هل يغفر الله لمن مات وهو لا يصلي
هل يغفر الله لمن مات وهو لا يصلي؟ وما مصيره يوم القيامة؟ فالصلاة هي عماد الدين التي سوف يُسأل عنها المرء يوم القيامة، فالإنسان الذي لا يصلي لا يجد الخير في أي شيء يفعله أو يناله، لذا سنجيب لكم من خلال موقع الماقه عن سؤال هل يغفر الله لمن مات وهو لا يصلي؟
هل يغفر الله لمن مات وهو لا يصلي
إن الصلاة هي الفريضة الوحيدة التي جاء الأمر الرّبانى بها في السماوات العُلا في رحلة الإسراء والمعراج، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة، حيث لا يعد المرء مسلماً إلا عند أدائه لها، فالصلاة هي أول ما يحاسب عليه الإنسان يوم القيامة، فبصلاحها صلاحٌ لعاقبته، وبفسادها فساد لعاقبته.
إن تارك الصلاة هو مُرتكب ذنب عظيم، وإن استمر عل ذلك فهو أقرب إلى الكفر، فقد روى جابر بن عبد الله عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: “بيْنَ الرَّجُلِ وبيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ” [صحيح مسلم]
ويرى بعض العلماء أنه عاصي وتعد معصيته كبيرة وأكبر من الزنا والسرقة، ولكنه لا يعد كافراً، بل يكون تحت مشيئة الله، فإن شاء يغفر له غفر له وإن شاء أن يعذبه فقد عذبه، إن كان موحداً مسلماً يعبد الله وعلى علم بأن الصلاة فرض ولكنه يتساهل.
حيث قال ابن القيم في كتابه الصلاة: “لا يختلف المسلمون أن ترك الصلاة المفروضة عمدا من أعظم الذنوب، وأكبر الكبائر، وأن إثمه أعظم من إثم قتل النفس، وأخذ الأموال، ومن إثم الزنا، والسرقة، وشرب الخمر. وأنه متعرض لعقوبة الله وسخطه، وخزيه في الدنيا والآخرة. ثم اختلفوا في قتله، وفي كيفية قتله، وفي كفره”.
إن إجابة سؤال هل يغفر الله لمن مات وهو لا يصلي هي “الله أعلم“، لأن الله عز وجل يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء، لكن ما يجب علينا فعله هو عدم التهاون في أمر الصلاة، حتى لا نقطع الصلة التي بيننا وبين الله عز وجل، وبالتالي لن ننال رضا الله عنا ومغفرته لنا.
إن تارك الصلاة عمدًا يختلف بالطبع عن تارك الصلاة كسلًا، ولكن كلا منهما مرتكب ذنب كبير، وقد فرق أهل الجماعة والسنة بين تارك الصلاة جحوداً ومن تركها تهاوناً وكسلاً.
حكم تارك الصلاة مع الإنكار والجحود
فتارك الصلاة إن كان تاركها مع الإنكار والجحود بفرضيتها فإنه في هذه الحالة يكون كافراً والعياذ بالله، فلا ينفعه شيء من عمله ليهدى به بعد الموت، فحكمه حكم المرتد عن الإسلام، فيقول الله عز وجل في كتابه الكريم: (وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كسالى وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ) [سورة التوبة: الآية 54]
وقد استثنى من هذا الحكم الشافعية والحنابلة من كان حديث في الإسلام، ولم يعلم بأن الصلاة واجبة، وأنها ركن من أركان الإسلام، في هذه الحالة يجب علمه بوجوب فريضة الصلاة وبعد ذلك إن تركها جحوداً وجب عليه قيام الحد.
وبالتالي من مات وهو تارك للصلاة جحوداً بها فهو سيعذب في قبره وهذا بإجماع الفقهاء في ذلك، فيعد بذلك ترك الصلاة من موجبات عذاب القبر، وهي سبب لدخول جهنم، وهي أول ما يُسأل عنه المرء من عمله يوم القيامة.
حكم تارك الصلاة تهاوناً وكسلاً
إن تارك الصلاة تهاونًا وكسلًا وهو يعلم حق العلم أنها واجبة، فأمره أثار الخلاف بين الفقهاء، فمنهم من قال إنه كافر كفر أكبر، واستندوا لهذا الحكم بالحديث النبوي الشريف: “بيْنَ الرَّجُلِ وبيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ” [صحيح مسلم]، وبالتالي فإن تارك الصلاة لا يعامل معاملة المسلم بعد الموت فلا يصلى عليه ولا يُغسل ولا يدفن في مقابر المسلمين.
إذن فإن هولاء الفقهاء يرون أن تارك الصلاة تهاوناً من أكبر الكبائر التي يقع فيها الإنسان ومن أعظم الجرائم التي يرتكبها المرء في حق نفسه، وحكمه بهذا الارتكاب العظيم حكم أهل الكبائر.
لكن يرى فقهاء آخرون أن تارك الصلاة هو كافر كفر أصغر، وذلك لأنه موحد بالله، ويشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ويقولون أيضًا أن تارك الصلاة هو عاصٍ وليس كافر.
لكن في نهاية القول لا يجب أبدًا على أي مسلم أن يتهاون أو يتكاسل في أداء صلاته.
ما هو مصير تارك الصلاة
من يترك الصلاة أو يتهاون فيها لأي سبب كان، يعذب كذلك في الدنيا ويقابل الكثير من العقبات، فقد حذر الإسلام من ترك الصلاة.
فيصبح قلبه ميتاً، فالمرء الذي لا يصلي لا يرى أو يشعر بالعقوبات التي يصيبه الله بها، ولا يعترف بأن السبب ورائها هو تركه للصلاة.
كذلك تارك الصلاة يستحوذ الشيطان على أعماله، فتنزع منها البركة، فبمجرد أن يبدئ الإنسان في تضيع فرض الصلاة وإهمالها، فسيتمكن منه قرينه، فيمنعه من ذكر الله.
إن تارك الصلاة تكون ختمته سيئة، وهناك الكثير من القصص تكون عبرة لمن يترك الصلاة، فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة هي الحد الفاصل والفارق بين أهل الإيمان وأهل الكفر فقد قال عليه أفضل الصلاة والسلام في حديثه “العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر” رواه صحيح
حيث يحرم الإنسان الذي يترك الصلاة يوم القيامة من شفاعة الصلاة له؛ فلا يجد ما تشفع له، ويحشر مع مرتكبي الكبائر يوم القيامة، على عكس المحافظ على الصلاة الذي يجد صلاته تشفع له يوم القيامة.