اسلاميات

هل التصوير الفوتوغرافي حرام

هل التصوير الفوتوغرافي حرام؟ وإذا كان محرمًا فهل ينطبق ذلك على كل أنواع التصوير؟ فنحن نعلم أنه قد اختلف الكثير من الفقهاء حول حُرمانية التصوير؛ فمنهم من حرم التصوير تمامًا، ومنهم من حرم بعض أنواع التصوير، ولكن هل ما زال الوضع مبهمًا أم أنهم اتفقوا على رأي واحد؟

دعونا نتعرف على إجابة سؤال “هل التصوير الفوتوغرافي حرام” وكافة الأسئلة التي تتبعه من خلال موقع الماقه.

هل التصوير الفوتوغرافي حرام؟

إجابة سؤال “هل التصوير الفوتوغرافي حرام” هي نعم إذا كان المقصود بالتصوير الفوتوغرافي هو التصوير المعاصر.

حيث أباح بعض العلماء التصوير المعاصر وأنه لا يوجد حرج به، ولكن بشرط ألا يكون فيه أي شيء محظور شرعًا أو له مفاسد لاحقه، وألا يكون به شيء يتضمن نواهي التصوير، والدليل على ذلك، هو:

  • إن التصوير الفوتوغرافي لا يوضع تحت أي بند وعيد يوم القيامة الذي حدثنا عنه -النبي صلى الله عليه وسلم- في أحاديثه، لأن التصوير الفوتوغرافي هو مجرد توثيق للصور الحقيقية فقط، وليس صنع خلق جديد ليقع تحت بند مضاهاة لخلق الله سبحانه وتعالى.
  • التصوير المعاصر يختلف عن تصوير قوم نوح عليه السلام فهو خالٍ من الشرك بالله ولا يعد من الشرك بالله، لذلك فالنهي عن التصوير في حالة عدم وجود شرك به فهو نهي باطل.
  • استخدام آلات التصوير يشبه المرآة، فهو انعكاس لشكل الإنسان الحقيقي الذي خلقه الله سبحانه وتعالى، فهي لم تضيف شيء للإنسان وليست مستقلة عنه.
  • تستخدم آلة التصور في عكس الصورة الحقيقية للإنسان فهذا هو عملها، لكن لفظ التصوير أطلقه العرب عليها حيث أن العرب كانوا يطلقون الكثير من الأسماء على الأشياء التي لا تطابق الألفاظ الشرعية أو الاصطلاحية.
  • هناك جوانب إيجابية للتصوير المعاصر مثل: نشر العلم وتوثيق الأحداث المهمة وتحقيق الأمن.
  • لا يحرم أي شيء في الأصل إلا بأدلة شرعية، ومطابقتها للأشياء المعاصرة لأن الأصل هو الإباحة في الأشياء.

آراء الفقهاء حول التصوير

اختلف الكثير من الفقهاء في تحديد ما إن كان جميع أنواع التصوير حرامًا أم لا، فتعددت الأقوال حول ذلك واختلفوا في الحكم الشرعي، ومن تفسيراتهم والإجابة على سؤال هل التصوير الفوتوغرافي حرام، هي:

  • فسره بعض العلماء التصوير على أنه صناعة التماثيل، فالله سبحانه وتعالى هو من خلق الإنسان وهو المنفرد في تصويره وجعله في أحسن تصوير وهيئة.

مما يترتب على هذا التفسير فإن التصوير حرام، لأنه يعتبر وسيلة في الشرك وتشبه بالكفار في تعظيم للتماثيل مما يترتب عليه الشرك بالله.

  • فسر البعض الآخر التصوير بأنه رسم وفن تشكيلي، ولكن الحكم هنا يختلف باختلاف الحقيقة.

حيث إن الرسم محرم إذا كان فيه ذوات أرواح ويعد من الكبائر، وحتى إذا لم يكن شرك بالله فهو وسيله لذلك.

مثلما حدث مع قوم نوح علية السلام حيث اتخذوا صور الدعاة الصالحين بغرض الدعاء لهم، مما أدى بهم في النهاية للشرك بالله وعبادة تلك الأشكال، ودليلهم هو حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- “إنَّ الَّذينَ يصنعونَ هذِهِ الصُّورَ يعذَّبونَ يومَ القيامةِ يقالُ لَهُم: أحيوا ما خلقتُمْ“.

  • كما اختلف العلماء في تصوير الفيديو والتصوير بالكاميرا، فالبعض حرمه لأنه يدخل تحد بنت الألفاظ المذكورة في أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- ولكن يجوز في حالة الضرورة.

إلا أن ذهب البعض الآخر بأن التصوير ليس حرام وهو يضاهي خلق الله سبحانه وتعالى، ولكن بشرط عدم وجود أيًا من الأمور المحرمة في التصوير مثل صور النساء مكشوفات العورة.

آراء أخرى حول حرمانية التصوير الفوتوغرافي

هنالك آراء أخرى توضح ما حرم من التصوير الفوتوغرافي وسبب حرمانيته، ومن تلك الآراء:

  • تحريم التصوير في حالة وجود إغراء وفتنة وإثارة الشهوات والغرائز وفساد، لأن ذلك سيؤدي للوقوع في الأمور المحرمة وأي شيء يؤدي للمحرمات فهو محرم.
  • إن الورع من أخلاق المسلم، فإن الأنكار على من علق أو أتخذ صور ليست كاملة غير جائز، ولكن من الورع ترك التصوير.
  • ذهب البعض إلى أن التصوير جائز في حالة التعليم مثل التعليم الطبي أو تعاليم الأطفال سواء كان تصوير يدوي أو آلي، حيث كانوا الصحابة رضي الله عنهم وهم صائمون يصنعون الدمى والألعاب لأطفالهم حتى ينشغلوا عن العطش والجوع، وكانت تمتلك السيدة عائشة بعض الدمى والألعاب.

أحكام التصوير حسب نوعه

يختلف الحكم في التصوير باختلاف أشكاله وأغراضه؛ فهناك من حرمه وهناك من حرم جزء منه، ومن أنواع التصوير والحكم فيها:

  • حكم التصوير الفوتوغرافي: لا ضرر في الصور الفوتوغرافية للحيوان والإنسان، لأنها ليست مضاهاة خلق الله سبحانه وتعالى إنها مجرد حبس للظل.

ذلك في حالة إذا كانت الصور لا تدعو للفتنة أو عارية، والصور في الأفراح ليست حرام شرعًا حتى ولو كان بها متبرجات فهذا ليس إثم على المصور بل عليهن ولكن يجب أن يتجنب الصور العارية.

  • حكم التصوير للذكرى: أن غرض التصوير التذكاري هو التذكار بأوقات سعيدة ومناسبات مميزة، وهذه ليس فيها شيء من الحُرمانية لأن الغرض منها ليس شيء يخالف الإسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى