قصة قصيرة عن بر الوالدين
قصة قصيرة عن بر الوالدين نقدمها لكم اليوم عبر موقعنا البلد حيث أنه من أكثر الأعمال ثواباً لدى الله عز وجل هي بر الوالدين، فقد حثنا الله سبحانه وتعالى، والرسول الكريم على بر الوالدين لأنها من أفضل الأعمال التي تقربنا من الله تعالى، حيث يقول تعالى في كتابه العزيز” وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}، وسوف نُقدم لكم قصة صغيرة عن بر الوالدين للتعرف على أهمية وفضل بر الوالدين.
قصة قصيرة عن بر الوالدين
القصة الأولى عن بر الوالدين
في ذات يوم كان يعيش أحد الشباب مع أمه وذلك بعد وفاة والده من فترة طويلة، وقد عقدت والدته العزم على إكمال ولدها لتعليمه برغم ضعف إمكانياتها، فقد أصرت على تحمل الأعباء وحدها، وكانت تعمل ليلاً نهاراً لكي تتمكن من الإنفاق عليه لإكمال دراسته، وكان الشاب يأمل في أن يعمل في يوم من الأيام لتسديد جميل أمه، ومساعدتها عندما ينتهي من دراسته وتعويضها عن الأيام التي ضحت فيها من أجله، وتعويضها عن أيام الشقاء التي عانت منها.
ولكن إرادة الله سبحانه وتعالى وفاة الأم قبل إنهاء الشاب لدراسته، وقد حزن على فراقها بشكل شديد، وبكى عليها بحرقة، ولكنه نذر إخراج جزء من مرتبه لمساعدة الفقراء والمساكين، وفي نيته أن يكون هذا الثواب والأجر لأمه رحمها الله، وقد أقسم بعدم تفويت أي صلاة، والدعاء خلالها لوالدته رحمها الله، وقام بالتصدق على المساجد، وأبواب الزكاة، لرد جزء من جمائلها عليه عندما كان صغير.
بعد فترة تزوج الشاب، وأنجب طفل اسماه محمد، وفي أحد الأيام وهو ذاهب للصلاة، رأى بعض الرجال يقومون بوضع براد للماء بالمسجد، فتضايق أنه نسي التبرع لهذا المسجد الذي هو في نفس الحي الذي يسكن فيه، وأثناء تفكيره وجد إمام المسجد يناديه ويقول له، جزاء الله خيراً يا ولدي على وضع براد الماء، فتعجب الرجل وقال للإمام، ولكنه ليس مني.
فقال له الشيخ بلى، لقد أحضره لي ابنك وقال أنه منك، فوجد ولده الصغير يأتي إليه ويقول، إن هذا البراد مني، ولكني رغبت في أن يكون أجرها لك، سقاك الله من سلسبيل الجنة، فدمعت عيني الرجل، وسأل الابن، من أين لك ثمن البراد وأنت ما زلت في التعليم ولا يوجد لك مصدر دخل؟، فرد الابن وقال، لقد بدأت في جمع المال وادخاره منذ خمسة من السنوات من مصروفي، حتى تمكنت من جمع مبلغ مالي لشراء هذا البراد لكي أبرك، كما قمت بنفس الفعل مع جدتي رحمها الله، فما أجمل بر الوالدين.
وللمزيد من القصص القصيرة أيضًا: قصة قصيرة عن الوفاء بالعهد
القصة الثانية عن بر الوالدين
وهي قصة قصيرة عن بر الوالدين للتأكيد على المعنى العميق لبر الوالدين، وما ينال الشخص من ثواب كبير عند فعله، فقد كان هناك شاب يُدعى أحمد، كان يصحو بشكل يومي وهو كسول وغاضب بعد أن تقوم أمه بإيقاظه للذهاب للجامعة.
فكانت الأم تنصحه دائماً بضرورة الذهاب للجامعة لأنها مستقبله، وفي أحد الأيام رفض أحمد الاستيقاظ للذهاب للجامعة، بالرغم من إقناع أمه له بضرورة الذهاب للجامعة، وعندما كان يأتي من الجامعة كان لا يجلس مع أمه، وكان يجلس بحرجته معظم الوقت، ولم يكن يريد الذهاب للتسوق لشراء ما يحتاجه المنزل، بل كان يترك أمه للذهاب للسوق بمفردها، وكان يذهب للخروج مع أصدقائه.
وفي أحد الأيام حضر أحمد محاضرة دينية بالجامعة، وكان عنوان المحاضرة بر الوالدين، وعن أهمية طاعة الأمهات والآباء، فجذبت المحاضرة انتباه أحمد بشكل شديد، وتذكر ما تفعله والدته من أجله، وسهرها من أجل راحته، فأحس بالندم على تقاعسه معها، وقرر أن يُغير من طريقة تعامله معها.
وعندما رجع إلى المنزل اشترى بعض الورود لكي يقدمها لأمه حتى يعتذر عما بدر منه من تصرفات، وبعد أن عاد للمنزل قام بتقبيل يديها والاعتذار منها، وإخبارها عن ندمه في التعامل معها، وأخبرها عن أهمية بر الوالدين، وتوصية الله سبحانه وتعالى بالبر بالوالدين، وارتباط رضائهما برضا الله عز وجل.
وقد وعدها بتنفيذ جميع طلباتها، وانتظم في الذهاب للجامعة للدراسة، وكان يجلس مع أمه بشكل أكبر، ويشتري لها ما يحتاجه المنزل، ويحدث أصدقائه على فضل بر الوالدين، وقد أصبحت أمه فخورة بما يفعله، وكانت تدعو له ليلاً نهارا، وتشكر الله سبحانه وتعالى على هدايته له نتيجة لدعواتها بهدايته، واستمر في برها طيلة حياتها.
القصة الثالثة عن بر الوالدين
وهي قصة معبرة جداً عن بر الوالدين، وتقول أنه في يوم من الأيام كانت الأم تجلس مع أطفالها لمساعدتهم في دروسهم، وحل الواجبات المدرسية، وقد أعطت للطفل الصغير الذي كان عمره ورقة لكي يرسم عليها حتى لا يزعجها حتى ينتهي إخوته من حل دروسهم، ولكنها تذكرت أنها لم تطلب إعداد الطعام لوالدة زوجها المسنة المتواجدة معهم في غرفة في فناء المنزل، وكانت تقوم على خدمتها عندما يتسنى لها ذلك.
وكان الزوج سعيد بما تقوم به زوجته مع والدته التي كانت مريضة ولا تترك غرفتها من شدة المرض, وأسرعت الزوجة بتحضير طعام الغداء لوالدة زوجها، ولم تنسى سؤالها عند حاجتها لأي شيء قبل أن تنصرف عنها لكي تعود للتدريس مرة أخرى للأبناء، وقد لاحظت الورقة التي أعطتها للطفل الصغير الذي لم يبلغ الخمسة أعوام ليرسم عليها، فرأت بعض المربعات والدوائر، فعندما لم تقهم هذه الأشكال، سألته على الذي يقوم برسمه.
فقال لها الطفل أنه يرسم المنزل الذي سيعيش فيه عندما يكبر، ووضح لوالدته مكان المطبخ على أحد المربعات، وغرفة للضيوف في مربع آخر، وغرفة النوم، واستمر في عد جميع الغرف التي يحتوي عليها المنزل، وسألته أمه عن مربع معين من أحد المربعات الذي تبقى مرسوماً خارج الحيز الخاص بجميع المربعات، فقال لها هذه غرفتك التي ستعيشين فيها، كالغرفة التي تعيش فيها جدتي.
شعرت الأم بالصدمة الشديدة لما أخبرها به ابنها، وسألت نفسها، هل هذا بالفعل ما سوف يحدث لي، هل سيضعني ابني في غرفة وحيدة في الفناء خارج المنزل بدون التمكن من التحدث معه أو مع أولادهم، وأستأنس بصحبتهم، هل سأبقى وحيدة بهذا الشكل، وهل سأبقى بقية عمري معزولة في غرفة بمفردي أعاني من الوحدة والمرض بدون أن أجد من أتحدث معه.
أسرعت الأم بعد ذلك بالمناداة على الخدم وطلبت نقل أثاث الغرفة الخاصة بوالدة زوجها في غرفة استقبال الضيوف، وهي أجمل غرفة في المنزل، فقاموا بنقل جميع الأثاث في الغرفة الخارجية في الفناء الخارجي، ووضعوا سرير الجدة العجوز في حجرة الضيوف.
وعندما عاد الزوج وتفاجأ مما رآه، وسأل الزوجة عن السبب في التغيير، فقالت له وهي تبكي من شدة التأثر، إنني بذلك أختار لك ولي أفضل الغرف لو كبرنا في السن، ومرضنا، ولم نتمكن من الحركة، فهذا ما سيفعله ولدنا الصغير كما نفعل مع والدتك اليوم، فالذي نفعله اليوم يُرد إلينا في الغد.