أسماء أولي العزم من الرسل
أسماء أولي العزم من الرسل نقدمها لكم اليوم عبر موقعنا البلد حيث أنه مما لا يدعو للشك أن الرسل والأنبياء من أسمى البشر، ولكن قد فضل الله سبحانه وتعالى بعضهم على البعض، فالرسول أفضل من النبي لأنه يُبعث لهداية الكافرين، ولكن الأنبياء يُبعثون خلفاً للأنبياء السابقين لهم لإكمال رسالتهم، وقد فضل سبحانه وتعالى 5 من الرسل على باقي الرسل والأنبياء وهم أولي العزم، وذلك في قوله تعالى، { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ}، فما معنى أولي العزم، وما هي أسماء أولي العزم من الرسل، إجابة هذه التساؤلات سنجدها في سياق السطور القادمة.
أسماء أولي العزم من الرسل
العزم هو عقد النية في اللغة، والإصرار على الشيء، ويُقصد بأولو العزم من الرسل أنهم من تميزوا عن غيرهم بالصبر على الشدائد، وما تعرضوا له من أذى بشكل أكبر من غيرهم من الأنبياء في سبيل الدعوة لعبادة الله سبحانه وتعالى، وهم من ثبتوا على الحق ولم يتخلوا عن دعوتهم أو يتركوها برغم كل الصعوبات، وحاولوا بجميع الطرق هداية الناس للطريق المستقيم، لذلك فإن لهم مكانة مرتفعة لدى الله عز وجل، فقد وضعهم في أعلى المراتب، وفضلهم على الناس أجمعين، وسوف نتعرف على أسماء أولو العزم من الرسل.
كما نرشح لك المزيد من خلال: ترتيب الانبياء والرسل من الاقدم الى الاحدث من ادم الى محمد
أسماء أولي العزم من الرسل وترتيبهم من حيث الأفضلية
أولي العزم من الرسل هم من أرسلهم الله سبحانه وتعالى برسالة التوحيد لقومهم، وكانوا مثالاً يُحتذى به في الصبر والتضحية، فلكل رسول من هؤلاء الرسل قصة تجلت فيها التضحيات والبذل والعطاء حتى بالنفس في سبيل الدعوة لعبادة الله الواحد الأحد.
ويُعد الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام من أفضل الرسل بإجماع الأمة، ومن بعده سيدنا إبراهيم عليه السلام، وهناك اختلاف بين العلماء حول ترتيب النبي موسى، وعيسى، ونوح من حيث الأفضلية، ولكن تم الاتفاق على أن سيدنا موسى هو التالي بعد سيدنا إبراهيم، وتم الاختلاف حول التفضيل بين عيسى عليه السلام، ونوح عليه السلام بعد سيدنا إبراهيم عليه السلام.
محمد صلى الله عليه وسلم
لسيدنا محمد مكانة عظيمة لدى الله عز وجل، وهو من أعلى الرسل والأنباء منزلة والأعلى درجة لدى الله سبحانه وتعالى، فقد بُعث الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام بعد أن كان في الأربعين من عمره، فدعا لعبادة الله سبحانه وتعالى لمدة 13 عام في مكة.
وعندما اشتد إيذاء قبيلة قريش له وعلى المؤمنين وتم تعذيبهم بأشد أنواع العذاب على أيدي الكفار، وتمت مصادرة أموالهم، وتم منعهم من الشراء والبيع، والزواج، فقد اضطر الرسول ومن معه للهجرة لتجنب شر قريش إلى المدينة المنورة، وقد دعا في المدينة لعبادة الله سبحانه وتعالى عشرة أعوام أخرى، واستمر في جهوده للدعوة للإسلام حتى وفاته.
ونرشح لك أيضًا: قصص الأنبياء للأطفال ونزول آدم رضي الله عنه إلى الأرض
إبراهيم عليه السلام
عندما بدأ إبراهيم عليه السلام الدعوة لعبادة الله عز وجل وجد من قومه العناد الشديد، حيث أن والده كان مناصراً لقومه ويجاهر ابنه بالعداء والرجم إذا لم يتراجع عما يدعو إليه، وقد قام قومه بالإنقاص من شأنه وإهانته، وبرغم كل ذلك فقد صبر على ما يناله منهم في سبيل الدعوة التي بُعث لنشرها، حتى اتفق قومه على حرقه، وأعدوا عدتهم لذلك، ولكن شاء الله ألا يصيب إبراهيم أي أذى مما حدث له، ولم يرجع إبراهيم عن رسالته، بل أكمل خطاه، وصبر واحتسب وفوض أمره لله سبحانه وتعالى، وقد نجاه الله عز وجل من مكائد قومه الظالمين.
موسى عليه السلام
بدأت معاناة موسى عليه السلام عندما كذبه فرعون، وأنكر رسالته، ورفض قبول دعوته لله سبحانه وتعالى، وبالرغم من عرض موسى القيام يما يبرهن صدق رسالته، ولكن فرعون قام باتهامه بالسحر، ونعته بالماكر والمخادع عندما استطاع التفوق على سحرة فرعون والانتصار عليهم، وقد أمر بالتخلص منهم جميعاً، واستمر فرعون في عناده وعدم تصديقه لما جاء به نبي الله موسى، وازداد كفره وطغيانه.
واستمر فرعون في السخرية من دعوة موسى وعدم الاستجابة له، ونجد ذلك في قوله تعالى،{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَـهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ*وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ)، ولم ييأس موسى عليه السلام بالرغم من ذلك ، ولكنه واجه جميع المصاعب بقلب مؤمن بالله سبحانه وتعالى، حتى جاءه النصر من عند الله تعالى.
عيسى عليه السلام
تُعد حياة سيدنا عيسى حياة مليئة بالمعجزات منذ أن جاء للدنيا بدون أم، من السيدة مريم عذراء، وهي معجزة إلهية بجميع المقاييس، وقد دعا سيدنا عيسى بنو إسرائيل لعبادة الله والتوحيد به، وترك ما كان يعبده أجدادهم، والاحتكام للتوراة والإنجيل، واستمر في محاورتهم باستخدام العقل والمنطق لكي يكتشفوا فساد عقيدتهم، ولكنهم استمروا في عنادهم وتكذيبه، والتكفير بما جاء به، والذين آمنوا به هم 12 من الحواريين.
ومن معجزات النبي عيسى عليه السلام أنه كان ينفخ في شكل الطير من الطين فيصبح طير بإذن الله، كما كان يُشفي الأبرص والأكمه والأعمى، ويُحيي الموتى بفضل الله تعالى، ويُخبر الناس بما يخفون كدليل على صدق كلامه، ولكن على العكس ازداد عداء اليهود له، وكفروا به، كما اتهموا أمه بفعل الفاحشة.
ولكن كان الفقراء والمساكين يؤمنون به ويصدقون ما جاء به، وقد دبر له اليهود مكيدة وقاموا بتحريض الرومان عليه، وأوهموا ملك الرومان بأنه يدعو للتخلص من حكمه وزوال مملكته، وبالفعل صدق ملك الروم روايتهم، وأمر بالقبض على سيدنا عيسى، وقام بصلبه، فجعل الله سبحانه وتعالى من الذي وشى به شبيه له، فظنوا أنه عيسى، وقام بصلبه، ونجا عيسى من مكيدتهم بأمر من الله سبحانه وتعالى.
نوح عليه السلام
كان قوم نوح يصنعون التماثيل لتمجيد سادتهم وأجدادهم، حتى يتم تخليدهم بعد موتهم، وكانوا يعبدون هذه الأصنام، وجاء إليهم النبي نوح يدعو لعبادة الله لا شريك له، ويُنهيهم عن عبادة ما دونه من المخلوقات، ولكنهم لم يتراجعوا عند دين أبناءهم، واستكبروا وعاندوا، ولم يؤمن بنوح سوى القلة القليلة، فقد قيل أن عدد من آمنوا به لا يتعدى 11 رجل، في حين استمرت دعوته نحو 950 عام، ومن شدة إيذاء قوم نوح أنه دعا أن يهلكهم الله لكفرهم وعنادهم، واستجاب له الله سبحانه وتعالى، وأغرقهم جميعاُ بالطوفان، حتى ابنه الذي كان عاصياً له.
ونجا نوح ومن معه من المؤمنين بعد أن أمره سبحانه وتعالى ببناء سفينة يحمل عليها من جميع مخلوقات الأرض اثنين من كل زوج وكان يمر عليه قومه يستهزئون به ويسخرون مما يفعله، وقد نزلت الدعوة على النبي نوح وهو في عمر الخمسين، ويقال أن عمره كان 360 عام، ويقال غير ذلك، وعاش سيدنا نوح بعد الطوفان لمدة 360 عام، وتصل فترة حياته لنحو 1780 عام، عاش فترة كبيرة جداً منها في سبيل الدعوة لعبادة الله عز وجل، وتحمل ما وجده من تعذيب واستهزاء وعناد خلالها.