اسلاميات

هل المبطون يعذب في القبر

هل المبطون يعذب في القبر؟ وما هو جزاء الميت بداء في البطن؟ إن المتوفى بداء في البطن كالسرطان أو تلف الكبد له جزاء كبير عند الله، ويستوجب الحصول على هذا الجزاء تواجد شرط أساسي أثناء المرض، وسيتم الإجابة بالتفصيل في هذا الموضوع عن سؤال هل المبطون يعذب في القبر من خلال موقع الماقه.

هل المبطون يعذب في القبر

إن المرض من ابتلاءات الله عز وجل في الدنيا للعباد؛ لحكمة لا يعلمها سواه ويعتبر داء البطن من أكثر الابتلاءات قسوة، والتي يختبر بها الله مدى صبر عبده، وتحمله برضا لقضاء الله، أو ليكفر بها سيئاته.

فإن العبد إن صبر ودعا الله ليشفيه، ولم يجزع أو يقول ما لا يُرضي الله عز وجل في ابتلائه بالمرض فيجازيه الله عز وجل عن صبره خيرًا في الدنيا والآخرة؛ بأن يكفر عن سيئاته ويمحو ذنوبه.

على ما سبق فإن الإجابة عن سؤال هل المبطون يعذب في القبر تكون لا، لأن الله سبحانه وتعالى يجازي عن كل شعور بالألم يصحبه الشكوى والتألم حسنة ويبدل السيئات بها، كما أنه قد تم الذكر في السيرة النبوية الدليل على ذلك.

فعن سليمان بن صرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في حديث صحيح: “من قتله بطنُه لم يُعذَّبْ في قبرِه“، وهو ما يوضح فضل من يموت بداء في البطن عند الله عز وجل، بأن يجازيه الله صبرًا وخير على صبره وتحمله لفترة مرضه بالبطن الذي يؤدي للموت كالإسهال، أو انتشار الخلايا السرطانية في أحد أعضاء البطن، فهو مؤمَّن من عذاب القبر.

يوجد أمراض أخرى في البطن سيتم ذكرها في هذا الموضوع، يعتبر من أُصيب بها في حياته وتسببت في موته فإنه لا يعذب حين دخوله القبر، ويرفع الله عنه ذلك العذاب؛ ذلك لما يعانيه من شدة مرضه أثناء حياته.

هل المبطون شهيد

بعد العلم بإجابة هل المبطون يعذب في القبر، والعلم بأن الله عز وجل يرفع عنه العذاب ويقيه من فتنة القبر، دعنا نسترسل أكثر في مدى عفو الله لمن يعاني من شدة المرض في الحياة الدنيا، والتي نعلم جميعنا أن أشدها هي أمراض البطن بمختلف نوعها التي تؤدي إلى الموت.

إن الله عز وجل قد ذكر في كتابه الكريم وبسنة نبيه أن المريض يجازى عن صبره للابتلاءات في الحياة الدنيا بمختلف أنواعها كانت في ضيق الرزق، أو فقد الأحباء، أو حتى المرض، فقال الله تعالى في كتابه الكريم في سورة الزمر بالآية رقم 10: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ).

توضح الآية أن الله عز وجل يجازي العباد خير، وحسنات، لمدى صبرهم ورضاهم بقضاء الله وقدره، وقد أمرنا الله عز وجل بأن يكون الصبر هو أول مفتاح يُخلصنا من البلاء وهو ذكر الله وقول إنا لله وإنا إليه راجعون، ويعتبر المرض واحد من تلك الابتلاءات.

كما أن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام قد ذكر في حديث صحيح عنه مدى الخير الذي يجازي به الله تعالى المريض الذي يموت بداء في بطنه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال في حديث صحيح: (الشُّهَداءُ خَمْسَةٌ: المَطْعُونُ، والمَبْطُونُ، والغَرِقُ، وصاحِبُ الهَدْمِ، والشَّهِيدُ في سَبيلِ اللَّهِ).

جزاء الميت بمرض في البطن

إن الإيمان وطاعة الله عز وجل درجات، فتختلف طاعة كل إنسان عن الآخر، كما يختلف أجر كل إنسان عن صبره على البلاء، وهو ما يحدد لكل منّا درجته في الجنة، وجزاؤه في الآخرة؛ لذا قد جعل الله من جزاء ودرجة العبد الصبور على ابتلاء شديد، كالمرض في البطن من درجة الشهداء.

قد أوضح نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ذلك في حديث صحيح يوضح ذكر الشخص الذي يعاني من داء في بطنه كإصابته بالسرطان في عضو من أعضائه كالكبد، أو القولون ويتسبب في مماته، بعدما كان نِعم العبد وراضٍ بقضاء الله وقدره، فهو كالشهيد الذي مات دفاعًا عن وطنه، وشرفه في جنات النعيم.

كما أننا نعلم أن الشهيد لا يعذب في القبر، وقد أوضح الله عز وجل في كتابه الكريم درجة الشهيد في سورة آل عمران بالآية رقم 169: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)،

وذلك ما يعطي إجابة تفصيلية أكثر بأدلة قرآنية، وأحاديث على سؤال هل المبطون يعذب في القبر.

الصبر شرط الشهادة

قد قال الله تعالى في كتابه الكريم في سورة الزمر بالآية رقم 10: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)، إن أول طاعات الله التي يجب حضورها وقت الابتلاء هي الصبر، كما أن الله عز وجل قد ذكر الصبر في القرآن الكريم عدة مرات، بأكثر من سورة.

فقد أوضحت دار الإفتاء أن الصبر على المرض والبلاء قد ذكرهم الله في كتابه الكريم أكثر من 50 مرة، ذلك ما يوضح أن جزاء من يصبر هو الجنة، موضحة أن نوع الصبر الذي يحبه الله عز وجل هو الصبر دون سخط على القدر.

قد قال الله تعالى في كتابه الكريم في سورة آل عمران بالآية رقم 146: (وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ)، وهو ما يعطي الإجابة المطمئنة لسؤال هل المبطون يعذب في القبر، فكيف يعذب الله عز وجل أحبائه؟ الذين صبروا على بلائه وشدة المرض دون جزع.

أوضح فقهاء دار الإفتاء أن الجزاء على المرض كبير وهو الجنة دون عذاب لكن في حالة واحدة، ألا وهي أن يكون المريض قد صبر على ابتلاء الله عز وجل صبر جميل، والصبر الجميل هو أن يصبر الشخص على مرضه آخذ بالأسباب، دون شكوى.

الشكوى المذكورة أعلاه لا تتمثل في أن يتألم العبد، أو يطلب من الله الشفاء، فإن الله عز وجل لا يعذب العباد بقولهم بل ينظر لما في قلوبهم! بل في أن يتذمر العبد على قضاء الله ويقول ما لا يرضيه، ويصبر ويحمي نفسه من الجزع، والسخط على قضاء الله.

جزاء الميت بداء البطن في الآخرة

للتأكيد على إجابة سؤال هل المبطون يعذب في القبر، إليك الدليل من القرآن الكريم على جزاء من يصبر ويحتسب على شدة مرضه بداء في البطن، حيث أوضح الله تعالى في القرآن الكريم البشرى لمن يصبر ويحتسب عند البلاء سواء كان مرض، أو ابتلاء آخر في الدنيا.

فقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم البشرى لكل من يصبر على ابتلاءه، ويعلم أن الله يجازي خيرًا على الابتلاء ويكون وراءه حكمة، فقال عز وجل في كتابه الكريم في سورة البقرة بالآية رقم 155: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).

بشّر الله عز وجل في تلك الآية بثلاث بشائر للشخص الذي يصبر عند وقوع الابتلاء عليه، فالصبر عند وقوع المصائب هو أعلى درجات الإيمان عند الله، ويأتي الرضا بقضاء الله وقدره معه ليوطد شدة إيمان الشخص.

تعد البشائر التي بشّر بها الله العبد الذي يصبر ويحتسب، هي أن يكون جزاء صبرهم الجميل الرحمة، وجنات النعيم، ورضا الله عز وجل، وهو ما يعطي الإجابة اليقينية لسؤال هل المبطون يعذب في القبر.

الموت بداء في البطن من علامات حسن الخاتمة

إن علامات حسن الخاتمة من الأمور التي يوضح الله بها منزلة العبد في الآخرة، وقد تم التأكيد في القرآن الكريم، والأدلة من السنة النبوية أن الموت بداء في البطن واحد من علامات حسن الخاتمة، وهو الذي يبشّر أهل المتوفى إذا راودهم سؤال هل المبطون يعذب في القبر، أنه في نعيم وقد كفّر الله عن سيئاته في الدنيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى