ترتيب الأشهر الهجرية
ترتيب الأشهر الهجرية نقدمها لكم اليوم عبر موقعنا البلد حيث أنه تحتوي السنة الهجرية على اثني عشر شهرًا، وتقسم هذه الشهور تبعًا للتقويم الهجري، والذي يسمى أيضًا بالتقويم القمري، أو التقويم الإسلامي، ويستهل التقويم الهجري بشهر محرم، بينما يختم بشهر ذي الحجة.
وفي هذا المقال سوف نتناول التقويم الإسلامي بالتفصيل، وترتيب الأشهر الهجرية بداخله.
أولًا: ترتيب الأشهر الهجرية
لقد عرفت القبائل العربية التقويم منذ سنوات طويلة سبقت مجيء الإسلام، غير أن اسم التقويم وتقسيم أشهره وأيامه لم تكن واحدة في كافة القبائل، ثم بعد ذلك قاموا بتوحيدها.
وقد استمر العمل بتقويم العرب، حتى تولى الفاروق عمر عليه رضوان الله، شئون الدولة الإسلامية، وكان من بين أعماله: وضع التقويم الهجري.
والتقويم الهجري هو التقويم الذي وضعه الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما كان أمير المؤمنين، حيث بدأ بتأريخ هذا التقويم من العام الذي شهد هجرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، ووفقًا لذلك فإن تاريخ بدء التقويم الهجري سيكون الثاني عشر من شهر ربيع الأول للعام الهجري الأول، وهو يقابل الرابع والعشرين من شهر سبتمبر لسنة 622 في التقويم الميلادي، أما إذا بدأنا العام الهجري الأول من شهر محرم الذي تستهل به السنة الهجرية، فسيكون بداية العام الهجري الأول باليوم الأول من محرم، الذي يقابل السادس عشر من شهر يوليو لسنة 622 في التقويم الميلادي.
ويتم حساب التقويم الهجري على أساس قيام القمر بدورة تامة حول كوكب الأرض، حيث تستغرق الدورة الواحدة الكاملة نحو 354 يوم.
وقد تم تقسيم السنة الهجرية تبعًا لما جاء في القرآن الكريم، من قول الله تعالى في سورة التوبة: “إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا في كتاب الله، يوم خلق السماوات والأرض، منها أربعة حرم. ذلك الدين القيم، فلا تظلموا فيهن أنفسكم، وقاتلوا المشركين كافة، واعلموا أن الله مع المتقين”.
وجدير بالذكر أن الأسماء التي نعرفها لشهور العام الهجري، تعود إلى سنة 412 ميلادية، أي قبل أن يرسل الله تعالى النبي محمد صلى الله عليه وسلم للناس، بنحو قرن ونصف من الزمان، عندما التقت القبائل العربية في زمن كلاب بن مرة، وهو الجد الخامس للرسول صلى الله عليه وسلم، من أجل وضع مصطلح واحد لتلك الشهور، واتفقوا على التسمية التي استمر تناقلها واصطلاحها حتى وقتنا الحالي.
ثانيًا: ما هو ترتيب الأشهر الهجرية؟
ترتب أشهر العام الهجري، على الصورة التالية:
- الشهر الأول هو شهر محرم.
- ويليه: شهر صفَر.
- ثم شهر: ربيع الأول.
- وبعده شهر: ربيع الثاني.
- ثم شهر: جمادي الأول.
- يعقبه شهر: جمادي الثاني.
- ثم شهر: رجب.
- يتبعه: شهر شعبان.
- ثم شهر: رمضان.
- ومن بعده شهر: شوال.
- ثم شهر: ذي القعدة.
- والشهر الأخير في العام الهجري هو: شهر ذي الحجة.
ثالثًا: ما سبب تسمية شهور السنة الهجرية بتلك المسميات؟
لم تقم القبائل العربية باعتماد أسماء الأشهر الهجرية عبثًا، وإنما لكل اسم قصة وسبب، نبينها فيما يلي:-
- شهر محرم: هو الشهر الذي نستهل به كل سنة هجرية جديدة، ويعود اسمه إلى كونه أحد الشهور التي لا يجوز فيها الحرب وسفك الدماء، كما يسمي كذلك بالشهر الحرام.
- شهر صفَر: هو الشهر الذي يلي شهر محرم في تقسيم العام الهجري، وترجع تسميته إلى أن القبائل العربية كانت تذهب فيه للقتال مخلفين منازلهم مهجورة لا يسكنها إنسان، كما أنهم كانوا يستولون على غنائم أعدائهم ولا يدعون منها شيء.
- شهر ربيع الأول: الشهر الثالث في العام الهجري، وهو يوافق بداية فصل الربيع في ذلك الزمن.
- شهر ربيع الثاني: الشهر الهجري الرابع، الذي يأتي بعد شهر ربيع الأول، ويكون فصل الربيع ما زال قائمًا.
- شهر جماد الأول: الشهر الهجري الخامس، وقد كان يأتي في فصل الشتاء، فكانت المياه تتجمد بفعل البرد القارس.
- شهر جماد الثاني: الشهر الهجري السادس، والذي يلي شهر جماد الأول.
- شهر رجب: الشهر الهجري الرابع، وسبب تسميته أن القبائل العربية كانت تترك الحرب، ويفصلون النصل عن الرمح، وفصل النصل عن الرمح يشار إليه في اللغة العربية بفعل “يرجب”.
- شهر شعبان: الشهر الهجري الثامن، وقد ورد في اسمه أكثر من سبب، فهناك من يرجعه إلى قيام القبائل العربية بالتشعب للحرب التي أوقفوها في شهر رجب، وهناك من يرجعه إلى ندره المياه في ذلك التوقيت، وتشعب القبائل العربية وانتشارها للحصول على المياه.
- شهر رمضان: الشهر الهجري التاسع، وترجع تسميته إلى أن الشمس فيه تكون قاسية، فرمضان مشتقة من “رمض”، ونقول رمض اليوم، بمعنى أنه حار للغاية.
- شهر شوال: الشهر الهجري العاشر، وترجع تسميته إلى أن الجمال كان يصيبها الوهن ولا تدر اللبن، فكان يطلق على ذلك قول الجمال تشّول.
- شهر ذو القعدة: الشهر الهجري الحادي عشر، وكانت القبائل العربية تمتنع فيه وتقعد وتكف عن الحرب، فهو بداية الأشهر الحرم.
- شهر ذو الحجة: وهو الشهر الهجري الثاني عشر، وختام العام الهجري، وكانت القبائل العربية تذهب للحج في هذا الشهر.
ولدينا المزيد من التفاصيل يمكن التعرف عليها عبر: ماذا كان يسمى شهر شوال قبل الإسلام ؟
رابعًا: كيف توزع السنة الهجرية؟
يوجد في العام الهجري الواحد نحو 354 يوم، مقسمة على 12 شهر، وتصنف هذه الشهور إلى شهور حل، وشهور حرم، وهي كالتالي:
- الشهور الحل:
وعدها ثمانية أشهر، ويباح فيها للمسلمين أن يحاربوا أعداء الإسلام، عملًا بقول الله عز وجل في سورة التوبة: “فإذا انسلخ الأشهر الحرم، فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد، فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، فخلوا سبيلهم، إن الله غفور رحيم”.
وهذه الأشهر هي: شهر صفر، وشهر ربيع الأول، وشهر ربيع الثاني، وشهر شعبان، وشهر رمضان، وشهر شوال، وشهر ذو القعدة، وشهر ذو الحجة.
- الشهور الحرم:
وعددها أربعة أشهر، وهي الشهور التي أمر الله تعالى المسلمين بالامتناع عن الحرب وسفك الدماء فيها، امتثالًا لقوله عز وجل في سورة التوبة: “إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض، منها أربعة حرم، ذلك الدين القيم، فلا تظلموا فيهن أنفسكم، وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة، واعلموا أن الله مع المتقين”.
وهي كالتالي: تبدأ بشهر ذي القعدة، ثم شهر ذي الحجة، وشهر محرم، وهي شهور متصلة ببعضها، والشهر الرابع هو شهر رجب.
وجدير بالذكر، أن القبائل العربية كانت تقعد عن الحرب خلال هذه الشهور، وقد انتقل هذا التقليد وجرى العمل به من جيل إلى جيل، ومن ثم عندما بعث الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، حافظ على هذا التقليد، ونزل أمر مباشر بتحريمه، في نصوص القرآن الشريف.
ويتم العمل بالتقويم الهجري في كافة بلدان الخليج العربي، فهو التقويم الرسمي في كافة الهيئات والمنظمات الرسمية والحكومية داخل الخليج.