لفت انتباه الطفل إلى التجسس على الطرف الآخر، بكثرة السؤال عما يفعل الأب أو الأم.
- عدم تكلفة الطفل بواجبات أو أمور في البيت هو لا يقدر على تحملها في هذه المرحلة مع هذا الضغط الذي يعيش فيه.
- الحديث مع الأبناء بشكل من الوضوح والصراحة لأنه في غالب الأمر عندما يصل إلى مرحلة عمرية أكبر يُريد أن يعرف ما يدور من حوله، ويُريد أن يطرح رأيه في هذا الأمر.
- على الوالدين أن يُشعروا أبنائهم بالأمان، وأنه على الرغم من حدوث الانفصال إلا أنهم سيظلون موضع رعايتهم واهتمامهم، ومصدر حب لهم.
- يجب أن يحرص الوالدين على تمضية بعض الوقت مع الأبناء، وفي حال تخصيص وقت لرؤية الطفل يجب الحرص والدقة في حضور المواعيد.
- إذا وصل الابن لمرحلة البلوغ يجب على الوالدين إبداء الاهتمام بالاستماع لوجهة نظره في أمر ما، ولكن اتخاذ القرار يكون للوالدين.
- تشجيع الطفل على تكوين صداقات ونشاطات داخل المجتمع، والانخراط في الأعمال، وتشجيعه على وضع هدف معين أمام عينيه والسعي لتحقيقه، بتشجيع من قبل الوالدين، وهذا بالتنسيق مع الطرف الآخر، حتى ينشغل في تحقيق هدفه ولا يستسلم لحالة العزلة والاكتئاب.
الخاتمة
بالرغم من أن قرار الانفصال أو الطلاق من القرارات التي قد تؤثر سلبيًا على الأطفال، إلا أنه قد يكون حل منطقي عندما لا يكون هناك تفاهم بين الزوجين، ولكن ينبغي مراعاة نفسية الأطفال أو الأبناء بوجه عام في هذه الفترة.