اسلاميات

سبب نزول سورة الضحى

سبب نزول سورة الضحى المكية ليست بالسبب الوحيد، فإن لمعظم آيات سورة الضحى أسبابها المختلفة أثناء نزولها، وكان نزولها فيه تخفيف على النبي صلى الله عليه وسلم، فكانت بين بدء البعثة وهجرة الحبشة وهي فترة لم تكن بالسهلة، لذلك ومن خلال موقع الماقه ننقل لكم سبب نزول سورة الضحى.

سبب نزول سورة الضحى

لهذه السورة في نفس النبي صلى الله عليه وسلم كبير الأثر، حيث أن الله تعالى أذهب كيد الكافرين والمشركين في تلميحاتهم بانقطاع الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فجاء الدليل على ذلك من حديث جندب بن عبد الله البجلي أن (اشتكى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلَمْ يقُمْ ليلةً أو ليلتَيْنِ فأتَتْه امرأةٌ فقالت: يا مُحمَّدُ ما أرى شيطانَك إلَّا قد ترَكك فأنزَل اللهُ: (وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)) [صحيح بن حبان | 1-3 الضحى]

قال الطبري في هذه المرأة التي شمتت بامتناع الوحي عن النزول على قلب النبي صلى الله عليه وسلم أنها زوجة أبي لهب، كما أن البعض من المفسرين قد ذهبوا إلى أن ما في الحديث هو سبب نزول الآيات الثلاث الأولى من السورة، مع بعض أسباب النزول الأخرى.

سبب نزول الثلاث آيات الأول

سبب نزول هذه الآيات (وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)) هو جزء من سبب نزول سورة الضحى، ففي بداية البعثة كان نزول جبريل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم.

فكان جبريل أكثر ما يدعمه ويمده بالهمة للقيام بالدعوة والرسالة التي أمره الله تعالى بها، فلما تأخر الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم أصيب بالهم الشديد والخشية من أن يمتنع الوحي عن النزول إليه لسبب ما.

فلمحت له السيدة خديجة رضي الله تعالى عنها أن السبب في انقطاع الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم، قد يكون بسبب الخوف الشديد الذي كان يتملك من النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول الوحي عليه، ولنذكر ما حدث في غار حراء.

ثم اتبع بالتدثير والتزميل للنبي صلى الله عليه وسلم والحمى الشديدة بعدها في بيت خديجة رضي الله عنها، فأنزل الله تعالى الثلاث آيات الأولى من السورة بيانًا للناس بأن الله تعالى لم يتخل عن النبي صلى الله عليه وسلم.

غير أن قصة أخرى قد وردت في هذه الآيات الثلاث، وهي أن جروًا مات تحت سرير النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن دخل البيت واستقر تحته، فانقطع الوحي لعدة أيام، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم تحدث إلى خادمته “خولة” فقال: ما بالِ بيتي؟ لم ينزل عليَّ جبريل منذ أيام!

فقامت خولة ونظفت البيت، وجددت هواءه، فلما وصلت إلى أسفل سرير النبي صلى الله عليه وسلم، وجدت الجرو الميت، فأخذته خارج البيت، وما أن خرجت الجيفة من بيت النبي صلى الله عليه وسلم إلا وارتعدت لحيته لنزول جبريل عليه السلام.

فأوحى جبريل بهذه الآيات الثلاث التي بين الله تعالى فيها لنبيه صلى الله عليه وسلم أنه داعمه ومكذب كيد الكافرين.

قد تجتمع الروايات الثلاثة السابقة جميعها فيما أنزل من الآيات الثلاث الأولى من الضحى على قلب النبي صلى الله عليه وسلم.

سبب نزول الآية الرابعة والخامسة

(وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَىٰ (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ (5))

لما بين الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم ما قد خبأ الله تعالى لأمته من بعده، فرح النبي صلى الله عليه وسلم فرحًا كبيرًا، فزاده الله تعالى خيرًا فأنزل عليه الآية الرابعة من سورة الضحى، وبشره الله تعالى بألف قصر من اللؤلؤ في الجنة ترابها من مسك، كما من الله عز وجل عليه بما ملا به هذه القصور من الخدم والأزواج عندما أنزل عليه الخامسة من سورة الضحى.

بذلك كانت الآيات السابقة مكملة لسبب نزول سورة الضحى.

سبب نزول الآيات من السادسة إلى الثامنة

 (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ (8))

تعد هذه الآيات سبب نزول سورة الضحى في أجزائها الأخيرة، حيث حدث النبي صلي الله عليه وسلم ربه في يوم فقال: اللهم قد سخرت الريح لسليمان، وأحييت الموتى لعيسى، وعدد النبي في معجزات الأنبياء الذين سبقوه، فبين الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم ما من به عليه من الخيرات.

فقال في الآيات السابقة ما يبين ذلك من أن الله تعالى آواه بعد يتمه، وأرشده للحق والإسلام بعد الضلال، وما كان من فضل الله تعالى عليه من الغنى بعد الفقر والزواج، ثم أتبعها الله تعالى بسورة الانشراح.

لم سميت سورة الضحى بهذا الاسم

لما ذكرنا سبب نزول سورة الضحى، كان لا بد من أن نبين سبب تسميت هذه السورة العظيمة من كتاب الله تعالى بهذا الاسم.

سميت سورة الضحى بهذا الاسم نسبة إلى أول كلمة بدأت بها السورة، مثلها مثل الكثير من سور القرآن الكريم التي أخذت اسم الكلمة الأولى من السورة.

أقسم الله تعالى بوقت الضحى، وهو وقت أول النهار من بعد مشرق الشمس قرص كامل إلى ما قبل توسطها في كبد السماء عند الظهيرة.

يعد قسم الله تعالى بهذا الوقت من النهار دليل قاطع على أهمية هذا الوقت وما فيه من الخير والبركة على باقي اليوم كله، حتى أن الله يوزع فيه أرزاق العباد.

كما أن الله تعالى أقسم في هذه السورة بهذا الوقت لما في باقي السورة من خبر النبي صلى الله عليه وسلم، ففي سورة الليل تبع الله تعالى هذا الوقت بخبر رجل بخيل.

الدروس المستفادة من سورة الضحى

في موضوعنا “سبب نزول سورة الضحى” بينَّا أنها جاءت لتواسي الرسول صلى الله عليه وسلم، بعدما امتنع الوحي عنه لثلاث ليالٍ، فبدَّل الله تعالى ما أصاب قلب النبي من الفتور واليأس بالتفاؤل والأمل والبشرى الكبيرة منه له ولأمته، ومن الأمور التي لها دلالات ذلك ما يلي:

  • لا يبقى الحال في ضيق أبدًا، بل يتبعه الفرج من الله تعالى، فمهما طالت فترة ابتلاء الله للعبد، يرحمه الله بصبره وتحمله على هذا البلاء، وما من عبد خلقه الله تعالى فضيق عليه إلا وفرج عنه كربته وبلاءه.
  • بعد أن عانى المسلمون أكبر عذاب من المشركين من الناحية النفسية والجسدية، من الله عليهم بهذه السورة التي حملت البشرى لهم، فتبدا حالهم بسبب قوة إيمانهم وثقتهم بكلام الله تعالى.
  • بين الله تعالى أهمية حرص المسلمين على رعاية الأيتام وإجابة السائلين، والنهي عن زجرهم أو تقبيحهم أو الإساءة إليهم بأي صورة كانت، كما بين الله تعالى أهمية الحديث عن فضله على المسلمين ومنه وكرمه.
  • وجوب شكر المسلم للنعم التي أنعم الله تعالى بها عليه وألا ينساها بمقارنتها مع غيره من العباد، فلكل عبد رزقه المقسوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى