اسلاميات

شروط التوبة من الزنا

شروط التوبة من الزنا هي تلك المعايير التي من خلالها يتم قبول التوبة، والتي تُحتم على الفرد ضرورة الالتزام بها، كما أنها ثابتة ولا تقبل الجدال، ومن خلال موقع الماقه سنتعرف على معايير قبول التوبة من الزنا، ذلك الفعل المكروه الذي تفاقم في المجتمع بشكل كبير، كما سنشير إلى حكم الزنا وبعض التفاصيل حول هذا الأمر.

شروط التوبة من الزنا

إن الزنا من الأمور المحرمة بكل تأكيد، ذلك الفعل الذي يعني بممارسة العلاقة الحميمة بغير ضوابطها الشرعية ودون عقد القران، وعلى الرغم من الشعور الذي يراود الفرد حينها، إلا أن الإحساس بالندم الذي يليه من الأمور التي يصعب التخلص منها.

لذا فالبعض يود الالتزام بمعايير أو شروط التوبة من الزنا للتوقف عن هذا الفعل الشنيع، والتوبة النصوحة إلى الله –تعالى-، ومن تلك الشروط الاستغفار عن الذنب والندم على الفعل وغيرها من الشروط الأخرى التي سنشير إليها ببعض التفصيل في الفقرات المقبلة.

الجدير بالذكر أن كفارة الزنا تتمثل في التوبة عنه، والتوقف عن ارتكاب هذا الفعل الشنيع، كما أن الإصرار على القيام به سيعرض الفرد للعذاب الشديد يوم القيامة، والوقوع به سيجعلك تشعر بأنك منبوذًا بين الناس.

1- النية الصادقة في التوبة

من شروط التوبة من الزنا صدق النية وصدق التوجه إلى الله –عز وجل- فلا يجوز أن تتظاهر بكونك تسعى إلى التوبة وأنت تُخفي داخلك عكس ذلك، كما أن توافر النية من الأمور التي ينبغي الاهتمام بها فيجب أن يكون لديك الإرادة الكافية للتوقف عن هذا الأمر.

2- الاستغفار من الذنب

على الرغم من أن الكثير منا يقع في هذا الخطأ إلا أن سماحة الدين الإسلامي فاقت كل شيء، من هنا ينبغي أن تستغفر الله وتتوب إليه باللسان وأن يكون هذا الأمر نابعًا من القلب أيضًا، من هنا ظهرت بعض الآراء التي تقول بأن التوبة من الزنا أسهل من التوبة عن الغيبة والنميمة.

3- الشعور بالندم على هذا الفعل

بالطبع الشعور بالندم يأتي ضمن شروط التوبة من الزنا، إذ أن اعتراف الفرد بكونه قد ارتكب معصية أولى خطوات التوبة النصوحة، كما أنها الخطوة الأولى للتوقف عن ارتكاب هذا الفعل.

الجدير بالذكر أن الشعور بالذنب عقب ارتكاب الذنوب والمعاصي والطمع في نيل العفو والتوبة إلى الله يعصم الفرد من تكرار الخطأ، كما أنه يجعله يمتنع عن تلك الأفعال.

4- امتلاك الإرادة والعزم على التوقف عن الزنا

من الشروط الواجب توافرها للتوبة عن الزنا امتلاك العزم للتوقف عن هذا النوع من المعاصي، كما أن هذا الأمر عادةً ما ينبع من الشعور الصادق الذي يتملك الفرد ورغبته في التوبة إلى الله -تعالى-، إلى جانب ذلك فإنه يعني بكره الفرد إلى القيام بهذا الفعل مرة أخرى.

معينات على عدم العودة إلى ذنب الزنا

قد تحدثنا عن ما للتوبة من شروط واجبة لابد من إتمامها، ولكن إذا أردت عدم العودة إلى مثل هذا الذنب فعليك بتزويد نفسك بالمزيد من العوامل المانعة لاشتهائها فعل الذنوب، في إطار التقويم والترويض للنفس، ومن تلك الأمور:

1- القيام بالأعمال الصالحة

من عوامل التوبة عن الوقوع في الزنا البدء بفعل الأعمال الصالحة، والتي من شأنها أن تُكفر عن تلك السيئات الناتجة عن الوقوع في معصية الزنا.

كما أن تلك الأعمال من شأنها أن تجعل الفرد منشغلًا عن التفكير في المعاصي بشكل عام، ناهيك عن الخير والثواب الذي يحل عليه والبركة التي تظهر في شتى جوانب حياته.

2- الحفاظ على أداء العبادات

الحفاظ على أداء العبادات والفرائض في الموعد المخصص لها سيعصمك من الوقوع في الكثير في المعاصي، والتي يأتي في مقدمتها الوقوع في الزنا، كما أن هذا الفعل سيمنحك الكثير من الحسنات.

3- مجالسة أصحاب العلم والابتعاد عن أصدقاء السوء

في بعض الأحيان قد يكون السبب وراء ارتكاب الكير من المعاصي هو مجالسة أصدقاء السوء؛ من ثم فإن أحد شروط التوبة من الزنا الواجب توافرها هي الابتعاد عن أولئك الأشخاص والحرص على مجالسة الصالحين.

حيث إن أولئك الأفراد دائمًا ما ستجدهم يحثونك على فعل الطاعات ويسعون إلى النهي عن المنكر، بالإضافة إلى ذلك فإنك ستشاركهم الثواب والحصول على الحسنات، بدلًا من مشاركة الوقوع في الذنوب وارتكاب المعاصي.

4- غض البصر

إن تصفح المواقع الإباحية وما يشبهها مما يوجد على التليفزيون أو شبكة الإنترنت من الأمور التي تؤدي إلى الوقوع في تلك المعصية.

كما أن النظر إلى المحرمات من الأمور التي تعمل على تحفيز الشهوة لدى الفرد وتجعل غرائزه تنشط، وهو ما يؤدي في النهاية إلى الوقوع في معصية الزنا.

من هنا ينبغي على الفرد الابتعاد عن كل المثيرات التي تؤدي إلى هذا الأمر، والسعي نحو غض البصر قدر المستطاع، ومن هنا فسيتمكن من التوقف عن ارتكاب تلك المعصية وسيتوب إلى الله –عز وجل-.

صلاة التوبة من الزنا

ورد عن دار الإفتاء المصرية أن أحد أهم مقومات التوبة من الزنا تتمثل في أداء الصلاة بنية التوبة عن هذا الفعل، ومن هنا ينبغي على المرء أن يتوضأ ويُصلي ركعتين يستغفر فيهما ويدعو الله أن ينال الشفاعة والعفو.

كما أن تلك الصلاة تتطلب من الفرد الدعاء لنفسه بالصلاح والتقوى والثبات، وأن يُعينه الله –عز وجل- على الثبات وتجنب الوقوع في تلك المعاصي مرة أخرى.

دعاء التوبة من الزنا

ضمن إطار الحديث عن شروط التوبة من الزنا نشير إلى أنه توجد بعض الأدعية التي من شأنها أن تُعينك على التوبة عن تلك المعصية، ومن تلك الأدعية ما يلي في النقاط المقبلة:

  • “اللهم إني قد أذنبت فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت”.
  • “اللهم إني أستغفرك من كل ذنب خطوت له رجلي، أو مددت له يدي أو تأملته ببصري، أو أصغيت إليه أذني، أو نطق به لساني أو أتلفت فيه ما رزقتني ثم استرزقتك على عصياني فرزقتني”.
  • “اللهم احرمني من لذة معصيتك، اللهم وارزقني لذة طاعتك يا رب العالمين”.
  • “اللهمّ أنت الملك لا إله إلّا أنت ربّي، وأنا عبدك لمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعًا، فإنّه لا يغفر الذنوب إلّا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلّا أنت”.
  • “يا رب أستغفرك وأتوب إليك من كل معصية قمت بها، وكل أمر محرم نظرت إليه عيناي يا رب العالمين”.
  • “اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره”.
  • “أستغفر الله وأتوب إلى الله ممّا يكره الله قولاً وفعلاً وباطناً وظاهراً، اللهمّ صلّ وسلّم على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه الطيّبين الطّاهرين”.
  • “اللهم طهر قلبي وروحي من كل المعاصي التي تغضبك، اللهم وارزقني لذة النظر إلى وجهك الكريم”.
  • “اللهم أنت القادر على كل شيء، اللهم باعد بيني وبين المعاصي والذنوب، اللهم وثبتني على الطاعات وفعل الخيرات والأعمال الصالحة التي تجعلني أنال لذة النظر إلى وجهك الكريم يا رب العالمين”.
  • “إلهي جئتك لأتوب من هذا الذنب فتقبل توبتي وتقبلني بين عبادك الصالحين، اللهم واحشرني مع الصديقين والشهداء والنبيين وحسن أولئك رفيقًا فإنك على كل شيء قدير”.
  • “يا حي يا قيوم برحمتك استغيث فاصلح لي شأني كله، يا رب اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك يا رب العالمين”.

حكم الزنا

عقب الاطلاع على أهم شروط التوبة من الزنا، توجب الإشارة إلى الحكم الشرعي بخصوص هذا الشأن، حيث إن الزنا يعد من أكثر الكبائر التي يعاقب عليها الفرد في الدين الإسلامي، حتى أنه يأتي بعد قتل النفس والشرك بالله من حيث الخطورة والقُبح.

الجدير بالذكر أن الشخص المتزوج الذي ارتكب هذه المعصية يكون عقابه وإثمه عند الله –عز وجل- أكبر من الذي ارتكبه وهو ليس متزوجًا، حيث إن هذا الأمر لا مبرر له، كما أن النتائج المترتبة عليه ستكون أكثر سوءً.

من هنا نجد أن الوقوع في الزنا يمكنه أن يؤدي إلى الحمل وهو ما يجعلنا نتطرق إلى مسألة اختلاط الأنساب وما يشابه، ومن هنا نجد أن الدين الإسلامي وكافة الأديان السماوية الأخرى قد قامت بتحريم الزنا وارتكابه يعد من الكبائر التي ينبغي التوبة عنها.

عقوبة الزنا

إن التعرف على عقوبة الزنا من شأنه أن يبُث الخوف والقلق في قلب الفرد، بما يجعله يسعى إلى التوقف عن فعل تلك المعصية، والتوجه إلى التوبة النصوحة إلى الله –عز وجل-، ومن ثم فإن عقوبة هذا الفعل تتمثل في إقامة الحد على الفرد الزاني بجلده 100 جلدة وذلك في حال عدم الزواج.

يأتي ذلك بالاستناد إلى ما ورد في القرآن الكريم بخصوص هذا الشأن، حيث قال –تعالى-: “الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ”، كما توجد بعض الآراء التي تقول بأنه ينبغي جعل الزاني يبتعد عن وطنه لمدة عام واحد كنوع من أنواع العقاب على هذا الفعل.

أما بالنسبة إلى الزاني المتزوج فإن عقابه سيكون أكثر شدة، ويتم من خلال رجمه بالحجارة حتى الموت، ويُطبق هذا العقاب على الرجل والمرأة على حد السواء.

مسببات الوقوع في الزنا

من التعرف على مسببات الوقوع في الزنا سيمكنك تجنب الخطأ والقيام بتلك المعصية، وإليك البعض من لك المسببات عبر النقاط المقبلة:

  • التعرض إلى المثيرات التي من شأنها أن تُثير شهوة الفرد.
  • التبرج بالنسبة إلى السيدات يمكنه أن يكون أحد مسببات الوقوع في الزنا، فالمرأة بهذا الفعل تعمل على استثارة الرجل بما يقود كلًا منهما إلى الوقوع في المعصية.
  • كثرة الاختلاط بالرجال الأجانب، ناهيك عن الخلوات التي تتسبب في الوقوع بمعصية الزنا.
  • عدم الاستقامة وضعف الإيمان.
  • التأخر في الزواج عادةً ما يعود بالسلب على الفتيات والشباب وزيادة الشهوة الجنسية مع التقدم بالعمر.
  • عدم الالتزام بأداء العبادات والطاعات بموعدها المحدد.

نتائج ارتكاب معصية الزنا

لا يوجد أمر نهانا عنه الله –عز وجل- إلا وكان له حكمة في هذا الأمر، وبالطبع للزنا العديد من النتائج السلبية التي تعود على الفرد والمجتمع بشكل عام، ومن تلك النتائج ما يلي:

  • انتشار العديد من الأمراض البدنية والتي تتنوع بين الزهري والسيلان والإيدز بالطبع.
  • فساد المرء وأخلاقه، وذهاب الضمير وغياب الوازع الديني داخل الفرد وهو الذي يتحكم في فعل الخير والشر.
  • قلة الحياء وانتشار الفواحش في المجتمع.
  • ظهور العداوات والثأر والانتقام بين الناس في حال تم فضح تلك المعصية.
  • العار الذي يلحق بالفتاة.
  • ضيق الصدر والخسارة التي تلحق بالفرد في الدنيا والآخرة.
  • ظلام الوجه والقلب الذي يحل على الفرد ويؤثر بالسلب على حياته بشكل عام.
  • شعور الفرد بالندم واحتقاره لذاته.
  • ظهور بعض مشكلات النسب في حال أن حملت المرأة الزانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى