اسلاميات

قصة يوسف عليه السلام

قصة يوسف عليه السلام نقدمها لكم اليوم عبر موقعنا البلد حيث أن قصة يوسف عليه السلام هي إحدى أعظم القصص في القرآن الكريم، وفي مقالنا هذا سنسرد القصة بالتفصيل كما جاءت في كتاب الله تعالى، حيث أن الله عز وجل اختص سيدنا يوسف بسورة كاملة تحمل اسمه وتحمل أيضًا قصته وكل ما يدور حوله، وهذا ما سنتعرف عليه بالتفصيل.

قصة يوسف عليه السلام مع إخوته

لقد كان إخوة يوسف يحقدون عليه بشدة لأن سيدنا يعقوب كان يُحب يوسف حبًا شديدًا، فظنوا أنهم إذا تخلصوا من يوسف عليه السلام سيكون حب أبيهم لهم فقط، فقد كان يعقوب عليه السلام يحب يوسف وأخيه أكثر من بقية أبناءه، وكانوا يقولون بأن فعل أباهم هذا خطأً في حقهم.

ومن هنا بدأوا التفكير في طريقة لكي يتخلصوا من أخيهم يوسف من دون أن يعلم والدهم بما يخططون له، وحرصوا على أن لا يشك لهم والدهم، اتفقوا في البداية على أن يقتلوه، لكن أحدهم اقترح أن يلقوا به في البئر وأن ذلك أفضل لهم من قتله.

فجاءوا إلى والدهم وطلبوا منه أن يسمح ليوسف بالذهاب معهم ليلعب، لكن النبي يعقوب عليه السلام لم يوافق، وأخبرهم بخوفه من الذئاب أن تأكله وهم لا يعلمون، لكن بعد إقناع إخوة يوسف لأبيهم، وافق على أن يصحبوه معهم وأمَّنهم على أخوهم يوسف.

ولما ذهبوا إلى هناك ألقوه في البئر، ومن ثم عادوا إلى والدهم في الليل ويمثلون الحزن والبكاء، ويحملون قميص يوسف وعليه آثار الدماء، وأخبروا والدهم ان الذئب قد أكل يوسف، لكن نبي الله يعقوب لم يُصدق كذبهم، وأخبرهم بأن الله سيكشف ما فعلوه بأخيهم.

المسافرون الذين وجدوا يوسف في البئر

كان يوسف عليه السلام وحيدًا في البئر، وظل ينتظر رحمة الله تعالى، حتى مروا جماعة من الرحالة وعندما وجدوا البئر قاموا بإلقاء الدلو لكي يشربوا وعندما رفعوا الدلو وجدوا يوسف عليه السلام، وأخذوه كبضاعة واعتبروه ملكًا لهم.

وعندما عَرف إخوة يوسف بأن مجموعة من المسافرين وجدوا أخاهم وأخذوه لهم ذهبوا وراءهم لكي يخبروهم بأن هذا الغلام ملكًا لهم، وحينها باعوه للمسافرين بمبلغٍ زهيد، ثم بيع يوسف لعزيز مصر الذي اشتراه لكي يكون خادمًا له ولزوجته، ولكن كان في هذا تمكينًا من الله ليوسف في أرض مصر ورحمة من الله تعالى.

امرأة العزيز وما فعلته ليوسف عليه السلام

عاش نبي الله يوسف عليه السلام في بيت العزيز حتى اشتد عوده وبلغ رشده فحاولت امرأة العزيز أن تقوم بإغواء يوسف عليه السلام، وأرادت أن تستدرجه إلى الفاحشة، لكن النبي يوسف لم يوافق على ذلك لأن الله لا يرضى ذلك ولأن العزيز كان رجلًا كريمًا معه وأحسن معاملته.

لم يرضى يوسف عليه السلام بأن يخون نفسه وما عاهد الله عليه، ولم يرضى بأن يخون العزيز الذي آواه في بيته، واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم، ودعا الله أن ينجيه من الوقوع في الفتنة، وكانت امرأة العزيز قد غلقت الأبواب حتر لا يخرج يوسف عليه السلام.

لكن يوسف عليه السلام ذهب مُسرعًا باتجاه الباب محاولًا الهرب منها لكنه ألحقت به أمسكت قميصه من الخلف بيدها فانشق القميص، والتقت زوجها عند الباب فلما رأته قالت له بأن يوسف حاول إغوائها وأنها صدته وحاولت منعه.

وبعدما حدث ذلك انتشر أمر امرأة العزيز وما فعلته بيوسف عليه السلام، وبدأ النساء في المدينة يتحدثن حول ذلك، فأرادت أن توضح لهن سبب فعلها هذا، فقامت بدعوتهن إلى سفرة طعام، وأعطت سكينًا لكل امرأة منهن لكي تساعدهم في الأكل.

وطلبت بعد ذلك من يوسف عليه السلام أن يخرج على هؤلاء النساء، وعندما رأين يوسف عليه السلام وشدة جماله، قمن بتقطيع أيديهن وهم غافلون تمامًا عما يفعلون، فقد أذهب جمال يوسف بعقلهن فلم يعدن يشعرن بأنهم يقطعن أيديهن، وقالوا إنه ليس بشرًا بل ملاكًا.

واعتذرت امرأة العزيزة عن فعلتها مع يوسف، وأن جماله هو الذي دفعها لفعل ذلك، فدعا سيدنا يوسف ربه بعد ذلك أن يُبعد عنه كيد هؤلاء النساء.

كما نرشح لك المزيد من التفاصيل عن قصة سيدنا يوسف عبر: قصة سيدنا يوسف عليه السلام كاملة

سيدنا يوسف في السجن

أمر العزيز بسجن يوسف عليه السلام بالرغم من أنه يعلم ببراءته، لكنه أراد أن يبرئ زوجته ويمنعها من أن تُفتن به مرة أخرى.

وعندما دخل يوسف عليه السلام السجن، قابل العديد من الناس، وكان معروفًا عنه الصدق، كثرة العبادة، والأعمال الصالحة، وإحسانه وأمانته، وفي خلال فترته في السجن دخل معه السجن فتيان، أحدهما كان يسقي الملك، والثاني كان يخبز للملك، وكلاهما رأى رؤيا في منامه.

فذهبا إلى يوسف عليه السلام ليخبرهما بمعنى هذه الرؤى، ولأن يوسف عليه السلام نبيًا كان يعلم تفسير الأحلام بما علمه الله إياه، وكان يدعوا رفاقه في السجن إلى عبادة الله الواحد الأحد وترك عبادة الأوثان.

وأخبر يوسف الفتيان تأويل رؤياهما، فأخبر الأول الذي رأى في منامه أنه يعصر الخمر ويعطيه إلى الملك بأنه سيخرج من السجن ويستعيد عمله، وأخبر الثاني الذي رأى أنه يحمل فوق رأسه خبزًا وتأكل الطير من هذا الخبز بأنه سيتم صلبه كعقاب له وأن الطير ستأكل رأسه.

وأخبر يوسف عليه السلام الفتى الأول عندما يخرج من السجن أن يخبر الملك ببراءة يوسف ويخرجه من السجن، لكن الفتى نسي أمر يوسف وبقى يوسف عليه السلام في السجن.

ويمكنكم أيضًا معرفة المزيد عن سورة سيدنا يوسف من خلال: سبب نزول سورة يوسف وسبب تسميتها بهذا الاسم وفضل قراءتها

تفسير يوسف عليه السلام لرؤيا الملك

رأى الملك رؤيا في منامه وعجز الكهنة عن تفسيرها وكانت أنه رأى سبع بقرات يظهر عليهن الضَعف يأكلن سبع بقرات سمان، ورأى سبع سنابل لونهن أخضر وسبع سنابل أخرى يابسات، واعتذر الكهنة عن تفسير ذلك الحلم وأخبروا الملك أنه ليس إلا أحلام مختلطة ولا يدل على شيء.

وكان الفتى الذي كان مع يوسف عليه السلام في السجن واقفًا في ذلك الوقت وسمع ما قاله الكهنة، فاقترح على الملك أن يعرف من يفسر يه رؤياه ودلهم على يوسف، فقام يوسف بتفسير رؤيا الملك، وأخبرهم أنه هناك سبع سنوات قادمات سيفيض فيهن الطعام والرزق لكثرة الأمطار والخصوبة، فعليهم أن يأكلوا ما يكفي حاجتهم من هذا الرزق ويحفظوا الحصاد المتبقي في سنابله لكيلا يفسد.

لأنه سيأتي بعد هذه السنوات سبع سنواتٍ تجف فيهن الأرض ويقل الحصاد فيخرجون حينها ما حفظوه من الحصاد ليكفي حاجتهم، وأن بعد انجلاء هذه السنوات العجاف، سيأتي عليهم سبع سنين تُمطر فيهن السماء، وتزداد خصوبة الأرض، ويقوم الناس بعصر الزيت والعنب وغيره.

وبعد ذلك أمر الملك بأن يخرجوا يوسف من السجن بعد أن قاموا بتبرئته من أمر النسوة، وأنه عفيفًا لم يفعل ما أرادوه منه، وطلب يوسف عليه السلام من الملك أن يجعله أمينًا على خزائن مصر، وهكذا أصبح يوسف ذو شأن في أرض مصر.

لقاء يوسف بإخوته

في سنين القحط والجفاف، كان أهل فلسطين يذهبون إلى مصر لكي يحصلوا على الغلّة، فذهب إخوة يوسف معهم لعلهم يرجعوا بطعامٍ لأهلهم، وهناك دخلوا على أخيهم يوسف عليه السلام ولم يتعرفوا عليه لكنه عرفهم وطلب منهم إحضار أخيهم بنيامين معهم في المرة القادمة، وإلا لن يكيل لهم من الغلّة.

فذهبوا إلى أبيهم وطلبوا منه أن يدع بنيامين يذهب معهم لكي تزداد حصتهم من المؤن، وأن العزيز هو الذي طلب منهم ذلك، وكانوا قد وجدوا مؤنهم وأموالهم في رحالهم، ولكن أباهم رفض ذلك عندما تذكر فعلتهم بيوسف، ووافق بعد ذلك لكي يزداد نصيبهم من المؤن.

ذهبوا مرة أخرى إلى مصر ومعهم أخاهم بنيامين، وعندما دخلوا على يوسف عليه السلام أراد يوسف أن يظل اخله بنيامين معه، فوضع كأس الملك في رحال أخيه بنيامين، وأمر وكيله بأن يذهب وراءهم عند عودتهم ويخبرهم بأن بينهم من سرق كأس الملك، وفتشوا رحال بنيامين وقبضوا عليه بأمرٍ من العزيز وخبرهم انه سيكون عبدًا عند الملك لأنه سارق.

وبعد عودتهم أخبروا والدهم بما حدث لكنه لم يصدّقهم، وأصابه الحزن الشديد وأخذ يذكر يوسف وابيضت عيناه أثر ذلك، وأمر أبناءه أن يعودوا إلى مصر ويبحثوا عن يوسف وبنيامين، فذهبوا مرة أخرى إلى مصر.

التقاء يوسف عليه السلام بأسرته

فلما رجعوا إلى مصر، طلبوا من العزيز أن يعفو عن أخاهم وأن أباهم ابيضت عينا من الحزن، وأنه شيخٌ كبير، فحدثهم عن فعلتهم بيوسف فعلموا أنه هو أخاهم يوسف، فطلبوا منه أن يعفوا عنهم، فطلب منهم أن يرجعوا بقميصه هذا إلى أبيهم ويلقوه على وجهه فيعود له بصره.

فذهبوا بقميصه وحس يعقوب عليه السلام بريح يوسف عليه السلام، وبعدما ألقوا القميص على وجهه ارتد بصيرًا، وتجهزوا جميعًا للذهاب إلى مصر للقاء يوسف عليه السلام، وعندما وصلوا دخلوا عليه فأسرع يوسف إلى أبويه، وحفظهم من الجفاف، وأجلسهم بجانبه على العرش، وسجد إخوة يوسف له، ولما قاموا من سجودهم أخبر يعقوب عليه السلام ابنه يوسف بان هذه رؤياه من قبل قد حققها الله تعالى له.

وهكذا أصلح الله ما بين يوسف وإخوته وأتم رحمته عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى