قصة سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل
قصة سيدنا ابراهيم وابنه اسماعيل نقدمها لكم اليوم عبر موقعنا البلد حيث أنه أرسل الله الأنبياء لهداية البشر ولكي يتعرفوا على الخالق الواحد الأحد ولقد أرسل الله كل نبي من قومه ولكل واحد منهم يعرف ما كان قومه يعملون ويتحدث إليهم بلسانهم وبلغتهم وبثقافتهم ويعمل على تعريفهم على الله من خلال المعجزات وغيرها من الفضائل التي ينعم الله على أنبيائه والتي تعينهم على توصيل رسالتهم التي بعثهم الله من أجلها.
قصة سيدنا ابراهيم وابنه اسماعيل
ومن بداية إرسال الله للأنبياء بداية من سيدنا أدم عليه السلام والناس يعبدون الله ويعرفونه إلا أنه ومن وقت إلى أخر ومع تعاقب الأجيال والحضارات ينحرفوا تدريجياً عن نور الحق وعن الهداية وتعاليم الله وعبادة الله والامتثال إلى أوامره ونواهيه؛ ولذلك أرسل الله عدداً كبيراً من الأنبياء والرسل على مختلف الحضارات والأقوام ولكل من هذه الحضارات قصة وعبرة ومنهم من أمنوا بأنبيائهم ومنهم من كفر وأنزل الله غضبه عليهم وأنتقم منهم وأطبق السماء عليهم لكي يكونوا عبره لكل الأقوام التالية ولكي تتعلم منهم الأمم التالية.
رسالة سيدنا إبراهيم عليه السلام
وتتمثل حاجة البشر إلى الأنبياء في مساعدة الخلق على التعرف على الخالق الواحد الأحد من خلال رسل الله الذين يساعدون البشر على استغلال العقل الذي أنعم الله به على عبادة ليهديهم ويخرجهم من ضلالهم وليعرفهم عليه ولا يتأتى هذا إلا من خلال نبي أو مرسل. والبشر بطبيعتهم يحتاجون إلى الأدلة التي تعرفهم على خالقهم ولذلك أتى الله الأنبياء الكثير من الحيل والمعجزات وأعطى الكثير من عباده من الرسل العديد من الملكات والتي أختصها الله وحده ومنها الكلام مع الله وقراءة الغيب وتفسير الأحلام ولين الحديد والتحدث إلى الجن وغيرها من الحيل والنعم والعلوم التي لا يعلمها إلا الله ولا يعطيها إلا لمن يختصه من العباد والمرسلين.
والبشر يحتاجون باستمرار إلى من يعينهم ويساعدهم على التخلص من الخوف من القدر ومن الغد ومن الشعوذة ومن الطبيعة وغيرها والتي تجعلهم بفعل الجهل بالله إلى اللجوء إلى الكثير من الحيل الغريبة التي عرفتها البشرية من قديم الأزل لمحاربة هذه المشاكل بما يتنافى مع العقل البشري والعقل والقلب يعرف الله حق المعرفة؛ ومن دون دين والتعرف على الله تصبح الأرض غابة ومكان بلا رحمة وبلا أمان والأمان في الله والقوانين الألهية التي وضعها الله لحماية البشر وهذه القوانين وضعها الله لحماية البشر من أنفسهم ولكي تكون منهاج الحياة على وجه الكره الأرضية.
أرسل الله سيدنا إبراهيم في قومه وكانوا يعبدون الأصنام كما كان يفعل أسلافهم وكان أبوه من أشهر صانعي الأصنام والمتمسكين بعبادتها والمؤمنين بها؛ وعندما كلف الله سيدنا إبراهيم بالدعوى إلى الله كان والده أول من وقف في وجه لمنعه من نشر دعوته وكان يقف إلى جوار أعدائه لكي يبعدوا سيدنا إبراهيم من دعوة الناس إلى الله.
وكان سيدنا إبراهيم يدعوا والده وقومه إلى أن الأصنام تضر الإنسان ولا تنفعه ولا يمكن الاستعانة بها في قضاء الحاجة أو طلب المعونة والشفاء من الأمراض والحماية وقال لوالده الخطاب الشهير (يا أبت) إن هذه الأصنام لا تنفع أحداً إلا أنه لم يستمع له وطلب منه أن يتركه ويبتعد عنه وبدأ سيدنا إبراهيم في الدعوة إلى الله في قومه على أن يتركوا عبادة الأصنام ويعبدوا الله الواحد الأحد.
ومع الدعوة المستمرة من سيدنا إبراهيم للناس بترك عبادة الأصنام وعبادة الله ولما رأى منهم الصد والإهمال قام بهدم أكبر مكان به عدد كبير من الأصنام والذين يتعبدون فيه وكسر جميع الأصنام وترك الفأس على أكبرهم ولم يكسره ولما جاء جميع الناس للسؤال عن السبب في ذلك قال لهم أسألوا كبيرهم وأنهم لو كانوا يعقلون كانوا حموا أنفسهم من الدمار والكسر مما حدا بالكافرين من قومه باللجوء إلى فكرة حرقه انتقاما منه على فعلته وكان أخر ما قاله النبي إبراهيم وهو في النار (حسبي الله ونعم الوكيل) فأمر الله تعالى النار بأن تكون برداً وسلاماً على سيدنا إبراهيم وأنجاه الله منها وكأن شيئاً لم يحدث له.
كما أنه لديكم المزيد من الفرصة للتعرف على قصة سيدنا إبراهيم من خلال: قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام كاملة وأهم مضامينها
قصة سيدنا إبراهيم مع النمرود
رزق الله سيدنا إبراهيم القدرة على الجدال بالحجة والبيان وبالأدلة وكان هذا الحوار والطريقة التي كان يتبعها مع قومه وكان غالبية أسلوبه يعتمد على المناظرة والنقاش ومن أشهر المناظرات في التاريخ هي مناظرة سيدنا إبراهيم مع النمرود حاكم بابل في ذلك الوقت وكان متمرد وجبار ومستبد كان يدعي الألوهية وطلب من الناس أن تعبده ولقد ورد في كتاب الله في سورة البقرة (ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن أتاه الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحي ويميت قال أنا أحي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين).
واستدل سيدنا إبراهيم في المناظرة مع النمرود على الكثير من الحجج العقلية والعديد من المشاهدات الموجودة في الكون من حوله فرد عليه النمرود أن يأتي له برجلين قد حكم عليهما بالإعدام فيقتل أحدهم وليعفوا عن الأخر فيكون بذلك قد مات الأول وترك الثاني على قيد الحياة إلا أن سيدنا إبراهيم تركه لا يعرف ما يقول حينما رد عليه وقال أنه لم يستطع رد الحجه المتعلقة بالشمس وأنه لم يقدر عليها.
سيدنا إسماعيل عليه السلام
سيدنا إسماعيل عليه السلام هو ابن سيدنا إبراهيم وابن السيدة هاجر عليها السلام وكانت زوجته الأولى السيدة سارة هي من طلبت منه أن يتزوج من أخرى لأنها لم تكن تنجب وأراد الله أن ينعم على عبده سيدنا إبراهيم ورزقه بسيدنا إسماعيل عليه السلام وأهدت السيدة سارة السيدة هاجر إلى سيدنا إبراهيم على أنها جارية ولكن الغيرة أصابت قلب السيدة سارة وطلبت من النبي إبراهيم أن يأخذ السيدة هاجر وابنهم ويهاجر إلى مكة.
ومنذ ذلك اللحظة حدث القصة الشهيرة لبئر ماء زمزم المعروف عندما أمر الله سيدنا إبراهيم أن يخرج إلى خارج مكة وترك السيدة هاجر وابنهم سيدنا إسماعيل وهي تبحث عن ماء لتشرب وترضع الصغير وطافت بين جبلي الصفا والمروة بحثاً عن المياه ولم تجدها ولكنها بأمر من الله انفجرت عين زمزم عندما ضربت السيدة هاجر بقدمها الأرض فانفجرت العين منها وخرج ماء زمزم.
ولقد تزوج النبي إسماعيل بعد وفاة والدته السيدة هاجر رضي الله عنها وجاء سيدنا إبراهيم إلى زوجته الأولى وسألها عن حالتهم وكيف معيشتهم فأجابته بأنهم في ضيق حال وفقر وأخذت تشكو له الحال بشدة ثم ترك لأبنه رساله تقول إن رجع زوجك قولي له أن يغير عتبه بابه؛ ولما عاد سأل زوجته وقالت له ما قال لها سيدنا إبراهيم فعلم أن أباه قد زاره فقال لها أنه أبي وأمرني أن أطبقك فعودي إلى بيت أهلك وبعدها تزوج واحدة أخرى ولكن النبي إبراهيم عندما أتى للزوجة الثانية وسألها ذات السؤال الذي سأله للزوجة الأولى قالت له نحن بخير وسعه من الرزق فترك لسيدنا إسماعيل رسالة يقول فيها إن عاد زوجك مريه أن يثبت عتبه بابه.