اسلاميات

الوشم حلال ام حرام وأنواعه

الوشم حلال ام حرام نجيب عليه اليوم عبر موقعنا البلد حيث أنه لقد كرم الله سبحانه وتعالى الإنسان بجعله في أفضل صورة، حيث جعل له هيئة مميزة وتكوين مختلف عن باقي المخلوقات، وجعل له عقلاً سليماً حتى يميز بين الحلال والحرام، لذلك يجب عليه عدم الإساءة لخلقته عن طريق فعل ما قد يعاقب عليه عند التغيير في هذه الخلقة عن طريق الوشم بالرسوم المختلفة، فما المقصود بالوشم، وما هو الحكم الشرعي لمن يقوم به، أي هل الوشم حلال أو حرام، كل ذلك سنتعرف عليه معاً من خلال سياق السطور القادمة.

الوشم حلال ام حرام

المقصود بالوشم من حيث الاصطلاح أنه التغيير على لون الجلد، أو وجود علامات على الجسد عن طريق الغرز بالإبر حتى يظهر الدم من الجسم، ويتم ملأ مكان الإبرة بالنورة أو الكحل أو المداد لكي يتحول لون الجلد للون الأزرق أو الأخضر.

هل الوشم حلال أم حرام

لقد أجمع كل الفقهاء على حرمة الوشم وعد جوازه بالاستناد لبعض الأحاديث التي وردت عن الرسول الكريم، والتي ثبت من خلالها كراهة ولعن الواشم، وذلك في الحديث الذي رواه بن عمر رضي الله عنه عن النبي كريم قوله، : (لعَنَ اللَّهُ الواصلةَ والمُستوصِلةَ، والواشمةَ والمُستوشِمة).

وقد اعتبر عدد من الفقهاء وبشكل خاص من الشافعية والمالكية أن الوشم من ضمن الكبائر التي تقع اللعنة على فاعلها، كما يقول بعض المالكية بأنه مكروه وغير محرم، ولكن قال النفراوي بأن المكروه يُحمل على حكم التحريم، وهناك حاليتين من الوشم تم استثنائهما من هذا الحكم وهي الحالات التالية:

الحالات التي يجوز فيها الوشم

  • الحالة الأولى: لو كان الوشم بهدف العلاج من أحد الأمراض، حيث يكون في هذه الحالة من الجائز وضعه، طبقاً للقاعدة الفقهية أن الضرورات تبيح المحظورات، وعلى ذلك يكون الوشم مباح في هذه الحالة من أجل التداوي.
  • الحالة الثانية: لو كان الوشم بغرض التزين للزوج، وذلك بعد أخذ إذنه في ذلك.

أنواع الوشم

يوجد عدد من أنواع الوشم، ويختلف الحكم الشرعي لكلاً منها، وسوف نتعرف على هذه الأنواع، مع التعرف على رأي الفقهاء فيها:

الوشم الثابت

وهو الناتج عن وخز الإبرة للجلد، وملأ الجلد بمادة الوشم، ويكون الحكم في هذه الحالة هو التحريم.

الوشم المؤقت

ويندرج تحت هذا النوع اثنين من الأنواع وهما الوشم المؤقت الذي لا يمكن إزالته بشكل سريع، ومنه تلوين محيط الحواجب، والشفاه، أو إصلاح العيوب الموجودة بلون الجلد، حيث يظل هذا الوشم المؤقت بعد ثلاثة من السنوات، وهو ما يُعرف باسم الوشم الدرموغرافي، والحكم في شأنه هنا هو التحريم.

حيث يُعد نوع من تغيير خلق الله، ولذلك استوجب لعنة الرسول عليه الصلاة والسلام، والنوع الآخر هو الوشم المؤقت الذي يزول بشكل سريع، ومنه الوشم بالحناء، أو الطبع على الجلد، ويكون الحكم الشرعي هنا هو الجواز لأنه من السهل التخلص منه عن طريق الماء.

وقد تحدث الإمام الصنعاني فقال أن استخدام الحناء لا ينطبق عليه علة التحريم، وأن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام قد أمر امرأة بالخضاب للتغيير من بياض أصابعها، وفيما يخص الطبع على الجلد فهو مكروه لأن فيه تشبه بالوشم، كما أن فيه غش وتزييف لخلقة الله عز وجل،  وذلك بالدليل الثابت من الحديث الشريف.

وعلى ذلك قد أجمع الجمهور من الفقهاء على حرمة الوشم، لأنه تغيير من خلقة الله تعالى، كما أن به تعذيب للجسم بدون ضرورة تستدعي ذلك، فالمقصود بتغيير خلق الله تعالى هو الوشم كما أكد الحسن البصري، والصحابي الجليل عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه.

لدينا أيضًا مزيد من الأحكام الإسلامية يمكن معرفتها عبر: هل يجوز الصيام بدون صلاة وما حكم ترك الصلاة

حكم التاتو المؤقت والدائم

لقد أفتى جمهور العلماء بعدم جوز الوشم المؤقت الذي تكون مدته 6 من الأشهر أو ما يزيد عن ذلك، ومنه حقن الحواجب بأسفل الجلد من خلال استخدام المواد الكيميائية، أو وضع مُحدد للشفاه، حيث أن ذلك يُعد من الوشم المحرم، وهو مشابه للوشم الذي يستمر لمدة طويلة، كما يمكن تجديده عند ذهاب أثره، وبالتالي يكون كالوشم الدائم المحرم.

وبالنسبة لجكم الوشم المؤقت الذي يتم استخدام الأصباغ في نقشه فهو جائز حيث يمكن استخدام الحناء في الرسم على الجلد، ولكن يكون ذلك للنساء وليس للرجل، وأن يتم صناعته من المواد الطاهرة، ويجب ألا يحتوي على شعارات خاصة بأهل الكفر، أو الشخصيات والأرواح، وأما حكم التاتو الدائم فقد أجمع العلماء بحرمة الوشم أو التاتو الدائم، وهو ثابت كذلك في القرآن والسنة.

 الإعجاز التشريعي في تحريم الوشم

نجد أن هناك إعجاز تشريعي في حكم الوشم، فقد تم الإثبات بالدراسة الطبية أن الوشم يحتوي على الكثير من الأضرار التي قد تؤدي للأمراض الخطيرة، مثل الإصابة بالعدوى الجلدية، وبمرض الإيدز نتيجة استخدام الملونات والأصباغ والمواد السامة التي تُسبب المشاكل الجلدية المختلفة، إضافة للتهيج والتشقق بالجلد، وحدوث التشوه، والكثير من الأعراض الأخرى، كما لا يتم إزالة الوشم الدائم سوى من خلال العمليات الجراحية.

أضرار التاتو الصحية

يوجد الكثير من الأضرار الصحية عند استخدام التاتو على الجلد، ومنها ما يلي:

  • التسبب في حدوث ندوب على الجلد، نتيجة لطرد الجسم للمواد السامة والأجسام الغريبة الموجودة في التاتو، ومنها الحبر مما يؤدي لحدوث الندوب، أو الالتهاب والاحمرار بالجلد.
  • يؤدي التاتو لبعض المشاكل عند اجراء التصوير باستخدام الرنين المغناطيسي، كالتورم والحرقة نتيجة لاحتواء التاتو على مادة الحديد التي تتفاعل مع الرنين المغناطيسي وتسخن بشكل واضح.
  • يؤثر التاتو على لون الجلد حول الوشم، كما قد يؤدي لتسمم الجسم عند إدخال إبرة غير معقمة به، وذلك في حالة استخدام الأدوات الغير معقمة على الجلد.

طرق إزالة التاتو المؤقت

يمكن إزالة التاتو المؤقت عن طريق استخدام بعض الوصفات الطبيعية، حتى لا يؤدي للإضرار بالجلد وذلك كالتالي:

  • زيت الأطفال: ويتم في هذه الطريقة غمس قطنة في زيت الأطفال، ثم استخدامها في التخلص من التاتو الموجود على الجلد عن طريق الفرك لعدد من المرات حتى يُزال بالكامل، ويمكن تكرار هذه الطريقة للوصول للنتيجة المطلوبة.
  • المستحضرات الخاصة بإزالة التاتو أو الوشم وهي متوفرة في الصيدليات، حيث يمكن استخدامها في إزالة الوشم المؤقت بمنتهى السرعة، ومنها المناديل المبللة بمادة السليكون. حيث يتم استخدامها على مكان وجود التاتو.
  • استخدام الكحول المحمر، وله قدرة على التخلص من الوشم المؤقت بسرعة فائقة، ولكن يجب الحرص على عدم استخدامه بطرقة مركزة حتى لا يؤدي لتعرض الجلد للحروق بشكل شديد.
  • استخدام زيت الزيتون، حيث يتم وضع زيت الزيتون بشكل كثيف على الجلد المرغوب في إزالة التاتو منه، وتركه دقيقة من الوقت أو ما يزيد عن ذلك، ثم استخدام المنشفة لفركه حتى يختفي التاتو بشكل كامل.
  • استخدام الشريط اللاصق، حيث يمكن استخدام الشريط الشفاف اللاصق عن طريق تطبيقه على مكان وجود التاتو، ثم القيام بالضغط على الشريط لكي يلتصق به التاتو المؤقت، ومن ثم يتم تقشيره أو نزعه بشكل سريع لكي يمكن انتزاع مساحة واسعة من التاتو من خلاله، ويتم تكرار الطريقة حتى يتم إزالة التاتو بالكامل، ولو حدث احمرار للجلد يمكن استخدام بعض قطع الثلج للتخلص من هذا الاحمرار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى