موضوع تعبير عن الحرية بالاستشهاد
موضوع تعبير عن الحرية بالاستشهاد يحتوي على جميع العناصر الأساسية المُكونة للتعبير، ومن الجدير بالذكر أن الحرية تفتح مجالًا واسعًا للتحدث فيه، وذلك لكثرة أشكالها وصورها، وأهميتها في الحياة سواء بالنسبة للفرد أو المجتمع، لذلك سيكون من الجميل اتخاذها كعنوان لتعبيرك، والآن سنعرض لكم موضوع متكامل عنها عبر موقع الماقه.
موضوع تعبير عن الحرية بالاستشهاد
يتكون موضع التعبير بوجه عام من ثلاثة عناصر رئيسية، وهم المقدمة والموضوع نفسه بجميع محاوره، والخاتمة التي تتمثل في عرض النتائج التي توصل إليها الشخص أثناء كتابته للموضوع، والآن سنوضح لكم موضوع تعبير عن الحرية بالاستشهاد فيما يلي.
مقدمة تعبير عن الحرية
يسعى جميع البشر لنيل حريتهم، فهي التي تضمن لهم الاستقلالية في الحياة، فقد خلق الله الخلق بحريتهم، وأوجبها في الحياة بوجه عام، حيث لا يستطيع الشخص العيش بالطريقة التي يرغب فيها بدون تمتعه بالحرية، ولا يتمكن من فعل أي شيء إذا لم يكن يتمتع بها، فهي تفتح آفاقًا عديدة أمام الإنسان ليتمكن من الاستمرار في حياته كما يرغب أن تكون.
عند الحديث عن الوضع المثالي الذي يعيش فيه الشخص، فيكون الوقت الذي يتمتع فيه بحريته كما يجب أن تكون، فهي تضمن له الحصول على كل ما يرغب فيه، وذلك لأنها تتوفر في جميع المجالات، ومن الجدير بالذكر أنه عند الحديث عن مفهوم الحرية يجب علينا أن نذكر مقولة الفيلسوف اليوناني الشهير سقراط عنها حيث قال:
” فَهْمُ الحرية، كلاحتمية، كان غريباً عن المدارك اليونانية. كل عالم التأملات عند اليوناني يشدُّه لفهم الحرية كعقل، فانتصار على الفوضى. البداية الديونيسية هي بداية الحرية”.
مفهوم الحرية
يجب علينا عند الرغبة في كتابة موضوع تعبير عن الحرية بالاستشهاد أن نبدأ بمفهومها، فالحرية هي أبسط الحقوق التي يجب على جميع المواطنين التحلي بها بشكل عام، هذا عند الحديث عن المفهوم الاجتماعي الخاص بها، أما إذا تحدثنا عنها بشكل عام، فيُمكننا وصفها بكلمة واحدة ألا وهي الحياة، فلا يُمكن أن يعيش الإنسان حياته بشكل طبيعي إلا بتمتعه بها.
فهي التي تضمن استمراريته في المجال الذي يرغب فيه، أو يأمل بالوصول إلى شيء بالعمل فيه، وضمان لاستمراره في الحياة كذلك، فلا يُمكن أن يتحمل الإنسان حياة العبودية أو الحياة تحت الضغط والقيود، فقد خلقه الله حر نفسه، فكيف للخلق أن يضعوه في هذه الحالة.
من الجدير بالذكر أنها أساس اختلاف طرق عيش الحياة التي تنعكس عن اختلاف طباع البشر وشخصياتهم، وهو الشيء الذي يدعو إلى حدوث بعض المشكلات بين الشخص وغيره، وذلك لأنه يُفكر بطريقة لا تروق للآخر، فبالتالي سيكون عليهم احترام بعضهم البعض طبقًا للحرية، ولكن يُمكن أن تنمو بينهم الكراهية والضغينة قبيل هذا الأمر.
فبسبب أهميتها في الحياة نجد أن هناك الكثير من الشعراء الذين تغنوا بالحرية وأهميتها في الحياة، فمن أجمل الأبيات الشعرية التي تتحدث عنها، هي قصيدة يا أيها السائل ما الحرية لأمير الشعراء أحمد شوقي، حيث يقول في مفهوم الحرية:
يا أيها السائل ما الحرية… سالتَ عن جوهرة سنية
تضئ أرواحا لنا زكية… يا نعمت الحياة بالحرية
لذاذة طاهرة نقية… تبعث في قلوبنا الحمية
تبعث فيها الهمة الأبية… فتأنف المواقف الدنية
وتألف المنازل العلية… العز كل العز في الحرية
يا جاهلا معاني الحرية… يا فاقدا حسّ الحياة الحية
عميت عن أنوارها البهية… صممت عن أنغامها الشجية
فأنت في غفلتك الغبية… أشبه بالبهائم الوحشية
لم تَرد الموارد الشهية… لم تعرف اللذائذ الهنية
موردك المذلة القصية… لذتّك النقائصُ البذية
تعيش عبدا حاله شقية… مستضعَفا تمقتك البرية
حرية الفكر وأهميتها
من خلال حديثنا حول موضوع تعبير عن الحرية بالاستشهاد، فمن الجدير بالذكر أن حرية الرأي هي التي تضمن بقاء العلاقات واستمرارها بشكل عام، لذلك فهي من أفضل العناصر التي يجب التحدث عنها في التعبير، لذا سنتطرق في الحديث الآن عنها في السطور القادمة:
تتنوع أشكال وصور الحرية كثيرًا ومن أهمها هي حرية الرأي، فهي مطلوبة للغاية في الحياة، فإذا لم تتواجد الحرية في هذا الجزء على وجه الخصوص، ستخرب العلاقات بين الناس، وذلك لاختلاف طبيعة البشر، وطريقة تفكيرهم كذلك.
لكن يجب علينا العلم أنه من الواجب على كل شخص احترام آراء الآخرين، كما يرغب أن يُعامل، فذلك من آداب التعامل والأساس في بقاء العلاقات، فيحق لك بالطبع انتقاد ما ترى أنه شيء خاطئ ولكن سيكون عليك اتباع الحكمة عند إجراء هذا الشيء، وتتبع حدود الأدب، مع مُحاولة عدم التسبب في جرح المُتحدث معه، ذلك حتى تُعد من الحكماء.
بفضل أهمية هذا الشيء نرى أنه جذب انتباه الشعراء، فوضع الشاعر العراقي معروف الصافي أبيات في غاية الروعة والجمال تحت اسم قصيدة متى تطلق الأيام حرية الفكر، حيث يقول:
متى تطلق الأيامُ حرية الفكر… فينشط فيها العقل من عقلة الأسر
ويصدع كلّ بالحقيقة ناطقاً… ويترك ما لم يدر منها لمن يدري
أرانا إذا رمنا بيان حقيقة… عُزينا معاذ الله فيها إلى الكفر
جهلنا أشدّ الجهل آخر عمرنا… كما قد جهلنا قبله أوّل العمر
هما ساحلا بحر من العيش مائج… ففي أيّ أمر نحن بينهما نجري
ومن أين جئنا أم إلى أين قصدُنا… وفي أيّ ليل من تشككنا نسري
كأنّأ أتينا والمعيشة لجّة… لنعبُرَ والأعمار جسر إلى القبر
وماذا وراء القبر مما نريده… وهل من مَدىً بعد العبور على الجسر
تسائلني نفسي وللموت صولة… ألا هل لكسر الموت ويحك من جبر
لعلّ حياة المرء ليلٌ ستنجلي… غياهبه من سكرة الموت بالفجر
فإن كان ذا حقاً فإن حياتنا… كما قيل ستر والردى كاشف الستر
وقد قيل إن الروح تبقى فهل لها… عروج إلى الأعلى إلى الأنجم الزهر
وهل تعرف الجثمان بعد عروجها… فتمكثَ منه في السماء على ذُكر
إذا أرضنا كانت سماءً لغيرها… فما من عروج بل نزول إلى القعر
وهل عرجت أرواح من في عطاردٍ… إلى الأرض أم هذا الكلام من الهذر
أهمية الحرية في الحياة
من المتعارف عليه أن الشيء الذي ينتشر على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، تكون أهميته كامنة في الفرد، ومن ثم المجتمع فعندما يقوم جميع المواطنين بممارسته، سينعكس بالطبع على المجتمع ككل في النهاية، فمن الجدير بالذكر أن الحرية مُمارسة في جميع أنحاء العالم.
فتكمن أهمية الحرية في جميع جوانب الحياة، بكونها هي كينونة الإنسان الذي لا يُمكنه التخلي عنها بأي شكل من الأشكال، فإذا نظرنا إلى الشخص الحر، والعبد سنتمكن من معرفة أهمية الحرية دون الحاجة إلى التحدث عن هذا الشيء، ولكن يجب علينا العلم أن استخدام الحرية في الحياة يُعد ضمن أهميتها.
فالاستخدام الخاطئ لا يضمن للشخص استمرار تمتعه بها، حيث علينا استخدام حريتنا في الأشياء الجيدة النافعة لحياتنا بوجه عام، فعندما يستخدمها الإنسان للسعي وراء شهواته بالتعاكس مع الدين الذي يتبعه، سوف يتسبب له الأمر في الخراب، وسيكون عليه الترقب لما سيحدث له في الفترة المقبلة.
نرى أنه من شدة جذب الحرية انتباه الشعراء، فنرى أن شاعر الحب، الشاعر أحمد شوقي تحدث عنها كذلك بأرق الكلمات التي تحمل معاني سامية بشكل عام، حيث قال في قصيدته التي تحمل عنوان تزوجتك أيتها الحرية:
إني قديس الكلمات ..
وشيخ الطرق الصوفية ..
وأنا أغسل بالموسيقى وجه المدن الحجرية
وأنا الرائي .. والمستكشف ..
والمسكون بنار الشعر الأبدية .
كنت كموسى ..
أزرع فوق مياه البحر الأحمر ورداً
كنت مسيحاً قبل مجيء النصرانية .
كل امرأةٍ أمسك يدها ..
كان هنالك .. ألف امرأةٍ في تاريخي .
إلا أني لم أتزوج بين نساء العالم
إلا الحرية …
وأنا الرائي .. والمستكشف ..
والمسكون بنار الشعر الأبدية.
كنت كموسى ..
أزرع فوق مياه البحر الأحمر ورداً
كنت مسيحاً قبل مجيء النصرانية.
كل امرأةٍ أمسك يدها ..
تصبح زنبقةً مائية ..
كان هنالك .. ألف امرأةٍ في تاريخي .
إلا أني لم أتزوج بين نساء العالم
إلا الحرية …
الحرية في الإسلام
أوضح الدين الإسلامي أهمية الحرية في الكثير من المواقف التي تعرض لها القوم خاصةً في بداية انتشاره، ومن أشهرها هو موقف سيدنا مُحمد- عليه الصلاة والسلام- مع المشركين، عندما قال لهم فيما معناه، لكم دينكم ولي دين، وذلك حتى لا يجبر أي شخص على الدخول في الإسلام وهو لا يرغب في هذا الشيء.
أما بالنسبة لأهمية الحرية في الإسلام، فهي تكمن في حرية التعبير والتصرف وكل شيء، إلا أنها تتوقف عند حدود الآخرين، حيث حثنا الإسلام على عدم تخطي حدود الحرية لدى الأخرين، كما يوضح الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم أن حرية الفرد تنعكس على المجتمع.
ذلك من خلال إذا تم سلب حرية شخص ما خائن على سبيل المثال للوطن، فبالتالي سينعكس هذا الشيء على المجتمع ككل، حيث سيبدأ هذا الشخص الخائن في جعل من ورائه في التغلغل في جميع أنحاء الدولة، لذلك يجب على جميع المواطنين الحفاظ على حريتهم حتى لا يتسببوا في سلب حرية الوطن بأكمله، فيقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَأً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُوا فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللهِ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}[سورة النساء: الآية 95].
خاتمة عن الحرية
الحرية تكمن في تكوين الإنسان من الأساس، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى خلق البشر بهذه الفطرة، فبتالي لن يتمكن أي شخص من التعايش بشكل طبيعي دون وجود هذا الشيء الأساسي في حياته، فنرى أن الشخص الذي تسلب منه حريته، وهو الذي يُسمى بالعبد لا يتمكن من القيام بما يرغب فيه إلا بالتوسل إلى الشخص الذي يأسره.
لكن لم ينحصر مبدأ العبودية في كون الشخص أصبح عبد عند غيره بأي شكل من الأشكال، سواء كان بالبيع أو العمل كخادم عند أحدهم على سبيل المثال، بل يُمكن أن يكون الإنسان عبدًا لذاته، أي لا يتمكن من السيطرة على ملذاته وشهواته وما يرغب فيه، فالشخص الحكيم هو الذي يتمكن من معرفة الأوقات المناسبة للقيام بكل ما يرغب فيه.
أما الذي يعيش حياته بشيء من التفاهة والتشتت لن يتمكن من السيطرة على ذاته، ومن الجدير بالذكر أن هذا الشيء ينطبق من مفاهيم الحرية بوجه عام، حيث لن يتمكن الإنسان من عيش حياته بشكل جيد، سوى عند التحكم في هذا الأمر والتخلص من عبوديته لدى شهواته ونفسه السيئة.
لذا يجب على جميع البشر التمسك بهذه الصفة الرائعة التي منحها لنا رب العالمين، وذلك من خلال التحرر من جميع الأشياء التي تقف حائل بيننا وبينها بأي شكل من الأشكال، مع الحفاظ على جميع أشكالها من حرية الرأي أو حرية التعبير وما إلى ذلك على سبيل المثال.
إن كتابة موضوع تعبير عن الحرية تبرز لنا مدى قيمتها التي لا تقدر بمال، ولكن يجب علينا أن نحسن استخدام تلك الحرية التي وهبنا الله إياه وأن نحافظ عليها.