أسعار

متى يُجزم الفعل المضارع

متى يُجزم الفعل المضارع؟ وما هي العلامات التي تميز الفعل المضارع المجزوم عن المنصوب والمرفوع؟ حيث إن الفعل المضارع من أهم الأفعال التي تستعمل باستمرار أثناء الحديث والكتابة، وها نحن ومن خلال موقع الماقه سنخبركم عن إجابة سؤال متى يُجزم الفعل المضارع، وغيره من الأسئلة.

متى يُجزم الفعل المضارع

إن الفعل المضارع هو الفعل الوحيد المعرب في لغتنا العربية، والإعراب يعني أنه يمكن رفعه ونصبه وجزمه، ولكن متى يمكننا معرفة إن كان الفعل المضارع مرفوع، أو منصوب، أو مجزوم؟ وهل يتغير شكل الفعل بتغير حالة إعرابه؟ وهل يُمكن للفعل المضارع أن يكون مبني؟

إجابةً على سؤال متى يُجزم الفعل المضارع، سأجيب عنكم بكل يُسرٍ وإيجازٍ الآن، إن الفعل المضارع بكل بساطة يُجزم إذا سبقته أداة من أدوات الجزم، ولكن هذا يجعلنا نطرح سؤال آخر حتى نتمكن من معرفة متى يُجزم الفعل المضارع، وهو ما هي أدوات جزم الفعل المضارع؟ وما هي علامات إعرابه؟

أدوات جزم الفعل المضارع

إن أدوات جزم الفعل المضارع تنقسم إلى نوعين:

  • أدوات تجزم فعلًا واحدًا
  • أدوات تجزم فعلين (أدوات الشرط الجازمة)

أولًا: أدوات جزم الفعل المضارع (التي تجزم فعلًا واحدًا)

في إطار الحديث عن سؤال متى يُجزم الفعل المضارع، نوضح أدواته جزمه، فهم عبارة عن أربع أدوات اتفق عليها جميع علماء النحو، ويجب علينا التنويه على أن علماء النحو قد قسموا الأدوات التي تجزم فعلًا واحدًا إلى قسمين، الأول يفيد النفي، والآخر يفيد الطلب:

القسم الأول

يضم (لم) و(لمَّا)، وهو الذي يفيد النفي…

  • (لم): هذه الأداة تُستعمل لغرض النفي، وتجعل الفعل المضارع يدل على المُضي، مثل قولك: “لم يذهب” أي ما ذهب، ولذلك تسمى بأنها حرف نفي وجزم وقلب، و(لم) تدل على النفي المطلق، ولكن لا يجب استمرار نفي مصحوبها إلى الحال، بل يجوز الاستمرار كقوله تعالى: (لَمْ يَلد ولَمْ يولد) [الإخلاص: 3]، ويجوز عدمه.
  • (لمّا): هذه الأداة تفيد أيضًا النفي والجزم والقلب، ولكنها تختلف عن (لم) في أنها تدل على النفي المستغرق، أي تلزم استمرار النفي إلى الحال، ويكون متوقع حدوث الأمر في المستقبل.

القسم الثاني

يضم (لام الأمر) و(لا الناهية)، وهو الذي يفيد الطلب:

  • (لام الأمر): هذه الأداة تدل على طلب حصول الشيء في الحاضر أو المستقبل، وذلك نحو قول الله تعالى: (لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ…) [الطلاق: 7].
  • (لا الناهية): هذه الأداة تدل على طلب المنع أو النهي عن فعل معين في زمن الحاضر أو المستقبل، وذلك نحو قوله تعالى: (…رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا…) [البقرة: 286].

ثانيًا: أدوات جزم الفعل المضارع (التي تجزم فعلين)

في صدد الحديث عن إجابة سؤال متى يُجزم الفعل المضارع، نستكمل لكم أدوات جزم الفعل المضارع، وهم عبارة عن ثلاثة عشر أداة في هذا القسم، وسنعرضهم عليكم الآن بإيجاز ودقة:

  • (إنْ): هي حرف شرط يجزم فعلين، وهي الحرف الوحيد من بين أدوات الشرط التي تجزم فعلين، وما تبقى أسماء، وتتضح في قول الله تعالى: (إنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ…) [فاطر: 16].
  • (مَنْ): وهو اسم شرط يجزم فعلين أيضًا، ويُستخدم للعاقل، ويكون في محل رفع مبتدأ إذا كان فعل الشرط لازمًا أو متعديًا أخذ مفعوله، وذلك نحو قوله تعالى: (…مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ…) [النساء: 123].
  • (ما): اسم شرط لغير العاقل، ويُعامل في إعرابه معاملة (مَنْ) تمامًا، ويتضح ذلك في قوله تعالى: (…وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ…) [البقرة: 197].
  • (مهما): اسم شرط لغير العاقل، وأصله (ما ـ ما) فهو تمامًا مثل (ما)، ويُعرب إعراب (ما) و(من) بالضبط، وذلك نحو قول الشاعر: أغركِ مني أن حُبكِ قاتلي … وأنكِ مهما تأمري القلبَ يفعلُ
  • (متى): هو اسم شرط للزمان، ويكون مبنيًا على السكون في محل نصب على أنه ظرف زمان، وذلك نحو قول الشاعر: أنا ابنُ جَلَا وطَلاعُ الثنايا … متى أضعْ العمامة تعرِفُوني
  • (أيَّان): اسم شرط للزمان، مثل (متى)، ويظهر في قول الشاعر: فأيَّان نُؤمِنْك تأمنْ غيرنا وإذا … لم تدركَ الأمن منَّا لم تزل حذرا

أدوات أخرى لجزم المضارع

استكمالًا لما سبق من أدوات…

  • (أين): هي اسم مكان تضمن معنى الشرط، نحو: “أين تنزل أنزل” وكثيرًا ما تلحقها (ما) الزائدة للتوكيد، نحو قوله تعالى: (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ…) [النساء: 78].
  • (حيثما): اسم شرط للمكان، نحو قول الشاعر: حيثما تستقمْ يُقدرْ لك … الله نجاحًا في غابر الأزمان
  • (كيفما): اسم شرط يفيد الحال نحو قولك: “كيفما تُعامِلْ تُعامَلْ”
  • (أنَّى): اسم شرط بمعنى (أين)، فيكون ظرف مكان نحو قولك: “أنَّى تجلسْ أجلسْ”.
  • (إذما): هو اسم شرط، ولكن بعض النحاة يعتبرونه حرف شرط مبني في محل نصب ظرف زمان، قال ابن هشام: “إذما” عند سيبويه والجمهور حرف، وذهب المبرد وابن السراج والفارسي إلى أنها اسم، قال الشاعر: وإنك إذما تأتِ ما أنت آمر … به تُلفِ من إياه تأمرُ آتيا
  • (أي): هي عبارة عن اسم مبهم تضمن معنى الشرط، وهي من بين أدوات الشرط المعربة بالحركات الثلاث لملازمتها الإضافة إلى المفرد التي تبعدها من شبه الحرف الذي يقتضي بناء الأسماء. ويجوز أن تلحقها ما الزائدة.
  • (إذا): هي اسم زمان تضمن معنى الشرط، وقد تلحقها (ما) الزائدة للتوكيد، فيُقال: (إذا ما). وهي لا تجزم إلا في الشعر كقول الشاعر: استغنِ ما أغناك ربك بالغنى … وإذا تُصبْك خصاصة فتجمل

علامات جزم الفعل المضارع

وبعد أن عرفنا جميع أدوات جزم الفعل المضارع، لم يتبقَ لنا سوى معرفة علامات جزم الفعل المضارع، وهذه العلامات هي:

الجزم بالسكون

هو علامة أصلية، نضع السكون في آخر الفعل المضارع المجزوم بشرط أن يكون الفعل صحيح الآخر.

الجزم بحذف حرف العلة

هذه علامة فرعية، وتنطبق مع الأفعال المضارعة معتلة الآخر ويعوض عن الحرف المحذوف بحرك تشبه توضع على الحرف الذي يسبقه، مثل الفعل (يدعو) يكون إذا جُزم: (لا تدعُ).

الجزم بحذف النون

هي أيضًا علامة فرعية، تنطبق على الأفعال الخمسة (والأفعال الخمسة هي كل فعل مضارع اتصلت به ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة) مثل قولك: (لا تفعلا) و(لا تفعلوا) و(لا تفعلي).

الفعل المضارع

هو أحد أنواع الأفعال الثلاثة المُتعارف عليها في لغتنا العربية وهي (الماضي ـ المضارع ـ الأمر)، وكما ذكرنا أن الفعل المضارع هو الفعل الوحيد المعرب في اللغة العربية، والإعراب في اللغة يعني الإبانة والتوضيح والكشف، أما عن معنى الإعراب في الاصطلاح فهو التغير الذي يظهر على أواخر الكلمات لفظًا أو تقديرًا باختلاف العوامل التي تدخل عليها.

إن الفعل المضارع له علامات متعددة تُميزه عن أخويه الماضي والأمر، ومن هذه العلامات قبوله: (السين أو سوف) إذا كان مضارعًا مثبتًا، ودخول (لم) الجازمة أو إحدى أخواتها عليه، وقبوله ياء المخاطبة، ونون التوكيد.

وللفعل المضارع دلالات زمنية متعددة: فيمكن للفعل المضارع أن يدل على الحال أو الاستقبال أو حتى المُضي. ويتعين دلالة المضارع على الحال إذا وجدت قرينة لفظية تدل على الحال مثل (الآن ـ حالًا ـ آنفًا ـ النفي بليس أو ما يشبهها مثل “لا، لن” ـ دخول لام الابتداء)، ويدل على الحال أيضًا إذا أدى وظيفة نحوية كوقوعه خبر لفعل من أفعال الشروع.

ويتعين الفعل المضارع للاستقبال إذا وجدت قرينة لفظية تفيد الاستقبال، كاقترانه بظرف من ظروف الاستقبال مثل: (إذا) أو تقدم عليه حرف من حروف التنفيس وهي (السين، وسوف) وكلاهما يختصان بالمضارع المثبت، أو تقدم عليه أداة من أدوات النصب سواء أكانت ظاهرة أو مقدرة، أو تقدم عليه أداة شرط جازمة أو غير جازمة.

قد تكون قرينة الاستقبال معنوية لشيء متوقع حدوثه في المستقبل مثل: “يدخل الشهداء الجنة”.

وقد ينصرف معنى المضارع إلى المُضي، إذا اقترن بـ (لم) أو (لمَّا) الجازمتين، والأولى في قوله تعالى: (…ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ…) [البروج: 10]، أو يتقدم عليه (إذ) كقولك: “أبكاني صوت المؤذن، إذ يُنادي: حي على الصلاة”، أو أن تتقدم عليه (ربما) كقولك: “ربما يفوتني أمر من الأمور وفي هذا خير” بمعنى ربما فاتني.

لماذا سُمي الفعل المضارع بهذا الاسم؟

المُضارعة في اللغة تعني المُشابهة، يضارع الشيء أي يُشبهه، ولقد سُمي الفعل المضارع بهذا الاسم؛ لأنه يشبه الاسم في عدة أوجه، ويقول البصريون: إن الشيء إذا شابه الشيء شبهًا قويًا أخذ حكمه، وحكم الاسم الإعراب فأخذ الفعل المضارع هذا الحكم.

وقد لخص البصريون أوجه الشبه بين الفعل المضارع والاسم في عدة أوجه، ألا وهي:

  • إن الفعل المضارع يقع في مواقع عدة يقع منها الاسم، وذلك مثل (الصفة)، فيمكنك أن تقول:

“هذا طالب مجتهد” أو “هذا طالب يجتهد”، ومثل (الخبر)، حيث يمكنك أن تقول: “محمد قائم” أو “محمد يقوم”، ومثل (الحال)، فيمكنك قول: “جاء زيد ضاحكًا” أو “جاء زيد يضحك”.

  • إن الفعل المضارع يحتاج إلى حركات الإعراب ليدل على المعنى المراد، كما يحتاج الاسم أيضًا إلى حركات الإعراب ليدل على المعنى المراد منه.

ملاحظة هامة: الفعل المضارع يعرب في جميع حالاته بعلامات ظاهرة أو مقدرة، عدا في حالتين فقط يجب بناؤه، ألا وهما: إذا اتصل الفعل المضارع بنون النسوة أو نون التوكيد.

  • تدخل لام الابتداء على الفعل المضارع، كما تدخل على الاسم، وهذه اللام لا تدخل على الفعل الماضي ولا على الفعل الأمر.
  • الفعل المضارع واسم الفاعل يجريان معًا على حركات وسكنات متوافقة فـ (كَاتِبٌ) تتوافق مع (يَكْتُبُ) أي كلاهما على نمط (/0//) وهذه العلامة (/): تعني الحركة، وهذه (0): تعني السكون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى